من هو الشبح؟!
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
غادر أكبر الأولاد الغرفة. لم تكن هذه زيارته الأولى لهذا المكان. انطلق مسرعًا نحو غرفة محددة، وكانت خطواته خفيفة أثناء عبوره الردهة. كان يتوقف عند كل باب، يلصق أذنه به ليسترق السمع، متأكدًا من خلوّه من أيّ صوت قبل أن يتابع طريقه.
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن ْ أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
ترجمة: Arisu san
“حسنًا، لقد فهمنا القواعد. فلنبدأ.” قالها أكبر الأولاد سنًّا بنفاد صبر. وقف في الزاوية ولمح ورقته خلسة، لكن ملامحه لم تَبدُ راضية.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
أيقظ الفتى الأكبر الجميع، وأجبرهم على التجمع. كان المهجع يحوي أكثر من ثلاثين سريرًا، لكن أربعة عشر فقط كانت مشغولة.
“لعبة المافيا؟” تساءل الأيتام بدهشة، لم يسبق لهم أن لعبوا هذه اللعبة من قبل، فحدّقوا في “هان فاي” بفضولٍ غامر.
شرح لهم “هان فاي” قائلًا:
“توقفي عن التظاهر بالنوم، تعالي نلعب سويًّا.”
“القواعد بسيطة. سأكتب أدوار ‘الإنسان’ و’الشبح’ و’الوسيط’ على أوراق مختلفة. بعد انطفاء الأنوار، يُغمض الجميع أعينهم. الشبح سيتحرّك أولاً، يقتل شخصًا كلّ ليلة. بعد أن يختار الشبح ضحيته، يستطيع الوسيط أن يتحقّق من هوية أحد اللاعبين ليرى إن كان هو الشبح أم لا. ثم تعود الإضاءة، ويفتح الجميع أعينهم، لنبدأ بعدها مرحلة التصويت. الأكثرية تفوز. يفوز البشر إن قبضوا على الشبح، ويظفر الشبح بالفوز إن قُتل كلّ البشر.”
أثار الشرح اهتمام الولد الكبير على الفور. بدا هذا أمتع بكثير من منازل الورق التي اعتادوا اللعب بها.
وبعد أن فهم الأطفال القواعد، كتب كلمة “إنسان” على كل الأوراق الست عشرة، ثم خلطها أمامهم. وطلب من كلّ طفل أن يختار ورقته.
قال “هان فاي” وهو ينظر حوله:
قال: “بما فينا نحن الثلاثة، هناك سبعة عشر لاعبًا. واحد سيكون المضيف، والباقون يمكنهم المشاركة.” ثم سحب الفتى الذي يحمل الدمية من خلفه. “يمكنك أن تكون المضيف في الجولة الأولى.”
“بالطبع، كلما زاد عدد اللاعبين كان ذلك أفضل. اجمعوا باقي الأطفال الراغبين باللعب. أين الطفلة الصغيرة؟”
ردّ الصبي وقد دسّ يده في جيبه، وظهر بين أصابعه خصلات شعر:
طرد الضوء عتمة الغرفة وأيقظ الأطفال من أحلامهم. حدّقوا إلى الباب بذهول، وما إن أبصروا الفتى الأكبر حتى انتبهوا فورًا، وامتلأت عيونهم بالخوف. كانوا ضحايا تنمّره الدائم.
“لقد… عادت إلى المهجع لتنام. إنها مرهقة جدًا، فلا يجب أن نزعجها. سأجد لك أطفالاً آخرين.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبينما كان يهمّ بمغادرة الغرفة، انتقلت عينا “هان فاي” ببطء نحو منازل الورق المغطاة بالدماء. همس في نفسه:
“رقم الولد الاكبر كان 024… وهذا الفتى كذلك؟”
“من الأفضل أن أدمّر هذا المكان المقزّز.”
فتح قائمته على الشاشة. وفور مغادرة الصبي لمخبئه، وصلته رسالة:
# إشعار للاعب 0000!
عندها أشار هان فاي إلى فتى يجلس قربه: “تحقّقت منك ليلة البارحة… أنت إنسان.” فأومأ الطفل برأسه تأكيدًا.
لقد أكملت اللعبة الثالثة مع الأطفال، ونلت المكافأة—الدليل الثالث.
ثم استدار عبر الزاوية، وقاد “هان فاي” نحو غرفة أخرى. صرير الباب الأسود ارتفع في المكان حين دُفع ليفتح، وارتسم ظل الفتى على ضوء خافت. قال:
# الدليل 3:
“الطفل الذي تبحث عنه ينتعل حذاءً أبيض، ويختبئ في إحدى الغرف.”
مشكلة عقلية، طفل سيء في نظر الجميع، ينتعل حذاءً أبيض ويختبئ وحيدًا داخل غرفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت الأدلة دقيقة للغاية، مما سمح لـ”هان فاي” باستبعاد معظم الأطفال. لم يعد بحاجة إلى التحفّظ بعد الآن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
غادر أكبر الأولاد الغرفة. لم تكن هذه زيارته الأولى لهذا المكان. انطلق مسرعًا نحو غرفة محددة، وكانت خطواته خفيفة أثناء عبوره الردهة. كان يتوقف عند كل باب، يلصق أذنه به ليسترق السمع، متأكدًا من خلوّه من أيّ صوت قبل أن يتابع طريقه.
قال هامسًا:
“هاتان الغرفتان لمكتب المدير وغرفة استراحة الممرضات. يمكننا اللعب بصوتٍ عالٍ لكن إن أيقظناهم، فالعواقب ستكون وخيمة.”
ثم استدار عبر الزاوية، وقاد “هان فاي” نحو غرفة أخرى. صرير الباب الأسود ارتفع في المكان حين دُفع ليفتح، وارتسم ظل الفتى على ضوء خافت. قال:
“توقفي عن التظاهر بالنوم، تعالي نلعب سويًّا.”
وبمجرّد أن وجّه دفة الحوار، آمن معظم الأطفال أن الفتى المذنب هو الشبح.
كانت الغرفة هي مهجع الأيتام، ينام أكثر من عشرة أطفال في مكان واحد. لم يكن فيها نافذة، وكانت رائحتها كريهة، كأنها علبة سوداء مغلقة.
صاح:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“استفيقوا الآن!”
# الدليل 3:
وما إن دخل “هان فاي”، حتى أغلق الفتى الباب وأضاء المصباح الوحيد في الغرفة. أنار الضوء وجوه الأطفال، فتغيّر تعبير “هان فاي” فور رؤيتهم. كان معظم الأطفال يعانون من تشوّهات خلقية، وبعضهم لا يستطيع حتى النهوض من السرير.
طرد الضوء عتمة الغرفة وأيقظ الأطفال من أحلامهم. حدّقوا إلى الباب بذهول، وما إن أبصروا الفتى الأكبر حتى انتبهوا فورًا، وامتلأت عيونهم بالخوف. كانوا ضحايا تنمّره الدائم.
حين رأى أن بعض الأطفال ما زالوا متكوّمين تحت أغطيتهم، انتزعها عنهم بعنف، وركل أحدهم ليُسقطه عن السرير. لم يكن هذا جديدًا عليهم. كانوا معتادين على المعاملة القاسية، فتصرّفوا بغرابة. رغم خوفهم، عضّوا على شفاههم والتزموا الصمت، خشية أن يثيروا جلبة فتنتبه الممرضات، وعندها يكون العقاب أشد.
وبينما كان يهمّ بمغادرة الغرفة، انتقلت عينا “هان فاي” ببطء نحو منازل الورق المغطاة بالدماء. همس في نفسه:
نظر الفتى الأكبر إليهم بابتسامة خبيثة. كان يخطط لضرب أحدهم مجددًا، لكن “هان فاي” أوقفه:
“هل يُسعدك أن تُعنّف من هم أضعف منك؟”
أثار الشرح اهتمام الولد الكبير على الفور. بدا هذا أمتع بكثير من منازل الورق التي اعتادوا اللعب بها.
ابتسم الفتى ساخرًا وقال:
ترجمة: Arisu san
“أعرف أنك تشفق عليهم، لكن لا أحد في هذه الغرفة يستحق الشفقة.”
ثم أمسك أحد الأطفال من قدميه، وتابع:
“ربما تظنني شريرًا، لكنني لست الأسوأ. هذا الصبي قتل والديه. أحباه كثيرًا، لكنه سمّمهما. وهذا…”
تملّكه الارتباك. فهذه الدار المظلمة قد عرّفها النظام بأنها “دار الأيتام البيضاء”.
وركل صبيًّا قصيرًا سمينًا بجانبه.
“هاتان الغرفتان لمكتب المدير وغرفة استراحة الممرضات. يمكننا اللعب بصوتٍ عالٍ لكن إن أيقظناهم، فالعواقب ستكون وخيمة.”
“قطع حبل الأمان لعامل تنظيف النوافذ، فتسبّب بموته. هل تتذكّر تلك الفتاة التي كادت تقتلنا؟ لقد دفعت طفلة أجمل منها إلى المدفأة!”
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن ْ أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
قهقه الفتى وقال:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شرح لهم “هان فاي” قائلًا:
“هل تظنهم بحاجة للشفقة؟ الجميع هنا يتمنّى موتك. هذا المكان مأوى لغير القابلين للعلاج. كلّما صغُر حجمهم، زاد سمّهم.”
ما تبقّى منه كان قميصًا أحمر ممزّقًا وحذاءً أحمر فاتحًا.
وأشار إلى الأطفال وهو يروي ما ارتكبوه من فظائع. كانت خطايا البالغين غالبًا ما تُرتكب بعد تدبير وتخطيط، أما خطايا الأطفال فكانت طاهرة في دنسها، خالية من النفاق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في تلك اللحظة، أدرك “هان فاي” السبب الذي جعل هذا الميتم يثير ريبة قلبه. كلّ يتيم هنا كان تجسيدًا لخطيئة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صاح:
أيقظ الفتى الأكبر الجميع، وأجبرهم على التجمع. كان المهجع يحوي أكثر من ثلاثين سريرًا، لكن أربعة عشر فقط كانت مشغولة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظر الفتى الأكبر إليهم بابتسامة خبيثة. كان يخطط لضرب أحدهم مجددًا، لكن “هان فاي” أوقفه:
“أهذا كل شيء؟” لم يكن أيٌّ من هؤلاء الأطفال هو الطفل الذي يبحث عنه هان فاي. تطلّع إلى أقدامهم فرأى أن أحذيتهم جميعًا حمراء فاتحة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قال: “بما فينا نحن الثلاثة، هناك سبعة عشر لاعبًا. واحد سيكون المضيف، والباقون يمكنهم المشاركة.” ثم سحب الفتى الذي يحمل الدمية من خلفه. “يمكنك أن تكون المضيف في الجولة الأولى.”
“سأكتب على هذه الأوراق أدوار: الإنسان، الشبح، والوسيط. لا يُسمح لكم بكشف هويتكم للآخرين، فلو عرف الشبح من أنتم، سيقتلكم.”
وقف هان فاي وسط أولئك الأطفال الغرباء، يشرح لهم بصبر قواعد لعبة “المافيا”. الوسيط لن يشارك في اللعب، لذا اختير الفتى صاحب الدمية لهذه المهمة. أخرج هان فاي من مخزونه ست عشرة ورقة بيضاء متماثلة الحجم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حين يُقتل لاعب، تُدمَّر ورقته ولا يمكن معرفة هويته بعد ذلك. وعندما يتبقّى البشر فقط أو الشبح فقط، يعلن المضيف هوية المنتصر.”
“سأكتب على هذه الأوراق أدوار: الإنسان، الشبح، والوسيط. لا يُسمح لكم بكشف هويتكم للآخرين، فلو عرف الشبح من أنتم، سيقتلكم.”
وبعد أن فهم الأطفال القواعد، كتب كلمة “إنسان” على كل الأوراق الست عشرة، ثم خلطها أمامهم. وطلب من كلّ طفل أن يختار ورقته.
قال محذّرًا: “سأكرر مرة أخرى: هدف الشبح هو قتل كل البشر، وهدف البشر هو اكتشاف الشبح. الوسيط يستطيع فحص هوية شخص واحد في كل ليلة، ولكن على الشبح أن يتظاهر أحيانًا بأنه الوسيط. القواعد بسيطة، لكن من يخالفها… يموت.”
بالنسبة للأطفال، كانت هذه اللعبة أكثر إثارة من ألعابهم المعتادة.
“الطفل الذي تبحث عنه ينتعل حذاءً أبيض، ويختبئ في إحدى الغرف.” مشكلة عقلية، طفل سيء في نظر الجميع، ينتعل حذاءً أبيض ويختبئ وحيدًا داخل غرفة.
“حين يُقتل لاعب، تُدمَّر ورقته ولا يمكن معرفة هويته بعد ذلك. وعندما يتبقّى البشر فقط أو الشبح فقط، يعلن المضيف هوية المنتصر.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“حسنًا، لقد فهمنا القواعد. فلنبدأ.” قالها أكبر الأولاد سنًّا بنفاد صبر. وقف في الزاوية ولمح ورقته خلسة، لكن ملامحه لم تَبدُ راضية.
جلس الأطفال بحسب أرقام أسرّتهم، وبدأت اللعبة رسميًّا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“إطفاء الأنوار.” قالها المضيف، ثم ذهب ليطفئ ضوء النوم في المهجع.
“أيها الشبح، افتح عينيك.” في تلك اللحظة، أخرج هان فاي سلاحه R.I.P وتسلل نحو الولد الكبير. لقد خاض معه ثلاث جولات مسبقًا، ولم يعد بحاجة إليه.
“استفيقوا الآن!”
عندما لامس السلاح جسد الصبي، أصبح حادًّا للغاية. مزّق روحه دون رحمة. لقد ألحق هذا الفتى الأذى بالعديد من الآخرين.
#”تنبيه للاعب 0000! لقد قتلت يتيمًا داخل دار الأيتام. مع كل يتيم يُقتل، تزداد فرصة استيقاظ الممرضات والمدير بنسبة 1%، وتنخفض فرصة عثورك على الطفل المستهدف بنسبة 1%.”
قطّب هان فاي حاجبيه لدى سماعه هذا التنبيه من النظام. لقد أراد استغلال هذه اللعبة لتطهير الأشباح الصغيرة، لكنه بات مضطرًا لتعديل خطّته.
“لعبة المافيا؟” تساءل الأيتام بدهشة، لم يسبق لهم أن لعبوا هذه اللعبة من قبل، فحدّقوا في “هان فاي” بفضولٍ غامر.
“لا يمكنني قتلهم، إذًا عليّ أن أجعلهم ينقلبون على بعضهم.”
وما إن اختفى وهج النصل، حتى لاحظ فتىً يحدّق به. لقد خالف هذا الفتى القواعد.
عاد هان فاي إلى مقعده، فيما تابع المضيف: “أيها الوسيط، افتح عينيك.”
انتظر الفتى طويلاً، لكن لم يجب أحد. فأعلن: “لقد طلع الصباح. القتيل ليلة البارحة هو الرقم ٢٤.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
توجهت أنظار الأيتام إلى المكان الذي كان يجلس فيه الولد الكبير. لم يبدُ عليهم القلق، بل ارتسمت على وجوههم علامات الراحة.
كان المتنمّر الأكبر قد قُتل، وكانوا جميعًا يهابونه ويطيعونه مرغمين، وإلا نُبذوا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وأخيرًا، سقط الطاغية.
صرخ أحد الأولاد: “رأيته يقتله ليلة البارحة!” مشيرًا إلى هان فاي. “إنه الشبح!”
عندئذٍ، استدار الجميع نحو هان فاي.
فواجههم ببرود وقال: “أنا إنسان… أما أنت، فأنت الشبح.” لم يكن مخطئًا؛ فهان فاي بالفعل إنسان، والولد الآخر كان الشبح.
“لقد قتلتَه! رأيت ذلك بعيني!”
ردّ هان فاي بحزم: “بحسب القواعد، لا يفتح عينيه في الليل إلا الشبح والوسيط. فإن كنت إنسانًا، فهذا يعني أنك خالفت القواعد ورأيتني بعينيك. وإن كنت الشبح، فأنت تحاول إلصاق التهمة بي ليُصوّت الجميع ضدي. أما إن كنت الوسيط، فمن المحتمل أنك رأيتني أقتله، لكن المشكلة أنني أنا الوسيط.”
“حسنًا، لقد فهمنا القواعد. فلنبدأ.” قالها أكبر الأولاد سنًّا بنفاد صبر. وقف في الزاوية ولمح ورقته خلسة، لكن ملامحه لم تَبدُ راضية.
ثم أردف متحدّيًا: “فأيّ من هذه الاحتمالات الثلاث هو الصحيح؟”
كانت الغرفة هي مهجع الأيتام، ينام أكثر من عشرة أطفال في مكان واحد. لم يكن فيها نافذة، وكانت رائحتها كريهة، كأنها علبة سوداء مغلقة.
خرق القواعد يعني الموت، والموت في هذه اللعبة نهائي، لا رجعة فيه.
ارتبك الصبي وتلعثم.
“حسنًا، لقد فهمنا القواعد. فلنبدأ.” قالها أكبر الأولاد سنًّا بنفاد صبر. وقف في الزاوية ولمح ورقته خلسة، لكن ملامحه لم تَبدُ راضية.
عندها أشار هان فاي إلى فتى يجلس قربه: “تحقّقت منك ليلة البارحة… أنت إنسان.” فأومأ الطفل برأسه تأكيدًا.
قال هان فاي: “الوسيط فقط من يقدر على فحص هويات اللاعبين، ولا يوجد إلا وسيط واحد. الشبح سيسعى جاهدًا لقتل الوسيط.” ثم أشار إلى نفسه: “إن لم أنجُ في الليلة المقبلة، فستعلمون من يجب التصويت ضده.”
“لعبة المافيا؟” تساءل الأيتام بدهشة، لم يسبق لهم أن لعبوا هذه اللعبة من قبل، فحدّقوا في “هان فاي” بفضولٍ غامر.
وبمجرّد أن وجّه دفة الحوار، آمن معظم الأطفال أن الفتى المذنب هو الشبح.
ما تبقّى منه كان قميصًا أحمر ممزّقًا وحذاءً أحمر فاتحًا.
وفي مرحلة التصويت، صوّت الجميع ضدّه.
بدؤوا بالتحديق فيه، ثم وقف أحدهم ليطفئ الضوء. وبمجرد أن غمر الظلام الغرفة، انقضّ الأطفال على الفتى المصوَّت عليه.
لم تُتح له حتى فرصة الصراخ، إذ مزّقت روحه شرّ ممزّق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظر إلى الأطفال من حوله وسأل: “هل أرقامكم جميعًا هي 024؟”
ما تبقّى منه كان قميصًا أحمر ممزّقًا وحذاءً أحمر فاتحًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتبك الصبي وتلعثم.
حدّق هان فاي بالقميص، فتنبّه إلى أمرٍ غريب: الرقم على ظهر القميص كان 024.
وبمجرّد أن وجّه دفة الحوار، آمن معظم الأطفال أن الفتى المذنب هو الشبح.
“رقم الولد الاكبر كان 024… وهذا الفتى كذلك؟”
نظر إلى الأطفال من حوله وسأل: “هل أرقامكم جميعًا هي 024؟”
أجابه أحدهم: “نعم، لأننا في دار الأيتام رقم 024. لكننا نملك أسماءنا الخاصة. وحده المفضَّل لدى المدير يُدعى بـ024.”
حين رأى أن بعض الأطفال ما زالوا متكوّمين تحت أغطيتهم، انتزعها عنهم بعنف، وركل أحدهم ليُسقطه عن السرير. لم يكن هذا جديدًا عليهم. كانوا معتادين على المعاملة القاسية، فتصرّفوا بغرابة. رغم خوفهم، عضّوا على شفاههم والتزموا الصمت، خشية أن يثيروا جلبة فتنتبه الممرضات، وعندها يكون العقاب أشد.
تابع الطفل شارحًا: “المفضَّل كان ذلك الفتى الكبير الذي قُتل. لقد كان يساعد المدير.”
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن ْ أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
“الرقم 024 هو رمز الأحذية البيضاء… لكن كل الأطفال هنا 024 وجميعهم أشرار. هل يمثلون خطايا الأحذية البيضاء؟”
فتح قائمته على الشاشة. وفور مغادرة الصبي لمخبئه، وصلته رسالة: # إشعار للاعب 0000!
تملّكه الارتباك. فهذه الدار المظلمة قد عرّفها النظام بأنها “دار الأيتام البيضاء”.
“هل يُسعدك أن تُعنّف من هم أضعف منك؟”
كان يُفترض أن اللون الأبيض يحمل دلالة معنوية مهمة، لكنه لم يرَ شيئًا أبيض منذ دخوله.
“دار أيتام بيضاء… مغمورة في الظلام؟ حين تتوغل الخطيئة في قلب المرء، يُحبَس ما فيه من طيبة ونقاء.”
قال: “لنبدأ الجولة التالية.”
ما تبقّى منه كان قميصًا أحمر ممزّقًا وحذاءً أحمر فاتحًا.
وبفضل موهبة “عازف الأرواح” التي يمتلكها، ومهاراته التمثيلية المتقنة، راح يقود الأطفال بخفّة ودراية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وحين لم يتبقَّ إلا عدد قليل من اللاعبين، نهض هان فاي بهدوء.
وعندما نادى المضيف “إطفاء الأنوار”، استغل الفرصة وأخذ الفتى صاحب الدمية وغادرا سويًّا.
كان خلال اللعبة قد انتزع من أفواه الأطفال موقع الغرفة الأشدّ خفاء في الدار.
لم يكن ينوي البقاء.
مشى عبر الممر المؤدي إلى مكتب المدير. كانت الغرفة الأكثر خفاءً داخل المكتب ذاته.
دفع الباب فانفتح. ظهرت له باب أبيض على أرض الغرفة السوداء العتيقة…
كان هذا الباب الأبيض واضحًا كندبة في قلب الظلام.
وبفضل موهبة “عازف الأرواح” التي يمتلكها، ومهاراته التمثيلية المتقنة، راح يقود الأطفال بخفّة ودراية.
قهقه الفتى وقال:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شرح لهم “هان فاي” قائلًا:
في تلك اللحظة، أدرك “هان فاي” السبب الذي جعل هذا الميتم يثير ريبة قلبه. كلّ يتيم هنا كان تجسيدًا لخطيئة.
دفع الباب فانفتح. ظهرت له باب أبيض على أرض الغرفة السوداء العتيقة…
“لعبة المافيا؟” تساءل الأيتام بدهشة، لم يسبق لهم أن لعبوا هذه اللعبة من قبل، فحدّقوا في “هان فاي” بفضولٍ غامر.
كان خلال اللعبة قد انتزع من أفواه الأطفال موقع الغرفة الأشدّ خفاء في الدار.
حدّق هان فاي بالقميص، فتنبّه إلى أمرٍ غريب: الرقم على ظهر القميص كان 024.
ثم أمسك أحد الأطفال من قدميه، وتابع:
“رقم الولد الاكبر كان 024… وهذا الفتى كذلك؟”
ابتسم الفتى ساخرًا وقال:
فتح قائمته على الشاشة. وفور مغادرة الصبي لمخبئه، وصلته رسالة: # إشعار للاعب 0000!
لم يكن ينوي البقاء.
“لعبة المافيا؟” تساءل الأيتام بدهشة، لم يسبق لهم أن لعبوا هذه اللعبة من قبل، فحدّقوا في “هان فاي” بفضولٍ غامر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ابتسم الفتى ساخرًا وقال:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صاح:
“الطفل الذي تبحث عنه ينتعل حذاءً أبيض، ويختبئ في إحدى الغرف.” مشكلة عقلية، طفل سيء في نظر الجميع، ينتعل حذاءً أبيض ويختبئ وحيدًا داخل غرفة.
“لقد… عادت إلى المهجع لتنام. إنها مرهقة جدًا، فلا يجب أن نزعجها. سأجد لك أطفالاً آخرين.”
وما إن اختفى وهج النصل، حتى لاحظ فتىً يحدّق به. لقد خالف هذا الفتى القواعد.
“القواعد بسيطة. سأكتب أدوار ‘الإنسان’ و’الشبح’ و’الوسيط’ على أوراق مختلفة. بعد انطفاء الأنوار، يُغمض الجميع أعينهم. الشبح سيتحرّك أولاً، يقتل شخصًا كلّ ليلة. بعد أن يختار الشبح ضحيته، يستطيع الوسيط أن يتحقّق من هوية أحد اللاعبين ليرى إن كان هو الشبح أم لا. ثم تعود الإضاءة، ويفتح الجميع أعينهم، لنبدأ بعدها مرحلة التصويت. الأكثرية تفوز. يفوز البشر إن قبضوا على الشبح، ويظفر الشبح بالفوز إن قُتل كلّ البشر.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ثم استدار عبر الزاوية، وقاد “هان فاي” نحو غرفة أخرى. صرير الباب الأسود ارتفع في المكان حين دُفع ليفتح، وارتسم ظل الفتى على ضوء خافت. قال:
“إطفاء الأنوار.” قالها المضيف، ثم ذهب ليطفئ ضوء النوم في المهجع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ردّ الصبي وقد دسّ يده في جيبه، وظهر بين أصابعه خصلات شعر:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أجابه أحدهم: “نعم، لأننا في دار الأيتام رقم 024. لكننا نملك أسماءنا الخاصة. وحده المفضَّل لدى المدير يُدعى بـ024.”
“من الأفضل أن أدمّر هذا المكان المقزّز.”
“الطفل الذي تبحث عنه ينتعل حذاءً أبيض، ويختبئ في إحدى الغرف.” مشكلة عقلية، طفل سيء في نظر الجميع، ينتعل حذاءً أبيض ويختبئ وحيدًا داخل غرفة.
قال: “لنبدأ الجولة التالية.”
وفي مرحلة التصويت، صوّت الجميع ضدّه.
“توقفي عن التظاهر بالنوم، تعالي نلعب سويًّا.”
لم يكن ينوي البقاء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ردّ الصبي وقد دسّ يده في جيبه، وظهر بين أصابعه خصلات شعر:
جلس الأطفال بحسب أرقام أسرّتهم، وبدأت اللعبة رسميًّا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقف هان فاي وسط أولئك الأطفال الغرباء، يشرح لهم بصبر قواعد لعبة “المافيا”. الوسيط لن يشارك في اللعب، لذا اختير الفتى صاحب الدمية لهذه المهمة. أخرج هان فاي من مخزونه ست عشرة ورقة بيضاء متماثلة الحجم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان يُفترض أن اللون الأبيض يحمل دلالة معنوية مهمة، لكنه لم يرَ شيئًا أبيض منذ دخوله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وفي مرحلة التصويت، صوّت الجميع ضدّه.
“استفيقوا الآن!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقف هان فاي وسط أولئك الأطفال الغرباء، يشرح لهم بصبر قواعد لعبة “المافيا”. الوسيط لن يشارك في اللعب، لذا اختير الفتى صاحب الدمية لهذه المهمة. أخرج هان فاي من مخزونه ست عشرة ورقة بيضاء متماثلة الحجم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وأشار إلى الأطفال وهو يروي ما ارتكبوه من فظائع. كانت خطايا البالغين غالبًا ما تُرتكب بعد تدبير وتخطيط، أما خطايا الأطفال فكانت طاهرة في دنسها، خالية من النفاق.
وفي مرحلة التصويت، صوّت الجميع ضدّه.
مشى عبر الممر المؤدي إلى مكتب المدير. كانت الغرفة الأكثر خفاءً داخل المكتب ذاته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بدؤوا بالتحديق فيه، ثم وقف أحدهم ليطفئ الضوء. وبمجرد أن غمر الظلام الغرفة، انقضّ الأطفال على الفتى المصوَّت عليه.
قال: “لنبدأ الجولة التالية.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هذا الباب الأبيض واضحًا كندبة في قلب الظلام.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات