شظية الماضي، جرائم أغسطس
الفصل 27 : شظية الماضي، جرائم أغسطس.
كلا نصفَيه.
ديسمبر 2008؛ إقليم كامبانيا، إيطاليا.
ومع الوقت، سيغدو كوكب الأرض بأكمله حديقة.
كانت جولي كوستا تعتني بحديقتها، مُعجلةً نمو القمح المزروع فيها.
ثم حدثت كارثة عيد الفصح الأخير.
حين تدفقت هالة خضراء عبر النبات، بدأ يُنتج محاصيل بنفسجية، مليئة بالعناصر الغذائية. كانت قد أمضت أسابيع في ضبط النسبة الدقيقة للبروتين، وتحسين مقاومة النبات للبرد، وزيادة قدرته على إزالة الملوثات من التربة.
3: طوبى للودعاء هي آية من الكتاب المقدس المسيحي ‘الإنجيل’ (لن أشرح أكثر).
كانت قدرة جولي الخضراء تتفعّل كلما لمست كائناً حيًا، ما أتاح لها أن تفهم بشكل فطري كيف يعمل جسده، حتى على المستوى الجيني. كانت قادرة على إجراء تعديلات طفيفة على الحمض النووي، وتربية أنواع جديدة من كائن حي واحد فقط.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قام هذا الوحش القاسي، السفّاح، بقتل زوجها… الرجل الطيب الذي لم يؤذِ إنسانًا قط… فقط لأنه قد يُصبح تهديدًا في المستقبل؟.
لم يكن هذا النبات المميز سوى واحد من محاصيل تجريبية عديدة تنمو داخل المزرعة. مثل قمح قادر على النمو في بيئة ملوثة، ذرة تمتص الإشعاع المحيط… كانت قطعة الأرض الخاصة بها تجمّعًا غريبًا وملونًا من التركيبات النباتية الفريدة.
كانت جولي كوستا تعتني بحديقتها، مُعجلةً نمو القمح المزروع فيها.
ورغم أن الشمس كانت قد غابت، إلا أن الضوء سطع عليها، ما جعل عالمة الأحياء ذات الثلاثين عامًا تتوقف في مكانها.
“أفضل أن أتناول ذرة بنفسجية على ذرة متوهجة.” ضحك برونو، بينما هزت جولي رأسها ساخرة من نكته السخيفة. ثم قبّلها على شفتيها. “أنا أحبك.”
“جولي،” دوّى صوت رجلٍ فوقها، صوته أشبه بصوت جمر يحترق في الخشب. “أما زلتِ تعملين حتى هذا الوقت؟”
وأخيرًا، تكرم بالنظر إلى جولي، وجسده الشاهق يُلقي ظلًّا مروعًا فوقها.
“مرحبًا، ليونارد،” رفعت جولي رأسها إلى الرجل الطائر على ارتفاع أربعة أمتار فوقها، وهو ما كان عبارةً عن شكل بشري مكوَّن من لهبٍ ونورٍ ساطع. “يمكنني قول الشيء نفسه عنك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هزّ الجينوم الأحمر العظيم رأسه. “بيثيا تريد منا أن نتحرك شمالًا ونقاتل ميكرون. لقد رأت أنه سيطوّر أسلحة مدارية خلال بضع سنوات، بعواقب كارثية لاحقًا. وهناك مختلةٌ جديدة في فرنسا، اسمها الطاعون الهائج، وهي جائحة حية يزداد خطرها بشكل أُسّي كلما بقيت نشطة.”
حتى عندما خفّف من شدة نور جسده، كان من الصعب النظر إلى ليو هارغريفز. فقد منحه إكسيره الأحمر القدرة على التحول إلى شمس حية، محوّلًا لحمه البشري إلى لهب شمسي، ويمنحه تحكمًا في جاذبيته الخاصة. أخبرها ليونارد ذات مرة أنه دائمًا ما يقمع معظم قوته، وإلا قد يحرق مدنًا بأكملها بمجرد وجوده.
ضرب الرجل العاجي بيني بظهر يده اليسرى. دخلت أصابعه جسد بيني كما يدخل سيف حديدي ورقة، فتحولت عظامه ولحمه إلى شيء هش كالغبار عند اللمس. قطعت الضربة رأسه عن جسده، وأرسلت كليهما يتطايران إلى الجانب، وقتلته من ضربة واحدة.
وعلى عكس العديد من الجينومات، فإن زعيم الكرنفال كان دائمًا يستخدم اسمه الحقيقي، مؤمنًا بأن ذلك يجعله مسؤولًا وأكثر جدارة بالثقة. لكن ذلك لم يمنع الناس من منحه لقبًا يليق بقوته الهائلة:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت عالمة الكيمياء الحيوية قد اعتادت إلى حدٍ ما على مشاهد الدم والعنف، لكنها لم تشهد يومًا هذا القدر من الوحشية الباردة. ذلك الرجل قتل صديقها كما لو كان يطرد ذبابة.
ليو الشمس الحية.
فضلًا عن ذلك، كان قد أنفق ما يكفي من الموارد لبناء سمعة طيبة. لا حاجة لأن يعقّد أحدٌ الرواية بحكايات مزعجة.
ولسوء الحظ، كان هذا المسكين يحرق ملابسه في كل مرة يتحوّل فيها. القوة غير المحدودة تأتي دائمًا مع ثمن.
لكن للأسف، كان بعض هؤلاء التجار في الحقيقة نهابين متنكرين، يدرسون المجتمع تمهيدًا لهجوم مستقبلي. في السابق، كانت المزرعة تستقبل الجميع، لكن بعد حادثة أودت بحياة ثلاثة منهم، أصبحوا أكثر حذرًا.
“هل زوجكِ هنا؟” سألها ليونارد. “فلديّ أخبارٌ.”
ومع الوقت، سيغدو كوكب الأرض بأكمله حديقة.
“إنه يضع جوليا في السرير،” أجابت. “هل قررت أخيرًا المضي قدمًا؟”
“جولي،” دوّى صوت رجلٍ فوقها، صوته أشبه بصوت جمر يحترق في الخشب. “أما زلتِ تعملين حتى هذا الوقت؟”
أومأ الرجل الناري برأسه بإيماءة مشوبة بالأسى، وكان حضوره يجذب بعض الأنظار. ففي هذه الساعة، كان أغلب أفراد المجتمع لا يزالون مستيقظين؛ بعضهم يحرُس الجدران، أو يعتني بالمزارع، أو يلعب النرد خارجًا.
“أفضل أن أتناول ذرة بنفسجية على ذرة متوهجة.” ضحك برونو، بينما هزت جولي رأسها ساخرة من نكته السخيفة. ثم قبّلها على شفتيها. “أنا أحبك.”
كانت مزرعة عائلة كوستا تضم منزلًا كبيرًا، وأكواخًا، وإسطبلًا، وأراضي زراعية، وعدة حظائر للحيوانات. كان يعيش في هذا المكان ما يقارب العشرين شخصًا، معظمهم من اللاجئين الذين استقبلتهم جولي وزوجها بعد اندلاع حروب الجينومات. وبمرور الوقت، أنشأ المجتمع المحلي أسوارًا خشبية وتحصينات حول المزرعة لردع الهجمات من قطاع الطرق والنهابين.
ومض نور قرمزي ملأ مجال رؤية جولي، كما لو أن صاعقة نزلت على الأرض أمامها مباشرة. سمعت دويًا قويًا قادمًا من جهة المدخل، واهتزت المزرعة كلها تحت قدميها.
وفي الواقع، كانت إحدى تلك الهجمات هي سبب تعارف جولي على ليونارد. إذ قام كرنفاله بقتل زعيم عصابة جينوم كان يرهب الإقليم، ثم بقوا هناك للتأكد من أن المجتمعات المحلية قادرة على إعالة نفسها.
“مرحبًا، ليونارد،” رفعت جولي رأسها إلى الرجل الطائر على ارتفاع أربعة أمتار فوقها، وهو ما كان عبارةً عن شكل بشري مكوَّن من لهبٍ ونورٍ ساطع. “يمكنني قول الشيء نفسه عنك.”
خرج زوجها برونو من الإسطبل، رجلٌ قوي البنية، وسيم، ذو شعر أسود وعيون زرقاء، وابتسم حين رأى ليونارد. كان يضع العديد من السكاكين حول حزامه، إذ كانت قوته تتيح له تحويل أي نصل إلى سلاح حاد بما يكفي لقطع أي شيء. الخشب، الفولاذ، الألماس… لا شيء يمكنه مقاومته.
“وأنا أيضًا,” قالت جولي. كان الإقليم يشعر بالأمان بوجود الكرنفال بجانبه. حتى وإن كان مجتمعهم وأحياؤهم قادرين على الدفاع عن أنفسهم، لم يكن أحد يجرؤ على افتعال قتال مع شمسٍ مشتعلة. “لكن هناك الكثير من الناس يحتاجون مساعدته أكثر منا بكثير.”
حين علم الناس بقدرته، ظن معظمهم أن برونو قاتل شرس، لكن لم يكن هناك شيء أبعد عن الحقيقة من هذا الاعتقاد. كان زوج جولي أطيب وأرق إنسان على وجه الأرض، ولم يستخدم هبته سوى على الماشية.
لكن لا شيء.
وكانت تلك الطيبة هي ما جعلها تقع في حبه منذ البداية. كانت جولي قد انتقلت إلى كامبانيا عام 2002 لتبحث في ارتفاع حالات السرطان في الإقليم لأطروحة الدكتوراه الخاصة بها. وأجرت مقابلة مع برونو كجزء من بحثها، وما بدأ كمشروع أكاديمي، تحول إلى زواج سعيد.
“ابنتكِ… ابنتكِ هي المستقبل، بأكثر من طريقة،” قال ليو. “يجب أن نقاتل، حتى يكبر أطفالنا سعداء. مهما كانت الأعباء التي سيحملونها.”
ثم حدثت كارثة عيد الفصح الأخير.
“كان هناك ثعلبٌ لا يُمكن لأحد إمساكه، فأرسل ملكٌ خلفه كلبًا قدَره أن يمسك بكل طريدة. وعندما رأى جوبيتر هذا التناقض، أخرج الحيوانين من العالم، وحولهما إلى كوكبتين في السماء.”
صندوق العجائب ذاك… لم تفهم جولي بعد لماذا تم اختيار عائلتها لتستلمه. لماذا حصل زوجان يعيشان في وسط اللاشيء على إكسير؟ ولماذا قام ذلك الخيميائي المجنون بتوزيع شيء بهذه الخطورة أصلًا؟.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع ذلك، بينما كان ينظر إلى عينيها الزرقاوين، لم يستطع رجل العصابات إلا أن يشعر بلمحةٍ من الخزي. شعورٌ غريب، لا يليق بمثله، ومع ذلك لم يستطع طرده.
قبل أن تدرك الأمر، انقلب عالم جولي رأسًا على عقب. دمّر مختلٌ مدينة ساليرنو في موجة جنونية تغذيها القوة، واستولى ديكتاتور جينومي شمولي يُدعى ميكرون على وسط أوروبا، وتعرّضت إيطاليا بأكملها لقصف شامل أعادها إلى العصر الحجري.
ضرب الرجل العاجي بيني بظهر يده اليسرى. دخلت أصابعه جسد بيني كما يدخل سيف حديدي ورقة، فتحولت عظامه ولحمه إلى شيء هش كالغبار عند اللمس. قطعت الضربة رأسه عن جسده، وأرسلت كليهما يتطايران إلى الجانب، وقتلته من ضربة واحدة.
وبما أن مزرعة العائلة كانت بعيدة عن المراكز السكانية، فقد نجت من الدمار. قرر برونو الاحتماء بها، في انتظار أن تهدأ الأمور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أومأ الرجل الناري برأسه بإيماءة مشوبة بالأسى، وكان حضوره يجذب بعض الأنظار. ففي هذه الساعة، كان أغلب أفراد المجتمع لا يزالون مستيقظين؛ بعضهم يحرُس الجدران، أو يعتني بالمزارع، أو يلعب النرد خارجًا.
لكنها لم تهدأ أبدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن هذا النبات المميز سوى واحد من محاصيل تجريبية عديدة تنمو داخل المزرعة. مثل قمح قادر على النمو في بيئة ملوثة، ذرة تمتص الإشعاع المحيط… كانت قطعة الأرض الخاصة بها تجمّعًا غريبًا وملونًا من التركيبات النباتية الفريدة.
“برونو، جولي، لقد كانت فترة ممتعة” قال ليونارد. “لكن للأسف، حان الوقت ليرتحل الكرنفال”.
“هذا محزن”، قال الوحش، رغم أن صوته خلا من أي ندم. “لو كنتِ تعرفين آداب التصرف، فلربما تركتكِ حيّةً. لا متعة لي في قتل واحدة من المختارين. خصوصًا أرملة شابة.”
“إذًا لقد حان الوقت، أليس كذلك؟” قال برونو، وقد بدا عليه الحزن بوضوح، “لم يمضِ سوى شهرين، لكنني أشعر أنكم أصبحتم جزءًا من هذا المكان”.
نزل درجًا خشبيًا، ودخل قبوًا تحت الحظيرة. كان معظم الطابق يتكوّن من غرف نوم، لإيواء الأفراد الضعفاء من المجتمع بعيدًا عن الأنظار. خيار ذكي في مثل هذه الأوقات العصيبة. تجاهل أغسطس الغرف الفارغة، وتوقف أمام الوحيدة المأهولة.
“آه! ربما في يوم من الأيام، عندما تعود السكينة، سأبني لنفسي منزلًا قريبًا.” رغم أنها لم تستطع رؤية وجهه من خلال اللهيب، كانت جولي مقتنعة بأن ليونارد كان يبتسم من أذن إلى أذن. “فكامبانيا إقليمٌ جميلٌ بحق.”
ربما تحول جسده إلى سبيكة غريبة؛ أو ربما كان تأثير تجميد، حبسه في الزمان والمكان. أياً يكن الأمر، فقد أبقى يديه متشابكتين خلف ظهره، كفاتحٍ يتأمل أراضيه الجديدة.
كانت كذلك. حتى الفوضى العارمة لم تستطع تغيير ذلك. “إذًا هذا وداع، لا فراق،” قالت جولي بتفاؤل.
وبما أن مزرعة العائلة كانت بعيدة عن المراكز السكانية، فقد نجت من الدمار. قرر برونو الاحتماء بها، في انتظار أن تهدأ الأمور.
“أنت دائمًا مُرحّب بكَ بيننا،” قال برونو. “جوليا ستكون الأشد حزنًا. إنها تناديك الآن بالعم ليو، أتعلم؟”
حين تدفقت هالة خضراء عبر النبات، بدأ يُنتج محاصيل بنفسجية، مليئة بالعناصر الغذائية. كانت قد أمضت أسابيع في ضبط النسبة الدقيقة للبروتين، وتحسين مقاومة النبات للبرد، وزيادة قدرته على إزالة الملوثات من التربة.
“‘متى سيأتي العم ليو؟'” قلّدت جولي ابنتها ضاحكةً. “‘العم ليو هو أفضل عم!'”
“في هذه الساعة؟” عبست جولي. كان هذا يحدث أحيانًا، لكن قلّ من يجرؤون على السفر ليلًا في هذه الأيام.
ضحك ليونارد ردًا. “آه، توقفي، إنك تجعلينني أرغب في البقاء بشدة,” قال قبل أن يتنهد. “أعدكِ أنني سأعود من أجل عيد ميلادها.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “سوف نكون حذرين,” وعد برونو، واضعًا يده حول خصر جولي.
“سأتمسك بوعدكَ هذا,” ردت جولي.
“لقد أتاني المستقبل في هذه الإكسير”، قال الرجل العاجي، غارقًا في أفكاره. “حين لم يتحمل غير المختارين القوة، كنت الوحيد الذي استخدمها بكامل إمكاناتها. وكان ذلك برهانًا على تقدير القدر لعائلتي؛ أننا مُقدرون لحكم الأرض والبشرية الجديدة، بعد أن تُنقّي هذه المحنة غير المستحقين.”
“ابنتكِ… ابنتكِ هي المستقبل، بأكثر من طريقة،” قال ليو. “يجب أن نقاتل، حتى يكبر أطفالنا سعداء. مهما كانت الأعباء التي سيحملونها.”
ضحك ليونارد ردًا. “آه، توقفي، إنك تجعلينني أرغب في البقاء بشدة,” قال قبل أن يتنهد. “أعدكِ أنني سأعود من أجل عيد ميلادها.”
نعم. عبء القوى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أليست ندرانجيتا هي من تسيطر على المنطقة؟” سأل برونو. كانت مافيا كالابريا قد استولت على الإقليم بعد أن تلقى بعض أعضائها إكسيرًا، وتفوقوا على السلطات المحلية.
أنجبت جولي وبرونو ابنتهما بعد فترة قصيرة من تناولهما للإكسير. لم تظهر على طفلتهما قوى بعد، لكنها أظهرت بالفعل علامات طفرات جينومية ثانوية. مقاومة للأمراض والسموم، أعضاء متصلبة، شفاء متسارع…
“أتخافُ…” رمقته جولي بنظرة حادة. “أتخافُ الموت لهذه الدرجة؟”
جينوم من الجيل الثاني.
حين تدفقت هالة خضراء عبر النبات، بدأ يُنتج محاصيل بنفسجية، مليئة بالعناصر الغذائية. كانت قد أمضت أسابيع في ضبط النسبة الدقيقة للبروتين، وتحسين مقاومة النبات للبرد، وزيادة قدرته على إزالة الملوثات من التربة.
كانت جولي تشتبه أن هذا كان هدف الخيميائي منذ البداية. أن يُنشئ عرقًا جديدًا من البشر الخارقين القادرين على التكاثر؛ نوعًا سيحل محل الإنسان العاقل، إلى أن يختفي البشر القدماء مثل النياندرتال. ‘1’
“بل أنا هو.”
“هناك منظمة جديدة تُحدث ضجة في كالابريا,” قال ليو. “ظننت أن عليكِ أن تعرفي.”
“بييرو، دونا، أليس، ولوكا يصوبون أسلحتهم إلى رأسه الجميل،” أجاب الرجل، واضعًا فوهة بندقيته على كتفه. “وأخبرت الآخرين بتجهيز أسلحتهم، احتياطًا.”
“أليست ندرانجيتا هي من تسيطر على المنطقة؟” سأل برونو. كانت مافيا كالابريا قد استولت على الإقليم بعد أن تلقى بعض أعضائها إكسيرًا، وتفوقوا على السلطات المحلية.
“قُضي عليهم. رجال، نساء، وأطفال.” شبك ليو ذراعيه المشتعلتين. “الجهة المسؤولة هي على ما يبدو فرع من الكامورا، لكنها أشد فتكًا بعشر مرات. تسعى لتوحيد عائلات المافيا تحت راية واحدة، وإذا واجهت مقاومة، فإن جينوماتهم لا تترك أي ناجين. وقد أصبح من الصعب جدًا تتبع أعضائهم، والمجتمعات التي يخضعونها لا تتحدث مع الغرباء حتى.”
“كانت كذلك,” رد ليو. “لكنهم أٌبيدوا.”
“ما الذي تقصده—”
“هل أُبيدوا؟” عبس برونو. “بمعنى—”
هزّت الكيميائية الحيوية رأسها، قبل أن تعود إلى حديقتها.
“قُضي عليهم. رجال، نساء، وأطفال.” شبك ليو ذراعيه المشتعلتين. “الجهة المسؤولة هي على ما يبدو فرع من الكامورا، لكنها أشد فتكًا بعشر مرات. تسعى لتوحيد عائلات المافيا تحت راية واحدة، وإذا واجهت مقاومة، فإن جينوماتهم لا تترك أي ناجين. وقد أصبح من الصعب جدًا تتبع أعضائهم، والمجتمعات التي يخضعونها لا تتحدث مع الغرباء حتى.”
كانت جولي تشتبه أن هذا كان هدف الخيميائي منذ البداية. أن يُنشئ عرقًا جديدًا من البشر الخارقين القادرين على التكاثر؛ نوعًا سيحل محل الإنسان العاقل، إلى أن يختفي البشر القدماء مثل النياندرتال. ‘1’
“هل ستقاتل هؤلاء؟” سألته جولي بقلق. فكالابريا ليست بعيدة جدًا عن كامبانيا.
جينوم من الجيل الثاني.
هزّ الجينوم الأحمر العظيم رأسه. “بيثيا تريد منا أن نتحرك شمالًا ونقاتل ميكرون. لقد رأت أنه سيطوّر أسلحة مدارية خلال بضع سنوات، بعواقب كارثية لاحقًا. وهناك مختلةٌ جديدة في فرنسا، اسمها الطاعون الهائج، وهي جائحة حية يزداد خطرها بشكل أُسّي كلما بقيت نشطة.”
كانت قدرة جولي الخضراء تتفعّل كلما لمست كائناً حيًا، ما أتاح لها أن تفهم بشكل فطري كيف يعمل جسده، حتى على المستوى الجيني. كانت قادرة على إجراء تعديلات طفيفة على الحمض النووي، وتربية أنواع جديدة من كائن حي واحد فقط.
كما كانت جولي تخشى، كان هناك عدد هائل من الجينومات الخطرة حول العالم. بعضهم كان تهديدًا وجوديًا للبشرية بأسرها، ولم يكن كرنفال ليو قادرًا على التواجد في كل مكان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وحين طهّر الأرض من كل حياة، اتجه أغسطس إلى الحظائر، متجاهلًا الأبقار والخراف. لا بد أن المكان كان يفوح برائحة كريهة، لكن لم يعد الجينوم يشمّ شيئًا منذ أن تناول إكسيريه الاثنين. لم يعد يحتاج للتنفس أو الأكل أو الشرب. لم يعد يشعر بأي طَعم أو إحساس ملموس، إلى درجة أن حضن زوجته الحبيبة لم يعد يمنحه أي متعة.
حتى الآن، كان ميكرون، ولوردات الحرب من الجينومات، وبقايا الجيش ما قبل القصف يتقاتلون من أجل السيطرة على الأرض القاحلة التي صنعوها بأيديهم. أطلق الناس عليها اسم حروب الجينوم. كانت المعارك أعنف بكثير في شمال إيطاليا، لكن هذا لا يعني أن الجنوب كان آمنًا.
“أي نوع من المسافرين؟” سأل برونو.
مع انهيار الحضارة، تبنى البشر أسوأ غرائزهم… وأفضلها. كان النهابين، والمختلين، وقطاع الطرق يجوبون الأرياف؛ لكن استقبل برونو العديد من اللاجئين في المزرعة، وشكلوا مجتمعًا مستقرًا.
لكن للأسف، كان بعض هؤلاء التجار في الحقيقة نهابين متنكرين، يدرسون المجتمع تمهيدًا لهجوم مستقبلي. في السابق، كانت المزرعة تستقبل الجميع، لكن بعد حادثة أودت بحياة ثلاثة منهم، أصبحوا أكثر حذرًا.
مجتمعًا، على أمل، أن يساهم في شفاء العالم.
نزل درجًا خشبيًا، ودخل قبوًا تحت الحظيرة. كان معظم الطابق يتكوّن من غرف نوم، لإيواء الأفراد الضعفاء من المجتمع بعيدًا عن الأنظار. خيار ذكي في مثل هذه الأوقات العصيبة. تجاهل أغسطس الغرف الفارغة، وتوقف أمام الوحيدة المأهولة.
“سوف نكون حذرين,” وعد برونو، واضعًا يده حول خصر جولي.
مختل عقليًا.
“رجاءً افعلوا,” قال ليو، وهو يومئ لهما بوداع أخير. “قبّلا جوليا من أجلي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لن أقتلكِ.”
وهكذا، انطلق ليونارد هارغريفز في السماء، محلقًا عبر الليل بسرعة طائرة مقاتلة.
“في هذه الساعة؟” عبست جولي. كان هذا يحدث أحيانًا، لكن قلّ من يجرؤون على السفر ليلًا في هذه الأيام.
“لم يكن يومًا من عشاق الخطابات الطويلة.” ضمّ برونو زوجته إلى صدره. “سأفتقده.”
“بل أنا هو.”
“وأنا أيضًا,” قالت جولي. كان الإقليم يشعر بالأمان بوجود الكرنفال بجانبه. حتى وإن كان مجتمعهم وأحياؤهم قادرين على الدفاع عن أنفسهم، لم يكن أحد يجرؤ على افتعال قتال مع شمسٍ مشتعلة. “لكن هناك الكثير من الناس يحتاجون مساعدته أكثر منا بكثير.”
تجمدت جولي من هول المشهد الدموي.
أومأ زوجها، ناظرًا إلى المحاصيل. “هل أصبحت جاهزة؟”
“لم يكن ذلك طلبًا”، قال الرجل، رافعًا يده في حركة كاراتيه، مستهدفًا كتفها الأيسر.
“نعم,” قالت. “في الماضي، كنت لأقول إن إدخال أنواع جديدة في النظام البيئي فكرة كارثية، لكن…”
“بيني، توقف عن مناداتي بهذا،” قالت جولي بانفعال. “لقد مضى ثلاث سنوات وأنت هنا. أعتقد أننا نستطيع الحديث بالأسماء.”
“أفضل أن أتناول ذرة بنفسجية على ذرة متوهجة.” ضحك برونو، بينما هزت جولي رأسها ساخرة من نكته السخيفة. ثم قبّلها على شفتيها. “أنا أحبك.”
“هذا محزن”، قال الوحش، رغم أن صوته خلا من أي ندم. “لو كنتِ تعرفين آداب التصرف، فلربما تركتكِ حيّةً. لا متعة لي في قتل واحدة من المختارين. خصوصًا أرملة شابة.”
“وأنا أحبك أيضًا.”
ثم حدثت كارثة عيد الفصح الأخير.
قد تكون الأوقات هذه الأيام صعبة… لكنهم سيتغلبون عليها.
جينوم من الجيل الثاني.
قضيا بضع دقائق في التقبيل حتى تجرأ أحدهم على مقاطعتهما. كان بيني، أحد الحراس. المزارع الوحيد الذي يفوق برونو طولًا، والذي لا يذهب إلى أي مكان دون بندقية الصيد الخاصة به. “آسف،يا رئيس,” اعتذر. “لكن مضطر أوقفك قبل ما تتجاوز المرحلة الثانية.”
لم تجد تفسيرًا آخر. فـ الإلـه لن يكون قاسيًا بما يكفي ليخلق وحوشًا مثل ميكرون ويطلقها على العالم.
ضحك برونو، محررًا نفسه من حضن زوجته. “ما الأمر؟”
“هناك منظمة جديدة تُحدث ضجة في كالابريا,” قال ليو. “ظننت أن عليكِ أن تعرفي.”
“لدينا زائر. مسافر وحيد يطلب الضيافة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “محاصيل تُطعم الجميع؟” نظر إلى الحديقة باهتمام مفاجئ. “طوبى للودعاء، لأنهم سيرثون الأرض.” ‘3’
“في هذه الساعة؟” عبست جولي. كان هذا يحدث أحيانًا، لكن قلّ من يجرؤون على السفر ليلًا في هذه الأيام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “اركعي”، أمر.
“أي نوع من المسافرين؟” سأل برونو.
“لقد أتاني المستقبل في هذه الإكسير”، قال الرجل العاجي، غارقًا في أفكاره. “حين لم يتحمل غير المختارين القوة، كنت الوحيد الذي استخدمها بكامل إمكاناتها. وكان ذلك برهانًا على تقدير القدر لعائلتي؛ أننا مُقدرون لحكم الأرض والبشرية الجديدة، بعد أن تُنقّي هذه المحنة غير المستحقين.”
“من الواضح أنه جينوم، لامع ومعدني بالكامل،” أجاب بيني. لا بد أنه كذلك، ليسافر وحيدًا في الليل عبر الطرق غير الآمنة. “يقول إنه أتى حاملاً الهدايا، ومعه حصان محمّل بالمؤن. وقود، أسلحة، طعام.”
لقد تم اختيار الجينومات لحكم العالم الجديد، كما كان الآلـهة قديمًا يوجّهون البشرية من جبل أوليمبوس. أما بين العاديين، فلا يُرفَع إلا من أثبت جدارته عبر المهارة والخدمة. وحدهم الأفضل سينالون إكسيرًا ويُصنَعون. أما الباقون فسيعيشون ليخدموا ويقدّموا الجزية.
لم تكن تلك المرة الأولى التي يرسل فيها مجتمع آخر تاجرًا إلى مزرعة كوستا. غالبًا ما كانوا يتبادلون الطعام مقابل أدوات تم انتشالها.
“أنتِ تذكرينني بابنتي،” اعترف أغسطس، فيما كانت دموع الفتاة الصغيرة تتساقط على وجنتيها. “لها نفس عينيكِ.”
لكن للأسف، كان بعض هؤلاء التجار في الحقيقة نهابين متنكرين، يدرسون المجتمع تمهيدًا لهجوم مستقبلي. في السابق، كانت المزرعة تستقبل الجميع، لكن بعد حادثة أودت بحياة ثلاثة منهم، أصبحوا أكثر حذرًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكنها لم تهدأ أبدًا.
“لا يمكننا السماح له بالدخول,” قالت جولي لبرونو. “آسفة، لكن…”
“‘متى سيأتي العم ليو؟'” قلّدت جولي ابنتها ضاحكةً. “‘العم ليو هو أفضل عم!'”
“يمكننا أن نقدم له طعامًا وماءً، لكن لا سقف فوق رأسه,” قال برونو لبيني.
كانت الطفلة، وهي فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها الثلاث سنوات، تطلّ برأسها من تحت الغطاء، مذعورةً من هذا الرجل الغريب الذي يتحرك داخل غرفتها. كانت عيناها زرقاوين كالمحيط، وشعرها بنّيًا.
“هذا هو المهم، فهو يقول إنه سيقدم الهدايا فقط ثم يرحل,” أجاب بيني. “لكنه يريد التحدث معك شخصيًا، برونو.”
“لـ… لماذا…” سألت جولي وهي تكافح لمقاومة الألم والصدمة، “هل أردتَ… الاستيلاء على المحاصيل؟”
“معي؟”
خرج زوجها برونو من الإسطبل، رجلٌ قوي البنية، وسيم، ذو شعر أسود وعيون زرقاء، وابتسم حين رأى ليونارد. كان يضع العديد من السكاكين حول حزامه، إذ كانت قوته تتيح له تحويل أي نصل إلى سلاح حاد بما يكفي لقطع أي شيء. الخشب، الفولاذ، الألماس… لا شيء يمكنه مقاومته.
“نعم، سمع عن قوتك وهو متشوق لرؤيتها بنفسه. على ما يبدو، هو يبحث في القوى الخارقة، وفضولي ليرى إن كنت فعلًا تستطيع قطع أي شيء.”
“أتجرؤ على تسمية نفسك باسم إلـه؟!” صرخ بيني واندفع نحو الجينوم ببندقيته، مطلقًا النار من مسافة قريبة جدًا. وابل من الرصاص كان سيمزق أي إنسان عادي إربًا.
كان ذلك مريبًا. تبادلت جولي نظرة قلق مع زوجها، الذي بدا عليه الشك بوضوح. “كم عدد الأشخاص المستيقظين؟” سأل برونو بيني.
“جوليا،” صرخت جولي بجنون. “جوليا في الحظيرة!”
“بييرو، دونا، أليس، ولوكا يصوبون أسلحتهم إلى رأسه الجميل،” أجاب الرجل، واضعًا فوهة بندقيته على كتفه. “وأخبرت الآخرين بتجهيز أسلحتهم، احتياطًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أنت دائمًا مُرحّب بكَ بيننا،” قال برونو. “جوليا ستكون الأشد حزنًا. إنها تناديك الآن بالعم ليو، أتعلم؟”
“حسنًا، سأقابله. نأمل أن يكون مجرد جنون عظمة.” وضع برونو يده على كتف بيني. “أعهد إليك بزوجتي، يا صديقي.”
وأطلق على الحديقة صاعقة قرمزية، فأشعلتها بالنيران.
“ن-نعم، بالطبع!” توتر بيني على الفور، وأخذ الأمر بجدية.
“بل أنا هو.”
“لا تمزح في هذا،” وبّخته جولي بلطف، لكنه لوّح بيده متجاهلًا، ثم سار نحو بوابات المعسكر الرئيسية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لم يكن هذا من فعل إلـه،” ردّت جولي. ثم سمعت صوت رعد مدوٍ، وتساءلت للحظة إن كانت عاصفة تقترب. لكن كانت السماء صافية، بلا غيوم. أمر غريب. “مجرد تجربة خرجت من عقل عبقري… ومختل.”
نظرت إلى بيني، الذي بدا عليه الارتباك. “آسف، سيدتي. لستُ جيدًا في الأحاديث العادية.”
كلا نصفَيه.
“بيني، توقف عن مناداتي بهذا،” قالت جولي بانفعال. “لقد مضى ثلاث سنوات وأنت هنا. أعتقد أننا نستطيع الحديث بالأسماء.”
“نعم، سمع عن قوتك وهو متشوق لرؤيتها بنفسه. على ما يبدو، هو يبحث في القوى الخارقة، وفضولي ليرى إن كنت فعلًا تستطيع قطع أي شيء.”
“وسأظل أناديك ‘سيدتي’ حتى تكبر جوليا وتستلم المسؤولية.”
ربما تحول جسده إلى سبيكة غريبة؛ أو ربما كان تأثير تجميد، حبسه في الزمان والمكان. أياً يكن الأمر، فقد أبقى يديه متشابكتين خلف ظهره، كفاتحٍ يتأمل أراضيه الجديدة.
هزّت الكيميائية الحيوية رأسها، قبل أن تعود إلى حديقتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هشش…” قال أغسطس وهو يجلس على السرير. “هل كان لوالديكِ قوى خارقة، عندما أنجباكِ؟”
مع ما خلّفته القنابل النووية والأوبئة من دمار على الساحل الغربي، كانت جولي تأمل في إدخال هذه الأنواع الجديدة لمحاربة التلوث البيئي. ووفقًا لتقديراتها، لن يستغرق الأمر سوى خمس سنوات لتنقية هواء وتربة إيطاليا إلى مستويات ما قبل الكارثة… وعشر سنوات لمحو آثار التدهور الناتج عن الأنشطة الصناعية البشرية.
“هناك منظمة جديدة تُحدث ضجة في كالابريا,” قال ليو. “ظننت أن عليكِ أن تعرفي.”
ومع الوقت، سيغدو كوكب الأرض بأكمله حديقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وسأظل أناديك ‘سيدتي’ حتى تكبر جوليا وتستلم المسؤولية.”
“لن أعتاد على ذلك أبدًا,” قال بيني، وهو يراقبها تستخدم قوتها على القمح. “أنا لست متدينًا، لكن… يجعلني أتساءل إن كان هناك إلـه فعلًا.”
هزّت الكيميائية الحيوية رأسها، قبل أن تعود إلى حديقتها.
“لم يكن هذا من فعل إلـه،” ردّت جولي. ثم سمعت صوت رعد مدوٍ، وتساءلت للحظة إن كانت عاصفة تقترب. لكن كانت السماء صافية، بلا غيوم. أمر غريب. “مجرد تجربة خرجت من عقل عبقري… ومختل.”
“سأتمسك بوعدكَ هذا,” ردت جولي.
لم تجد تفسيرًا آخر. فـ الإلـه لن يكون قاسيًا بما يكفي ليخلق وحوشًا مثل ميكرون ويطلقها على العالم.
“هذا محزن”، قال الوحش، رغم أن صوته خلا من أي ندم. “لو كنتِ تعرفين آداب التصرف، فلربما تركتكِ حيّةً. لا متعة لي في قتل واحدة من المختارين. خصوصًا أرملة شابة.”
وفجأة، ضرب البرق المزرعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أنت دائمًا مُرحّب بكَ بيننا،” قال برونو. “جوليا ستكون الأشد حزنًا. إنها تناديك الآن بالعم ليو، أتعلم؟”
ومض نور قرمزي ملأ مجال رؤية جولي، كما لو أن صاعقة نزلت على الأرض أمامها مباشرة. سمعت دويًا قويًا قادمًا من جهة المدخل، واهتزت المزرعة كلها تحت قدميها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “سوف نكون حذرين,” وعد برونو، واضعًا يده حول خصر جولي.
استدارت، وحين عاد بصرها لطبيعته، كان هناك فجوة مشتعلة في المكان الذي كانت فيه بوابة المزرعة الرئيسية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هذا هو المهم، فهو يقول إنه سيقدم الهدايا فقط ثم يرحل,” أجاب بيني. “لكنه يريد التحدث معك شخصيًا، برونو.”
“برونو!” صرخت جولي في رعب، واندفعت نحو المدخل قبل أن يتمكن بيني من إيقافها. انطلقت صافرات إنذار المزرعة، مُعلنة عن هجوم، فيما انتشر الدخان في كل الاتجاهات.
“بييرو، دونا، أليس، ولوكا يصوبون أسلحتهم إلى رأسه الجميل،” أجاب الرجل، واضعًا فوهة بندقيته على كتفه. “وأخبرت الآخرين بتجهيز أسلحتهم، احتياطًا.”
وحين اقتربت بما فيه الكفاية، استقبلها مشهد من الجحيم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن هذا النبات المميز سوى واحد من محاصيل تجريبية عديدة تنمو داخل المزرعة. مثل قمح قادر على النمو في بيئة ملوثة، ذرة تمتص الإشعاع المحيط… كانت قطعة الأرض الخاصة بها تجمّعًا غريبًا وملونًا من التركيبات النباتية الفريدة.
اخترقت قوة هائلة تحصينات المزرعة بقوة كافية لتحطيمها. تناثرت الجثث على الأرض، وقد تم تمزيقها بوحشية. فبالكاد استطاعت جولي التعرف على دونا بينهم، إذ احترق معظم جسدها. أما بييرو، فقد فقد رأسه بالكامل، ولم تعرفه جولي إلا من قميصه الأزرق المميز، الذي أصبح الآن مصبوغًا بالأحمر.
ضحك برونو، محررًا نفسه من حضن زوجته. “ما الأمر؟”
وبرونو… كان بينهم.
ورغم أن الشمس كانت قد غابت، إلا أن الضوء سطع عليها، ما جعل عالمة الأحياء ذات الثلاثين عامًا تتوقف في مكانها.
كلا نصفَيه.
ضحك ليونارد ردًا. “آه، توقفي، إنك تجعلينني أرغب في البقاء بشدة,” قال قبل أن يتنهد. “أعدكِ أنني سأعود من أجل عيد ميلادها.”
أطلقت صاعقة هائجة زوجها عبر البوابة، ممزقةً إياه نصفين من الخصر.
كانت جولي تشتبه أن هذا كان هدف الخيميائي منذ البداية. أن يُنشئ عرقًا جديدًا من البشر الخارقين القادرين على التكاثر؛ نوعًا سيحل محل الإنسان العاقل، إلى أن يختفي البشر القدماء مثل النياندرتال. ‘1’
أطلقت جولي صرخة رعب مروّعة، فيما غرقت المزرعة في فوضى عارمة. اندفع الحراس نحو الفجوة بأسلحتهم، في حين هرع المدنيون نحو المنزل. انطلق برقٌ قرمزي من الدخان، ينقسم ويلتف حول الزوايا. قتلت الصواعق كل من اعترض طريقها، إما بحرق القلب أو تفجير الرأس، قبل أن تنتقل إلى الضحية التالية.
“معي؟”
شاهدت جولي ثمانية أشخاص تعرفهم منذ سنوات يموتون في لحظة.
حين تدفقت هالة خضراء عبر النبات، بدأ يُنتج محاصيل بنفسجية، مليئة بالعناصر الغذائية. كانت قد أمضت أسابيع في ضبط النسبة الدقيقة للبروتين، وتحسين مقاومة النبات للبرد، وزيادة قدرته على إزالة الملوثات من التربة.
ثم ضربت صاعقة أقوى المنزل الرئيسي، محطمةً الجدران ومشعلة النار في المبنى كله. “علينا الإخلاء، سيدتي!” صاح بيني وهو يمسك بذراعها.
مجتمعًا، على أمل، أن يساهم في شفاء العالم.
“جوليا،” صرخت جولي بجنون. “جوليا في الحظيرة!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قام هذا الوحش القاسي، السفّاح، بقتل زوجها… الرجل الطيب الذي لم يؤذِ إنسانًا قط… فقط لأنه قد يُصبح تهديدًا في المستقبل؟.
خرج تمثال عاجي من بين الظلام والدخان، يسير بخطى واثقة إلى داخل المزرعة. كانت عيناه تتوهجان بنور قرمزي، ونظراته تطلق صواعق برق على كل من تقع عليهما.
“جولي،” دوّى صوت رجلٍ فوقها، صوته أشبه بصوت جمر يحترق في الخشب. “أما زلتِ تعملين حتى هذا الوقت؟”
ولوهلة، ظنت جولي أنه زيوس نفسه، نزل من السماء. فهذا الرجل، هذا الجينوم، كان يشبه الإلـه القديم (أستغفر الله) بشكل مخيف. كان رجلاً طويلًا، مفتول العضلات، يقترب طوله من مترين، بلحية طويلة وتاج من الغار الذهبي يزين شعره المسرّح. بدا في منتصف عمره، يجمع بين هيبة الكبار وقوة الرجل الناضج.
جينوم من الجيل الثاني.
كان جسد الدخيل بأكمله تمثالًا من العاج. شعره، بشرته، حتى عينيه كانت بلون أبيض غير طبيعي. وحده ثوبه العتيق، والصنادل، وإكليل الغار الذي يعتمر رأسه كانت مصنوعة من مواد عادية.
كانت تلك هي كلفة المناعة. لقد حمته حتى من الإكسير الثالث، فمنعته من تناوله. لكن تقبّل أغسطس ذلك. فقد ابتسمت له السماء بما يكفي، وهي تكره الجشع.
ربما تحول جسده إلى سبيكة غريبة؛ أو ربما كان تأثير تجميد، حبسه في الزمان والمكان. أياً يكن الأمر، فقد أبقى يديه متشابكتين خلف ظهره، كفاتحٍ يتأمل أراضيه الجديدة.
“جولي،” دوّى صوت رجلٍ فوقها، صوته أشبه بصوت جمر يحترق في الخشب. “أما زلتِ تعملين حتى هذا الوقت؟”
ثم لمح جولي. تحرك بيني فورًا ووقف أمامها، يحجبها بجسده بينما رفع سلاحه. “خلفي يا سيدتي!”.
“هل أُبيدوا؟” عبس برونو. “بمعنى—”
تأمل الرجل العاجي الاثنين بنظرة تملؤها التسلية. ذكرَت جولي بنظرة نسر إلى جملٍ يحتضر؛ أو بقاتلٍ يلهو بضحيته قبل أن يجهز عليها.
“قُضي عليهم. رجال، نساء، وأطفال.” شبك ليو ذراعيه المشتعلتين. “الجهة المسؤولة هي على ما يبدو فرع من الكامورا، لكنها أشد فتكًا بعشر مرات. تسعى لتوحيد عائلات المافيا تحت راية واحدة، وإذا واجهت مقاومة، فإن جينوماتهم لا تترك أي ناجين. وقد أصبح من الصعب جدًا تتبع أعضائهم، والمجتمعات التي يخضعونها لا تتحدث مع الغرباء حتى.”
“سيدة كوستا؟” سأل حين لمح جولي. صوته كان عميقًا ومفعمًا بالهيبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “اركعي”، أمر.
“من أنت بحق الجحيم؟” زمجر بيني غاضبًا.
ضحك ليونارد ردًا. “آه، توقفي، إنك تجعلينني أرغب في البقاء بشدة,” قال قبل أن يتنهد. “أعدكِ أنني سأعود من أجل عيد ميلادها.”
“جوبيتر أغسطس”، أجاب الرجل. ‘2’
بل وحتى شعره ولحيته لم يتحركا منذ ذلك اليوم.
“أتجرؤ على تسمية نفسك باسم إلـه؟!” صرخ بيني واندفع نحو الجينوم ببندقيته، مطلقًا النار من مسافة قريبة جدًا. وابل من الرصاص كان سيمزق أي إنسان عادي إربًا.
لم تجد تفسيرًا آخر. فـ الإلـه لن يكون قاسيًا بما يكفي ليخلق وحوشًا مثل ميكرون ويطلقها على العالم.
لكن بدلًا من ذلك، اصطدمت الرصاصات بصدره وتسَطّحت عند الارتطام.
حين تدفقت هالة خضراء عبر النبات، بدأ يُنتج محاصيل بنفسجية، مليئة بالعناصر الغذائية. كانت قد أمضت أسابيع في ضبط النسبة الدقيقة للبروتين، وتحسين مقاومة النبات للبرد، وزيادة قدرته على إزالة الملوثات من التربة.
“لا. بالطبع لا.”
“أتجرؤ على تسمية نفسك باسم إلـه؟!” صرخ بيني واندفع نحو الجينوم ببندقيته، مطلقًا النار من مسافة قريبة جدًا. وابل من الرصاص كان سيمزق أي إنسان عادي إربًا.
ضرب الرجل العاجي بيني بظهر يده اليسرى. دخلت أصابعه جسد بيني كما يدخل سيف حديدي ورقة، فتحولت عظامه ولحمه إلى شيء هش كالغبار عند اللمس. قطعت الضربة رأسه عن جسده، وأرسلت كليهما يتطايران إلى الجانب، وقتلته من ضربة واحدة.
222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) شاهدت جولي ثمانية أشخاص تعرفهم منذ سنوات يموتون في لحظة.
“بل أنا هو.”
لكن جولي، مدفوعة بالغضب والانتقام، اندفعت نحوه وصفعته بيدها اليسرى على خده بدلًا من ذلك. لم يتحرك لردعها، مما أتاح لها تفعيل قدرتها.
تجمدت جولي من هول المشهد الدموي.
“بل أنا هو.”
كانت عالمة الكيمياء الحيوية قد اعتادت إلى حدٍ ما على مشاهد الدم والعنف، لكنها لم تشهد يومًا هذا القدر من الوحشية الباردة. ذلك الرجل قتل صديقها كما لو كان يطرد ذبابة.
“سأتمسك بوعدكَ هذا,” ردت جولي.
والآن، أصبح ذلك المختل يحدّق بها.
القمح، والذرة، وكل المحاصيل المُعَدلة وراثيًا التي أمضت جولي سنوات في زراعتها… كل ذلك العمل تحوّل إلى رماد في لحظة.
تحكم في البرق، ونوع من القوة الفائقة. قوتان في آنٍ واحد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “برونو!” صرخت جولي في رعب، واندفعت نحو المدخل قبل أن يتمكن بيني من إيقافها. انطلقت صافرات إنذار المزرعة، مُعلنة عن هجوم، فيما انتشر الدخان في كل الاتجاهات.
مختل عقليًا.
وبما أن مزرعة العائلة كانت بعيدة عن المراكز السكانية، فقد نجت من الدمار. قرر برونو الاحتماء بها، في انتظار أن تهدأ الأمور.
لا. ليس مختلًا عقليًا. رغم غروره الفجّ، لم ترَ جولي أي أثر للجنون في عينيه القاسيتين. لا رغبة في دماء جينوماتٍ آخرين. لم ترَ سوى غطرسةٍ ساخرة، وازدراءً دمويًا للحياة البشرية.
“فكّرتُ في شيءٍ أفضل.”
“اركعي”، أمر.
أطلقت جولي صرخة رعب مروّعة، فيما غرقت المزرعة في فوضى عارمة. اندفع الحراس نحو الفجوة بأسلحتهم، في حين هرع المدنيون نحو المنزل. انطلق برقٌ قرمزي من الدخان، ينقسم ويلتف حول الزوايا. قتلت الصواعق كل من اعترض طريقها، إما بحرق القلب أو تفجير الرأس، قبل أن تنتقل إلى الضحية التالية.
لكن جولي، مدفوعة بالغضب والانتقام، اندفعت نحوه وصفعته بيدها اليسرى على خده بدلًا من ذلك. لم يتحرك لردعها، مما أتاح لها تفعيل قدرتها.
أنجبت جولي وبرونو ابنتهما بعد فترة قصيرة من تناولهما للإكسير. لم تظهر على طفلتهما قوى بعد، لكنها أظهرت بالفعل علامات طفرات جينومية ثانوية. مقاومة للأمراض والسموم، أعضاء متصلبة، شفاء متسارع…
ورغم أنها لم تستخدم قوتها بشكل هجومي من قبل، فقد قررت أن تُخصّ هذا الوحش باستثناء. كانت ستُحطّم حمضه النووي، تدمر أعضاؤه. وتجعله يدفع الثمن.
لم يكن لدى أغسطس أي مشكلة في قتل طفل… فقط، بشرط ألا يكون طفله. وعندما نظرت إليه تلك الطفلة، أحس وكأنه على وشك خنق ابنته. حتى تغطية عينيها بيده لم يهدّئ ضميره.
لكن لا شيء.
ثم ضربت صاعقة أقوى المنزل الرئيسي، محطمةً الجدران ومشعلة النار في المبنى كله. “علينا الإخلاء، سيدتي!” صاح بيني وهو يمسك بذراعها.
لا استجابة.
“ابنتكِ… ابنتكِ هي المستقبل، بأكثر من طريقة،” قال ليو. “يجب أن نقاتل، حتى يكبر أطفالنا سعداء. مهما كانت الأعباء التي سيحملونها.”
تجاهل… ذلك الشيء تجاهل قدرتها تمامًا. لم يعترف بها، بل لم يسجله حتى ككائنٍ حي.
كانت الطفلة، وهي فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها الثلاث سنوات، تطلّ برأسها من تحت الغطاء، مذعورةً من هذا الرجل الغريب الذي يتحرك داخل غرفتها. كانت عيناها زرقاوين كالمحيط، وشعرها بنّيًا.
“لم يكن ذلك طلبًا”، قال الرجل، رافعًا يده في حركة كاراتيه، مستهدفًا كتفها الأيسر.
حتى عندما خفّف من شدة نور جسده، كان من الصعب النظر إلى ليو هارغريفز. فقد منحه إكسيره الأحمر القدرة على التحول إلى شمس حية، محوّلًا لحمه البشري إلى لهب شمسي، ويمنحه تحكمًا في جاذبيته الخاصة. أخبرها ليونارد ذات مرة أنه دائمًا ما يقمع معظم قوته، وإلا قد يحرق مدنًا بأكملها بمجرد وجوده.
وقبل أن تدرك جولي ما الذي أصابها، اخترقت يده جسدها كالسِّكين في الزبدة، فقطعت الضربة ذراعها وطرحتها على ركبتيها. مزّق ألم لا يوصف أعصابها، بينما اندفع سيل من الدماء من عروقها. فأطلقت صرخة تُمزق القلب، وبدأ جسدها يبرد ويخدر.
توهّجت عينا أغسطس بغضبٍ متغطرس، ورفع يديه فوق رأس جولي، قابضًا قبضتيه. لم يعد وجهه وجه إلـهٍ زائف يسوده السكون، بل أصبح وجه شيطان غاضب، وجحيميّ.
“هذا محزن”، قال الوحش، رغم أن صوته خلا من أي ندم. “لو كنتِ تعرفين آداب التصرف، فلربما تركتكِ حيّةً. لا متعة لي في قتل واحدة من المختارين. خصوصًا أرملة شابة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حسنًا، سأقابله. نأمل أن يكون مجرد جنون عظمة.” وضع برونو يده على كتف بيني. “أعهد إليك بزوجتي، يا صديقي.”
“لـ… لماذا…” سألت جولي وهي تكافح لمقاومة الألم والصدمة، “هل أردتَ… الاستيلاء على المحاصيل؟”
فالحياة يجب أن تُكتسب، لا أن تُمنح.
“المحاصيل؟” نظر أغسطس إلى حديقتها، رافعًا حاجبه. “ما بها؟”
كان جسد الدخيل بأكمله تمثالًا من العاج. شعره، بشرته، حتى عينيه كانت بلون أبيض غير طبيعي. وحده ثوبه العتيق، والصنادل، وإكليل الغار الذي يعتمر رأسه كانت مصنوعة من مواد عادية.
إنه… لا يعلم؟ إذًا لماذا؟.
توهّجت عينا أغسطس بغضبٍ متغطرس، ورفع يديه فوق رأس جولي، قابضًا قبضتيه. لم يعد وجهه وجه إلـهٍ زائف يسوده السكون، بل أصبح وجه شيطان غاضب، وجحيميّ.
لماذا؟.
“أتجرؤ على تسمية نفسك باسم إلـه؟!” صرخ بيني واندفع نحو الجينوم ببندقيته، مطلقًا النار من مسافة قريبة جدًا. وابل من الرصاص كان سيمزق أي إنسان عادي إربًا.
“أجيبيني”، أمر القاتل جولي، دون أن يكلف نفسه حتى النظر إليها. في نظره، كانت ميتة بالفعل.
كلا نصفَيه.
“هي…” وفجأة تذكرت جولي جوليا، النائمة. إن شغلت الوحش، فلربما… لربما سيمكنها النجاة. “يمكنها أن تعيش في… بيئات سامة ومشعة… يمكنها أن… تُطعم الجميع… تساعدنا على إنقاذ… إنقاذ الجميع… أنتَ…”
ثم ضربت صاعقة أقوى المنزل الرئيسي، محطمةً الجدران ومشعلة النار في المبنى كله. “علينا الإخلاء، سيدتي!” صاح بيني وهو يمسك بذراعها.
“محاصيل تُطعم الجميع؟” نظر إلى الحديقة باهتمام مفاجئ. “طوبى للودعاء، لأنهم سيرثون الأرض.” ‘3’
ضحك برونو، محررًا نفسه من حضن زوجته. “ما الأمر؟”
إذا… إن صمدت المحاصيل، ربما…
“لقد كذبوا عليكِ”، قال أغسطس بصوتٍ خافت ساخر، وعيناه تلمعان بالكهرباء، “الودعاء لن يرثوا شيئًا.”
“لقد كذبوا عليكِ”، قال أغسطس بصوتٍ خافت ساخر، وعيناه تلمعان بالكهرباء، “الودعاء لن يرثوا شيئًا.”
فذات يوم، بنى شعب إيطاليا أعظم إمبراطورية عرفها كوكب الأرض؛ وكان قدَر أغسطس أن ينهض بهم من جديد نحو المجد. بفضل قدرته، عثر الجينوم على بابٍ سريٍّ خلفي، فنزعه بيديه العاريتين. وبينما فعل، لاحظ قطعةً صغيرة من دماغ امرأة كوستا عالقةً على جلده المقاوم. مسحها بلا مبالاة، رغم أن إزالة الدم ستتطلب تنظيفًا مخصصًا.
وأطلق على الحديقة صاعقة قرمزية، فأشعلتها بالنيران.
قد تكون الأوقات هذه الأيام صعبة… لكنهم سيتغلبون عليها.
القمح، والذرة، وكل المحاصيل المُعَدلة وراثيًا التي أمضت جولي سنوات في زراعتها… كل ذلك العمل تحوّل إلى رماد في لحظة.
“هذا هو السبب”، أجاب أغسطس، مُلقيًا نظرة رضا على زوجها الميت. “فقط كنتُ أنا، أُزيل التناقض من هذا العالم. فالقوة القاهرة لا يمكن أن تتعايش مع الشيء الثابت”
بعد فاجعة رؤية زوجها يُحرق حيًا، ظنت جولي أنها لن تصرخ مجددًا. لكنها فعلت. صرخت بيأس، وهي ترى بذرة الأمل ذاتها تحترق أمامها.
نزل درجًا خشبيًا، ودخل قبوًا تحت الحظيرة. كان معظم الطابق يتكوّن من غرف نوم، لإيواء الأفراد الضعفاء من المجتمع بعيدًا عن الأنظار. خيار ذكي في مثل هذه الأوقات العصيبة. تجاهل أغسطس الغرف الفارغة، وتوقف أمام الوحيدة المأهولة.
“لقد أتاني المستقبل في هذه الإكسير”، قال الرجل العاجي، غارقًا في أفكاره. “حين لم يتحمل غير المختارين القوة، كنت الوحيد الذي استخدمها بكامل إمكاناتها. وكان ذلك برهانًا على تقدير القدر لعائلتي؛ أننا مُقدرون لحكم الأرض والبشرية الجديدة، بعد أن تُنقّي هذه المحنة غير المستحقين.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قضيا بضع دقائق في التقبيل حتى تجرأ أحدهم على مقاطعتهما. كان بيني، أحد الحراس. المزارع الوحيد الذي يفوق برونو طولًا، والذي لا يذهب إلى أي مكان دون بندقية الصيد الخاصة به. “آسف،يا رئيس,” اعتذر. “لكن مضطر أوقفك قبل ما تتجاوز المرحلة الثانية.”
وأخيرًا، تكرم بالنظر إلى جولي، وجسده الشاهق يُلقي ظلًّا مروعًا فوقها.
“جولي،” دوّى صوت رجلٍ فوقها، صوته أشبه بصوت جمر يحترق في الخشب. “أما زلتِ تعملين حتى هذا الوقت؟”
“إن سألتِني”، قال أغسطس بنبرة ناعمة وهادئة، “فهذا الكوكب لم يُقصف بما يكفي بعد.”
وبرونو… كان بينهم.
“لماذا؟” سألت جولي، تتوسل للحصول إجابة، مصارعةً فقدان الدم واليأس القاتل. “ما… ماذا فعلنا… لك؟”
كان جسد الدخيل بأكمله تمثالًا من العاج. شعره، بشرته، حتى عينيه كانت بلون أبيض غير طبيعي. وحده ثوبه العتيق، والصنادل، وإكليل الغار الذي يعتمر رأسه كانت مصنوعة من مواد عادية.
ابتسم الرجل العاجي لنفسه، وكأنه وجد في السؤال شيئًا مضحكًا. لكنه أجابها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لم يكن هذا من فعل إلـه،” ردّت جولي. ثم سمعت صوت رعد مدوٍ، وتساءلت للحظة إن كانت عاصفة تقترب. لكن كانت السماء صافية، بلا غيوم. أمر غريب. “مجرد تجربة خرجت من عقل عبقري… ومختل.”
“كان هناك ثعلبٌ لا يُمكن لأحد إمساكه، فأرسل ملكٌ خلفه كلبًا قدَره أن يمسك بكل طريدة. وعندما رأى جوبيتر هذا التناقض، أخرج الحيوانين من العالم، وحولهما إلى كوكبتين في السماء.”
ولسوء الحظ، كان هذا المسكين يحرق ملابسه في كل مرة يتحوّل فيها. القوة غير المحدودة تأتي دائمًا مع ثمن.
“ما الذي تقصده—”
“أراكِ يا صغيرة. وأعلم أنكِ لستِ نائمةً.” كان أغسطس قادرًا على استشعار الكهرباء بكل أشكالها. ورغم أنه لا يستطيع التحكم بالتيارات الضعيفة، إلا أنه يكتشف بسهولة وجود الكائنات الحيّة. فالطاقة المتدفقة في أعصابهم تفضح وجودهم.
“هذا هو السبب”، أجاب أغسطس، مُلقيًا نظرة رضا على زوجها الميت. “فقط كنتُ أنا، أُزيل التناقض من هذا العالم. فالقوة القاهرة لا يمكن أن تتعايش مع الشيء الثابت”
“أتخافُ…” رمقته جولي بنظرة حادة. “أتخافُ الموت لهذه الدرجة؟”
رجل لا يُقهر لا يمكنه الصمود أمام نصلٍ يقطع كل شيء.
توهّجت عينا أغسطس بغضبٍ متغطرس، ورفع يديه فوق رأس جولي، قابضًا قبضتيه. لم يعد وجهه وجه إلـهٍ زائف يسوده السكون، بل أصبح وجه شيطان غاضب، وجحيميّ.
قام هذا الوحش القاسي، السفّاح، بقتل زوجها… الرجل الطيب الذي لم يؤذِ إنسانًا قط… فقط لأنه قد يُصبح تهديدًا في المستقبل؟.
تأملها أغسطس مليًا، متعرفًا على ملامح وجهها التي رآها من قبل في ضحاياه السابقين. لقد حذره ميركوري من أن عائلة كوستا لديها ابنة، لكن لورد الحرب لم يتوقع أن تكون بهذا الصغر.
“أتخافُ…” رمقته جولي بنظرة حادة. “أتخافُ الموت لهذه الدرجة؟”
وبرونو… كان بينهم.
توهّجت عينا أغسطس بغضبٍ متغطرس، ورفع يديه فوق رأس جولي، قابضًا قبضتيه. لم يعد وجهه وجه إلـهٍ زائف يسوده السكون، بل أصبح وجه شيطان غاضب، وجحيميّ.
“هل زوجكِ هنا؟” سألها ليونارد. “فلديّ أخبارٌ.”
هوى بقبضتيه على رأس جولي كما لو أنه مطرقة من الجحيم… فساد الظلام.
“لا يمكننا السماح له بالدخول,” قالت جولي لبرونو. “آسفة، لكن…”
——————————-
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com المكان الذي يختبئ فيه آخر الناجين.
قضى أغسطس الدقائق التالية يمشّط المزرعة بحثًا عن ناجين. كانت دماء امرأة كوستا تقطر من يديه، ملوِّثة بشرته العاجية باللون الأحمر.
“جوليا،” صرخت جولي بجنون. “جوليا في الحظيرة!”
كل من وجده، قتلَه بصواعق البرق. رجالًا ونساءً على حد سواء. فقد تعلّم هذا الدرس من أيامه مع الكامورا: لا تترك أحدًا حيًا كي لا يسعى للثأر من دمك.
“معي؟”
لا بشر، لا مشاكل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وكانت تلك الطيبة هي ما جعلها تقع في حبه منذ البداية. كانت جولي قد انتقلت إلى كامبانيا عام 2002 لتبحث في ارتفاع حالات السرطان في الإقليم لأطروحة الدكتوراه الخاصة بها. وأجرت مقابلة مع برونو كجزء من بحثها، وما بدأ كمشروع أكاديمي، تحول إلى زواج سعيد.
فضلًا عن ذلك، كان قد أنفق ما يكفي من الموارد لبناء سمعة طيبة. لا حاجة لأن يعقّد أحدٌ الرواية بحكايات مزعجة.
——————————-
لم يكن الجينوم يجد في ذلك متعةً خاصة. كان ببساطة يحمي عائلته من انتقامات مستقبلية. قد يكون أغسطس منيعًا كما يُعتقد، لكن ذويه ليسوا كذلك؛ فحتى لو تناول كلٌّ منهم إكسيرًا، يمكنهم أن يموتوا. وبصفته بطريرك عشيرة الأوغسط، والإمبراطور المستقبلي لإيطاليا، لم يرَ فائدة من المخاطرة.
لا. ليس مختلًا عقليًا. رغم غروره الفجّ، لم ترَ جولي أي أثر للجنون في عينيه القاسيتين. لا رغبة في دماء جينوماتٍ آخرين. لم ترَ سوى غطرسةٍ ساخرة، وازدراءً دمويًا للحياة البشرية.
لكنه لم يندم على تلك المجزرة أيضًا. فكرة وجود هذه المجتمع بحد ذاتها كانت تثير اشمئزازه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكنها لم تهدأ أبدًا.
فقد وجدت الجينومات لتحكم البشرية القديمة، لا لتخدمها. كانت نهاية العالم بمثابة اختبار للجنس البشري بأسره، تطهير عظيم يهدف إلى إزالة الفساد، والرخاوة، والإحساس المفرط بالأحقية الذي سمّم أوروبا لزمن طويل. إطعام الجميع سيكون تدليلاً للبشر، ومنعًا لهم من النهوض لملاقاة التحدي.
“سأتمسك بوعدكَ هذا,” ردت جولي.
لقد تم اختيار الجينومات لحكم العالم الجديد، كما كان الآلـهة قديمًا يوجّهون البشرية من جبل أوليمبوس. أما بين العاديين، فلا يُرفَع إلا من أثبت جدارته عبر المهارة والخدمة. وحدهم الأفضل سينالون إكسيرًا ويُصنَعون. أما الباقون فسيعيشون ليخدموا ويقدّموا الجزية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هزّ الجينوم الأحمر العظيم رأسه. “بيثيا تريد منا أن نتحرك شمالًا ونقاتل ميكرون. لقد رأت أنه سيطوّر أسلحة مدارية خلال بضع سنوات، بعواقب كارثية لاحقًا. وهناك مختلةٌ جديدة في فرنسا، اسمها الطاعون الهائج، وهي جائحة حية يزداد خطرها بشكل أُسّي كلما بقيت نشطة.”
فالحياة يجب أن تُكتسب، لا أن تُمنح.
وحين اقتربت بما فيه الكفاية، استقبلها مشهد من الجحيم.
مؤسفٌ أن تلك المرأة لم تستطع رؤية هذه الحقيقة البسيطة.
خرج زوجها برونو من الإسطبل، رجلٌ قوي البنية، وسيم، ذو شعر أسود وعيون زرقاء، وابتسم حين رأى ليونارد. كان يضع العديد من السكاكين حول حزامه، إذ كانت قوته تتيح له تحويل أي نصل إلى سلاح حاد بما يكفي لقطع أي شيء. الخشب، الفولاذ، الألماس… لا شيء يمكنه مقاومته.
وحين طهّر الأرض من كل حياة، اتجه أغسطس إلى الحظائر، متجاهلًا الأبقار والخراف. لا بد أن المكان كان يفوح برائحة كريهة، لكن لم يعد الجينوم يشمّ شيئًا منذ أن تناول إكسيريه الاثنين. لم يعد يحتاج للتنفس أو الأكل أو الشرب. لم يعد يشعر بأي طَعم أو إحساس ملموس، إلى درجة أن حضن زوجته الحبيبة لم يعد يمنحه أي متعة.
“من أنت بحق الجحيم؟” زمجر بيني غاضبًا.
بل وحتى شعره ولحيته لم يتحركا منذ ذلك اليوم.
بل وحتى شعره ولحيته لم يتحركا منذ ذلك اليوم.
كانت تلك هي كلفة المناعة. لقد حمته حتى من الإكسير الثالث، فمنعته من تناوله. لكن تقبّل أغسطس ذلك. فقد ابتسمت له السماء بما يكفي، وهي تكره الجشع.
“إذًا لقد حان الوقت، أليس كذلك؟” قال برونو، وقد بدا عليه الحزن بوضوح، “لم يمضِ سوى شهرين، لكنني أشعر أنكم أصبحتم جزءًا من هذا المكان”.
فذات يوم، بنى شعب إيطاليا أعظم إمبراطورية عرفها كوكب الأرض؛ وكان قدَر أغسطس أن ينهض بهم من جديد نحو المجد. بفضل قدرته، عثر الجينوم على بابٍ سريٍّ خلفي، فنزعه بيديه العاريتين. وبينما فعل، لاحظ قطعةً صغيرة من دماغ امرأة كوستا عالقةً على جلده المقاوم. مسحها بلا مبالاة، رغم أن إزالة الدم ستتطلب تنظيفًا مخصصًا.
كلا نصفَيه.
نزل درجًا خشبيًا، ودخل قبوًا تحت الحظيرة. كان معظم الطابق يتكوّن من غرف نوم، لإيواء الأفراد الضعفاء من المجتمع بعيدًا عن الأنظار. خيار ذكي في مثل هذه الأوقات العصيبة. تجاهل أغسطس الغرف الفارغة، وتوقف أمام الوحيدة المأهولة.
إذا… إن صمدت المحاصيل، ربما…
المكان الذي يختبئ فيه آخر الناجين.
لا. ليس مختلًا عقليًا. رغم غروره الفجّ، لم ترَ جولي أي أثر للجنون في عينيه القاسيتين. لا رغبة في دماء جينوماتٍ آخرين. لم ترَ سوى غطرسةٍ ساخرة، وازدراءً دمويًا للحياة البشرية.
ببطء، فتح لورد الحرب الباب ودخل غرفة نوم صغيرة للأطفال. لم يكن هناك ضوء، لذا فعّل أغسطس المصباح بضربة برق، فانكشفت الغرفة تحت النور؛ كانت جدرانها مطلية بالأزرق، وهيئة صغيرة كانت تتقوقع تحت الغطاء.
حين تدفقت هالة خضراء عبر النبات، بدأ يُنتج محاصيل بنفسجية، مليئة بالعناصر الغذائية. كانت قد أمضت أسابيع في ضبط النسبة الدقيقة للبروتين، وتحسين مقاومة النبات للبرد، وزيادة قدرته على إزالة الملوثات من التربة.
“أراكِ يا صغيرة. وأعلم أنكِ لستِ نائمةً.” كان أغسطس قادرًا على استشعار الكهرباء بكل أشكالها. ورغم أنه لا يستطيع التحكم بالتيارات الضعيفة، إلا أنه يكتشف بسهولة وجود الكائنات الحيّة. فالطاقة المتدفقة في أعصابهم تفضح وجودهم.
حتى الآن، كان ميكرون، ولوردات الحرب من الجينومات، وبقايا الجيش ما قبل القصف يتقاتلون من أجل السيطرة على الأرض القاحلة التي صنعوها بأيديهم. أطلق الناس عليها اسم حروب الجينوم. كانت المعارك أعنف بكثير في شمال إيطاليا، لكن هذا لا يعني أن الجنوب كان آمنًا.
كانت الطفلة، وهي فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها الثلاث سنوات، تطلّ برأسها من تحت الغطاء، مذعورةً من هذا الرجل الغريب الذي يتحرك داخل غرفتها. كانت عيناها زرقاوين كالمحيط، وشعرها بنّيًا.
“برونو، جولي، لقد كانت فترة ممتعة” قال ليونارد. “لكن للأسف، حان الوقت ليرتحل الكرنفال”.
تأملها أغسطس مليًا، متعرفًا على ملامح وجهها التي رآها من قبل في ضحاياه السابقين. لقد حذره ميركوري من أن عائلة كوستا لديها ابنة، لكن لورد الحرب لم يتوقع أن تكون بهذا الصغر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن هذا النبات المميز سوى واحد من محاصيل تجريبية عديدة تنمو داخل المزرعة. مثل قمح قادر على النمو في بيئة ملوثة، ذرة تمتص الإشعاع المحيط… كانت قطعة الأرض الخاصة بها تجمّعًا غريبًا وملونًا من التركيبات النباتية الفريدة.
“هشش…” قال أغسطس وهو يجلس على السرير. “هل كان لوالديكِ قوى خارقة، عندما أنجباكِ؟”
إنه… لا يعلم؟ إذًا لماذا؟.
لم تنطق الفتاة بكلمة، مرتعبةً إلى درجة أن صوتها قد تلاشى. لكن بينما كان أغسطس يفحص التيارات الغريبة التي تسري في جسدها، والتي بدت مختلفةً عن أي بشري عادي، أدرك أنها جينوم — مختارة من الجيل الثاني.
“إن كان هناك احتمال، ولو ضئيل، أنكِ ورثتِ قوة والدكِ،” قال وهو يربّت على شعرها بلطف، “فلا يمكنني أن أسمح لكِ بالنجاة.”
“إن كان هناك احتمال، ولو ضئيل، أنكِ ورثتِ قوة والدكِ،” قال وهو يربّت على شعرها بلطف، “فلا يمكنني أن أسمح لكِ بالنجاة.”
لم تجد تفسيرًا آخر. فـ الإلـه لن يكون قاسيًا بما يكفي ليخلق وحوشًا مثل ميكرون ويطلقها على العالم.
بدأت الطفلة في البكاء، فوضع الجينوم يده على فمها ليسكتها. سيكون الأمر سريعًا. سيقضي عليها بالبرق، أو يكسر عنقها. موت فوري، رحيم. فإن بقيت على قيد الحياة، فستحاول حتمًا أن تؤدي واجبها وتثأر لوالديها.
فالأفضل أن تُقتل الآن، قبل أن تصبح مشكلة.
“ما الذي تقصده—”
ومع ذلك، بينما كان ينظر إلى عينيها الزرقاوين، لم يستطع رجل العصابات إلا أن يشعر بلمحةٍ من الخزي. شعورٌ غريب، لا يليق بمثله، ومع ذلك لم يستطع طرده.
هزّت الكيميائية الحيوية رأسها، قبل أن تعود إلى حديقتها.
“أنتِ تذكرينني بابنتي،” اعترف أغسطس، فيما كانت دموع الفتاة الصغيرة تتساقط على وجنتيها. “لها نفس عينيكِ.”
كانت تلك هي كلفة المناعة. لقد حمته حتى من الإكسير الثالث، فمنعته من تناوله. لكن تقبّل أغسطس ذلك. فقد ابتسمت له السماء بما يكفي، وهي تكره الجشع.
لم يكن لدى أغسطس أي مشكلة في قتل طفل… فقط، بشرط ألا يكون طفله. وعندما نظرت إليه تلك الطفلة، أحس وكأنه على وشك خنق ابنته. حتى تغطية عينيها بيده لم يهدّئ ضميره.
قد تكون الأوقات هذه الأيام صعبة… لكنهم سيتغلبون عليها.
وعندما فكّر بالأمر… تذكّر أن نائبه وصديقه المقرّب مارس قد أخبره مؤخرًا عن مشكلة معيّنة. مسألة يمكن لهذه الطفلة أن تحلها بسهولة. ربما كان هذا علامة من السماء.
لم تجد تفسيرًا آخر. فـ الإلـه لن يكون قاسيًا بما يكفي ليخلق وحوشًا مثل ميكرون ويطلقها على العالم.
الآلـهة قاسية… لكن بوسعها أن تُبدي الرحمة أيضًا.
“هل ستقاتل هؤلاء؟” سألته جولي بقلق. فكالابريا ليست بعيدة جدًا عن كامبانيا.
“لن أقتلكِ.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع ذلك، بينما كان ينظر إلى عينيها الزرقاوين، لم يستطع رجل العصابات إلا أن يشعر بلمحةٍ من الخزي. شعورٌ غريب، لا يليق بمثله، ومع ذلك لم يستطع طرده.
حمل أغسطس الطفلة الباكية برفق وصعد بها الدرجات، ويداه لا تزالان مضرّجتين بدماء والدتها.
ربما تحول جسده إلى سبيكة غريبة؛ أو ربما كان تأثير تجميد، حبسه في الزمان والمكان. أياً يكن الأمر، فقد أبقى يديه متشابكتين خلف ظهره، كفاتحٍ يتأمل أراضيه الجديدة.
“فكّرتُ في شيءٍ أفضل.”
نزل درجًا خشبيًا، ودخل قبوًا تحت الحظيرة. كان معظم الطابق يتكوّن من غرف نوم، لإيواء الأفراد الضعفاء من المجتمع بعيدًا عن الأنظار. خيار ذكي في مثل هذه الأوقات العصيبة. تجاهل أغسطس الغرف الفارغة، وتوقف أمام الوحيدة المأهولة.
***
الفصل 27 : شظية الماضي، جرائم أغسطس.
1: النياندرتال أو الإنسان البدائي هو أحد أنواع جنس هومو الذي استوطن أوروبا وأجزاء من غرب آسيا وآسيا الوسطى
قبل أن تدرك الأمر، انقلب عالم جولي رأسًا على عقب. دمّر مختلٌ مدينة ساليرنو في موجة جنونية تغذيها القوة، واستولى ديكتاتور جينومي شمولي يُدعى ميكرون على وسط أوروبا، وتعرّضت إيطاليا بأكملها لقصف شامل أعادها إلى العصر الحجري.
2: جوبيتر هو كبير الآلـهة (والعياذ بالله) في الميثولوجيا الرومانية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تجاهل… ذلك الشيء تجاهل قدرتها تمامًا. لم يعترف بها، بل لم يسجله حتى ككائنٍ حي.
3: طوبى للودعاء هي آية من الكتاب المقدس المسيحي ‘الإنجيل’ (لن أشرح أكثر).
كان ذلك مريبًا. تبادلت جولي نظرة قلق مع زوجها، الذي بدا عليه الشك بوضوح. “كم عدد الأشخاص المستيقظين؟” سأل برونو بيني.
نارو…
1: النياندرتال أو الإنسان البدائي هو أحد أنواع جنس هومو الذي استوطن أوروبا وأجزاء من غرب آسيا وآسيا الوسطى
“كانت كذلك,” رد ليو. “لكنهم أٌبيدوا.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
