3 - اليوم الذي ضحك فيه ألفا أوريونيس.
《١》
بدا أن جيوس الغاضب وريغولوس المتجهم يعرفان بعضهما البعض، لكن لم يكن هناك أي أثر للمودة بينهما، ولم تحمل محادثتهما أي أمل في الوصول إلى حل وسط.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن الأمر لأنها أرادت توبيخ عنادها. بل لأنها كانت تريد أن توصل لها أن كل كلمة قالتها فورتونا، كل حرف وكل عبارة، كانت أمورًا يجب أن تتذكرها الفتاة تمامًا.
تعود الحكاية الآن إلى غابة مضت عليها مئة عام، زمن المحاكمة التي كانت تزورها فتاة واحدة.
واقفًا دون حراسة، لم يبذل أي محاولة للدفاع عن نفسه، ورغم أن جسده بأكمله تعرض لضربة تلو الأخرى، لم يسقط ريغولوس. كانت القوة التي راهن عليها جيوس بلا جدوى، ورغم ذلك لم يظهر عليه أي تراجع أو استسلام.
«أنا أحد أعضاء طائفة الساحرة، رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة والمكلف بالجشع— ريغولوس كورنياس.»
«مهلاً، لا تخبرني أنك…!»
الطريقة التي قدَّم بها الفتى نفسه بابتسامة كانت جوهر الشذوذ بذاته.
«نعم، حقًا. إميليا… ليا، أمكِ تحبكِ حقًا، أكثر من أي أحد في هذا العالم».
بلمحة سريعة، بدا الفتى خاليًا من أي وضعية قتالية، وكأنه مليء بالثغرات. كانت عيناه تعكس الثقة والغرور، شيئًا لا يمكن أن يراه المرء في شخص حذر. ووجهه أوحى بأنه لا يمكنه حتى تخيل أدنى ضرر قد يلحق به.
«هل تظنين أنني أرغب في مثل هذا اللقب؟ في هذه اللحظة، أرغب بشيء واحد دون أدنى شك… الهدوء لتلك الأم وابنتها—!!»
في أوقات السلم، أو إن كان داخل حصن منيع، لما كان في ذلك أي مشكلة على الإطلاق. ومع ذلك، كان الفتى ضيفًا غير مرحب به، وأمامه وقفت فورتونا، وملامح العداء واضحة على وجهها ونظرة جادة في عينيها.
«هل كنتُ فتاةً سيئة…؟ هل لهذا السبب يكرهني الجميع… لماذا سأبقى وحدي؟»
أن يحافظ على تلك الوضعية في مثل هذه الظروف تجاوز الهدوء إلى ما هو أبعد من الواقعي.
نقر ريغولوس بلسانه— وفي اللحظة التالية، ارتطمت رمحٌ جليدي ضخم يكاد يحجب السماء مباشرة بوجهه، وتحولت الهزة الناتجة عن الاصطدام إلى موجة صادمة هائلة أحاطت بريغولوس، محطمةً جسده النحيف بالكامل.
«لقد سئمت رؤية رد الفعل هذا أيضًا. لقد تكبَّدت عناء منحتك وقتًا لتقضيه مع زوجتك وكل شيء. أردت على الأقل نوعًا من المكافأة على ذلك، لكن يبدو أنني توقعت أكثر من اللازم دون جدوى.»
لكن هذا الرجل -ريغولوس- كان شاذًا بقدرته على فرض وجوده على الآخرين.
وأيضًا، تذكرت إميليا اللقب الذي يحمله هذا الرجل.
«هناك كائن… ساحرة، جعلت ذلك ممكنًا، وقد وصلت إلى هذه الغابة».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لكن… إذا-إذا لم أفعل… شـ…ـيئًا…»
«رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة من طائفة الساحرة… مثل الأشخاص الذين هاجموا القصر وقرية إيرلهام!»
عندما حاول أرتشي إقناعها بإعادة النظر، أسكتته فورتونا بنبرة أقوى. بعد ذلك، وبنوع من الإحراج بسبب ردها الغاضب، أضاف: «أنا آسف».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت قد سمعت أن لقب رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة يُمنح لقادة طائفة الساحرة— الجماعة التي أبدت عداءً لقصر روزوال وقرية إيرلهام، والتي كانت سببًا في لجوء القرويين إلى الملجأ. كما علمت أن أحد هؤلاء الأساقفة كان يطاردها شخصيًا، وأن آخر كان خصمًا لدودًا مسؤولًا عن نوم ريم العميق وغير الطبيعي.
«وإن هربنا من هنا، فماذا بعد؟ كل ما سنفعله هو السماح لهم بسرقة هذه الأرض المسالمة. وإذا خسرنا، فهذا يعني أن الختم سيقع في أيديهم. هذه المرة، سيتعرض العالم للدمار!»
«لماذا يوجد شخص كهذا في هذه الغابة…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—السيدة فورتونا! وإميليا أيضًا!»
«—ريغولوس كورنياس، رئيس الأساقفة! لماذا أنت هنا؟!»
أمامها مباشرة، رأت إميليا شجرة عظيمة مألوفة— وأمام الباب الذي يؤدي إلى غرفة الأميرة، كانت فورتونا تحاول إقناع إميليا الصغيرة الباكية بالاستماع إليها.
كان جيوس الواقف في غابة الماضي، هو مَن صرخ بصوت حاد بالسؤال الذي أرادت إميليا طرحه بكل شدة. كانت ملامحه جادة، كما لو أنه شخص مختلف تمامًا عن ذلك الذي أبدى حبًا عظيمًا للشابة إميليا وفورتونا.
بوجهها المضغوط بشدة إلى ذراعه، لم تستطع إميليا رؤية ما حدث. أرغم أرتشي ابتسامة على وجهه، جالسًا وهو يهون من أعظم ألم قد شعر به في حياته.
«لقد وُعدتُ بألا يتدخل أحد سواي في هذه الغابة وهذا الحدث!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إميليا…»
«وُعدت؟ هل هو اتفاق وضعته بنفسك وبدأته بقرار فردي، أليس كذلك؟ يا له من روح مغرورة، تحاول فرض ذلك على الآخرين وتجبرهم على طاعته. هناك حدود لتدخل الآخرين في إرادتهم وأفكارهم، فهل يمكنك التوقف عن التدخل في ذهني وجسدي بالفعل؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ستدلونني على الطريق…؟»
«رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة من طائفة الساحرة… مثل الأشخاص الذين هاجموا القصر وقرية إيرلهام!»
«هذا ليس ردًا! إذا لم تكن راضيًا عن الاتفاق، لكان يجب عليك إثارة القضية في الكنيسة! ومع ذلك، أظهرت وجهك هنا! بدايةً، مَن الذي أخبرك عن هذا المكا…؟»
«—ليا، أحبكِ».
«ما الأمر، أيها رئيس الأساقفة روماني كونتي؟»
بدا أن جيوس الغاضب وريغولوس المتجهم يعرفان بعضهما البعض، لكن لم يكن هناك أي أثر للمودة بينهما، ولم تحمل محادثتهما أي أمل في الوصول إلى حل وسط.
«أرتشي…»
ومع ذلك—
«—لأنني مَن أمره بفعل ذلك.»
واقفًا دون حراسة، لم يبذل أي محاولة للدفاع عن نفسه، ورغم أن جسده بأكمله تعرض لضربة تلو الأخرى، لم يسقط ريغولوس. كانت القوة التي راهن عليها جيوس بلا جدوى، ورغم ذلك لم يظهر عليه أي تراجع أو استسلام.
فجأة، قطعت صوت امرأة رقيق مثل رنين الجرس النقاش الحاد بينهما.
أومأت برأسها شاكرةً ومصممة، وانطلقت إميليا تركض، متَّبعةً ذلك الشريط من الضوء. تتبعت المسار اللامع الذي صنعته الأضواء الفسفورية، مؤمنةً أنه الأمل الوحيد الذي يمكنها التعلق به.
ظهرت نظرة خوف في عيني جيوس، وامتلأت عينا فورتونا بالغضب. وفي أحضان والدتها، تلبدت الدموع في عيني إميليا الصغيرة، بينما ارتسمت على شفتي ريغولوس ابتسامة خبيثة شريرة.
هذا الاقتراح أغرى قلب إميليا. كانت تسعى بكل يقين لاجتياز المحاكمة. ليس لديها أدنى شك بأن عليها متابعة ماضيها من أجل ذلك.
وبينما كانت إميليا تشاهد الماضي، شهقت بصدمة، بينما اكتفت إيكيدنا بالنظر بدهشة.
—تسللت فتاة واحدة من بين الفجوات بين أشجار الغابة، وظهرت في ذلك المكان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع ذلك، عندما التقيا بالصدفة، بكى في اللحظة التي وقعت فيها عيناه على إميليا. بكى وبكى، سعيدًا لرؤيتها، وهكذا سامحته إميليا.
توقفت الفتاة بجانب ريغولوس، لتقف في مواجهة إميليا والآخرين. كانت فتاة ذات جمال مروع وغير إنساني، جمال يرغم كل مَن ينظر إليها على الارتعاش دون قدرة على المقاومة.
هناك، في المكان الذي افترقت فيه عن جيوس، كانت الفتاة ذات الجمال المرعب قد نطقت بتلك الكلمة. ألم يذكر كلٌ من فورتونا وأرتشي الختم نفسه؟
شعرها الطويل بلون البلاتين الشفاف، كأنه يشع وهجًا ناعمًا أشبه بضوء الشمس، خالقًا شلالًا من النور يمتد من كتفيها النحيلتين إلى أسفل ظهرها. أما عيناها، المحاطتان برموش طويلة، فكانتا زرقاوتين عميقتين، وكأنهما تسجنان العالم بداخلهما. ملامح وجهها كانت في غاية الروعة، حتى إنها جسدت الصورة المثالية لـ ”الجمال“ التي يحلم بها البشر.
وأمام نظراته الحادة، رفع جيوس ذراعيه نحو السماء، صارخًا بفمه المفتوح بينما ابتلعه الكائن بالكامل. وكأنما كان وجوده يُمزق، بين الألم واللذة ومشاعر لا يمكن وصفها.
جسدها الصغير بدا هشًا إلى درجة تجعل مجرد التفكير في حملها يشعر المرء بالتردد. ارتدت قطعة قماش واحدة فحسب، ومع ذلك، بدا وكأن فكرة أن يلمس أي شيء بشرتها العارية غير واقعية تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لو كان ممكنًا حقًا القتل بالجمال وحده، لكانت تمتلك ذلك الجمال القاتل.
«ما الأمر، أيها رئيس الأساقفة روماني كونتي؟»
الفتاة ذات الشعر البلاتيني كانت واقفة أمام الختم، وذراعاها مفتوحتان، وكأنها ترحب بقدوم إميليا.
أمالت الفتاة ذات الجمال القاتل رأسها، وطرحت ذلك السؤال البسيط.
ذلك التنافر العجيب هو ما جعل إميليا ترتجف دون توقف من وقع تلك الكلمات. وكان الأمر ذاته بالنسبة لجيوس.
نبرتها، ونظرتها العابرة، وحقيقة أنها خصصت له وقتًا— كل ذلك قد يغمر أي رجل عادي بسعادة غامرة، حتى إنه لن يكون غريبًا إن توقف قلبه فرحًا.
《٥》
كان يمكن لأي شخص أن يدرك من النظرة الأولى— أن هذا كائن خطير لا ينبغي أن يوجد في ذلك العالم.
كانت دموع الطفلة تتساقط باستمرار بينما حاول أرتشي جاهدًا أن يوصل كلماته إليها. كان جزء من ذلك لأنه أراد من إميليا أن تتوقف عن البكاء. وأكثر من ذلك، كان أيضًا لأنه رغب بشدة في أن يؤمن بذلك.
«لماذا… لماذا أنتِ هنا…؟ ريغولوس كورنياس! لماذا جلبتها معك؟!»
صكَّ جيوس أسنانه، وكأنه يحاول مقاومة الرغبات التي يصعب التصدي لها والتي تغلي بداخله. رفضه المشبع بالكراهية جعل ريغولوس يصدر صوتًا من ضجر، وعلامات الملل على وجهه واضحة.
—تذكرت كيف كان أرتشي وكل شخص في المستوطنة طيبين معها ومع والدتها.
《٤》
«هل تقول إنني جلبتها إلى هنا؟ لحظة، لا يعجبني أن يقرر الناس مثل هذه الأمور عبثيًا. أنت تعلم أنني أكره إكراه الآخرين أكثر من أي شيء آخر، أليس كذلك؟ وجودها معي كان برغبتها الخاصة. هل لديك ضغينة ضدي كي تلقي عليَّ اللوم في كل شيء؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بعد أن أحضرتني إلى هنا، تطلبين مني الرحيل الآن بعد أن أرضيتِ نفسك؟ كم تعتقدين أن بإمكانك السخرية مني…؟»
«رئيس الأساقفة كورنياس، يبدو أن صديقنا مرتبك، فلا تكن قاسيًا عليه.»
«حان الوقت لتقبل الواقع وتدرك أننا مختلفان، صحيح؟ أنتَ وأنا ممثلان معدَّان لخشبات مسرح مختلفة. الأمر لا يتعلق بما إذا كنت تستطيع التغلب عليَّ أم لا. لا أحد يمكنه هزيمتي. لا أحد يمكنه إيذائي. سواء كان قديس السيف أو التنين، كل ذلك بلا جدوى. كل شيء، كل جزء منه… بلا فائدة.»
كان من المحتمل أن يُشعل مثل هذا العتاب غضب ريغولوس. ومع ذلك، انحنى ريغولوس لها باحترام، وابتسم بشفتيه الملتويتين بسعادة خبيثة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مهلًا الآن، لما قمتِ بتجنبها؟ فقط تقبليها وتحولي إلى لحم مفروم! هذا يشمل جيوس عديم الموهبة وتلك المرأة هناك! كنتُ لأقبل بضمك كزوجتي التاسعة والسبعين، فلمَ هذا التصرف الغبي، أليس كذلك؟ ها؟ ها؟!»
لم تعد الكلمات المكتوبة أو المنطوقة كافية لوصف الشذوذ الذي يعبر عنه هذا الرجل البغيض.
تعود الحكاية الآن إلى غابة مضت عليها مئة عام، زمن المحاكمة التي كانت تزورها فتاة واحدة.
«هذا… ألا يُعتبر قاسيًا للغاية حتى بالنسبة لكِ، سيدة باندورا…؟!»
وهي تحدق في جيوس، الذي كان يلهث بينما يتهاوى وجوده في فوضى عارمة، زفرت باندورا بهدوء نفسًا متقدًا ومفعمًا بالإثارة.
بنبرة إعجابٍ هامسة، كانت عينا باندورا تتلألآن، كعيني فتاة عاشقة.
صوت جيوس، الذي كاد أن ينفد نفسه، جعل الفتاة ترتسم على وجهها ابتسامة رقيقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ابتسامة الفتاة الساحرة كانت تثير شعورًا بالسعادة ينافس جميع الأشياء المباركة في العالم. وتسامح الفتاة المسماة باندورا، متجاوزة كل ما حولها، كان بمثابة نعمة للعالم.
مع نقص الأوكسجين، بدأت رؤيتها تتلاشى، وشعرت وكأنها في حلم يقظة، بينما بدأت ذكريات تفيض في ذهنها.
فتحت يديها الرقيقتين، وكأن ذراعيها الصغيرتين بإمكانهما احتضان كل شيء وكل أحد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وهكذا، بعينيها الواضحتين، رأت إميليا الحالية المشهد الذي لم تستطع إميليا الصغيرة رؤيته.
«والآن، أحضر المفتاح والختم إلى هنا— حتى يتحقق أعظم أهداف طائفة الساحرة أخيرًا.»
«هل تقول إنني جلبتها إلى هنا؟ لحظة، لا يعجبني أن يقرر الناس مثل هذه الأمور عبثيًا. أنت تعلم أنني أكره إكراه الآخرين أكثر من أي شيء آخر، أليس كذلك؟ وجودها معي كان برغبتها الخاصة. هل لديك ضغينة ضدي كي تلقي عليَّ اللوم في كل شيء؟»
«باندووووورااا—!!»
«هذا يناسبني! سأحيلكما إلى برك من الدماء غير المميزة وأستخدمكما لتخصيب هذه الغابة القذرة—»
تداخل إعلان الفتاة الرقيق مع صرخة فورتونا الغاضبة.
رفضت إميليا كل مواسات والدتها، لكن تلك الكلمة الأخيرة جعلت نفسها تحبس أنفاسها.
ظل ريغولوس في وضعيته، ينظر للخلف نحو باندورا. لا تزال عيناه لا مشبعتين بالغضب، ويبدو أن حتى باندورا، حليفته، قد تتعرض لهجمته.
حمت فورتونا إميليا الصغيرة خلف ظهرها، وصرخت وهي تستدعي أضواء زرقاء حولها. تحولت هذه النقاط الساطعة إلى أوتاد جليدية طويلة، بكميات كبيرة تملأ مدى بصر إميليا، وأطرافها الحادة موجهة نحو باندورا.
«في هذه الحالة… سيدتي فورتونا… اتركي الأمر لي…»
تذكرت أيامًا كانت تُوبَّخ فيها. تذكرت بكاءها واعتذارها، وفورتونا التي قضت الليل بأكمله وهي تضمها بين ذراعيها، وتستمر في مداعبة رأسها حتى الصباح، وكأنها لا ترغب في أن تستيقظ إميليا وحدها.
«عجبًا.»
ولكن الآن، دقَّت آمالها وطموحاتها في صدرها بقوة.
«إنه يحتوي على دفء لن تصل إليه أبدًا أكاذيبك!»
«سأعوض أخي بتحويلك إلى كومة من الأوتاد!!»
تداخل إعلان الفتاة الرقيق مع صرخة فورتونا الغاضبة.
وبينما وقفت باندورا هناك بكل هدوء، أطلقت فورتونا هجومًا سحريًا لا رحمة فيه نحوها.
وقد امتلأت عيناها بالدموع، تجاوزت فروع الأشجار المعتادة في الغابة المألوفة، متوقفة عند النقطة التي تحولت فيها الغابة إلى بياضٍ نقي. كان أنفاسها متقطعة ووجهها محمرًا عندما وصلت أخيرًا إلى الختم الذي كانت تبحث عنه—
تساقطت الأوتاد الجليدية، كل واحدة منها بسماكة ذراع رجل بالغ، على باندورا بقوة هائلة. اخترقت الأطراف الحادة وجه الفتاة المذهولة، وانتشرت شظايا الجليد المتناثرة لتغطي الغابة باللون الأبيض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بهذا… ستختفين إلى الأبد—!!»
وبالتالي، سيتحول الدمار ليجعل من جسد باندورا الضئيل سحابةً من الدماء—
نقر ريغولوس بلسانه— وفي اللحظة التالية، ارتطمت رمحٌ جليدي ضخم يكاد يحجب السماء مباشرة بوجهه، وتحولت الهزة الناتجة عن الاصطدام إلى موجة صادمة هائلة أحاطت بريغولوس، محطمةً جسده النحيف بالكامل.
عبست فورتونا بغضب، وشوهت ملامحها الجميلة في قسوة، منهية المشهد المتألق بحزم شديد. انشقَّت السحب فوق الغابة، وسقطت كتلة جليدية ضخمة مباشرةً على باندورا، مرتطمة بالأرض الباردة كقبر جليدي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تجاوزت الحفر، وتسلقَّت المنحدرات، وقلَّصت من حجم جسدها بينما كانت تركض بين الأشجار الكثيفة المتراصة.
أمام هذا المشهد المهيب، ظلت إميليا الصغيرة، وحتى إميليا في الحاضر، عاجزة عن النطق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بهذا… ستختفين إلى الأبد—!!»
كانت تتساءل في داخلها إن كان بمقدورها، حتى وهي تستعين بقوة باك، استخدام سحرٍ مماثل لما فعلته والدتها الآن. لم تكن تنوي التقليل من قدرات فورتونا، إلا أن مستوى قتالها فاق كل توقعاتها، مما أثار دهشتها الشديدة. لكن—
وهو يُقذف في الهواء، بدا على وجه ريغولوس أنه لا يدرك ما يحدث، بينما مرَّ بجوار قمم الأشجار، ليبلغ بسرعةٍ نقطة الذروة، ومن هناك هبط بقوة نحو الأرض. كان وكأن قدميه لا تزالان ممسوكتين في قبضة طفلٍ غاضب، وليس لديه أدنى فرصة لتجنب الاصطدام برأسه بالأرض، مثيرًا سحابة ضخمة من الغبار.
«—مهلًا. هل تتجاهلينني تمامًا الآن؟ ومع ذلك، رغم كل ذلك، حاولتِ ضمي إلى هجومك… ما هذا؟ ألا يعتبر ذلك انتهاكًا لحياتي، ووجودي، وحقوقي، وإنسانيتي ذاتها؟»
لم تكن تعرف شيئًا عن ما يجب أن تفعله. أحقًا لا يوجد شيء يمكنها القيام به؟
انطلقت كلمات مشبعة بالضغينة من وسط الضباب الأبيض. وفي اللحظة التالية، تكسَّر الجبل الجليدي المتساقط. كان مشهد ريغولوس واقفًا بكل أريحية وسط هذا المنظر السريالي لشظايا الجليد اللامعة مرعبًا ومثيرًا للرعب. أما باندورا، الواقفة خلفه دون أدنى ضرر، فقد كانت بنفس القدر من الإرباك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبينما رفعت فورتونا إميليا الصغيرة بين ذراعيها، تحدث جيوس بصوت هادئ.
رغم قوة الهجوم العنيفة، لم يُصب ريغولوس بأي أذى، ولم تتأثر ملابسه على الإطلاق، وكأنه ليس هناك من الأساس. أما باندورا، فاكتفت بتعديل شعرها الذي تطاير بفعل الرياح.
من الواضح أن ريغولوس قد وقف أمام باندورا ليحميها، لكن ما حدث لم يكن مجرد مسألة قدرة على الدفاع. لم تستطع إميليا حتى أن تستوعب ما حصل تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع ذلك، اختفى المشهد المأساوي الذي كانت فورتونا واثقة أنها شهدته، وعادت الميتة إلى الحياة بطريقة غير طبيعية. أما فورتونا، التي لم تستطع إخفاء صدمتها، فقد أمالت باندورا رأسها نحوها برفق.
«إذًا، هذا هو تجسيد الجشع في هذا العصر. التفكير في أن لقاءً كهذا لا يحدث عادةً… إنه بالفعل مثير للاهتمام.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…إيكيدنا، هل تعلمين ما الذي حدث الآن؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
طرحت إميليا سؤالها على إكيدنا، التي خرجت من ظل الأشجار وانتقلت إلى مكان يمكنها من خلاله رؤية المعركة بوضوح. رفعت إيكيدنا طرفي شفتيها وهي تنظر إلى إميليا التي اقتربت منها وكأنها اعتادت الأمر، لكن سرعان ما تنهدت وتحدثت.
—تسللت فتاة واحدة من بين الفجوات بين أشجار الغابة، وظهرت في ذلك المكان.
«أستطيع أن أخمِّن، لكن لا أزال غير متأكدة تمامًا. كنت أرغب في مراقبة الوضع لفترة أطول قبل التكهن بسلطته… لكن يبدو أن الظروف لن تسمح بذلك— إنهم يتحركون.»
حررها أرتشي الذي جلس مستندًا إلى جذع شجرة كبيرة، فوضعت إميليا قدميها على الأرض ونظرت في الاتجاه الذي أشار إليه. تأملت الشجرتين والزهور البيضاء التي خلفهما، ثم أومأت برأسها.
«هل تطلب مني أن أتركك وأهرب؟ لو كنت سأفعل ذلك، لما عدت أصلًا. حتى أنني ودعت إميليا لأتمكن من العودة. كيف يمكنك أن تطلب مني الهرب الآن؟»
شعرت إميليا بالضيق من معرفة إيكيدنا الواسعة بما يجري، لكنها قررت تركيز اهتمامها على الماضي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —وفجأةً، امتزج صوت تصفيقٍ غير متوقع مع صرخته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «-!! لا أحد- ليس هناك شخص واحد بيننا يفكر بهذه الطريقة!!»
صكَّت فورتونا أسنانها غضبًا من تصديهم لهجومها الأول. في تلك اللحظة، مد جيوس ذراعه أمامها.
«سيدتي فورتونا! أرجو أن تأخذي السيدة إميليا وتنسحبي من هذا المكان! حاليًا، نحن بلا حول ولا قوة أمام ريغولوس كورنياس!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إن لم يكن هذا، فهو شيء آخر…!»
«لا…! هل تطلب مني الانسحاب بينما تقف تلك المرأة أمامي؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أرجوكِ فكِّري في الوضع! مَن تحمين الآن؟!!»
«أرك…!»
وبخ جيوس فورتونا على موقفها العدائي. جعلها تعليقه تفتح عينيها على اتساعهما؛ تذكرت فورتونا أن ابنتها الحبيبة، التي تقف خلفها، كانت تتشبث بملابسها.
«من فضلكِ. افعلي ما أقول، فقط لفترة قصيرة. أريدكِ أن تذهبي مع أرتشي وتخرجي من الغابة. هذه الغابة… خطيرة حقًا، لذا أرجوكِ».
«أ-أمي…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إذا ذهبتُ إلى ذلك المكان… آااه، لكن…»
«إميليا…»
أُمرت بأن تستمر في الركض، لكنَّها توقفت فجأة. حتى إن نظرت خلفها، فقد ابتعدت بالفعل عن المكان الذي كان أرتشي فيه. لم تتمكن من رؤيته، ولا حتى رؤية فورتونا أو جيوس.
وبينما رفعت فورتونا إميليا الصغيرة بين ذراعيها، تحدث جيوس بصوت هادئ.
«أرجوكِ انسحبي. واطلبي المساعدة فورًا من المستوطنة. إنني والتابعين الذين أتوا معي نتشارك نفس الرغبة. إنهم بلا شك سيكونون عونًا لكِ.»
«ولكن إذا فعلت ذلك، ماذا سيحل بك؟»
《٤》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مَن الذي كان يضايق فورتونا وجيوس وأرتشي؟ ما الذي يتوجب عليها فعله لتستعيدهم؟ ما الذي كانوا يسعون إليه—؟
«—اطمئني. لا أنوي البقاء هنا دون خطة.»
«أنا آسفة لأنني أحملكم الكثير من الأعباء بهذه الطريقة. سامحونا على هذا الظلم الذي فرضناه عليكم».
واجه جيوس نظرة فورتونا الكئيبة بابتسامة، رغم أن التوتر كان يتسرب من كل مسام في جسده.
أرادت أن تلتقي بالجميع مجددًا.
أمام وجهه المبتسم بفخر، أغمضت فورتونا عينيها بقوة، كأنها تقطع كل تردد لديها.
وبالنظر إلى أنها كانت طفلة صغيرة، كان من السهل إبعادها عنها. ومع ذلك، لم تستطع فورتونا أن تقسو على ابنتها. السبب كان واضحًا أمامها، يملأ عينيها.
«سأعود لإنقاذك— سأفعل.»
«إميليا…!»
عندها، كما أشارت إيكيدنا، لاحظت إميليا كيف كانت باندورا مسحورة بمشاهدة القتال دون أن تُظهر أي نية للانضمام إليه. غرابة المشهد جعلت إميليا تشعر برعشة.
ثم انطلقت فورتونا، حاملةً إميليا الصغيرة بين ذراعيها، تجري في أعماق الغابة، تاركةً تلك الكلمات وراءها.
كان صوته هادئًا، خاليًا من أي مشاعر على ما يبدو. لكن هذا الهدوء تلاشى لحظة بعد ذلك.
«سيدة باندورا؟»
في حضن والدتها، كانت إميليا الصغيرة تتحرك بعصبية، تصرخ بأعلى صوتها نحو جيوس الذي كان يتلاشى بعيدًا عنها.
رفضت إميليا كل مواسات والدتها، لكن تلك الكلمة الأخيرة جعلت نفسها تحبس أنفاسها.
للمرة الثانية، تحمل ريغولوس هجمات فورتونا المفاجئة دون أن يصاب بأذى. كانت تكره أن تعترف بذلك، لكنها لم تستطع هزيمته— ولم يستطع جيوس أيضًا، وأي محاولة أخرى ستعرِّض حياته للخطر.
«جيوس—!!»
جلبت تلك المشاعر الطفولية البريئة ابتسامة هادئة على وجه جيوس، وهو يرفع يده مودعًا. وفي لحظات، غابت إميليا في أعماق الغابة، حتى لم تعد ترى جسد جيوس النحيل.
«—ليس هذا جيدًا على الإطلاق!!»
— إذا كانت أهداف هذه المرأة تتعلق بابنتها العزيزة والحبيبة…
ورغم ذلك، استمرت المشاهد، والتي ليس لدى إميليا أي ذكرى منها، مما أوقعها في حيرة.
«هذه معركة بين رئيسي أساقفة الخطايا السبع. لن تميل الكفة بسهولة. ومع ذلك، لو تورط شخص آخر، لكان الأمر مختلفًا… ولكن من غير المعقول أن تنضم هي إلى المعركة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لقد انفصل جيوس عنا… ماذا سيحدث الآن في المحاكمة؟!»
تذكرت إميليا كل اللحظات التي أمضتها في تلك الغابة، في تلك المستوطنة، حيث كانت محبوبة كما هي.
«بالطبع، ستستمر. هذا ماضٍ لم تشهديه من قبل، لكن كتاب المعرفة يعمل على تعديل مسار هذا العالم المستنسخ. وبما أنها محاكمة، فعليكِ متابعة ذاتك الخاصة. ما الذي ستفعلينه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رفعت فورتونا جيوس، ناظرةً إليه بوجه بدا وكأنه تحرر من كل الأعباء. ارتجف جيوس واتكأ على ذراعها طلبًا للدعم، واحتضنا بعضهما البعض وهما يتقدمان للأمام.
«أنت تكرهني، أليس كذلك؟ لم يكن يجب أن تتورط في كل هذا. كل هذا فقط لأنك استضفتني وإميليا… هذه محنة لم تكن بحاجة إليها».
أجابت إيكيدنا على سؤال إميليا بتصريح مفاجئ، مشيرة إلى ضرورة تتبعها لفورتونا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما أرخى جيوس ملامحه الدامية بارتياح، جاءت كلماته لتثير صوت ريغولوس الغاضب.
هذا الاقتراح أغرى قلب إميليا. كانت تسعى بكل يقين لاجتياز المحاكمة. ليس لديها أدنى شك بأن عليها متابعة ماضيها من أجل ذلك.
«فات الأوان بالنسبة لي…»
《١》
ومع ذلك، كانت هذه اللحظة التي قاتل فيها جيوس بشجاعة، معركة وضع فيها كل ما لديه من أجل أن تهرب فورتونا، بل وأيضًا إميليا الصغيرة. بالإضافة إلى ذلك—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
انحنت فورتونا بلطف، احتضنت إميليا وسحبتها نحوها.
«هه، هل ستبقين هنا؟»
متذمرًا بصوتٍ عالٍ، غرس ريغولوس ذراعيه مجددًا في سطح الأرض— كان بإمكانه تكرار ذلك على التوالي.
«إيكيدنا، من طريقة حديثكِ الآن… يبدو وكأنكِ تلمحين لعدم وجود سبب معين للبقاء هنا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«جيوس! جيوس، تمسك! ماذا فعلوا بك…؟ آه، ماذا عليَّ أن أفعل…؟!»
«…»
بحديثه المباشر إلى جيوس الذي كان يسعل دمًا، حرَّك ريغولوس ذراعه بلا مبالاة، وكأنه يبعد ذبابة. هذه الإيماءة، وكأنها طرد بسيط، جعلت جيوس في حالة تأهب، مُقدَّمًا جسده للقوة السوداء التي تتلوى داخله، مستعدًا لمواجهتها مهما كانت— ثم طارت ذراعه الأيمن بعيدًا.
تدفقت قوته تحت ردائه الممزق، وجسده المستعاد بدأ في التدهور مجددًا. انفجرت الدماء، تشققت العظام، وتلاشت الحياة.
«ربما أفكر في الأمر بشكل زائد، لكن الأمر يبدو وكأنكِ تريدين مني التوجه إلى هناك…»
«—لَكِ حرية التفكير كما تشائين. علاوة على ذلك، حتى أثناء ترددكِ، الأحداث مستمرة في الحدوث.»
ثم انطلقت فورتونا، حاملةً إميليا الصغيرة بين ذراعيها، تجري في أعماق الغابة، تاركةً تلك الكلمات وراءها.
تراجعت إيكيدنا خطوة إلى الخلف، لتأخذ مسافة بينهما دون أن ترد على سؤال إميليا. منحتها تلك المسافة موقعًا ممتازًا لمراقبة ساحة المعركة التي تحول المكان إليها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هممم، تقدُّم مثير للإعجاب، أليس كذلك؟ لكن، مَن الذي تمنعه من الهروب؟ أليس عملي الحقيقي معهما وليس معك؟ بمعنى آخر، تدخلك هذا هو تعدٍّ على أفعالي، وحقوقي.»
222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) الفراق المفاجئ جدًا دفع قلب إميليا الصغيرة إلى شفا الانهيار.
وفي تلك اللحظة، بينما وقف جيوس بثبات في ساحة المعركة التي انتشرت أمام عيني الساحرة، أطلق الرجل ذو الشعر الأبيض ضحكة ساخرة.
«هل تظنين أنني أرغب في مثل هذا اللقب؟ في هذه اللحظة، أرغب بشيء واحد دون أدنى شك… الهدوء لتلك الأم وابنتها—!!»
«هممم، تقدُّم مثير للإعجاب، أليس كذلك؟ لكن، مَن الذي تمنعه من الهروب؟ أليس عملي الحقيقي معهما وليس معك؟ بمعنى آخر، تدخلك هذا هو تعدٍّ على أفعالي، وحقوقي.»
صوت أرتشي الحاد جعل إميليا تقفز. خطت خطوة للأمام، ثم بدأت بالجري. أجبرت نفسها على عدم النظر خلفها لأن أرتشي قال ألا تفعل ذلك.
«سمِّه كما تشاء، ريغولوس كورنياس. سأراهن على وجودي ذاته. لن أسمح لك بالاقتراب منهما خطوة واحدة!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظرت إلى تصرفاتها، محاولة العثور على شيء يثبت أنها كانت السبب، السبب الذي أدى إلى حدوث كل هذه المآسي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—أحبكِ، يا إميليا».
«لا تقل ذلك. قد تكون أحد مؤسسي طائفة الساحرة، وربما تجلس على هذا المقعد بفضل خدمات قدمتها في الماضي، لكن لو طُرحت الآن مسألة مَن يستحقه أكثر، لكان المقعد من نصيبي! هل تعتقد أنك تستطيع الفوز ضدي إذا حاولت بجد بما يكفي؟ ما نوع العقل الذي تحمله على كتفيك؟»
«هذا… سأريك إياه من الآن فصاعدًا.»
أمام ريغولوس، الذي اندفع بغضب محاولًا تبرير أفعاله بمنطق يخدم مصالحه، رد جيوس بجواب بسيط وهادئ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أحبكِ. أحبكِ، أمي. أحبكِ حقًا كثيرًا…»
«لا… جيوس، ما الذي…؟!»
ظهرت نظرة خوف في عيني جيوس، وامتلأت عينا فورتونا بالغضب. وفي أحضان والدتها، تلبدت الدموع في عيني إميليا الصغيرة، بينما ارتسمت على شفتي ريغولوس ابتسامة خبيثة شريرة.
«أنتِ، ضعيفة…؟»
أدخل جيوس يده في ردائه، وبمجرد أن رأت إميليا نظرة الرجل الذي استسلم لفكرة الموت، مدت يدها نحو الماضي محاولة الوصول إليه.
تداخل إعلان الفتاة الرقيق مع صرخة فورتونا الغاضبة.
لم يكن لديها وسيلة للتدخل في قصةٍ تستعرض ماضيًا قد انقضى منذ زمنٍ بعيد.
////
انزلقت اليد التي كانت ممسكةً بيدها. بقيت يدها الممدودة معلقةً في الفراغ، غير قادرة على إيقاف تصميمه الثابت.
بغض النظر عن مدى إصرار فورتونا على أنها مجرد بديلة لأمها وكم طالبت إميليا بألا تنسى أمها الحقيقية، هذا الأمر لن يتغير أبدًا.
سمع صوتًا. سسس، سسس. كان صوت وحش شيطاني يلعق شفتيه بعدما لمح فريسته مباشرة أمامه.
«مهلاً، لا تخبرني أنك…!»
أخرج جيوس من ردائه صندوقًا أسود صغيرًا. وعندما وقعت عينا ريغولوس على ذلك الصندوق، تجعد حاجباه للحظة، لكنه سرعان ما حدق باندهاشٍ، مدركًا ماهية ما يراه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، قد يكون ذلك صحيحًا. ومع ذلك، كان عليَّ أن أرى بعينيَّ مدى إخلاص الناس في سعيهم لأهدافهم المقدسة، ومدى روعة ذلك في أثناء القيام به.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
نظرة حزم ظهرت على وجه جيوس وهو يتطلع إلى ريغولوس، وقد تلاشت منه كل علامات الهدوء الأولية.
«بالتأكيد، أنت تشعر بذلك، أليس كذلك؟ فبعد كل شيء، هذا شيءٌ سبق أن كان في يدك.»
تجاهلت فورتونا رشات التراب، محاولة تنقية المانا لتحضير هجوم مضاد، حين قام جيوس بدفعها نحو الأرض. اختار هذا التصرف عوضًا عن الدفاع أو الهجوم المضاد، فقد دفعها مباشرة نحو الأرض دون أن يكترث لكسر سقوطها— رفعت فورتونا صوتها، مستنكرة قرار جيوس… ثم رأت.
«أعرف ما هو. وبسبب معرفتي به، أعجز عن إيجاد كلمات لوصف مدى غبائك. هل أقنعت نفسك أن هذا هو ورقتك الرابحة؟ أتساءل لماذا لا تستوعب… أنت مَن قلت، أنت مَن قررت أنك غير مؤهلٍ لحيازته!»
«أنتَ، رغم أنك لم تمتلك الجسد المؤهل، قد نجحت في قبول عامل الساحرة بداخلك. باسم ساحرة الغرور، أمنحك شرفًا لعزيمتك وإرادتك الصلبة بمنحك لقب الكسل.»
«بالتأكيد، أفتقد للتوافق معه. ولذا، كنت دائمًا أحتفظ به فقط، حاميًا الأمانة التي أوكلت إليَّ. غير أنني فعلت ذلك من أجل وقتٍ كهذا.»
بإرادة صلبة، قمع الرجل المدعو جيوس تلك القوة غير الطبيعية وهو واقف. السُلطة التي يُمكن أن نطلق عليها الأذرع غير المرئية قد منحت جيوس الوسيلة لتحدِّي أسقف الخطايا السبع المميتة—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
على عكس الهالة الغاضبة التي أظهرها ريغولوس حتى تلك اللحظة، بدا جيوس هادئًا وهو يهز رأسه من جانبٍ إلى آخر.
«…أرتشي، من فضلك».
كأنَّ الغضب الأسود الراكد وعزيمة كالنار الزرقاء كانا يتصارعان داخل أعماقه—
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «وحش الشيطان، الثعبان الأسود، قد أطلق في الغابة».
«—رئيس الأساقفة بيتيلجيوس روماني كونتي.»
«هه، هل ستبقين هنا؟»
باندورا، التي لم تحرك ساكنًا منذ بدء المواجهة، ابتسمت وهي تخاطب جيوس.
«أعفو عن أعمالك العنيفة، وأفعالك العنيفة، وكل ما فعلته. لقد أتممت بالفعل الغرض الذي جلبتك من أجله إلى هنا. يمكنك أن تذهب الآن.»
كان ذلك اسمه. رفع رأسه عندما نُودي بتلك الطريقة، وبدأت باندورا تتحدث إليه برقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أتمنى لك رحلةً طيبة.»
لم تتوقف العواقب عند بقاء باندورا آمنة وسليمة، فقد اختفت الحفرة التي كان ريغولوس فيه الآن.
كانت كلماتها بركة، لم تحمل ضغينةً أو عداءً أو دوافع خفية، بل كانت مليئةً بالنوايا الحسنة.
ذلك التنافر العجيب هو ما جعل إميليا ترتجف دون توقف من وقع تلك الكلمات. وكان الأمر ذاته بالنسبة لجيوس.
أمام هذا المشهد المهيب، ظلت إميليا الصغيرة، وحتى إميليا في الحاضر، عاجزة عن النطق.
بوجهٍ يعكس الألم العميق، وهو يتجرع نعمة باندورا التي كانت كأنها نصلٌ ينغرس في قلبه، فتح جيوس الصندوق الأسود الذي في يده— كان في داخله شيءٌ أسود متلوٍ يتحرك.
«أنت تكرهني، أليس كذلك؟ لم يكن يجب أن تتورط في كل هذا. كل هذا فقط لأنك استضفتني وإميليا… هذه محنة لم تكن بحاجة إليها».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—سيدي فلوجل، أرجوك اغفر لي.»
رأت باندورا عزم الثنائي، فلم تزد على أن فتحت ذراعيها على اتساعهما، متوردتَ الخدين.
قال هذه الكلمات، ثم ضغط ذلك الشيء الأسود على صدره، بكل ما يحويه الصندوق الصغير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رمق أرتشي بسرعة نظرة حذرة تجاه الشخص الذي ارتدي ثوبًا أسود وتسلل من خلال فجوة بين الأشجار. لكن الشخص الآخر استقبله برفع كلتا يديه، مشيرًا إلى أنه لا ينوي الأذى.
أثناء حديث ريغولوس المستفز، اهتز رأسه فجأة كما لو تلقى ضربة غير مرئية. لكن عندما أعاد عنقه الملتوي إلى موضعه السابق، لم يكن هناك أي أثر للضربة على وجهه مجددًا. الرجل المقيت عبس بانزعاج واضح، واقفًا بلا حماية، بينما واصل استقبال هجمات جيوس المتلاحقة.
فوراً، انتشر السواد الغامض كأنما تناثرت قطرات ماء على صدر جيوس، وزاد حجمه بشكلٍ انفجاري حتى غطى جسده بالكامل. مشهد جيوس وهو يُلتهم بكيانٍ لزجٍ حي جعل إميليا تصرخ بلا وعي. كان هناك شيءٌ يمحو وجود جيوس بلا رحمة.
«أحمق.»
لأول مرة، نطق ريغولوس بكلمة ازدراءٍ مختصرة.
«—رئيس الأساقفة بيتيلجيوس روماني كونتي.»
«الأمر بسيط للغاية. بما أن رئيس الأساقفة كورنياس لم يكن هنا، فمن الطبيعي أن تتلاشى كل نتائج أفعاله. رغم ذلك، يمكنك اعتبار شفاء جروحك بادرة طيبة مني…»
وأمام نظراته الحادة، رفع جيوس ذراعيه نحو السماء، صارخًا بفمه المفتوح بينما ابتلعه الكائن بالكامل. وكأنما كان وجوده يُمزق، بين الألم واللذة ومشاعر لا يمكن وصفها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قام بتحطيم التربة المغطاة بالجليد، ودفع الضباب الأبيض بذراعيه، مظهرًا تعبيرًا غاضبًا. وشرع في تحريك رأسه بغضب، حيث استقر الحقد في عينيه، متجسدًا كما لم يكن من قبل.
—وفجأةً، امتزج صوت تصفيقٍ غير متوقع مع صرخته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«رائع.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رغم أنه اكتسب تلك القوة بتكلفة باهظة، فإن هدفه ريغولوس ظلَّ غير متأثر، بل وكان يضحك عليه بسخرية.
جلبت تلك المشاعر الطفولية البريئة ابتسامة هادئة على وجه جيوس، وهو يرفع يده مودعًا. وفي لحظات، غابت إميليا في أعماق الغابة، حتى لم تعد ترى جسد جيوس النحيل.
بنبرة إعجابٍ هامسة، كانت عينا باندورا تتلألآن، كعيني فتاة عاشقة.
«أرك…!»
«أنا ضعيفة. كل ما فعلته هو التظاهر بالقوة من أجلك وأجل إميليا.»
وهي تحدق في جيوس، الذي كان يلهث بينما يتهاوى وجوده في فوضى عارمة، زفرت باندورا بهدوء نفسًا متقدًا ومفعمًا بالإثارة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخرج جيوس من ردائه صندوقًا أسود صغيرًا. وعندما وقعت عينا ريغولوس على ذلك الصندوق، تجعد حاجباه للحظة، لكنه سرعان ما حدق باندهاشٍ، مدركًا ماهية ما يراه.
«الآن، اركضي. مهما سمعتِ، لا تستديري… اركضي!»
«سيدة باندورا؟»
رجل واحد، الشخص الذي أوجد هذا المشهد الصادم، واقفًا في مركز الدمار. وجهه مشوَّه بدماء طازجة، وأنفاسه متقطعة، لكن روحه لم تتراجع. إنه المذنب العظيم الذي احتضن داخله خطيئة مميتة لم تناسب جسده، مكتسبًا القوة بثمن قضم حياته— بيتيلجيوس رومانِي كونتي.
لم تكن إميليا وإيكيدنا وحدهما مَن شعرا بمدى غرابة هذا المشهد. حتى ريغولوس شعر بالأمر ذاته، حيث ألقى نظرة استفسار نحوها، فردَّت باندورا بوقف تصفيقها، مشيرةً إلى جيوس.
«لا. أنتِ مخطئة، إميليا. إميليا، ليس هذا خطؤكِ! إنه ليس خطأ السيدة فورتونا، وليس خطأ أي أحد! لا يوجد سبب يجعلكِ تلومين نفسكِ!»
«رئيس الأساقفة ريغولوس كورنياس.»
ضعف النزف من جسده، وخفت صوت جيوس إلى درجة لم يعد فيها قادرًا على الصراخ. أنفاسه الخشنة المتقطعة وتشنجات جسده أثارت الشفقة، كحشرة توشك على الانتهاء من حياتها.
عبست فورتونا بغضب، وشوهت ملامحها الجميلة في قسوة، منهية المشهد المتألق بحزم شديد. انشقَّت السحب فوق الغابة، وسقطت كتلة جليدية ضخمة مباشرةً على باندورا، مرتطمة بالأرض الباردة كقبر جليدي.
«نعم؟»
أُمرت بأن تستمر في الركض، لكنَّها توقفت فجأة. حتى إن نظرت خلفها، فقد ابتعدت بالفعل عن المكان الذي كان أرتشي فيه. لم تتمكن من رؤيته، ولا حتى رؤية فورتونا أو جيوس.
«والآن، أحضر المفتاح والختم إلى هنا— حتى يتحقق أعظم أهداف طائفة الساحرة أخيرًا.»
«إنه قادم.»
«لقد جئتُ هنا. أنا هنا. ما هذا التفكير، تمضين في الحديث متجاهلةً وجودي؟ أظن أنه قد حان الوقت لشخص سخي وغير أناني مثلي أن يغضب قليلًا…»
في اللحظة التالية، وجد ريغولوس جسده ينقلب فجأة وهو يُقذف عاليًا في السماء.
«إيكيدنا، من طريقة حديثكِ الآن… يبدو وكأنكِ تلمحين لعدم وجود سبب معين للبقاء هنا.»
«هاه—؟»
في نوبة من الغضب، قرفص ريغولوس وغرس ذراعيه في الأرض، ثم رفعهما بعنف، متناثرًا بالتراب الطري نحو فورتونا وجيوس. بدا تصرفه أشبه بطفل صغير يلقي بنوبة غضب، يبعثر التراب حوله—
كأنَّ طفلًا غاضبًا أمسك بدمية من قدميها وألقاها بكل ما يستطيع من قوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—السيدة فورتونا! وإميليا أيضًا!»
«سمِّه كما تشاء، ريغولوس كورنياس. سأراهن على وجودي ذاته. لن أسمح لك بالاقتراب منهما خطوة واحدة!»
وهو يُقذف في الهواء، بدا على وجه ريغولوس أنه لا يدرك ما يحدث، بينما مرَّ بجوار قمم الأشجار، ليبلغ بسرعةٍ نقطة الذروة، ومن هناك هبط بقوة نحو الأرض. كان وكأن قدميه لا تزالان ممسوكتين في قبضة طفلٍ غاضب، وليس لديه أدنى فرصة لتجنب الاصطدام برأسه بالأرض، مثيرًا سحابة ضخمة من الغبار.
عندها، كما أشارت إيكيدنا، لاحظت إميليا كيف كانت باندورا مسحورة بمشاهدة القتال دون أن تُظهر أي نية للانضمام إليه. غرابة المشهد جعلت إميليا تشعر برعشة.
بانفجارٍ مدوٍّ وارتجاجٍ عنيف، انفجرت الأرض وتهاوت شجرة تلو الأخرى، جرفتها قوة الاصطدام. سُحق الرجل تحت تأثير تلك الأشجار العظيمة، وساد الهدوء الغابة الصاخبة.
«—آه.»
تحمَّل الألم، وقد غلى الدم في فمه طوال الوقت. جعل هذا المشهد البائس ريغولوس يعبس.
«سيدتي فورتونا… أنا-أنا لقد بالغت في كلامي…»
فقدت إميليا صوتها، محاولةً تجميع شتات المشاهد التي جرت أمام عينيها.
—لم ترَ أيًّا منها. لكنها أدركت شيئًا واحدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فقدت إميليا صوتها، محاولةً تجميع شتات المشاهد التي جرت أمام عينيها.
«لقد حدث تمامًا كمــــا… قلت لكم.»
ما الذي كان يحدث الآن؟ ولماذا كان كل ذلك يحدث فجأة؟
رأته أمامها، الرجل بزيِّه الأسود، راكعًا على الأرض، ودموعٌ من دم تتدفق من عينيه.
عندما كان ريغولوس على وشك استئناف هجماته، جاءت الفاتنة ذات الشعر البلاتيني تطلب منه الانتظار.
كانت فورتونا لا تزال غير قادرة على إبعاد إميليا عنها حينما ناداها صوت من خلفها.
وبينما كان يحدِّق في سحابة الغبار المتناثرة بين فجوات الأشجار، وقف ذلك الرجل— يسعل بشدةٍ بعد النصر الذي حققه مقابل كل ما حمله من عزيمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تألفت المعركة من الهجوم الشجاع لجيوس وصد ريغولوس القاسي، وبينما كانت إميليا تراقب القتال، تحدثت إليها إيكيدنا من خلفها.
كانت أنفاسه ضعيفة، وساقاه ترتعشان. غير أن روحه اشتعل بحرارةٍ تتأجج من نيران التصميم الراسخ.
«سأعود لإنقاذك— سأفعل.»
«أرجوكِ انسحبي. واطلبي المساعدة فورًا من المستوطنة. إنني والتابعين الذين أتوا معي نتشارك نفس الرغبة. إنهم بلا شك سيكونون عونًا لكِ.»
«هنا… هنا تكمن الآمال، والإيمان العظيم الذي لا يُنسى نحو أهل هذا المكان…»
رجل واحد، الشخص الذي أوجد هذا المشهد الصادم، واقفًا في مركز الدمار. وجهه مشوَّه بدماء طازجة، وأنفاسه متقطعة، لكن روحه لم تتراجع. إنه المذنب العظيم الذي احتضن داخله خطيئة مميتة لم تناسب جسده، مكتسبًا القوة بثمن قضم حياته— بيتيلجيوس رومانِي كونتي.
اختلطت كلماته بسعالٍ ممتزجٍ بالدم، وكأن شعورًا بالواجب الجليل كان ينهش روحه، حتى وهو يتحدث. عبر سنواتٍ عديدة، لابد أن مشاعره قد نمت وتعاظمت؛ عمقها كان سرًا لا يعلمه أحد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لا أحد، سوى الرجل نفسه، الذي استسلم تمامًا في خدمة تلك الأمنية، كي لا ينسى أبدًا ما هو أعز عليه ولو للحظةٍ واحدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«تلك الأيام، تلك الرابطة، تلك الأمنية… هذه، هم منحوني إياها. ومهما طال الزمان، لن أنسى شيئاً… لهذا، في هذه اللحظة، ما دمت قادرًا على أن أسعل دمًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «رئيس الأساقفة كورنياس، يبدو أن صديقنا مرتبك، فلا تكن قاسيًا عليه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
جرت دموع الدم بغزارة. بلغ الدم واللحم نهايتهما، والرجل يتقيأ كتلة من الدماء وهو يتشبث بعنادٍ ببركاتٍ أبعد من متناول يده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما كان يتحدث، رفع ريغولوس قدمه فوق رأس جيوس. كان واضحًا أنه سيقوم بسحق رأسه كشمامة ناضجة— وما إن أوشك على ذلك حتى قطع صوت ما الصمت.
كانت محاجره متوهجة بلون قرمزيٍ صارخ. عيناه المغمورتان بالدماء، تائهتان؛ رغم أنه كان يحدق أمامه، كان من الصعب الجزم إن كان يرى العالم كما هو حقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ما الذي تراه بتلك العينين الحمر، رئيس الأساقفة روماني كونتي؟»
«—هو الختم، على ما أعتقد. لا أعلم كيف سمعوا عنه، لكن حتى تلك المرأة ظهرت من العدم…»
لقد خالفت وعودها. خرجت من غرفة ليس مسموحًا لها بمغادرتها مرات عديدة. ذهبت إلى مكان عميق في الغابة كان محظورًا عليها الوصول إليه، اكتشفت ختمًا ليس من المفترض أن تعرفه— لم تستطع منع نفسها من التفكير بأن كل تلك الأمور قد أدت إلى هذا الوضع.
«—الحب.»
أثناء حديث ريغولوس المستفز، اهتز رأسه فجأة كما لو تلقى ضربة غير مرئية. لكن عندما أعاد عنقه الملتوي إلى موضعه السابق، لم يكن هناك أي أثر للضربة على وجهه مجددًا. الرجل المقيت عبس بانزعاج واضح، واقفًا بلا حماية، بينما واصل استقبال هجمات جيوس المتلاحقة.
كانت باندورا هي الوحيدة التي تلقت تلك النظرة، مدركة ببراعة أن عينيه القرمزيتين لم تكونا تنظران إليها. ومع ذلك، طرحت سؤالها دون اكتراث، فأجاب الرجل دون تردد.
«تركتها مع أرتشي… الحارس التالي، حتى تكون لديها فرصة للفرار. أنا واثقة أنهم بخير، بفضلك.»
يا للسخرية، كان حوارًا بين شخصين قادتهما الأقدار إلى المكان ذاته، شخصين لا يمكن أن يقبلا بفكر الآخر بأي حال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«في هذا العالم، وفي هذه اللحظة، من المرجح أنني أحبكِ أكثر من أي شخص آخر.»
واقفًا وسط سحابة من الغبار والدمار غير الطبيعي، بدا ريغولوس مستاءً. كان مشهد نجاته من كل هذا مشوهًا لدرجة بدت وكأن أحدهم قد وضع ملصقًا على لوحة مكتملة.
أسرت باندورا نفسها باعترافٍ بهمسٍ متقد. تلك الكلمات جعلت الرجل يغلق عينيه للحظة، ثم أطلق أنيابه نحو المرأة التي تجرأت على التصرف وكأنها الأكثر فهمًا له في العالم.
على الرغم من أن جيوس قد امتص ذلك الشيء منذ لحظات قليلة فقط، إلا أنه لم يروِّضه بأي حال من الأحوال. لقد سمح له فقط بانتهاك كيانه من الداخل بدلًا من الخارج.
جيوس—لا، اسمه كان بيتيلجيوس روماني كونتي.
لم يكن دافع الفتاة الصغيرة إلى التحرك رغبةً منها في إثبات قدرتها، بل كان الأمل-الأمل بأن الذهاب إلى هناك قد يغيِّر شيئًا، ذلك الأمل الذي دفعها للتحرك.
«—. للأسف لا. الذين جاؤوا مع السيد رئيس الأساقفة يشتبكون مع مجموعة من الرجال!»
«لن تقتربي منهم. أنتِ… لن… تمرِّي!!»
«أرجوكِ فكِّري في الوضع! مَن تحمين الآن؟!!»
《٢》
تذكرت أيامًا كانت تُوبَّخ فيها. تذكرت بكاءها واعتذارها، وفورتونا التي قضت الليل بأكمله وهي تضمها بين ذراعيها، وتستمر في مداعبة رأسها حتى الصباح، وكأنها لا ترغب في أن تستيقظ إميليا وحدها.
تتساقط دموع الدماء من عينيه، وقد سمح لذلك الشيء الأسود بأن يسكن داخله، صرخ جيوس بصوتٍ هائل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ذلك المشهد المروع، ممزوجًا بعزيمةٍ مقدسة تفوق كل تصور، أرسل برودةً قاسية تخترق عمق عمود إميليا الفقري.
تم إسقاط العديد من الأشجار؛ وأخرى استقرت على جوانبها، وقد انكسرت عند الجذور. امتلأت الأرض بحفر عميقة لا يظهر لها قاع. لو ادعى أحدهم أن هذا كان أثر كائن غير طبيعي يجتاح سطح العالم، فإن هذا الدمار الطاغي كان ليقنع الكثيرين بتلك الحكاية العجيبة.
في اللحظة نفسها، امتزجت مشاعر إميليا، في الماضي والحاضر، في محاولة يائسة لرد تلك المشاعر الحنونة.
على الرغم من أن جيوس قد امتص ذلك الشيء منذ لحظات قليلة فقط، إلا أنه لم يروِّضه بأي حال من الأحوال. لقد سمح له فقط بانتهاك كيانه من الداخل بدلًا من الخارج.
عندما ابتسم أرتشي لإميليا، جعلت كلماته فورتونا تعقد ذراعيها باستياء. وبعد أن استعادت جزءًا من رباطة جأشها المعتادة، تنهدت بحدة تقديرًا لتصرف أرتشي اللطيف.
«جيوس… ما الذي—؟ ماذا فعلت؟ ماذا…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—هذا لن يوصلنا إلى أي مكان. خلال هذا الجمود، يبدو أن هناك تطورات في المكان الذي ذهبتِ إليه.»
ماذا أخذ داخله؟ ما هي القوة التي استخدمها ليدفن ريغولوس بضربة واحدة؟ كان الأمر كما لو أن شيئاً حدث ولم تتمكن من رؤيته، ومع ذلك شعرت إميليا بشعور مألوف لم تستطع تفسيره.
«أنا أحد أعضاء طائفة الساحرة، رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة والمكلف بالجشع— ريغولوس كورنياس.»
«سيدتي فورتونا، أرجوكِ تماسكي!»
—بنوعٍ ما، كان يشبه الضربة التي أنهى بها سوبارو مبارزته مع غارفيل.
جيوس—لا، اسمه كان بيتيلجيوس روماني كونتي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لقد أثبت عزمك بجدارة، يا رئيس الأساقفة بيتيلجيوس روماني كونتي.»
غير أن أفكار إميليا قاطعتها نبرة أشبه برنين الجرس.
«هذا ليس ردًا! إذا لم تكن راضيًا عن الاتفاق، لكان يجب عليك إثارة القضية في الكنيسة! ومع ذلك، أظهرت وجهك هنا! بدايةً، مَن الذي أخبرك عن هذا المكا…؟»
بينما كانت تراقب جيوس وهو يلهث ويكحُّ دماءً، بقيت باندورا غير مكترثة وهي تعبر عن إعجابها. لم تُظهر أي ردة فعل لوفاة ريغولوس الذي كان يقف إلى جانبها؛ لم يتأثر جمالها الطبيعي بأدنى عيب.
«أنتَ، رغم أنك لم تمتلك الجسد المؤهل، قد نجحت في قبول عامل الساحرة بداخلك. باسم ساحرة الغرور، أمنحك شرفًا لعزيمتك وإرادتك الصلبة بمنحك لقب الكسل.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هل تظنين أنني أرغب في مثل هذا اللقب؟ في هذه اللحظة، أرغب بشيء واحد دون أدنى شك… الهدوء لتلك الأم وابنتها—!!»
في حضن والدتها، كانت إميليا الصغيرة تتحرك بعصبية، تصرخ بأعلى صوتها نحو جيوس الذي كان يتلاشى بعيدًا عنها.
«في هذا العالم، وفي هذه اللحظة، من المرجح أنني أحبكِ أكثر من أي شخص آخر.»
مستحضرًا صورة فورتونا وإميليا اللتين ابتعدتا عن ساحة المعركة، سكب جيوس دم قلبه وحياته ذاتها في عزيمته ليمنح الثنائي فرصة للهرب، مادًا ذراعيه باتجاه باندورا.
كانت تتساءل في داخلها إن كان بمقدورها، حتى وهي تستعين بقوة باك، استخدام سحرٍ مماثل لما فعلته والدتها الآن. لم تكن تنوي التقليل من قدرات فورتونا، إلا أن مستوى قتالها فاق كل توقعاتها، مما أثار دهشتها الشديدة. لكن—
«الحب… يا له من شيء رائع…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تقطعت كلماته، وأخبر أرتشي إميليا كذبًا أن شيئًا لم يحدث. كانت أفعاله تستحق الاحترام— ومع ذلك، فإن القدر القاسي كان على موعد مع عزيمته، مهما بلغت عظمتها، بالاستهزاء.
«إنه يحتوي على دفء لن تصل إليه أبدًا أكاذيبك!»
تحدث أرتشي بتلك الكلمات مبتسمًا ابتسامة رقيقة، محدقًا بظهر الفتاة التي بات من الصعب رؤيتها في البعد، بينما كان يخلع أكمام ردائه.
بينما همست باندورا بنشوة، صرخ جيوس موجهًا أفكاره نحو الهجوم. في اللحظة التالية، استطاعت إميليا أن تشعر بضغط غير طبيعي يتشكل من الهواء، لكنها لم تستطع رؤية أي شيء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إذا ذهبتُ إلى ذلك المكان… آااه، لكن…»
لم يحدث شيء. لم يكن بإمكان شيء أن يحدث. ومع ذلك—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—مهلًا. هل تتجاهلينني تمامًا الآن؟ ومع ذلك، رغم كل ذلك، حاولتِ ضمي إلى هجومك… ما هذا؟ ألا يعتبر ذلك انتهاكًا لحياتي، ووجودي، وحقوقي، وإنسانيتي ذاتها؟»
«الغابة تتداعى…؟!»
كأنَّ طفلًا غاضبًا أمسك بدمية من قدميها وألقاها بكل ما يستطيع من قوة.
موجة من الدمار امتدت، كأنها أفاعٍ عملاقة شفافة تتلوى حول بيتيلجيوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اقتُلعت الأشجار، انشقت الأرض، وتبعثرت كتل من التراب والأزهار والعشب في كل مكان. ووفقًا لإرادة جيوس، تحولت هذه القوة تدريجيًا من تدمير عشوائي إلى دمار أكثر استهدافًا. انهيار الغابة، وكأن عملاقًا يدوس عليها، تقدم في خط مستقيم نحو باندورا التي كانت واقفة بلا حراك.
«لقد جئتُ هنا. أنا هنا. ما هذا التفكير، تمضين في الحديث متجاهلةً وجودي؟ أظن أنه قد حان الوقت لشخص سخي وغير أناني مثلي أن يغضب قليلًا…»
«أمكِ وإميليا ستكونان معًا دائمًا. أعدكِ بذلك».
وبالتالي، سيتحول الدمار ليجعل من جسد باندورا الضئيل سحابةً من الدماء—
«لكن… لماذا إذًا عدتِ…؟ أنا…»
«انتظري لحظة.»
«—!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وضعت فورتونا يدها على كتف الشاب الباكي، طالبة منه المغفرة بألم. لم ينطق أرتشي بكلمة، لكن دموعه التي لم تتوقف كانت دليلًا على أنه قد قبل طلبها بالفعل.
«—مهلًا. هل تتجاهلينني تمامًا الآن؟ ومع ذلك، رغم كل ذلك، حاولتِ ضمي إلى هجومك… ما هذا؟ ألا يعتبر ذلك انتهاكًا لحياتي، ووجودي، وحقوقي، وإنسانيتي ذاتها؟»
«لقد جئتُ هنا. أنا هنا. ما هذا التفكير، تمضين في الحديث متجاهلةً وجودي؟ أظن أنه قد حان الوقت لشخص سخي وغير أناني مثلي أن يغضب قليلًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إزاء عجزها البائس، لم تستطع إميليا الصغيرة أن تكتم شهقاتها بعد الآن.
وقبل أن تصل الضربة غير المرئية إلى باندورا، اعترضها شخصٌ أبيض اللون.
وجهت فورتونا هذا السؤال إلى باندورا، التي ابتسمت برشاقة ووقفت هناك وكأن ذلك الأمر هو الأكثر طبيعية.
في اللحظة التالية، وقع انفجار. ارتدت الرياح، وتغيرت جغرافيا الغابة بفعل الصدمة.
ومع ذلك، لم يتراجع الشاب الذي تلقى ذلك الهجوم القوي من الجهة الأمامية— ريغولوس الذي كان من المفترض أن يكون ميتًا— لم يظهر أي أثر للانسحاب. لم يظهر على جسده أي جروح من الأحداث السابقة ولا حتى خدش واحد.
«لا أصدق…»
ضاغطًا على ما تبقى من ذراعه المبتورة، تعثر جيوس بشكل مذهل. وبفحص أدق، تبيَّن أنه تعرض لإصابات في كلا ساقيه، حيث ظهرت على فخذيه جروح بشعة وكأن وحوشًا التهمت لحمه بشراهة.
«إذًا، اركضي…»
تمكنت إميليا من تقبُّل حقيقة أنه صدَّ ضربة فورتونا الأولى دون خدش. إذا كان هناك فارق كبير في القوة بين المقاتلين، فربما يكون من الممكن صد هجمات شديدة مميتة.
«… سأرافقك. رغم تقدمي في السن، إلا أنني ما زلت جزءًا من عائلة روماني كونتي».
من خلال عدسة الماضي، دموع والدتها مزَّقت قلب إميليا. ورغم أنها وضعت كلتا يديها على وجهها بسرعة، لم تستطع إيقاف دموعها.
لكن هجوم جيوس غير المرئي كان أمرًا مختلفًا تمامًا. لقد رأت إميليا بوضوح كيف سُحق ريغولوس على الأرض، غير قادر على فعل أي شيء حيال ذلك— لماذا لم يتعرض لأي جرح؟ لم يكن حتى متسخًا.
«لا! مستحيل! أمي، وجهكِ يشبه وجه جيوس! لماذا تبدين وكأنكِ لن تعودي؟! ماذا ستفعلين… لماذا تتركينني هنا…؟!»
«ريغولوس كورنياس…!!»
«يؤسفني قول ذلك، لكن طالما أنها في هذه الغابة، فسيجدونها في نهاية المطاف. هدفهم…»
«كم هو مزعج. أنت، مَن يرفض الاعتراف بعامل الساحرة، تجاهلت ثمنه وأجبرتَه على دخول جسدك، أليس كذلك؟ ألا يعتبر هذا إهانةً لنا نحن الذين نحمل مقاعدنا بحق؟ أليس هذا جرحًا لذاتي الصغيرة التي لا تتزعزع؟»
«حـ-حسنًا…»
«قد تقول إنه بلا جدوى، ولكنني—!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بالتأكيد، تلك الابتسامة، وذلك الجسد الرشيق، كانا قد تحولا إلى شظايا من اللحم الملطخ بالدماء وتبعثرت حول الغابة بأكملها.
أثناء حديث ريغولوس المستفز، اهتز رأسه فجأة كما لو تلقى ضربة غير مرئية. لكن عندما أعاد عنقه الملتوي إلى موضعه السابق، لم يكن هناك أي أثر للضربة على وجهه مجددًا. الرجل المقيت عبس بانزعاج واضح، واقفًا بلا حماية، بينما واصل استقبال هجمات جيوس المتلاحقة.
من أجل مصلحتها، تدخلت باندورا للمرة الثالثة لتعيق ريغولوس— راقصةً بخفة في السماء، وضعت يدها النحيلة على رأس ريغولوس، مما دفع جسده المزعج للغوص في الأرض دون أي مقاومة ظاهرة. وفي لحظة، دُفن من أطراف قدميه حتى قمة رأسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إميليا…»
واقفًا دون حراسة، لم يبذل أي محاولة للدفاع عن نفسه، ورغم أن جسده بأكمله تعرض لضربة تلو الأخرى، لم يسقط ريغولوس. كانت القوة التي راهن عليها جيوس بلا جدوى، ورغم ذلك لم يظهر عليه أي تراجع أو استسلام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت قد سمعت أن لقب رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة يُمنح لقادة طائفة الساحرة— الجماعة التي أبدت عداءً لقصر روزوال وقرية إيرلهام، والتي كانت سببًا في لجوء القرويين إلى الملجأ. كما علمت أن أحد هؤلاء الأساقفة كان يطاردها شخصيًا، وأن آخر كان خصمًا لدودًا مسؤولًا عن نوم ريم العميق وغير الطبيعي.
وحتى لو لم يستطع جيوس التقدم، فقد استطاع تأخير خصمه. واصل شن هجماته لإبقاء ريغولوس في مكانه.
«—هذا لن يوصلنا إلى أي مكان. خلال هذا الجمود، يبدو أن هناك تطورات في المكان الذي ذهبتِ إليه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com طرحت إميليا سؤالها على إكيدنا، التي خرجت من ظل الأشجار وانتقلت إلى مكان يمكنها من خلاله رؤية المعركة بوضوح. رفعت إيكيدنا طرفي شفتيها وهي تنظر إلى إميليا التي اقتربت منها وكأنها اعتادت الأمر، لكن سرعان ما تنهدت وتحدثت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تألفت المعركة من الهجوم الشجاع لجيوس وصد ريغولوس القاسي، وبينما كانت إميليا تراقب القتال، تحدثت إليها إيكيدنا من خلفها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «سـ-سيدتي فورتونا… أنا—!»
كان يمكن لأي شخص أن يدرك من النظرة الأولى— أن هذا كائن خطير لا ينبغي أن يوجد في ذلك العالم.
جعلها تصريحها الخالي من المشاعر ترفع حاجبيها الرقيقين وتضغط على أسنانها.
لكن هذا الرجل -ريغولوس- كان شاذًا بقدرته على فرض وجوده على الآخرين.
«هل تطلبين مني أن أترك هذا المكان؟ على الرغم من أن جيوس يقاتل بكل ما يملك؟!»
«هذا يناسبني! سأحيلكما إلى برك من الدماء غير المميزة وأستخدمكما لتخصيب هذه الغابة القذرة—»
«قد أجادل بأن قوة المشاعر لا تؤثر في النتائج، لكن للأسف، لا أنوي مناقشة ذلك معك. ليس لديَّ اهتمام كبير بمضايقة الضعفاء، وأجد صوتك مزعجًا للغاية.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إذًا، لماذا لا تصمتي وتراقبي فقط؟ أنا…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—كانت ترغب في البقاء في ذلك المكان ومراقبة جيوس.
«—!»
صُدمت كلمات الرجل أرتشي. نظر بذهول نحو الغابة.
222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) الفراق المفاجئ جدًا دفع قلب إميليا الصغيرة إلى شفا الانهيار.
عندما حاولت التفُوّه بهذه الكلمات، تجمدت إميليا، كما لو أوقفتها مشاعرها.
تحدث الرجل كما لو كان يعصر كل كلمة، تاركًا أرتشي مذهولًا وكأن دلوًا من الماء قد صبَّ عليه ليوقظه من غفوته.
بسرعة، مدت يدها ولمست الكريستال المتصدع عند عنقها. ذكَّرها هذا الإحساس بهدفها. لقد جاءت لتحدي المحاكمة والتصالح مع ندمها على الماضي.
ربما كانت هذه اللحظة هي الفرصة الوحيدة التي تستطيع فيها مشاهدة معركة جيوس حتى نهايتها. لكن بذلك، ستخون كلًا من سوبارو، الذي ودَّعها عند مدخل القبر، وجيوس، الذي يضحي بكل شيء ليمنح إميليا الصغيرة وفورتونا فرصة الهروب.
«تلك الأيام، تلك الرابطة، تلك الأمنية… هذه، هم منحوني إياها. ومهما طال الزمان، لن أنسى شيئاً… لهذا، في هذه اللحظة، ما دمت قادرًا على أن أسعل دمًا…»
«—رئيس الأساقفة بيتيلجيوس روماني كونتي.»
كان هناك ماضٍ يتجاوز النضال الشجاع لجيوس، ماضٍ حقيقي نسيته إميليا.
لم تتوقف العواقب عند بقاء باندورا آمنة وسليمة، فقد اختفت الحفرة التي كان ريغولوس فيه الآن.
«هه، هل ستبقين هنا؟»
«—بالتأكيد، حتى عقلك العاجز يستطيع فهم المسار الأكثر حكمة.»
تسارع نَفَسُها. كانت إميليا تمدُّ خطواتها الصغيرة بجدية، وتركض بكل طاقتها عبر الغابة.
صوت أرتشي الحاد جعل إميليا تقفز. خطت خطوة للأمام، ثم بدأت بالجري. أجبرت نفسها على عدم النظر خلفها لأن أرتشي قال ألا تفعل ذلك.
«…أعتقد أنك كنتِ محقة بعد كل شيء. لنلحق بأمي وبنفسي. جيوس هو…»
«… يؤسفني أن أقول، لكن ذلك سيكون صعبًا بعض الشيء».
«هذه معركة بين رئيسي أساقفة الخطايا السبع. لن تميل الكفة بسهولة. ومع ذلك، لو تورط شخص آخر، لكان الأمر مختلفًا… ولكن من غير المعقول أن تنضم هي إلى المعركة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن الأمر لأنها أرادت توبيخ عنادها. بل لأنها كانت تريد أن توصل لها أن كل كلمة قالتها فورتونا، كل حرف وكل عبارة، كانت أمورًا يجب أن تتذكرها الفتاة تمامًا.
متذمرًا بصوتٍ عالٍ، غرس ريغولوس ذراعيه مجددًا في سطح الأرض— كان بإمكانه تكرار ذلك على التوالي.
ظلت إميليا تحمل بعض الندم وهي ترى الهجوم المتواصل أحادي الجانب لجيوس ضد ريغولوس يزداد ضراوةً أمام عينيها. دموعه المختلطة بالدم استمرت في النزيف، وسال الدم أيضًا من أنفه وزاوية فمه. وكلما زاد تأثير ذلك الشيء على جسده من الداخل، زادت قوة ودقة التدمير غير المرئي بشكل كبير.
لكن في المقابل، كانت قوة ريغولوس الدفاعية الغامضة ثابتة بلا تغيير. كان الموقف في حالة جمود تام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان صوت أرتشي، وصوت فورتونا، وصوت جيوس— كل تلك الأصوات تتردد في ذهن الفتاة الصغيرة.
«هااا…»
عندها، كما أشارت إيكيدنا، لاحظت إميليا كيف كانت باندورا مسحورة بمشاهدة القتال دون أن تُظهر أي نية للانضمام إليه. غرابة المشهد جعلت إميليا تشعر برعشة.
«لا! أمي، لا! من فضلكِ، لا تتركيني!!»
ففي النهاية، كانت تلك دموع طيبة. وتذكرت كيف هدئتها فورتونا عندما ضمتها، فقامت بمداعبة رأس جيوس، ورغبت في البقاء بجانبه حتى لا يشعر ذلك الطفل الباكي بالوحدة.
«إيكيدنا؟»
«—لديكِ الجرأة لتتدخلي حيث لا يجب، أيتها المرأة!!!»
ومع ذلك—
«—. لننتقل إلى مكان آخر ونتبعك أنت ووالدتك. لقد هربا إلى الغابة، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
للحظة، بدا أن شيئًا آخر استحوذ على انتباه إيكيدنا. ومع ذلك، لم يستمر الأمر سوى للحظة عابرة. وعندما خاطبتها إميليا، عادت إيكيدنا إلى وعيها على الفور، وأشارت بأصابعها أمام عيني إميليا. في اللحظة التالية، تلاشت رؤيتها، وتغير المشهد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أعتقد أنه حتى لو أعدت إميليا إلى غرفتها، فلن تبقى مخفية لفترة طويلة…»
في اللحظة نفسها، امتزجت مشاعر إميليا، في الماضي والحاضر، في محاولة يائسة لرد تلك المشاعر الحنونة.
ثم، بينما تم فصلهما عن ساحة المعركة الشرسة، أول ما وصل إلى أذن إميليا كان—
«حان الوقت لتقبل الواقع وتدرك أننا مختلفان، صحيح؟ أنتَ وأنا ممثلان معدَّان لخشبات مسرح مختلفة. الأمر لا يتعلق بما إذا كنت تستطيع التغلب عليَّ أم لا. لا أحد يمكنه هزيمتي. لا أحد يمكنه إيذائي. سواء كان قديس السيف أو التنين، كل ذلك بلا جدوى. كل شيء، كل جزء منه… بلا فائدة.»
«لا! أمي، لا! من فضلكِ، لا تتركيني!!»
«كان الأمر أشبه بصيَّادٍ ينتظر أن يرتفع خوف فريسته قبل أن ينقضَّ عليها —»
فوراً، انتشر السواد الغامض كأنما تناثرت قطرات ماء على صدر جيوس، وزاد حجمه بشكلٍ انفجاري حتى غطى جسده بالكامل. مشهد جيوس وهو يُلتهم بكيانٍ لزجٍ حي جعل إميليا تصرخ بلا وعي. كان هناك شيءٌ يمحو وجود جيوس بلا رحمة.
بمجرد سماع الصوت المرتفع والبكاء، استدارت إميليا بغريزة.
«لقد جئتُ هنا. أنا هنا. ما هذا التفكير، تمضين في الحديث متجاهلةً وجودي؟ أظن أنه قد حان الوقت لشخص سخي وغير أناني مثلي أن يغضب قليلًا…»
أمامها مباشرة، رأت إميليا شجرة عظيمة مألوفة— وأمام الباب الذي يؤدي إلى غرفة الأميرة، كانت فورتونا تحاول إقناع إميليا الصغيرة الباكية بالاستماع إليها.
بإرادة صلبة، قمع الرجل المدعو جيوس تلك القوة غير الطبيعية وهو واقف. السُلطة التي يُمكن أن نطلق عليها الأذرع غير المرئية قد منحت جيوس الوسيلة لتحدِّي أسقف الخطايا السبع المميتة—
«أرجوكِ، يا إميليا، افعلي ما أطلبه منكِ. لا تقلقي؛ قريبًا… نعم، قريبًا، سينتهي كل شيء، وسأعود إليكِ. لذا، من فضلكِ، فقط لبعض الوقت، ابقي هنا واختبئي.»
«آاه؟»
«أنا ضعيفة. كل ما فعلته هو التظاهر بالقوة من أجلك وأجل إميليا.»
«لا! مستحيل! أمي، وجهكِ يشبه وجه جيوس! لماذا تبدين وكأنكِ لن تعودي؟! ماذا ستفعلين… لماذا تتركينني هنا…؟!»
تذكرت أيامًا كانت تُوبَّخ فيها. تذكرت بكاءها واعتذارها، وفورتونا التي قضت الليل بأكمله وهي تضمها بين ذراعيها، وتستمر في مداعبة رأسها حتى الصباح، وكأنها لا ترغب في أن تستيقظ إميليا وحدها.
بكل كيانها الصغير، تمسكت إميليا بأمها بشدة، حتى لا تبتعد عنها.
«سيدتي فورتونا، أرجوكِ تماسكي!»
«لم أذهب إلى حد محو حقيقة أنك استوعبت عامل الساحرة في نفسك. أود أن أثني على أفعالك وأفعال المرأة التي عادت من أجلك. أرجوكِ اعتبري هذا نوعًا من اللطف مني.»
وبالنظر إلى أنها كانت طفلة صغيرة، كان من السهل إبعادها عنها. ومع ذلك، لم تستطع فورتونا أن تقسو على ابنتها. السبب كان واضحًا أمامها، يملأ عينيها.
«الحب… يا له من شيء رائع…»
فورتونا كانت والدة إميليا. ولهذا، لم تستطع ببساطة أن تتجاهل يد ابنتها الباكية.
لم تكن تعرف كيفية فتح الباب. لم تفهم المعنى الحقيقي وراء الختم. لم تعلم إن كان ذلك سيغير شيئًا للأفضل. لكن كلمة الختم وحدها كانت كافية.
«لا تتركيني! دعيني أذهب معكِ! لن أكذب بعد الآن! لن أخلف أي وعد بعد الآن!! سأكون فتاة صالحة! سأكون فتاة صالحة، لذا… من فضلكِ، لا تتركيني…!»
«هذا جنون -هذا غير ممكن! الثعبان الأسود هو كارثة خالصة، بل أكثر من الحوت الأبيض والأرنب العظيم- كارثة طبيعية لا تخضع لأحد. توقيت وصوله، بالتزامن مع هذا الهجوم— هذا…»
«إميليا… إميليا، إميليا، إميليا…!»
«هذا ليس ردًا! إذا لم تكن راضيًا عن الاتفاق، لكان يجب عليك إثارة القضية في الكنيسة! ومع ذلك، أظهرت وجهك هنا! بدايةً، مَن الذي أخبرك عن هذا المكا…؟»
«قد أجادل بأن قوة المشاعر لا تؤثر في النتائج، لكن للأسف، لا أنوي مناقشة ذلك معك. ليس لديَّ اهتمام كبير بمضايقة الضعفاء، وأجد صوتك مزعجًا للغاية.»
أرادت إميليا البقاء مع والدتها مهما كلف الأمر، فعرضت كل ما تستطيع التفكير فيه. صوتها جعل فورتونا تحتضنها فجأة بشدة. لو لم تفعل، لرأت إميليا الحالة التي كانت عليها وجه أمها.
«ولكن إذا فعلت ذلك، ماذا سيحل بك؟»
وهكذا، قررت إميليا الركض، لكنها ترددت قبل أن تخطو الخطوة الأولى. لقد ركضت كثيرًا دون هدف محدد. الآن، هذه الغابة -الغابة التي نشأت فيها- أصبحت مكانًا غريبًا عليها. فقدت الطريق المؤدي إلى الختم، وإلى المستوطنة، وحتى إلى مواقع والدتها وجيوس.
—لرأت ابنتها أمها وهي تغرق في دموعها.
«أمي…»
طبعت فورتونا بلطف شفتيها الساخنتين على خد ابنتها، جفنها، وجبينها.
وهكذا، بعينيها الواضحتين، رأت إميليا الحالية المشهد الذي لم تستطع إميليا الصغيرة رؤيته.
رأت باندورا عزم الثنائي، فلم تزد على أن فتحت ذراعيها على اتساعهما، متوردتَ الخدين.
بالنسبة لإميليا، كانت فورتونا دومًا نموذجًا يُحتذى به، قوية وشامخة… والدتها كانت شخصًا تقدره، وكانت تؤمن بكل يقين أنه لا يوجد في جسدها عظمة ضعيفة واحدة. لم تتخيل يومًا أن تراها بهذه الدرجة من الألم، غارقة في حزن يكاد لا يُحتمل، والدموع الحارة تتدفق بحرية.
من خلال عدسة الماضي، دموع والدتها مزَّقت قلب إميليا. ورغم أنها وضعت كلتا يديها على وجهها بسرعة، لم تستطع إيقاف دموعها.
توقفت الفتاة بجانب ريغولوس، لتقف في مواجهة إميليا والآخرين. كانت فتاة ذات جمال مروع وغير إنساني، جمال يرغم كل مَن ينظر إليها على الارتعاش دون قدرة على المقاومة.
وهي ترى ذلك المشهد، وتشاهد وجه والدتها من الحاضر، فهمت إميليا بعمق.
لم تشك يومًا في الأمر، لكن في تلك اللحظة، اكتسبت يقينًا جديدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، نعم، صحيح، أنا. جيوس، لأراك بهذا الحال…»
«أمي… أنتِ أمي الحقيقية…»
«… يؤسفني أن أقول، لكن ذلك سيكون صعبًا بعض الشيء».
غير أن أفكار إميليا قاطعتها نبرة أشبه برنين الجرس.
لم يعد يهم مَن أنجبها بالفعل.
«أهذا غير مقبول إلى هذا الحد؟ إذًا سأعتني بالأمر. من المستحيل أن يكون رئيس الأساقفة كورنياس هنا. إنه يقضي وقته في قصره، محاطًا بزوجاته.»
كان من المحتمل أن يُشعل مثل هذا العتاب غضب ريغولوس. ومع ذلك، انحنى ريغولوس لها باحترام، وابتسم بشفتيه الملتويتين بسعادة خبيثة.
بغض النظر عن مدى إصرار فورتونا على أنها مجرد بديلة لأمها وكم طالبت إميليا بألا تنسى أمها الحقيقية، هذا الأمر لن يتغير أبدًا.
أشار ريغولوس إلى الغابة بكلتا يديه وهو يتحدث إلى باندورا، دون أن يظهر أيَّ سرور من كلمات مديحها، فأومأت برشاقة معترفةً بكلامه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما كان يتحدث، رفع ريغولوس قدمه فوق رأس جيوس. كان واضحًا أنه سيقوم بسحق رأسه كشمامة ناضجة— وما إن أوشك على ذلك حتى قطع صوت ما الصمت.
على الرغم من حبها واحترامها العميقين لفورتونا، إلا أن تلك الكلمات وحدها كانت ترفض قبولها.
«أمي… أنا أحبكِ…!»
«—السيدة فورتونا! وإميليا أيضًا!»
«نغه… ماذا تكون…؟ غه، آغهه! وااه!!»
«هذا ليس ردًا! إذا لم تكن راضيًا عن الاتفاق، لكان يجب عليك إثارة القضية في الكنيسة! ومع ذلك، أظهرت وجهك هنا! بدايةً، مَن الذي أخبرك عن هذا المكا…؟»
كانت فورتونا لا تزال غير قادرة على إبعاد إميليا عنها حينما ناداها صوت من خلفها.
«لا أسعى لمديحك، ولا أؤيد رأيك بأنهم رائعون أو شيء من هذا القبيل. على أي حال، ليس هناك داعٍ لي أو للثعبان الأسود للحضور، سيدتي باندورا. كان بإمكانك التعامل مع هذا بنفسك.»
ذلك الصوت جعل فورتونا تمسح دموعها بسرعة وتقف لترى من هناك. كان أرتشي، الشاب ذو الضفائر الثلاث المتمايلة. برغم القلق الذي بدا في عينيه الخضراوين، إلا أن رؤية فورتونا وإميليا معًا جعله يقول بارتياح ظاهر: «أنا سعيد لرؤيتكما».
«يا له من خطأ… أن يصل بهذه السرعة…»
«أرتشي! الغابة… هل الجميع في المستوطنة بخير؟!»
«بين العامة، ليس الجميع قادرًا على التفكير مثلك، وبالتأكيد ليس الجميع سيصل إلى المستوى الرفيع ذاته. أنت أكثر خصوصية من الآخرين، ويجب أن تكون راضيًا بذلك. تكوينك المكتمل رائع. وأما هم، الناقصون، فلهم روعتهم الخاصة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هممم، تقدُّم مثير للإعجاب، أليس كذلك؟ لكن، مَن الذي تمنعه من الهروب؟ أليس عملي الحقيقي معهما وليس معك؟ بمعنى آخر، تدخلك هذا هو تعدٍّ على أفعالي، وحقوقي.»
«—. للأسف لا. الذين جاؤوا مع السيد رئيس الأساقفة يشتبكون مع مجموعة من الرجال!»
رغم قوة الهجوم العنيفة، لم يُصب ريغولوس بأي أذى، ولم تتأثر ملابسه على الإطلاق، وكأنه ليس هناك من الأساس. أما باندورا، فاكتفت بتعديل شعرها الذي تطاير بفعل الرياح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع هذا النظرة الخطرة لا تزال في عينيه، تحدث ريغولوس إلى باندورا، وشفتيه ترتجفان.
من المؤكد أن أرتشي لاحظ آثار دموع فورتونا، لكنه لم يتطرق للأمر، مفضلًا تقديم تقريره. وعندما سمعت التفاصيل، خفضت فورتونا عينيها، مما جعل مخاوفها تنعكس على إميليا. في محاولة لتهدئتها، قال أرشي مطمئنًا:
«إميليا، ليس هناك داعٍ للخوف. لا تقلقي. ثقي بي وبالجميع في المستوطنة. بالإضافة إلى أن والدتكِ قوية ومرعبة جدًا أيضًا».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت هذه قوة تدميرية تكاد لا تُصدق، والأكثر رعبًا—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«حـ-حسنًا…»
«أرتشي، كلمة جدًا مبالغة. يا للعجب…»
«هذه معركة بين رئيسي أساقفة الخطايا السبع. لن تميل الكفة بسهولة. ومع ذلك، لو تورط شخص آخر، لكان الأمر مختلفًا… ولكن من غير المعقول أن تنضم هي إلى المعركة.»
«أرتشي، كلمة جدًا مبالغة. يا للعجب…»
رغم قوة الهجوم العنيفة، لم يُصب ريغولوس بأي أذى، ولم تتأثر ملابسه على الإطلاق، وكأنه ليس هناك من الأساس. أما باندورا، فاكتفت بتعديل شعرها الذي تطاير بفعل الرياح.
عندما ابتسم أرتشي لإميليا، جعلت كلماته فورتونا تعقد ذراعيها باستياء. وبعد أن استعادت جزءًا من رباطة جأشها المعتادة، تنهدت بحدة تقديرًا لتصرف أرتشي اللطيف.
«أعتقد أنه حتى لو أعدت إميليا إلى غرفتها، فلن تبقى مخفية لفترة طويلة…»
«تركتها مع أرتشي… الحارس التالي، حتى تكون لديها فرصة للفرار. أنا واثقة أنهم بخير، بفضلك.»
«يؤسفني قول ذلك، لكن طالما أنها في هذه الغابة، فسيجدونها في نهاية المطاف. هدفهم…»
«هه، هل ستبقين هنا؟»
«—هو الختم، على ما أعتقد. لا أعلم كيف سمعوا عنه، لكن حتى تلك المرأة ظهرت من العدم…»
«—سيدي فلوجل، أرجوك اغفر لي.»
كانت مشاعر الغضب التي تغلي في قلب فورتونا تجاه المهاجمين -وبالأخص باندورا- لا تُصدق. لا بد أن شيئًا ما حدث بينهما جعل فورتونا تفقد هدوءها إلى هذا الحد.
حتى وإن لم يكن ذلك السبب، فقد اندلعت المعارك في كل ركن من أركان الغابة. لقد تحول وطن إميليا بالفعل إلى ساحة حرب.
«حسنًا. على أي حال، سأخرج الآن. لديَّ القوة القتالية الأكبر بين الجميع في الغابة، لذا ليس هذا وقت التباطؤ في مكان كهذا».
وبالتالي، سيتحول الدمار ليجعل من جسد باندورا الضئيل سحابةً من الدماء—
«انتظري لحظة.»
«لا! سنقاتل! سيدتي فورتونا، من فضلكِ خذي إميليا بعيدًا عن الغابة!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—أيها الجليد العتيق الغامض، شديد البرودة، أبيض لدرجة تجعل الزمن يرتجف، جليد عظيمٌ تسكن فيه الروح للأبد.»
«وإن هربنا من هنا، فماذا بعد؟ كل ما سنفعله هو السماح لهم بسرقة هذه الأرض المسالمة. وإذا خسرنا، فهذا يعني أن الختم سيقع في أيديهم. هذه المرة، سيتعرض العالم للدمار!»
كانت كلماتها بركة، لم تحمل ضغينةً أو عداءً أو دوافع خفية، بل كانت مليئةً بالنوايا الحسنة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إميليا…»
عندما حاول أرتشي إقناعها بإعادة النظر، أسكتته فورتونا بنبرة أقوى. بعد ذلك، وبنوع من الإحراج بسبب ردها الغاضب، أضاف: «أنا آسف».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت أنفاسه ضعيفة، وساقاه ترتعشان. غير أن روحه اشتعل بحرارةٍ تتأجج من نيران التصميم الراسخ.
«أنت تكرهني، أليس كذلك؟ لم يكن يجب أن تتورط في كل هذا. كل هذا فقط لأنك استضفتني وإميليا… هذه محنة لم تكن بحاجة إليها».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«-!! لا أحد- ليس هناك شخص واحد بيننا يفكر بهذه الطريقة!!»
بلمحة سريعة، بدا الفتى خاليًا من أي وضعية قتالية، وكأنه مليء بالثغرات. كانت عيناه تعكس الثقة والغرور، شيئًا لا يمكن أن يراه المرء في شخص حذر. ووجهه أوحى بأنه لا يمكنه حتى تخيل أدنى ضرر قد يلحق به.
«أرتشي…»
«أ-أمي…»
«—كما تعلم، حان الوقت لتدرك أن هذا بلا جدوى حقًا.»
قابل أرتشي صوت فورتونا الحزين بردة فعل حادة، وكأن ذلك هو الشيء الوحيد الذي لم يسمح لها بقوله. اشتد غضبه، وظهر الاحمرار على وجهه حتى أطراف أذنيه الطويلتين والمدببتين، وهي سمة مميزة للجان.
«من فضلكِ، توقفي عن معاملتنا كغرباء! صحيح أن أعمارنا الطويلة تجعل الوقت الذي قضيناه هنا يبدو كاللحظة العابرة! لكن— لكن رغم ذلك، هل نسيتِ الوقت الذي قضيناه معًا في هذه الغابة؟!»
«…»
انزلقت اليد التي كانت ممسكةً بيدها. بقيت يدها الممدودة معلقةً في الفراغ، غير قادرة على إيقاف تصميمه الثابت.
«ما الأمر، أيها رئيس الأساقفة روماني كونتي؟»
«مَن يجرؤ على التفكير فيكِ… في العائلة كشيء غير مرغوب فيه؟! أنتِ، وأخوكِ، و… لا تصفينا كأننا ناكرون للجميل، لا يذكرون مدى امتنانهم لأم إميليا!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
انفجرت مشاعر أرتشي في وجهها، وكان صوته مشحونًا بالبكاء والتوسل. الجان الشاب، الذي لا يزال صبيًا في قلبه، جلس على ركبتيه، وهو يشهق بينما ينظر إلى فورتونا. كان وجهه قد جعل فورتونا تتسع عيناها من الدهشة.
لا أحد، سوى الرجل نفسه، الذي استسلم تمامًا في خدمة تلك الأمنية، كي لا ينسى أبدًا ما هو أعز عليه ولو للحظةٍ واحدة.
«إذا تبعت هذا الطريق، سأصل إلى الختم؟ وسأتمكن من إنقاذ أمي والجميع…؟»
«أنا آسفة— لقد كنت على وشك أن أرفض عائلتي مرة أخرى».
«سيدتي فورتونا… أنا-أنا لقد بالغت في كلامي…»
كان جيوس الواقف في غابة الماضي، هو مَن صرخ بصوت حاد بالسؤال الذي أرادت إميليا طرحه بكل شدة. كانت ملامحه جادة، كما لو أنه شخص مختلف تمامًا عن ذلك الذي أبدى حبًا عظيمًا للشابة إميليا وفورتونا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا، لقد ساعدتني على تذكر شيء مهم للغاية. لقد خيبت أمل مَن يحبونني مرارًا. ومع أنني ندمت على ذلك عدة مرات، إلا أنني أنسى مجددًا بعد فترة قصيرة. لهذا السبب…»
تحدث الرجل كما لو كان يعصر كل كلمة، تاركًا أرتشي مذهولًا وكأن دلوًا من الماء قد صبَّ عليه ليوقظه من غفوته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا تتركيني! دعيني أذهب معكِ! لن أكذب بعد الآن! لن أخلف أي وعد بعد الآن!! سأكون فتاة صالحة! سأكون فتاة صالحة، لذا… من فضلكِ، لا تتركيني…!»
وهزت رأسها نحو أرتشي الذي كان راكعًا، ثم انحنت ببطء على إحدى ركبتيها أمام إميليا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com طرحت إميليا سؤالها على إكيدنا، التي خرجت من ظل الأشجار وانتقلت إلى مكان يمكنها من خلاله رؤية المعركة بوضوح. رفعت إيكيدنا طرفي شفتيها وهي تنظر إلى إميليا التي اقتربت منها وكأنها اعتادت الأمر، لكن سرعان ما تنهدت وتحدثت.
«إميليا، اسمعي جيدًا. لدى والدتكِ واجب لحماية الجميع. إنه أمر بالغ الأهمية. لهذا السبب سأغيب لبعض الوقت فقط».
ضمت فورتونا جيوس، الذي أصبح أخف وزنًا نتيجة فقدانه لذراع واحدة وكثير من الدماء، وضغطته بقوة إلى صدرها وهي تتحدث.
«لـ…لا، أمي. أ…أنا…!»
«من فضلكِ. افعلي ما أقول، فقط لفترة قصيرة. أريدكِ أن تذهبي مع أرتشي وتخرجي من الغابة. هذه الغابة… خطيرة حقًا، لذا أرجوكِ».
عندما أدركت فورتونا التأثيرات، كادت أن تطلق شهقة لا إرادية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—! جيوس!»
تحدثت فورتونا إلى إميليا، التي كانت تهز رأسها وعيناها تدمعان، ثم التفتت إلى أرتشي. وعندما رأت العزيمة في عينيه البنفسجيتين، شعر أرتشي بأن جسده النحيف تيبس من التوتر.
«سيدتي فورتونا، أرجوكِ تماسكي!»
رأت باندورا عزم الثنائي، فلم تزد على أن فتحت ذراعيها على اتساعهما، متوردتَ الخدين.
«سـ-سيدتي فورتونا… أنا—!»
«—. لننتقل إلى مكان آخر ونتبعك أنت ووالدتك. لقد هربا إلى الغابة، أليس كذلك؟»
عرَّف الرجل الذي يرتدي الرداء نفسه، مما منح أرتشي شعورًا بالراحة. لم يمضِ وقت طويل حتى لاحظ الرجل أن أرتشي يحمل إميليا بين ذراعيه، وقد ظهرت عليه الصدمة. هزَّ أرتشي رأسه بجدية نحوه.
«أرتشي… ربما يكون الوقت مبكرًا، لكنني أوكل إليك مهمة الحارس. أرجوكَ، خذ إميليا معك خارج الغابة. صحيح أن العالم صعب، لكنني واثقة أن هناك أملًا. أعلم ذلك. لذا…»
«أستطيع أن أخمِّن، لكن لا أزال غير متأكدة تمامًا. كنت أرغب في مراقبة الوضع لفترة أطول قبل التكهن بسلطته… لكن يبدو أن الظروف لن تسمح بذلك— إنهم يتحركون.»
«من فضلكِ، لا تتحدثي وكأن هذه هي النهاية! سأبقى معكِ ومع الجميع حتى…»
«اعتنِ بإميليا. من أجل أخي وزوجته، ومن أجلي، فهي ابنتنا الثمينة، التي لا يمكن أن نعوضها».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تبادلت فورتونا وجيوس نظراتهما، ونطقا بصوتين متناغمين ردًا على ريغولوس الغاضب.
تحدثت فورتونا بصوت ضعيف، كأنه شبح هائم، بعيد عن شخصيتها القوية والجليلة المعتادة.
توصل جيوس إلى نفس الاستنتاج الذي توصلت إليه فورتونا، لكنه اختار طريقًا مختلفًا لتحقيق ذلك الهدف.
فورتونا، جيوس، أرتشي، الجميع… كانوا أشخاصًا غاليين على قلب إميليا، وكانوا أغلى الناس لديها.
سماع كلمات فورتونا، كأم وكامرأة، جعل أرتشي يجهش بالبكاء، وقد غطى وجهه بيديه.
وفي اللحظة التي ألقت فيها بذلك القول من طرف واحد، حاول ريغولوس أن يصرخ بشيء، لكنه اختفى فجأة عن الأنظار.
«هذا ليس عدلًا…! أنتِ تعلمين أنه لا يمكنني الرفض عندما تتحدثين بهذه الطريقة… أ-أنا أريد أن أقاتل مع الجميع أيضًا…! ومع ذلك…!»
«أنا آسفة لأنني أحملكم الكثير من الأعباء بهذه الطريقة. سامحونا على هذا الظلم الذي فرضناه عليكم».
بالتأكيد، تلك الابتسامة، وذلك الجسد الرشيق، كانا قد تحولا إلى شظايا من اللحم الملطخ بالدماء وتبعثرت حول الغابة بأكملها.
وضعت فورتونا يدها على كتف الشاب الباكي، طالبة منه المغفرة بألم. لم ينطق أرتشي بكلمة، لكن دموعه التي لم تتوقف كانت دليلًا على أنه قد قبل طلبها بالفعل.
بحديثه المباشر إلى جيوس الذي كان يسعل دمًا، حرَّك ريغولوس ذراعه بلا مبالاة، وكأنه يبعد ذبابة. هذه الإيماءة، وكأنها طرد بسيط، جعلت جيوس في حالة تأهب، مُقدَّمًا جسده للقوة السوداء التي تتلوى داخله، مستعدًا لمواجهتها مهما كانت— ثم طارت ذراعه الأيمن بعيدًا.
«إميليا».
«لا!! أمي، أريد أن أكون معكِ! من فضلكِ! أرجوكِ أرجوكِ! أنا أطلب منكِ بلطف! دعيني أبقى معكِ!! لا أريد… لا أريد أن أكون وحدي!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن لطبيعتها الخارقة أي جدوى، فقد كُتب على جسد الفتاة الميت أن يلتهم وسط غابة مدمرة.
«أنتِ لستِ وحدكِ على الإطلاق. استمعي إليَّ.»
كانت إميليا تبكي وتنوح، وهي تغطي أذنيها محاولة منع نفسها من سماع كلمات الوداع من والدتها. رؤية ذلك جعلت إميليا الحالية تتمنى لو كانت تستطيع قرص خدود نفسها الصغيرة.
لم يكن الأمر لأنها أرادت توبيخ عنادها. بل لأنها كانت تريد أن توصل لها أن كل كلمة قالتها فورتونا، كل حرف وكل عبارة، كانت أمورًا يجب أن تتذكرها الفتاة تمامًا.
بسرعة، مدت يدها ولمست الكريستال المتصدع عند عنقها. ذكَّرها هذا الإحساس بهدفها. لقد جاءت لتحدي المحاكمة والتصالح مع ندمها على الماضي.
ظهرت على وجه الرجل ملامح المرارة، ما جعل أرتشي يتمتم: «ماذا؟»
«إميليا».
《١》
انحنت فورتونا بلطف، احتضنت إميليا وسحبتها نحوها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم… نعم، نعم!»
«مـ-ما—»
أمسكت بذراعي إميليا، رغم أن الفتاة حاولت يائسة أن تغطي أذنيها، ووضعت رأسها بين خصلات شعر ابنتها الفضي. ثم قربت وجهيهما، تداعب خدها بخدها بلمسة حانية، وكأنها تخشى أن تجرح شيئًا أكثر قيمة من أي شيء آخر في هذا الوجود.
«بوتقة الأمراض… وحش الشيطان حامل الطاعون، الثعبان الأسود…!!»
«أمكِ دائمًا بجانبكِ. عندما تغلقين عينيكِ، سأكون هناك، داخل ذكرياتكِ. عندما تحتضنين نفسكِ، سأكون الدفء الذي يملأ صدركِ. وعندما تنادين، سأكون الصدى تحت السماء. أمكِ معكِ. دائمًا، دائمًا، إلى الأبد، معًا».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن لطبيعتها الخارقة أي جدوى، فقد كُتب على جسد الفتاة الميت أن يلتهم وسط غابة مدمرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«كاذبة. كاذبة. كاذبة. كاذبة… أمي، أنتِ كاذبة…!»
تحمَّل الألم، وقد غلى الدم في فمه طوال الوقت. جعل هذا المشهد البائس ريغولوس يعبس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن فورتونا تدللها، وكانت صارمة، لكنها أيضًا منحتها أشياءً ثمينة للغاية. على الرغم من قولها الدائم بأنها ليست أمَّها الحقيقية، إلا أن فورتونا كانت أمَّها، أمَّها الأولى والأهم.
«إميليا— أعدكِ».
«لقد حدث تمامًا كمــــا… قلت لكم.»
رفضت إميليا كل مواسات والدتها، لكن تلك الكلمة الأخيرة جعلت نفسها تحبس أنفاسها.
أمها المبتسمة مدَّت كفها أمامها، وكأنها تجذب كف إميليا حتى تلتقيا أخيرًا.
««—منَ يعرفك ومَن يهتم؟ أحمق!»»
«أمكِ وإميليا ستكونان معًا دائمًا. أعدكِ بذلك».
تحدث أرتشي بتلك الكلمات مبتسمًا ابتسامة رقيقة، محدقًا بظهر الفتاة التي بات من الصعب رؤيتها في البعد، بينما كان يخلع أكمام ردائه.
«هـ-هل سنكون حقًا… معًا…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم، حقًا. إميليا… ليا، أمكِ تحبكِ حقًا، أكثر من أي أحد في هذا العالم».
الصوت الحنون الذي نادت به ليا جعل إميليا، ومشاعرها، تتحطم.
اندلعت شهقات البكاء، وانهارت إميليا، في الماضي والحاضر، بالبكاء على الفور.
بدأ ما تبقى من ساق أرتشي اليمنى بالموت؛ لم يكن المرض سيتوقف هناك.
تعود الحكاية الآن إلى غابة مضت عليها مئة عام، زمن المحاكمة التي كانت تزورها فتاة واحدة.
«أمي… أ-أنا أحبكِ أيضًا… أحب… أحب…!!»
«أحبكِ. أحبكِ، أمي. أحبكِ حقًا كثيرًا…»
ورغم ذلك، استمرت المشاهد، والتي ليس لدى إميليا أي ذكرى منها، مما أوقعها في حيرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com طرحت إميليا سؤالها على إكيدنا، التي خرجت من ظل الأشجار وانتقلت إلى مكان يمكنها من خلاله رؤية المعركة بوضوح. رفعت إيكيدنا طرفي شفتيها وهي تنظر إلى إميليا التي اقتربت منها وكأنها اعتادت الأمر، لكن سرعان ما تنهدت وتحدثت.
في اللحظة نفسها، امتزجت مشاعر إميليا، في الماضي والحاضر، في محاولة يائسة لرد تلك المشاعر الحنونة.
«أرتشي! الغابة… هل الجميع في المستوطنة بخير؟!»
صرخًا بأقصى قوتهما، وكأنهما يعلمان أن عليهما إخراج كل مشاعرهما الآن، وإن لم تشاركا أمَّهما كل ما يشعران به، فلن تتاح لهما فرصة أخرى.
«—ليا، أحبكِ».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أعتقد أنه حتى لو أعدت إميليا إلى غرفتها، فلن تبقى مخفية لفترة طويلة…»
طبعت فورتونا بلطف شفتيها الساخنتين على خد ابنتها، جفنها، وجبينها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تلامسوا. تعانقوا. وفي تلك اللحظات الأخيرة، فعلت فورتونا كل ما في وسعها لتظهر حبها الأمومي— فقد كانت هذه هي اللحظة الوحيدة التي سمحت لنفسها فيها بأن تكون أم إميليا.
الرمال والحصى التي قذفها ريغولوس خلَّفت ثقوبًا لا تُعد ولا تُحصى في سطح الأرض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…أرتشي، من فضلك».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حين التقت عينا فورتونا البنفسجيتان بعيني جيوس المليئتين بالدموع، اتسعت عينا جيوس، اللتان أضناهما النزيف.
«—هذا لن يوصلنا إلى أي مكان. خلال هذا الجمود، يبدو أن هناك تطورات في المكان الذي ذهبتِ إليه.»
«—نعم. فهمت».
بعد أن عبَّرت عن حبها الأبدي لابنتها الحبيبة بكل ما في قلبها، وقفت فورتونا وتوجهت إلى أرتشي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تلقَّى الشاب الذي تملؤه الدموع إميليا من فورتونا، محتضنًا جسدها الصغير بين ذراعيه بقوة، بينما انحنى برأسه بعمق.
«ستتمكنون على الأرجح من الهروب بأمان…»
هناك، في المكان الذي افترقت فيه عن جيوس، كانت الفتاة ذات الجمال المرعب قد نطقت بتلك الكلمة. ألم يذكر كلٌ من فورتونا وأرتشي الختم نفسه؟
«نعم… فهمتُ! إميليا… لن يمسَّها أحد بسوء أبدًا!»
عرَّف الرجل الذي يرتدي الرداء نفسه، مما منح أرتشي شعورًا بالراحة. لم يمضِ وقت طويل حتى لاحظ الرجل أن أرتشي يحمل إميليا بين ذراعيه، وقد ظهرت عليه الصدمة. هزَّ أرتشي رأسه بجدية نحوه.
«—!»
وبينما صاح أرتشي بهذه الكلمات كأنها عهد، ارتاحت فورتونا، وقد ارتسمت الراحة على وجهها.
لكن هذا الرجل -ريغولوس- كان شاذًا بقدرته على فرض وجوده على الآخرين.
ثم أشارت إلى الاتجاه الذي يؤدي إلى خارج الغابة.
«إذًا، هذا هو تجسيد الجشع في هذا العصر. التفكير في أن لقاءً كهذا لا يحدث عادةً… إنه بالفعل مثير للاهتمام.»
تقطعت كلماته، وأخبر أرتشي إميليا كذبًا أن شيئًا لم يحدث. كانت أفعاله تستحق الاحترام— ومع ذلك، فإن القدر القاسي كان على موعد مع عزيمته، مهما بلغت عظمتها، بالاستهزاء.
«أرجوكم. اذهبوا».
أرتشي، الذي لم يعد لديه كلمات ليقولها، انطلق راكضًا نحو الاتجاه الذي أشارت إليه فورتونا.
«سمِّه كما تشاء، ريغولوس كورنياس. سأراهن على وجودي ذاته. لن أسمح لك بالاقتراب منهما خطوة واحدة!»
أرتشي، الذي لم يعد لديه كلمات ليقولها، انطلق راكضًا نحو الاتجاه الذي أشارت إليه فورتونا.
أمامها مباشرة، رأت إميليا شجرة عظيمة مألوفة— وأمام الباب الذي يؤدي إلى غرفة الأميرة، كانت فورتونا تحاول إقناع إميليا الصغيرة الباكية بالاستماع إليها.
لعلها لو واصلت النظر إلى هناك، قد يظهر طيف أمها المختفي فجأة. ربما لاحقتها أمها. ذلك كان الأمل الذي تعلقت به.
كانت إميليا بين ذراعي الشاب الذي يجري عبر الأشجار، ونظرت خلف كتفه للمرة الأخيرة… نظرة وداع لأمها التي تبتعد، مرفوعةً صوتها المتحشرج غير المفهوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جرت دموع الدم بغزارة. بلغ الدم واللحم نهايتهما، والرجل يتقيأ كتلة من الدماء وهو يتشبث بعنادٍ ببركاتٍ أبعد من متناول يده.
ذلك الصوت جعل الحدة في عيني فورتونا تتلاشى بهدوء ولطف.
بدأ ما تبقى من ساق أرتشي اليمنى بالموت؛ لم يكن المرض سيتوقف هناك.
«إيكيدنا؟»
«—أحبكِ، يا إميليا».
«مهلًا الآن، لما قمتِ بتجنبها؟ فقط تقبليها وتحولي إلى لحم مفروم! هذا يشمل جيوس عديم الموهبة وتلك المرأة هناك! كنتُ لأقبل بضمك كزوجتي التاسعة والسبعين، فلمَ هذا التصرف الغبي، أليس كذلك؟ ها؟ ها؟!»
«يا له من رجل مزعج وصاخب. متى ستفهم؟ بالنسبة لنا، هناك إجابة واحدة فقط.»
《٣》
«الخلاصة أنك أردت رؤية وجوه الناس اليائسة حين يتم حصرهم في زاوية، أليس كذلك؟ هاهاها، إذا كان هذا كل شيء، عليك فقط أن تعبِّري عنه ببساطة كي يفهم الآخرون. تقديم عذر لا داعي له يبدو أنه مجرد مضيعة لوقتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت إميليا، التي يحملها أرتشي، تراقب بعزمٍ الاتجاه الذي كانت تقف فيه والدتها، والتي لم تعد تراها الآن.
«يا له من خطأ… أن يصل بهذه السرعة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فجأة، قطعت صوت امرأة رقيق مثل رنين الجرس النقاش الحاد بينهما.
لعلها لو واصلت النظر إلى هناك، قد يظهر طيف أمها المختفي فجأة. ربما لاحقتها أمها. ذلك كان الأمل الذي تعلقت به.
«إميليا…!»
كانت باندورا هي الوحيدة التي تلقت تلك النظرة، مدركة ببراعة أن عينيه القرمزيتين لم تكونا تنظران إليها. ومع ذلك، طرحت سؤالها دون اكتراث، فأجاب الرجل دون تردد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إلى جانب فورتونا، كان جيوس يحتضن كتفيه بكلتا يديه، بينما لفظ تلك الكلمات المملوءة بالعزم الدموي.
وصلت آمال الطفلة البريئة حتى إلى أرتشي الذي احتضن جسدها الصغير. ماذا يمكن لأي شخص أن يقول لطفلة تم انتزاعها من حضن والدتها الحبيبة؟ لم يكن لأحد إجابة مرضية.
وأمام نظراته الحادة، رفع جيوس ذراعيه نحو السماء، صارخًا بفمه المفتوح بينما ابتلعه الكائن بالكامل. وكأنما كان وجوده يُمزق، بين الألم واللذة ومشاعر لا يمكن وصفها.
أُمرت بأن تستمر في الركض، لكنَّها توقفت فجأة. حتى إن نظرت خلفها، فقد ابتعدت بالفعل عن المكان الذي كان أرتشي فيه. لم تتمكن من رؤيته، ولا حتى رؤية فورتونا أو جيوس.
«لماذا… لماذا…؟! لماذا انتهى الأمر بهذه الطريقة…؟ هل لأنني خنتُ وعدي… لأنني خرجتُ من الغرفة…؟»
«لا. أنتِ مخطئة، إميليا. إميليا، ليس هذا خطؤكِ! إنه ليس خطأ السيدة فورتونا، وليس خطأ أي أحد! لا يوجد سبب يجعلكِ تلومين نفسكِ!»
«—!»
«إذًا لماذا…؟ لماذا يتركونني…؟ أمي، جيوس… هل-هل لأنهم يكرهونني… لأنني فعلت أشياء سيئة…؟»
كانت محاجره متوهجة بلون قرمزيٍ صارخ. عيناه المغمورتان بالدماء، تائهتان؛ رغم أنه كان يحدق أمامه، كان من الصعب الجزم إن كان يرى العالم كما هو حقًا.
الفراق المفاجئ جدًا دفع قلب إميليا الصغيرة إلى شفا الانهيار.
«أمي… أ-أنا أحبكِ أيضًا… أحب… أحب…!!»
تدفقت قوته تحت ردائه الممزق، وجسده المستعاد بدأ في التدهور مجددًا. انفجرت الدماء، تشققت العظام، وتلاشت الحياة.
نظرت إلى تصرفاتها، محاولة العثور على شيء يثبت أنها كانت السبب، السبب الذي أدى إلى حدوث كل هذه المآسي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—مرحبًا. كنت بانتظارك.»
لقد خالفت وعودها. خرجت من غرفة ليس مسموحًا لها بمغادرتها مرات عديدة. ذهبت إلى مكان عميق في الغابة كان محظورًا عليها الوصول إليه، اكتشفت ختمًا ليس من المفترض أن تعرفه— لم تستطع منع نفسها من التفكير بأن كل تلك الأمور قد أدت إلى هذا الوضع.
لا أحد، سوى الرجل نفسه، الذي استسلم تمامًا في خدمة تلك الأمنية، كي لا ينسى أبدًا ما هو أعز عليه ولو للحظةٍ واحدة.
«هل كان من الأفضل لو كنتُ وحدي… محبوسة في تلك الغرفة طوال الوقت؟ لو فعلت ذلك، هل كنت سأبقى مع الجميع… دون أن أخسر أحدًا…؟»
«إميليا…!»
«لقد انفصل جيوس عنا… ماذا سيحدث الآن في المحاكمة؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حين التقت عينا فورتونا البنفسجيتان بعيني جيوس المليئتين بالدموع، اتسعت عينا جيوس، اللتان أضناهما النزيف.
«هل كنتُ فتاةً سيئة…؟ هل لهذا السبب يكرهني الجميع… لماذا سأبقى وحدي؟»
ضاغطًا على ما تبقى من ذراعه المبتورة، تعثر جيوس بشكل مذهل. وبفحص أدق، تبيَّن أنه تعرض لإصابات في كلا ساقيه، حيث ظهرت على فخذيه جروح بشعة وكأن وحوشًا التهمت لحمه بشراهة.
«إميليا، ليس هناك داعٍ للخوف. لا تقلقي. ثقي بي وبالجميع في المستوطنة. بالإضافة إلى أن والدتكِ قوية ومرعبة جدًا أيضًا».
«أنتِ مخطئة… أنتِ مخطئة، إميليا. لا أحد— لا أحد يكرهكِ أبدًا. هذا العالم لم يوجد ليجعلكِ تتألمين. هذا العالم، وكل مَن فيه، موجود لجعلكِ سعيدة…!»
«أعفو عن أعمالك العنيفة، وأفعالك العنيفة، وكل ما فعلته. لقد أتممت بالفعل الغرض الذي جلبتك من أجله إلى هنا. يمكنك أن تذهب الآن.»
«—. لننتقل إلى مكان آخر ونتبعك أنت ووالدتك. لقد هربا إلى الغابة، أليس كذلك؟»
كانت دموع الطفلة تتساقط باستمرار بينما حاول أرتشي جاهدًا أن يوصل كلماته إليها. كان جزء من ذلك لأنه أراد من إميليا أن تتوقف عن البكاء. وأكثر من ذلك، كان أيضًا لأنه رغب بشدة في أن يؤمن بذلك.
«لقد انفصل جيوس عنا… ماذا سيحدث الآن في المحاكمة؟!»
لم يقتصر الأمر على فورتونا أو جيوس. بل كل مَن ارتبط بإميليا في الماضي كان يحبها، يحميها، وسيفعل المستحيل لمساعدتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تجاهلت فورتونا رشات التراب، محاولة تنقية المانا لتحضير هجوم مضاد، حين قام جيوس بدفعها نحو الأرض. اختار هذا التصرف عوضًا عن الدفاع أو الهجوم المضاد، فقد دفعها مباشرة نحو الأرض دون أن يكترث لكسر سقوطها— رفعت فورتونا صوتها، مستنكرة قرار جيوس… ثم رأت.
«أنتَ، أيها الشاب هناك—!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع هذا النظرة الخطرة لا تزال في عينيه، تحدث ريغولوس إلى باندورا، وشفتيه ترتجفان.
«أنا متأكد أن لديكِ شكوكًا، ومتأكد أنكِ مرتبكة. ومع ذلك، فإن هذه الأشياء… يجب أن تُترك لوقت آخر. الأهم الآن… هو أن نفعل ما بوسعنا لأجل السيدة إميليا!»
وبينما كان أرتشي يركض عبر الغابة، برز صوت حاد، وقد قفز شخص إلى الطريق أمامه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رمق أرتشي بسرعة نظرة حذرة تجاه الشخص الذي ارتدي ثوبًا أسود وتسلل من خلال فجوة بين الأشجار. لكن الشخص الآخر استقبله برفع كلتا يديه، مشيرًا إلى أنه لا ينوي الأذى.
«أمي… أ-أنا أحبكِ أيضًا… أحب… أحب…!!»
«انتظر! أنا أحد أصابع رئيس الأساقفة روماني كونتي!»
بينما كانت تراقب جيوس وهو يلهث ويكحُّ دماءً، بقيت باندورا غير مكترثة وهي تعبر عن إعجابها. لم تُظهر أي ردة فعل لوفاة ريغولوس الذي كان يقف إلى جانبها؛ لم يتأثر جمالها الطبيعي بأدنى عيب.
«رئيس الأساقفة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إلى جانب فورتونا، كان جيوس يحتضن كتفيه بكلتا يديه، بينما لفظ تلك الكلمات المملوءة بالعزم الدموي.
«نعم، اطمئن. أنت آمن هنـ… لحظة، هل يمكن أن تكون…؟!»
عرَّف الرجل الذي يرتدي الرداء نفسه، مما منح أرتشي شعورًا بالراحة. لم يمضِ وقت طويل حتى لاحظ الرجل أن أرتشي يحمل إميليا بين ذراعيه، وقد ظهرت عليه الصدمة. هزَّ أرتشي رأسه بجدية نحوه.
«… ما الأمر، سيدتي باندورا؟ أنا الآن في خضم معاقبة هؤلاء السفهاء الذين يتعدون على حقوقي. ما الذي تريدينه مني؟ أيًا كان قصدك، اختاري كلماتك وأجيبي حالًا…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «الغابة تتداعى…؟!»
«لقد عهدت السيدة فورتونا إليَّ برعايتها. إنها تساعد الآخرين في المعركة. لن يمضي وقت طويل حتى تطهر الغابة من الأعداء…»
«…أعتقد أنك كنتِ محقة بعد كل شيء. لنلحق بأمي وبنفسي. جيوس هو…»
«… يؤسفني أن أقول، لكن ذلك سيكون صعبًا بعض الشيء».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ظهرت على وجه الرجل ملامح المرارة، ما جعل أرتشي يتمتم: «ماذا؟»
«لقد تأكدنا من وجود أحد رؤساء الخطايا السبع المميتة: الجشع، قائد الفصيل المتطرف. رئيس الأساقفة يقاتله، لكن لا يمكن حل الوضع بمجرد طرده».
«إذا تبعت هذا الطريق، سأصل إلى الختم؟ وسأتمكن من إنقاذ أمي والجميع…؟»
«أحد رؤساء الخطايا السبع… لكن ما المشكلة التي تتجاوز ذلك؟»
وبينما وقفت باندورا هناك بكل هدوء، أطلقت فورتونا هجومًا سحريًا لا رحمة فيه نحوها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«وحش الشيطان، الثعبان الأسود، قد أطلق في الغابة».
«الثـ-ثعبان الأسود—؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أرتشي… ربما يكون الوقت مبكرًا، لكنني أوكل إليك مهمة الحارس. أرجوكَ، خذ إميليا معك خارج الغابة. صحيح أن العالم صعب، لكنني واثقة أن هناك أملًا. أعلم ذلك. لذا…»
صُدمت كلمات الرجل أرتشي. نظر بذهول نحو الغابة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هذا جنون -هذا غير ممكن! الثعبان الأسود هو كارثة خالصة، بل أكثر من الحوت الأبيض والأرنب العظيم- كارثة طبيعية لا تخضع لأحد. توقيت وصوله، بالتزامن مع هذا الهجوم— هذا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هناك كائن… ساحرة، جعلت ذلك ممكنًا، وقد وصلت إلى هذه الغابة».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ثم—
وهي ترى ذلك المشهد، وتشاهد وجه والدتها من الحاضر، فهمت إميليا بعمق.
«ساحرة؟ ساحرة، تقول؟ هذا كلام مجنون أكثر! الساحرات بخلاف ساحرة الغيرة قد دُمرن منذ زمن، وينبغي أن تكون ساحرة الغيرة نفسها مختومةً في رمالٍ بعيدة…»
《١》
—كانت قد تجاوزت منذ فترة طويلة الزهور البيضاء التي أشار إليها أرتشي.
«كانت هناك ساحرة خفية— اسمها باندورا. إنها جزء من طائفة الساحرة، الساحرة المحرمة في هذا العالم».
«ما الأمر، أيها رئيس الأساقفة روماني كونتي؟»
تحدث الرجل كما لو كان يعصر كل كلمة، تاركًا أرتشي مذهولًا وكأن دلوًا من الماء قد صبَّ عليه ليوقظه من غفوته.
«…أعتقد أنك كنتِ محقة بعد كل شيء. لنلحق بأمي وبنفسي. جيوس هو…»
أحد رؤساء الخطايا السبع، وحتى ساحرة لم يسمع بها من قبل، قد وصلا— وكان ما أبقى قلب أرتشي من الانهيار في اليأس هو نبض صغير شعر به في صدره.
«—!»
لقد عهدت إليه بمسؤولية. أرتشي لم يكن ليتراجع عن ذلك.
«أحمق.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«… عهدت إليَّ السيدة فورتونا برعاية إميليا كي تهرب. مهما حدث لوطننا، عليَّ أن أحمي هذه الفتاة… أحمي أملنا!»
ضمت فورتونا جيوس، الذي أصبح أخف وزنًا نتيجة فقدانه لذراع واحدة وكثير من الدماء، وضغطته بقوة إلى صدرها وهي تتحدث.
«… سأرافقك. رغم تقدمي في السن، إلا أنني ما زلت جزءًا من عائلة روماني كونتي».
«إن لم يكن هذا، فهو شيء آخر…!»
استثير الرجل بكلمات أرتشي، وانحنى بعمق للجان الشاب الذي يضم طفلته الأمل بين ذراعيه بقوة.
«غاه، آاه، آاه…»
وبحركة سريعة من ردائه، اندفع الرجل المسن إلى الأمام، موجهًا نظره نحو الطريق الذي يقود خارج الغابة، بنية توجيههم—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد وصل الفساد المتقلص بالفعل إلى أسفل صدره. لم يعد يشعر أن بإمكانه تحريك أي من ساقيه. فقدت بشرته لونها، واكتسبت ملمسًا أشبه بالحجر، مظهرًا أشبه بمسخ شيطاني مقزز.
«—لا!»
لا أحد، سوى الرجل نفسه، الذي استسلم تمامًا في خدمة تلك الأمنية، كي لا ينسى أبدًا ما هو أعز عليه ولو للحظةٍ واحدة.
في اللحظة التي بدأوا فيها الركض، صرخ الرجل فجأة، وصدى الاستعجال في صوته جعل أرتشي يتوقف على الفور. وبينما فتح أرتشي عينيه متسائلًا عن ما يجري، وقف الرجل وقد بسط ذراعيه.
وأيضًا، تذكرت إميليا اللقب الذي يحمله هذا الرجل.
«يا له من خطأ… أن يصل بهذه السرعة…»
«…»
«ماذا حدث…؟ ما الذي، هـا؟!»
بنبرة إعجابٍ هامسة، كانت عينا باندورا تتلألآن، كعيني فتاة عاشقة.
تمتم الرجل بألم، مما أثار حيرة أرتشي— وفي اللحظة التالية، سقطت ذراعا الرجل من كتفيه. كدمية سيئة الخياطة، انخلعت أطرافه الممتدة تمامًا، هكذا فقط.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تحوَّلت إلى أرض حزينة، كأن ثعبانًا عملاقًا غاضبًا وعنيفًا قد اعتدى على الأرض أثناء مروره.
هرب، فرَّ، تابع الكان الشاب الهروب بكل قوته— «آه—»
لم ينفجر الدم من الذراعين الساقطتين، ولا من موضع بترهما. في الواقع، كانت الذراعان متجعدتين على نحو غير طبيعي لا علاقة له بالشيخوخة، متعفنتين مثل جذور شجرة عطشى تفتقد الماء.
«لسان الثعبان الأسود السام…! أرجوك اهرب!»
«هل كان من الأفضل لو كنتُ وحدي… محبوسة في تلك الغرفة طوال الوقت؟ لو فعلت ذلك، هل كنت سأبقى مع الجميع… دون أن أخسر أحدًا…؟»
«لكن!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وضعت فورتونا يدها على كتف الشاب الباكي، طالبة منه المغفرة بألم. لم ينطق أرتشي بكلمة، لكن دموعه التي لم تتوقف كانت دليلًا على أنه قد قبل طلبها بالفعل.
«فات الأوان بالنسبة لي…»
بينما همست باندورا بنشوة، صرخ جيوس موجهًا أفكاره نحو الهجوم. في اللحظة التالية، استطاعت إميليا أن تشعر بضغط غير طبيعي يتشكل من الهواء، لكنها لم تستطع رؤية أي شيء.
صرخ الرجل بقوة مطالبًا أترشي بالهرب، ونظر خلفه، ووجهه يفقد لونه بسرعة. ظهرت بقع حمراء وسوداء على عنقه البارز من تحت ردائه، ووجهه يتداعى لدرجة جعلت عينيه تبدوان على وشك السقوط.
«هل… أمرتِني لتوِّكِ بأن أتحكم في غضبي؟»
«بـ-بـ…آه، بُو…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أمالت الفتاة ذات الجمال القاتل رأسها، وطرحت ذلك السؤال البسيط.
يئن بألم، انهار الرجل الذي فقد ذراعيه على الأرض، وأخذ جذعه العلوي يتلوى. تدفق الدم الأسود من محاجر عينيه، ومن أنفه، ومن شحمتَي أذنيه، ومن أماكن أخرى، حتى توقَّف عن الحركة تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—ألم أقل لك أن تنتظر، يا رئيس الأساقفة كورنياس؟»
«… ما الأمر، سيدتي باندورا؟ أنا الآن في خضم معاقبة هؤلاء السفهاء الذين يتعدون على حقوقي. ما الذي تريدينه مني؟ أيًا كان قصدك، اختاري كلماتك وأجيبي حالًا…!»
كانت لحظات الرجل الأخيرة كفيلة بإدخال أرتشي، ناهيك عن إميليا الصغيرة، في حالة من الذعر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هه، هل ستبقين هنا؟»
«بوتقة الأمراض… وحش الشيطان حامل الطاعون، الثعبان الأسود…!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بصوت أجش، غطَّى أرتشي عيني إميليا الصغيرة وهو يذكر اسم العدو الذي أهلك رفيقهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com طرحت إميليا سؤالها على إكيدنا، التي خرجت من ظل الأشجار وانتقلت إلى مكان يمكنها من خلاله رؤية المعركة بوضوح. رفعت إيكيدنا طرفي شفتيها وهي تنظر إلى إميليا التي اقتربت منها وكأنها اعتادت الأمر، لكن سرعان ما تنهدت وتحدثت.
«هنا… هنا تكمن الآمال، والإيمان العظيم الذي لا يُنسى نحو أهل هذا المكان…»
وبالطبع، لم يتفاعل العدو مع صوته. لكن وسط أصوات أنفاس أرتشي وإميليا المتقطعة، انبعث صوت مميز، مثل كائن ضخم يلعق شفتيه.
«كان الأمر أشبه بصيَّادٍ ينتظر أن يرتفع خوف فريسته قبل أن ينقضَّ عليها —»
ظهرت نظرة خوف في عيني جيوس، وامتلأت عينا فورتونا بالغضب. وفي أحضان والدتها، تلبدت الدموع في عيني إميليا الصغيرة، بينما ارتسمت على شفتي ريغولوس ابتسامة خبيثة شريرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أحبكِ. أحبكِ، أمي. أحبكِ حقًا كثيرًا…»
«—تبـ… تبًا!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أ-أمي…»
إدراكًا للخطر الذي يقترب، صرخ أرتشي بشتيمة وهرب. لم ج يعلم أي اتجاه يسلك، فهذه أرض الصيد للعدو، وقد جُرُّوا إليها دون أن يشعروا.
«لا يوجد شيء خاطئ. جسدي… سليم، باستثناء ما يسكن داخله.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ابتعد قدر ما استطاع عن جثة الرجل، ولو أمكنه، لكان قد غادر الغابة بأسرها. مرتكزًا فقط على إحساسه بوجود إميليا المتشبثة بصدره، فرَّ أرتشي بشدة هربًا من التهديد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورغم أنهم كانوا على نفس الجانب، ورغم احترامه لمرؤوسه، ألقى ريغولوس الرمال نحو باندورا دون تردد، وكأنه نسي علاقتهم تمامًا.
هرب، فرَّ، تابع الكان الشاب الهروب بكل قوته— «آه—»
أمسكت بذراعي إميليا، رغم أن الفتاة حاولت يائسة أن تغطي أذنيها، ووضعت رأسها بين خصلات شعر ابنتها الفضي. ثم قربت وجهيهما، تداعب خدها بخدها بلمسة حانية، وكأنها تخشى أن تجرح شيئًا أكثر قيمة من أي شيء آخر في هذا الوجود.
بينما كان يهمُّ بالانطلاق، شعر بحرارة حارقة ترتفع على كاحله الأيمن. في اللحظة التي أدرك فيها أنه قد تم لعقه، انهارت إرادته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مستحضرًا صورة فورتونا وإميليا اللتين ابتعدتا عن ساحة المعركة، سكب جيوس دم قلبه وحياته ذاتها في عزيمته ليمنح الثنائي فرصة للهرب، مادًا ذراعيه باتجاه باندورا.
كانت محاجره متوهجة بلون قرمزيٍ صارخ. عيناه المغمورتان بالدماء، تائهتان؛ رغم أنه كان يحدق أمامه، كان من الصعب الجزم إن كان يرى العالم كما هو حقًا.
انزلق اللسان الشيطاني على جلده العاري، ناشرًا المرض الذي ظهر على بشرته كندوب حمراء وسوداء أشبه بحروق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com طرحت إميليا سؤالها على إكيدنا، التي خرجت من ظل الأشجار وانتقلت إلى مكان يمكنها من خلاله رؤية المعركة بوضوح. رفعت إيكيدنا طرفي شفتيها وهي تنظر إلى إميليا التي اقتربت منها وكأنها اعتادت الأمر، لكن سرعان ما تنهدت وتحدثت.
كانت الغابة قد تبدلت بصورة درامية، لدرجة بدت معها وكأنها نسيت شكلها الأصلي.
وفي اللحظة التي رأى فيها ما يحدث، رفع أرتشي كفه نحو ساقه اليمنى.
«…فولا!»
«أرتشي! الغابة… هل الجميع في المستوطنة بخير؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ودون تردد، استخدم شفرة من الرياح لقطع ساقه المصابة من الركبة.
وبحاجة إلى دعم ليبقى مستندًا، أسند جسده الساقط على جذع شجرة. أرتشي، الذي غمره العرق جراء الألم الشديد لفقدان ساقه، عضَّ على أسنانه، متحملًا إحساسًا أشبه بنار تشتعل في عقله وهو يواصل ترديد التعويذات.
أمسكت بذراعي إميليا، رغم أن الفتاة حاولت يائسة أن تغطي أذنيها، ووضعت رأسها بين خصلات شعر ابنتها الفضي. ثم قربت وجهيهما، تداعب خدها بخدها بلمسة حانية، وكأنها تخشى أن تجرح شيئًا أكثر قيمة من أي شيء آخر في هذا الوجود.
«هيوما…!»
بصوت الهواء المتصدع، جمدَّ أرتشي جذع ساقه المقطوعة. تصاعد بخار أبيض من الجرح، وأطلق أرتشي صرخة جديدة نتيجة لطريقة توقف النزيف القاسية للغاية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حمت فورتونا إميليا الصغيرة خلف ظهرها، وصرخت وهي تستدعي أضواء زرقاء حولها. تحولت هذه النقاط الساطعة إلى أوتاد جليدية طويلة، بكميات كبيرة تملأ مدى بصر إميليا، وأطرافها الحادة موجهة نحو باندورا.
«لقد انفصل جيوس عنا… ماذا سيحدث الآن في المحاكمة؟!»
لقد كان قرارًا جريئًا وجذريًا. أظهرت السرعة والوسائل التي استخدمها عمق عزيمته ومهارته— ثم كان هناك ذلك العنصر المهم: لم يتخلَّ عن إميليا ولو للحظة واحدة خلال تلك العملية.
«أرتشي…؟»
فورتونا كانت والدة إميليا. ولهذا، لم تستطع ببساطة أن تتجاهل يد ابنتها الباكية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما كان يتحدث، رفع ريغولوس قدمه فوق رأس جيوس. كان واضحًا أنه سيقوم بسحق رأسه كشمامة ناضجة— وما إن أوشك على ذلك حتى قطع صوت ما الصمت.
بوجهها المضغوط بشدة إلى ذراعه، لم تستطع إميليا رؤية ما حدث. أرغم أرتشي ابتسامة على وجهه، جالسًا وهو يهون من أعظم ألم قد شعر به في حياته.
«عجبًا.»
«أرتشي…»
«لا شيء… الأمر بخير… بخير، لذا…!»
تم إسقاط العديد من الأشجار؛ وأخرى استقرت على جوانبها، وقد انكسرت عند الجذور. امتلأت الأرض بحفر عميقة لا يظهر لها قاع. لو ادعى أحدهم أن هذا كان أثر كائن غير طبيعي يجتاح سطح العالم، فإن هذا الدمار الطاغي كان ليقنع الكثيرين بتلك الحكاية العجيبة.
تقطعت كلماته، وأخبر أرتشي إميليا كذبًا أن شيئًا لم يحدث. كانت أفعاله تستحق الاحترام— ومع ذلك، فإن القدر القاسي كان على موعد مع عزيمته، مهما بلغت عظمتها، بالاستهزاء.
تذكرت إميليا كل اللحظات التي أمضتها في تلك الغابة، في تلك المستوطنة، حيث كانت محبوبة كما هي.
كان الجزء المتبقي من ساقه اليمنى المتجمدة يفقد لونه أعلى الركبة، متحجرًا كحجر مخبوز. بدا وكأن الأرض نفسها تجف.
كان من المحتمل أن يُشعل مثل هذا العتاب غضب ريغولوس. ومع ذلك، انحنى ريغولوس لها باحترام، وابتسم بشفتيه الملتويتين بسعادة خبيثة.
بدأ ما تبقى من ساق أرتشي اليمنى بالموت؛ لم يكن المرض سيتوقف هناك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ألمت رئتيها. سائل يسيل من أنفها، مسحت وجهها المبلل بالدموع والمُتَّسخ بالطين، غاضبة من جراح ركبتيها المتورمتين، بينما استمرت في الركض.
«…إميليا. انظري، هناك، نحو الزهور البيضاء خلف هاتين الشجرتين؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…نـ-نعم».
حررها أرتشي الذي جلس مستندًا إلى جذع شجرة كبيرة، فوضعت إميليا قدميها على الأرض ونظرت في الاتجاه الذي أشار إليه. تأملت الشجرتين والزهور البيضاء التي خلفهما، ثم أومأت برأسها.
وبالنظر إلى أنها كانت طفلة صغيرة، كان من السهل إبعادها عنها. ومع ذلك، لم تستطع فورتونا أن تقسو على ابنتها. السبب كان واضحًا أمامها، يملأ عينيها.
«هل يمكنكِ الركض باتجاه الزهور؟ بعد الزهور… إلى الأمام مباشرة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أ-أركض… أستطيع الركض. لكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان الجزء المتبقي من ساقه اليمنى المتجمدة يفقد لونه أعلى الركبة، متحجرًا كحجر مخبوز. بدا وكأن الأرض نفسها تجف.
«هل هذا كذلك…؟ هذا أمر… مطمئن جدًا.»
«إذًا، اركضي…»
تحدث الرجل كما لو كان يعصر كل كلمة، تاركًا أرتشي مذهولًا وكأن دلوًا من الماء قد صبَّ عليه ليوقظه من غفوته.
تأملت إميليا الصغيرة الزهور البيضاء، وقد حبست أنفاسها بينما كانت تسمع كلمات أرتشي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت كلمات قصيرة أطلقها ليبعثها في طريقها. حتى مع التردد الذي لاح في عينيها، أدركت أن حالة أرتشي ليست طبيعية إطلاقًا بينما كانت تنظر بينه وبين الزهور مرارًا وتكرارًا.
هذا الاقتراح أغرى قلب إميليا. كانت تسعى بكل يقين لاجتياز المحاكمة. ليس لديها أدنى شك بأن عليها متابعة ماضيها من أجل ذلك.
لو ركضت، ستكون بمفردها. مرة أخرى، سيختفي شخص آخر من حياتها.
فتحت يديها الرقيقتين، وكأن ذراعيها الصغيرتين بإمكانهما احتضان كل شيء وكل أحد.
«الأمر بخير، إميليا. لن… تكوني وحدك…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أرتشي…»
«نعم، هذا صحيح. انطلقي، انطلقي… تمامًا كما جريتِ دائمًا وتسببين لنا كل تلك المتاعب…»
تجاوزت الحفر، وتسلقَّت المنحدرات، وقلَّصت من حجم جسدها بينما كانت تركض بين الأشجار الكثيفة المتراصة.
«الآن، اركضي. مهما سمعتِ، لا تستديري… اركضي!»
كلمات جيوس، ومشاعرها نحو ابنتها الحبيبة، جعلت كره فورتونا الداخلي يشتعل بشدة،
صوت أرتشي الحاد جعل إميليا تقفز. خطت خطوة للأمام، ثم بدأت بالجري. أجبرت نفسها على عدم النظر خلفها لأن أرتشي قال ألا تفعل ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حمت فورتونا إميليا الصغيرة خلف ظهرها، وصرخت وهي تستدعي أضواء زرقاء حولها. تحولت هذه النقاط الساطعة إلى أوتاد جليدية طويلة، بكميات كبيرة تملأ مدى بصر إميليا، وأطرافها الحادة موجهة نحو باندورا.
كان صوت أرتشي، وصوت فورتونا، وصوت جيوس— كل تلك الأصوات تتردد في ذهن الفتاة الصغيرة.
«كان الأمر أشبه بصيَّادٍ ينتظر أن يرتفع خوف فريسته قبل أن ينقضَّ عليها —»
«بالتأكيد، أنت تشعر بذلك، أليس كذلك؟ فبعد كل شيء، هذا شيءٌ سبق أن كان في يدك.»
—أرادت أن تؤمن بأنه إن فعلت ما قيل لها، فسيعود كل شيء كما كان عليه.
«نعم، هذا صحيح. انطلقي، انطلقي… تمامًا كما جريتِ دائمًا وتسببين لنا كل تلك المتاعب…»
الطريقة التي قدَّم بها الفتى نفسه بابتسامة كانت جوهر الشذوذ بذاته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تحدث أرتشي بتلك الكلمات مبتسمًا ابتسامة رقيقة، محدقًا بظهر الفتاة التي بات من الصعب رؤيتها في البعد، بينما كان يخلع أكمام ردائه.
رأته أمامها، الرجل بزيِّه الأسود، راكعًا على الأرض، ودموعٌ من دم تتدفق من عينيه.
أدخل جيوس يده في ردائه، وبمجرد أن رأت إميليا نظرة الرجل الذي استسلم لفكرة الموت، مدت يدها نحو الماضي محاولة الوصول إليه.
لقد وصل الفساد المتقلص بالفعل إلى أسفل صدره. لم يعد يشعر أن بإمكانه تحريك أي من ساقيه. فقدت بشرته لونها، واكتسبت ملمسًا أشبه بالحجر، مظهرًا أشبه بمسخ شيطاني مقزز.
«سيدتي فورتونا! أرجو أن تأخذي السيدة إميليا وتنسحبي من هذا المكان! حاليًا، نحن بلا حول ولا قوة أمام ريغولوس كورنياس!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أعتقد أنه حتى لو أعدت إميليا إلى غرفتها، فلن تبقى مخفية لفترة طويلة…»
سمع صوتًا. سسس، سسس. كان صوت وحش شيطاني يلعق شفتيه بعدما لمح فريسته مباشرة أمامه.
لم يكن هناك مجالٌ للتفكير بأن عدد أعدائهم قد نقص بواحد. ورغم أنهم لم يعودوا يواجهون عدوين جبارين، إلا أنهم لم يكونوا قادرين على التغلب على هذا المأزق دون وسيلة للتعامل مع خصمهم الذي يبدو منيعًا.
تقدم الوحش كما لو كان لينتزع الفتاة الهاربة، أمل الغابة، ويسلب أي معنى متبقٍ من وهج الحياة الضعيف في جسد أرتشي المتداعي.
عندها، كما أشارت إيكيدنا، لاحظت إميليا كيف كانت باندورا مسحورة بمشاهدة القتال دون أن تُظهر أي نية للانضمام إليه. غرابة المشهد جعلت إميليا تشعر برعشة.
«كما لو… أن أحدًا سيسمح لك بالمرور…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ذلك التنافر العجيب هو ما جعل إميليا ترتجف دون توقف من وقع تلك الكلمات. وكان الأمر ذاته بالنسبة لجيوس.
اشتعلت عيناه بعزيمة قتال لا تنطفئ، متجاهلًا ساقيه غير القادرتين على الحركة، واستخدم قوّة ذراعيه وحدها ليجلس منتصبًا. توقَّف الصوت المروع… كأن الوحش استعاد اهتمامه، مستحوذًا على الفريسة التي اعتقد أنها قد هلكت بالفعل.
بسبب إحساسه بدنوِّ أجله، أرسل الفتاة بعيدًا عن موتها قدر المستطاع.
«تعالوا، إذًا— دعوني أذوق احتضان صمودكما حتى النهاية المريرة.»
لقد عهدت إليه بمسؤولية. أرتشي لم يكن ليتراجع عن ذلك.
«سيدتي فورتونا… تلك الفتاة… ربما ستكون بخير.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يكن هناك مجالٌ للتفكير بأن عدد أعدائهم قد نقص بواحد. ورغم أنهم لم يعودوا يواجهون عدوين جبارين، إلا أنهم لم يكونوا قادرين على التغلب على هذا المأزق دون وسيلة للتعامل مع خصمهم الذي يبدو منيعًا.
صوت سسس، سسس، كان نذيرًا باقتراب النهاية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سماع هذا الصوت، وإدراك أنه يمثل أقصى خطر على حياته، جعل أرتشي يبتسم بفخر.
«… ما الأمر، سيدتي باندورا؟ أنا الآن في خضم معاقبة هؤلاء السفهاء الذين يتعدون على حقوقي. ما الذي تريدينه مني؟ أيًا كان قصدك، اختاري كلماتك وأجيبي حالًا…!»
«…»
«رئيس الأساقفة…»
ورغم أنها كانت ابتسامة مُنهكة، فإنها لم تتلاشَ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《٤》
في اللحظة التي بدأوا فيها الركض، صرخ الرجل فجأة، وصدى الاستعجال في صوته جعل أرتشي يتوقف على الفور. وبينما فتح أرتشي عينيه متسائلًا عن ما يجري، وقف الرجل وقد بسط ذراعيه.
بغض النظر عن مدى إصرار فورتونا على أنها مجرد بديلة لأمها وكم طالبت إميليا بألا تنسى أمها الحقيقية، هذا الأمر لن يتغير أبدًا.
كانت الغابة قد تبدلت بصورة درامية، لدرجة بدت معها وكأنها نسيت شكلها الأصلي.
تحوَّلت إلى أرض حزينة، كأن ثعبانًا عملاقًا غاضبًا وعنيفًا قد اعتدى على الأرض أثناء مروره.
الرمال والحصى التي قذفها ريغولوس خلَّفت ثقوبًا لا تُعد ولا تُحصى في سطح الأرض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظرت إلى تصرفاتها، محاولة العثور على شيء يثبت أنها كانت السبب، السبب الذي أدى إلى حدوث كل هذه المآسي.
تم إسقاط العديد من الأشجار؛ وأخرى استقرت على جوانبها، وقد انكسرت عند الجذور. امتلأت الأرض بحفر عميقة لا يظهر لها قاع. لو ادعى أحدهم أن هذا كان أثر كائن غير طبيعي يجتاح سطح العالم، فإن هذا الدمار الطاغي كان ليقنع الكثيرين بتلك الحكاية العجيبة.
لقد خالفت وعودها. خرجت من غرفة ليس مسموحًا لها بمغادرتها مرات عديدة. ذهبت إلى مكان عميق في الغابة كان محظورًا عليها الوصول إليه، اكتشفت ختمًا ليس من المفترض أن تعرفه— لم تستطع منع نفسها من التفكير بأن كل تلك الأمور قد أدت إلى هذا الوضع.
رجل واحد، الشخص الذي أوجد هذا المشهد الصادم، واقفًا في مركز الدمار. وجهه مشوَّه بدماء طازجة، وأنفاسه متقطعة، لكن روحه لم تتراجع. إنه المذنب العظيم الذي احتضن داخله خطيئة مميتة لم تناسب جسده، مكتسبًا القوة بثمن قضم حياته— بيتيلجيوس رومانِي كونتي.
بإرادة صلبة، قمع الرجل المدعو جيوس تلك القوة غير الطبيعية وهو واقف. السُلطة التي يُمكن أن نطلق عليها الأذرع غير المرئية قد منحت جيوس الوسيلة لتحدِّي أسقف الخطايا السبع المميتة—
جسدها الصغير بدا هشًا إلى درجة تجعل مجرد التفكير في حملها يشعر المرء بالتردد. ارتدت قطعة قماش واحدة فحسب، ومع ذلك، بدا وكأن فكرة أن يلمس أي شيء بشرتها العارية غير واقعية تمامًا.
انزلقت اليد التي كانت ممسكةً بيدها. بقيت يدها الممدودة معلقةً في الفراغ، غير قادرة على إيقاف تصميمه الثابت.
«—كما تعلم، حان الوقت لتدرك أن هذا بلا جدوى حقًا.»
لقد كان كائنًا لا تُصيبه أعظم التعويذات القاتلة ولكنه قادر على القتل بمجرد بعثرة بعض التراب والحصى. ورغم ذلك، كانت حالته العقلية غير ناضجة كطفل رضيع، يغرق في أنانية مدمرة لا يستطيع أحد الوصول إليها.
باندورا، التي لم تحرك ساكنًا منذ بدء المواجهة، ابتسمت وهي تخاطب جيوس.
رغم أنه اكتسب تلك القوة بتكلفة باهظة، فإن هدفه ريغولوس ظلَّ غير متأثر، بل وكان يضحك عليه بسخرية.
«أستطيع أن أخمِّن، لكن لا أزال غير متأكدة تمامًا. كنت أرغب في مراقبة الوضع لفترة أطول قبل التكهن بسلطته… لكن يبدو أن الظروف لن تسمح بذلك— إنهم يتحركون.»
واقفًا وسط سحابة من الغبار والدمار غير الطبيعي، بدا ريغولوس مستاءً. كان مشهد نجاته من كل هذا مشوهًا لدرجة بدت وكأن أحدهم قد وضع ملصقًا على لوحة مكتملة.
«بعد كل هذا…!»
ذلك الصوت جعل الحدة في عيني فورتونا تتلاشى بهدوء ولطف.
«حان الوقت لتقبل الواقع وتدرك أننا مختلفان، صحيح؟ أنتَ وأنا ممثلان معدَّان لخشبات مسرح مختلفة. الأمر لا يتعلق بما إذا كنت تستطيع التغلب عليَّ أم لا. لا أحد يمكنه هزيمتي. لا أحد يمكنه إيذائي. سواء كان قديس السيف أو التنين، كل ذلك بلا جدوى. كل شيء، كل جزء منه… بلا فائدة.»
«لكن!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورغم ذلك، استجاب ريغولوس لكلماتها، متوقفًا عن الحركة. ثم نظر إلى فورتونا وجيوس، ليعود أخيرًا إلى باندورا.
بحديثه المباشر إلى جيوس الذي كان يسعل دمًا، حرَّك ريغولوس ذراعه بلا مبالاة، وكأنه يبعد ذبابة. هذه الإيماءة، وكأنها طرد بسيط، جعلت جيوس في حالة تأهب، مُقدَّمًا جسده للقوة السوداء التي تتلوى داخله، مستعدًا لمواجهتها مهما كانت— ثم طارت ذراعه الأيمن بعيدًا.
في تلك اللحظات، حين كان جيوس على شفا الموت، نظر إليه ريغولوس من الأعلى، وتحدث دون حقد أو كراهية أو أي مشاعر أخرى؛ فلم يجد حاجة في تدخل العواطف الشخصية حين اقتصر على سرد حقائق.
«مـ… ماذا؟!»
رأت باندورا عزم الثنائي، فلم تزد على أن فتحت ذراعيها على اتساعهما، متوردتَ الخدين.
«لقد سئمت رؤية رد الفعل هذا أيضًا. لقد تكبَّدت عناء منحتك وقتًا لتقضيه مع زوجتك وكل شيء. أردت على الأقل نوعًا من المكافأة على ذلك، لكن يبدو أنني توقعت أكثر من اللازم دون جدوى.»
كان من المحتمل أن يُشعل مثل هذا العتاب غضب ريغولوس. ومع ذلك، انحنى ريغولوس لها باحترام، وابتسم بشفتيه الملتويتين بسعادة خبيثة.
«في هذا العالم، وفي هذه اللحظة، من المرجح أنني أحبكِ أكثر من أي شخص آخر.»
«نغه… ماذا تكون…؟ غه، آغهه! وااه!!»
رغم أن الأمر ليس كذلك، فإن العالم قد تغيَّر استجابةً لرأي باندورا. المشهد الذي رأته فورتونا بأم عينيها قد تم إنكاره، وأُعيد كتابة التاريخ بطريقة خارقة للطبيعة بمشهد لم تملك أي ذكرى له.
ضاغطًا على ما تبقى من ذراعه المبتورة، تعثر جيوس بشكل مذهل. وبفحص أدق، تبيَّن أنه تعرض لإصابات في كلا ساقيه، حيث ظهرت على فخذيه جروح بشعة وكأن وحوشًا التهمت لحمه بشراهة.
تحمَّل الألم، وقد غلى الدم في فمه طوال الوقت. جعل هذا المشهد البائس ريغولوس يعبس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا بأس… جسد من لحم سيفنى في يوم ما… الشخص الذي عهد إليَّ بهذا الجسد كان على علم بذلك بلا شك… الأهم، هل السيدة إميليا…؟»
«في النهاية، انظر، هذه هي كل تلك العزيمة والإصرار التي تتحدث عنها. لكن لا تشغل بالك بذلك كثيرًا. الأمر ليس متعلقًا بك؛ إنه يشمل الجميع. لا يمكن لأي شخص أن يحمل أكثر مما يمكن ليديه الاثنتين أن تحملا. عليك أن تعيش ضمن حدودك. هذا هو الطبيعي. أليس كذلك؟»
«ما الأمر، أيها رئيس الأساقفة روماني كونتي؟»
«غاه، آاه، آاه…»
«حقًا، أكره هذا كله. قد تظن أنني أحب إيذاء الآخرين بدافع هواية سادية، لكنك ستكون مخطئًا، وسأعتبر ذلك تشويهًا عظيمًا لشخصيتي. لا أفعل هذا لأنني أرغب في ذلك. يبدو وكأنني أضايقك فقط لأنك ضعيف. ليس لديَّ رغبة في الاستمرار في القيام بأمور كهذه. للخير أو الشر، أنا رجل راضٍ، لا أريد أن أتدخل في حياة أحد آخر. أنا مكتفٍ، بلا حاجة. عليك أن تتقبل ذلك.»
«—ليس هذا جيدًا على الإطلاق!!»
«—ليا، أحبكِ».
ضعف النزف من جسده، وخفت صوت جيوس إلى درجة لم يعد فيها قادرًا على الصراخ. أنفاسه الخشنة المتقطعة وتشنجات جسده أثارت الشفقة، كحشرة توشك على الانتهاء من حياتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تتالت انفجارات الرياح واهتزازات الأرض بوتيرة جعلت من المستحيل عدَّها. تطايرت شظايا الجليد المحطم على سطح الأرض، مُغيرة المشهد لدرجة قد تجعلك تشك ما إذا كانت هذه الغابة يومًا ما.
في تلك اللحظات، حين كان جيوس على شفا الموت، نظر إليه ريغولوس من الأعلى، وتحدث دون حقد أو كراهية أو أي مشاعر أخرى؛ فلم يجد حاجة في تدخل العواطف الشخصية حين اقتصر على سرد حقائق.
وقد امتلأت عيناها بالدموع، تجاوزت فروع الأشجار المعتادة في الغابة المألوفة، متوقفة عند النقطة التي تحولت فيها الغابة إلى بياضٍ نقي. كان أنفاسها متقطعة ووجهها محمرًا عندما وصلت أخيرًا إلى الختم الذي كانت تبحث عنه—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورغم أنهم كانوا على نفس الجانب، ورغم احترامه لمرؤوسه، ألقى ريغولوس الرمال نحو باندورا دون تردد، وكأنه نسي علاقتهم تمامًا.
بالنسبة لريغولوس كورنياس، كانت أفعال جيوس اليائسة لا تختلف عن نسمة ريح خفيفة— بل إن تلك النسمة كان لها على الأقل أن تثير خصلات شعره؛ وبناءً على ذلك، لم يكن لأفعال جيوس أي تأثير يذكر.
لم تشك يومًا في الأمر، لكن في تلك اللحظة، اكتسبت يقينًا جديدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وفي وسط الغابة المدمَّرة، وقفت باندورا بلا أي تغيير يُذكر، تمامًا كريغولوس. تجسيد للجمال، ملامحها الرقيقة، ناهيك عن الثوب الأبيض الذي يلف جسدها الصغير الرقيق، ظلت على حالها دون أدنى تأثر.
وبينما وقفت باندورا هناك بكل هدوء، أطلقت فورتونا هجومًا سحريًا لا رحمة فيه نحوها.
«بين العامة، ليس الجميع قادرًا على التفكير مثلك، وبالتأكيد ليس الجميع سيصل إلى المستوى الرفيع ذاته. أنت أكثر خصوصية من الآخرين، ويجب أن تكون راضيًا بذلك. تكوينك المكتمل رائع. وأما هم، الناقصون، فلهم روعتهم الخاصة.»
«أل هيوما!!»
ولكن الآن، دقَّت آمالها وطموحاتها في صدرها بقوة.
«لا أسعى لمديحك، ولا أؤيد رأيك بأنهم رائعون أو شيء من هذا القبيل. على أي حال، ليس هناك داعٍ لي أو للثعبان الأسود للحضور، سيدتي باندورا. كان بإمكانك التعامل مع هذا بنفسك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم… نعم، نعم!»
أشار ريغولوس إلى الغابة بكلتا يديه وهو يتحدث إلى باندورا، دون أن يظهر أيَّ سرور من كلمات مديحها، فأومأت برشاقة معترفةً بكلامه.
ظهرت نظرة خوف في عيني جيوس، وامتلأت عينا فورتونا بالغضب. وفي أحضان والدتها، تلبدت الدموع في عيني إميليا الصغيرة، بينما ارتسمت على شفتي ريغولوس ابتسامة خبيثة شريرة.
«نعم، قد يكون ذلك صحيحًا. ومع ذلك، كان عليَّ أن أرى بعينيَّ مدى إخلاص الناس في سعيهم لأهدافهم المقدسة، ومدى روعة ذلك في أثناء القيام به.»
««—منَ يعرفك ومَن يهتم؟ أحمق!»»
«عجبًا.»
«الخلاصة أنك أردت رؤية وجوه الناس اليائسة حين يتم حصرهم في زاوية، أليس كذلك؟ هاهاها، إذا كان هذا كل شيء، عليك فقط أن تعبِّري عنه ببساطة كي يفهم الآخرون. تقديم عذر لا داعي له يبدو أنه مجرد مضيعة لوقتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com واجه جيوس نظرة فورتونا الكئيبة بابتسامة، رغم أن التوتر كان يتسرب من كل مسام في جسده.
ذلك التنافر العجيب هو ما جعل إميليا ترتجف دون توقف من وقع تلك الكلمات. وكان الأمر ذاته بالنسبة لجيوس.
«أجد هذا الفهم للأمر لطيفًا جدًا.»
كانت كلمات قصيرة أطلقها ليبعثها في طريقها. حتى مع التردد الذي لاح في عينيها، أدركت أن حالة أرتشي ليست طبيعية إطلاقًا بينما كانت تنظر بينه وبين الزهور مرارًا وتكرارًا.
ابتسمت باندورا بابتسامة ساحرة للقلوب، فبادلها ريغولوس بابتسامة خبيثة. ثم حول نظره نحو جيوس المتهالك، متجهًا نحوه ليوقع به الضربة القاضية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع ذلك، اختفى المشهد المأساوي الذي كانت فورتونا واثقة أنها شهدته، وعادت الميتة إلى الحياة بطريقة غير طبيعية. أما فورتونا، التي لم تستطع إخفاء صدمتها، فقد أمالت باندورا رأسها نحوها برفق.
«حسنًا، حتى لو مات هذا الجسد، فليس كما لو أنك لا تملك احتياطيًا آخر. سحب ما بداخلك والتمسك بعنقك سيجعل التعامل معك أسهل. بالنسبة لشخص جعلني أضيع كل هذا الوقت، فأنت فعلًا مجرد فاشل بلا موهبة.»
«أرتشي…»
«حسنًا، حتى لو مات هذا الجسد، فليس كما لو أنك لا تملك احتياطيًا آخر. سحب ما بداخلك والتمسك بعنقك سيجعل التعامل معك أسهل. بالنسبة لشخص جعلني أضيع كل هذا الوقت، فأنت فعلًا مجرد فاشل بلا موهبة.»
بينما كان يتحدث، رفع ريغولوس قدمه فوق رأس جيوس. كان واضحًا أنه سيقوم بسحق رأسه كشمامة ناضجة— وما إن أوشك على ذلك حتى قطع صوت ما الصمت.
«—أأنتِ تمزحين معي.»
«أل هيوما!!»
عبست فورتونا بغضب، وشوهت ملامحها الجميلة في قسوة، منهية المشهد المتألق بحزم شديد. انشقَّت السحب فوق الغابة، وسقطت كتلة جليدية ضخمة مباشرةً على باندورا، مرتطمة بالأرض الباردة كقبر جليدي.
بموجب الترتيل، استجابت الطبيعة لتحول المانا؛ ومع صوت التصدع، تحول إلى تدمير ملموس. كان صوت تشقق الغلاف الجوي يجعل ريغولوس يرفع رأسه، وهو يزمجر باستياء.
«نعم، اطمئن. أنت آمن هنـ… لحظة، هل يمكن أن تكون…؟!»
«إن لم يكن هذا، فهو شيء آخر…!»
«أجـــــل، أعتقد ذلك…»
نقر ريغولوس بلسانه— وفي اللحظة التالية، ارتطمت رمحٌ جليدي ضخم يكاد يحجب السماء مباشرة بوجهه، وتحولت الهزة الناتجة عن الاصطدام إلى موجة صادمة هائلة أحاطت بريغولوس، محطمةً جسده النحيف بالكامل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في هذا الوضع، حيث كان الجميع يحاول فرض إرادته، بلغ صبر ريغولوس القصير حده الأقصى وانفجر بأسوأ طريقة ممكنة.
تتالت انفجارات الرياح واهتزازات الأرض بوتيرة جعلت من المستحيل عدَّها. تطايرت شظايا الجليد المحطم على سطح الأرض، مُغيرة المشهد لدرجة قد تجعلك تشك ما إذا كانت هذه الغابة يومًا ما.
بنبرة إعجابٍ هامسة، كانت عينا باندورا تتلألآن، كعيني فتاة عاشقة.
انعكست أشعة الضوء على الجليد المتلألئ، وفي ذلك العالم المضيء الفوضوي— وقفت امرأة ذات شعر فضي بجوار الرجل الملقى أرضًا.
«يقع على عاتقنا نحن الاثنين إسقاطها! فإذا انهزمت، فإن الجنود المعتدين على الغابة سيتراجعون بلا شك! —سوف ننقذ السيدة إميليا!»
«جيوس! جيوس، تمسك! ماذا فعلوا بك…؟ آه، ماذا عليَّ أن أفعل…؟!»
وبينما صاح أرتشي بهذه الكلمات كأنها عهد، ارتاحت فورتونا، وقد ارتسمت الراحة على وجهها.
وهي ترى ذلك المشهد، وتشاهد وجه والدتها من الحاضر، فهمت إميليا بعمق.
«سيدتي فورتونا، هل هذا أنتِ…؟»
«… يؤسفني أن أقول، لكن ذلك سيكون صعبًا بعض الشيء».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بهذا… ستختفين إلى الأبد—!!»
ردًا على الصوت، عاد النور إلى عيني جيوس، رغم أن أنفاسه بالكاد كانت تتردد. كان لا شك في أن حياته كانت في خطر، لكن مع استمرار جيوس في التشبث بوعيه بصعوبة، أومأت فورتونا له مرات عدة.
«رئيس الأساقفة ريغولوس كورنياس.»
«نعم، نعم، صحيح، أنا. جيوس، لأراك بهذا الحال…»
«لا، لقد ساعدتني على تذكر شيء مهم للغاية. لقد خيبت أمل مَن يحبونني مرارًا. ومع أنني ندمت على ذلك عدة مرات، إلا أنني أنسى مجددًا بعد فترة قصيرة. لهذا السبب…»
«لا بأس… جسد من لحم سيفنى في يوم ما… الشخص الذي عهد إليَّ بهذا الجسد كان على علم بذلك بلا شك… الأهم، هل السيدة إميليا…؟»
كلمات جيوس، ومشاعرها نحو ابنتها الحبيبة، جعلت كره فورتونا الداخلي يشتعل بشدة،
«يا له من رجل مزعج وصاخب. متى ستفهم؟ بالنسبة لنا، هناك إجابة واحدة فقط.»
«تركتها مع أرتشي… الحارس التالي، حتى تكون لديها فرصة للفرار. أنا واثقة أنهم بخير، بفضلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هناك كائن… ساحرة، جعلت ذلك ممكنًا، وقد وصلت إلى هذه الغابة».
«هل هذا كذلك…؟ هذا أمر… مطمئن جدًا.»
أومأت برأسها شاكرةً ومصممة، وانطلقت إميليا تركض، متَّبعةً ذلك الشريط من الضوء. تتبعت المسار اللامع الذي صنعته الأضواء الفسفورية، مؤمنةً أنه الأمل الوحيد الذي يمكنها التعلق به.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن الأمر لأنها أرادت توبيخ عنادها. بل لأنها كانت تريد أن توصل لها أن كل كلمة قالتها فورتونا، كل حرف وكل عبارة، كانت أمورًا يجب أن تتذكرها الفتاة تمامًا.
«—ليس هذا جيدًا على الإطلاق!!»
وبينما رفعت فورتونا إميليا الصغيرة بين ذراعيها، تحدث جيوس بصوت هادئ.
بينما أرخى جيوس ملامحه الدامية بارتياح، جاءت كلماته لتثير صوت ريغولوس الغاضب.
قام بتحطيم التربة المغطاة بالجليد، ودفع الضباب الأبيض بذراعيه، مظهرًا تعبيرًا غاضبًا. وشرع في تحريك رأسه بغضب، حيث استقر الحقد في عينيه، متجسدًا كما لم يكن من قبل.
ذلك التنافر العجيب هو ما جعل إميليا ترتجف دون توقف من وقع تلك الكلمات. وكان الأمر ذاته بالنسبة لجيوس.
«مَن تظنين نفسك، تعودين فجأة وتقومين بانتشاله هكذا دون سابق إنذار؟ كنت على وشك أن أسحق رأسه بقدمي الآن! بأي حق، وبإذن مَن ، تجرؤين على أن تتدخلي! معي… معي معي معي معي معي معي معي معي معي معي أنا؟!!»
دون حماية، وقد أمطرها التراب، تفتت جسد باندورا تاركًا فورتونا في حالة ذهول. كان رد فعلها طبيعيًا؛ فخصمها المكروه قد لقي حتفه مثل الكلاب على يد رفيقه السابق.
في نوبة من الغضب، قرفص ريغولوس وغرس ذراعيه في الأرض، ثم رفعهما بعنف، متناثرًا بالتراب الطري نحو فورتونا وجيوس. بدا تصرفه أشبه بطفل صغير يلقي بنوبة غضب، يبعثر التراب حوله—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت قد سمعت أن لقب رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة يُمنح لقادة طائفة الساحرة— الجماعة التي أبدت عداءً لقصر روزوال وقرية إيرلهام، والتي كانت سببًا في لجوء القرويين إلى الملجأ. كما علمت أن أحد هؤلاء الأساقفة كان يطاردها شخصيًا، وأن آخر كان خصمًا لدودًا مسؤولًا عن نوم ريم العميق وغير الطبيعي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com — لقد مُحيَت جثة، وعادت باندورا إلى الحياة. ريغولوس اختفى، ومعه كل أثر لوجوده.
«لا! هذه الشظايا… يجب عليكِ أن تتجنبيها بالكامل…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إيه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سماع هذا الصوت، وإدراك أنه يمثل أقصى خطر على حياته، جعل أرتشي يبتسم بفخر.
«هذا… سأريك إياه من الآن فصاعدًا.»
تجاهلت فورتونا رشات التراب، محاولة تنقية المانا لتحضير هجوم مضاد، حين قام جيوس بدفعها نحو الأرض. اختار هذا التصرف عوضًا عن الدفاع أو الهجوم المضاد، فقد دفعها مباشرة نحو الأرض دون أن يكترث لكسر سقوطها— رفعت فورتونا صوتها، مستنكرة قرار جيوس… ثم رأت.
الرمال والحصى التي قذفها ريغولوس خلَّفت ثقوبًا لا تُعد ولا تُحصى في سطح الأرض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أرجوكِ، يا إميليا، افعلي ما أطلبه منكِ. لا تقلقي؛ قريبًا… نعم، قريبًا، سينتهي كل شيء، وسأعود إليكِ. لذا، من فضلكِ، فقط لبعض الوقت، ابقي هنا واختبئي.»
كانت هذه الثقوب لا تُعد فعليًا، كآثار قطرات المطر على التربة المتشققة، فقد حفرت تلك الرمال الأرض بقوة اختراق هائلة لدرجة يصعب رؤية قعرها.
«بين العامة، ليس الجميع قادرًا على التفكير مثلك، وبالتأكيد ليس الجميع سيصل إلى المستوى الرفيع ذاته. أنت أكثر خصوصية من الآخرين، ويجب أن تكون راضيًا بذلك. تكوينك المكتمل رائع. وأما هم، الناقصون، فلهم روعتهم الخاصة.»
بانفجارٍ مدوٍّ وارتجاجٍ عنيف، انفجرت الأرض وتهاوت شجرة تلو الأخرى، جرفتها قوة الاصطدام. سُحق الرجل تحت تأثير تلك الأشجار العظيمة، وساد الهدوء الغابة الصاخبة.
قوة الهجوم كانت جلية من نظرة واحدة إلى الأشجار الساقطة في محيطها؛ لقد تحولت إلى رقائق خشبية بسبب الثقوب الصغيرة التي غُرست فيها؛ جسد بشري يتعرض لنفس الهجوم لا شك أنه كان سيتحول إلى ضباب دموي.
هذا الكائن الخطير، كطفل سيء التربية قد يعضُّ أي شخص حسب مزاجه، كان يتمتع بقوة توازي التنين— هذا ما استنتجته فورتونا وهي تقيِّم هذا الرجل الشرير أمامها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت هذه قوة تدميرية تكاد لا تُصدق، والأكثر رعبًا—
«مهلًا الآن، لما قمتِ بتجنبها؟ فقط تقبليها وتحولي إلى لحم مفروم! هذا يشمل جيوس عديم الموهبة وتلك المرأة هناك! كنتُ لأقبل بضمك كزوجتي التاسعة والسبعين، فلمَ هذا التصرف الغبي، أليس كذلك؟ ها؟ ها؟!»
كانت إميليا بين ذراعي الشاب الذي يجري عبر الأشجار، ونظرت خلف كتفه للمرة الأخيرة… نظرة وداع لأمها التي تبتعد، مرفوعةً صوتها المتحشرج غير المفهوم.
تذمر ريغولوس بصوتٍ عالٍ، ثم غرس ذراعيه مرة أخرى في سطح الأرض— كان بإمكانه تكرار هذا الهجوم.
أرادت أن تنام مجددًا في السرير بجوار فورتونا.
لقد كان كائنًا لا تُصيبه أعظم التعويذات القاتلة ولكنه قادر على القتل بمجرد بعثرة بعض التراب والحصى. ورغم ذلك، كانت حالته العقلية غير ناضجة كطفل رضيع، يغرق في أنانية مدمرة لا يستطيع أحد الوصول إليها.
وبينما كان أرتشي يركض عبر الغابة، برز صوت حاد، وقد قفز شخص إلى الطريق أمامه.
أومأت برأسها شاكرةً ومصممة، وانطلقت إميليا تركض، متَّبعةً ذلك الشريط من الضوء. تتبعت المسار اللامع الذي صنعته الأضواء الفسفورية، مؤمنةً أنه الأمل الوحيد الذي يمكنها التعلق به.
هذا الكائن الخطير، كطفل سيء التربية قد يعضُّ أي شخص حسب مزاجه، كان يتمتع بقوة توازي التنين— هذا ما استنتجته فورتونا وهي تقيِّم هذا الرجل الشرير أمامها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أرادت إميليا البقاء مع والدتها مهما كلف الأمر، فعرضت كل ما تستطيع التفكير فيه. صوتها جعل فورتونا تحتضنها فجأة بشدة. لو لم تفعل، لرأت إميليا الحالة التي كانت عليها وجه أمها.
«إذا كنتَ لا تحبذ فكرة انتزاع طرف واحد منك، سأنتزع الأطراف الأربعة جميعها! سأجعلك تندم على استهزائك بي… على استهزائك بالجشع!!»
«—تمهَّل، يا رئيس الأساقفة كورنياس.»
«أ-أركض… أستطيع الركض. لكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«آاه؟»
«إذًا، اركضي…»
عندما كان ريغولوس على وشك استئناف هجماته، جاءت الفاتنة ذات الشعر البلاتيني تطلب منه الانتظار.
عندما حاول أرتشي إقناعها بإعادة النظر، أسكتته فورتونا بنبرة أقوى. بعد ذلك، وبنوع من الإحراج بسبب ردها الغاضب، أضاف: «أنا آسف».
ظل ريغولوس في وضعيته، ينظر للخلف نحو باندورا. لا تزال عيناه لا مشبعتين بالغضب، ويبدو أن حتى باندورا، حليفته، قد تتعرض لهجمته.
—تذكرت حب فورتونا.
ومع هذا النظرة الخطرة لا تزال في عينيه، تحدث ريغولوس إلى باندورا، وشفتيه ترتجفان.
نادت إميليا على الجنيات، تلك الكائنات الخارقة التي أطلقت عليهما فورتونا وجيوس اسم الأرواح الصغرى. لم يكن لديهم كلمات، ومع ذلك استجابوا لإرادة إميليا، متحركين برفق نحو أعماق الغابة—
«… ما الأمر، سيدتي باندورا؟ أنا الآن في خضم معاقبة هؤلاء السفهاء الذين يتعدون على حقوقي. ما الذي تريدينه مني؟ أيًا كان قصدك، اختاري كلماتك وأجيبي حالًا…!»
اندلعت شهقات البكاء، وانهارت إميليا، في الماضي والحاضر، بالبكاء على الفور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخرج جيوس من ردائه صندوقًا أسود صغيرًا. وعندما وقعت عينا ريغولوس على ذلك الصندوق، تجعد حاجباه للحظة، لكنه سرعان ما حدق باندهاشٍ، مدركًا ماهية ما يراه.
«أرجوك تمالك غضبك، يا رئيس الأساقفة كورنياس. لن أسمح لك بقتل أيٍ منهما هنا. ألا تشعر بشيء حين تنظر إليهما؟»
وبالتالي، سيتحول الدمار ليجعل من جسد باندورا الضئيل سحابةً من الدماء—
«جيوس! جيوس، تمسك! ماذا فعلوا بك…؟ آه، ماذا عليَّ أن أفعل…؟!»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت كلمات باندورا غير متوقعة بالنسبة لفورتونا وجيوس على حدٍ سواء. لم يكن يُعقل أن تطلب هي، وهي عدوة لهما، من ريغولوس أن يعفو عن حياتهما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ورغم ذلك، استجاب ريغولوس لكلماتها، متوقفًا عن الحركة. ثم نظر إلى فورتونا وجيوس، ليعود أخيرًا إلى باندورا.
بوجهها المضغوط بشدة إلى ذراعه، لم تستطع إميليا رؤية ما حدث. أرغم أرتشي ابتسامة على وجهه، جالسًا وهو يهون من أعظم ألم قد شعر به في حياته.
رأت باندورا عزم الثنائي، فلم تزد على أن فتحت ذراعيها على اتساعهما، متوردتَ الخدين.
«هل… أمرتِني لتوِّكِ بأن أتحكم في غضبي؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان صوته هادئًا، خاليًا من أي مشاعر على ما يبدو. لكن هذا الهدوء تلاشى لحظة بعد ذلك.
بموجب الترتيل، استجابت الطبيعة لتحول المانا؛ ومع صوت التصدع، تحول إلى تدمير ملموس. كان صوت تشقق الغلاف الجوي يجعل ريغولوس يرفع رأسه، وهو يزمجر باستياء.
صوت سسس، سسس، كان نذيرًا باقتراب النهاية.
«—لديكِ الجرأة لتتدخلي حيث لا يجب، أيتها المرأة!!!»
«—لَكِ حرية التفكير كما تشائين. علاوة على ذلك، حتى أثناء ترددكِ، الأحداث مستمرة في الحدوث.»
في هذا الوضع، حيث كان الجميع يحاول فرض إرادته، بلغ صبر ريغولوس القصير حده الأقصى وانفجر بأسوأ طريقة ممكنة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هناك، في المكان الذي افترقت فيه عن جيوس، كانت الفتاة ذات الجمال المرعب قد نطقت بتلك الكلمة. ألم يذكر كلٌ من فورتونا وأرتشي الختم نفسه؟
ورغم أنهم كانوا على نفس الجانب، ورغم احترامه لمرؤوسه، ألقى ريغولوس الرمال نحو باندورا دون تردد، وكأنه نسي علاقتهم تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت قوة شظايا الأرض هائلة. فقد اجتاحت الرمال التي بعثرها أي جزء من الغابة اعترض طريقها بقوة غاشمة، مهددةً الفتاة الجميلة— وهذه الفتاة، أسطورة الجمال، قطعة فنية حية، تحولت بوحشية إلى سحابة من الدم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—أأنتِ تمزحين معي.»
ففي النهاية، كانت تلك دموع طيبة. وتذكرت كيف هدئتها فورتونا عندما ضمتها، فقامت بمداعبة رأس جيوس، ورغبت في البقاء بجانبه حتى لا يشعر ذلك الطفل الباكي بالوحدة.
متذمرًا بصوتٍ عالٍ، غرس ريغولوس ذراعيه مجددًا في سطح الأرض— كان بإمكانه تكرار ذلك على التوالي.
دون حماية، وقد أمطرها التراب، تفتت جسد باندورا تاركًا فورتونا في حالة ذهول. كان رد فعلها طبيعيًا؛ فخصمها المكروه قد لقي حتفه مثل الكلاب على يد رفيقه السابق.
عرَّف الرجل الذي يرتدي الرداء نفسه، مما منح أرتشي شعورًا بالراحة. لم يمضِ وقت طويل حتى لاحظ الرجل أن أرتشي يحمل إميليا بين ذراعيه، وقد ظهرت عليه الصدمة. هزَّ أرتشي رأسه بجدية نحوه.
لم تكن لطبيعتها الخارقة أي جدوى، فقد كُتب على جسد الفتاة الميت أن يلتهم وسط غابة مدمرة.
«هذا جنون -هذا غير ممكن! الثعبان الأسود هو كارثة خالصة، بل أكثر من الحوت الأبيض والأرنب العظيم- كارثة طبيعية لا تخضع لأحد. توقيت وصوله، بالتزامن مع هذا الهجوم— هذا…»
«هذا ما يحدث لمَن يتجرأ على إساءة الكلام معي. لماذا لا يستطيع الناس أن يعاملوني بالاعتبار الذي يستحقه أي شخص؟ لا تعترضوا طريقي. لا تقاطعوني حين أتكلم. لا تعترضوا على ما أفعله. هل هذا مطلب صعب؟ هيه، أنتما هناك… ما رأيكما؟»
تقطعت كلماته، وأخبر أرتشي إميليا كذبًا أن شيئًا لم يحدث. كانت أفعاله تستحق الاحترام— ومع ذلك، فإن القدر القاسي كان على موعد مع عزيمته، مهما بلغت عظمتها، بالاستهزاء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بعد أن قتل باندورا، ورغم أن الجنون الذي يسكن عينيه لم ينفد بعد، التفت ريغولوس نحو الاثنين الآخرين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ففي النهاية، كانت تلك دموع طيبة. وتذكرت كيف هدئتها فورتونا عندما ضمتها، فقامت بمداعبة رأس جيوس، ورغبت في البقاء بجانبه حتى لا يشعر ذلك الطفل الباكي بالوحدة.
لم يكن هناك مجالٌ للتفكير بأن عدد أعدائهم قد نقص بواحد. ورغم أنهم لم يعودوا يواجهون عدوين جبارين، إلا أنهم لم يكونوا قادرين على التغلب على هذا المأزق دون وسيلة للتعامل مع خصمهم الذي يبدو منيعًا.
كان مرتبطًا بأسرار يخفيها الكبار، وأخذ الابتسامة التي كانت تخص إميليا وحدها، لذا ظنَّت أنها لن تستطيع مسامحته أبدًا.
لكن هجوم جيوس غير المرئي كان أمرًا مختلفًا تمامًا. لقد رأت إميليا بوضوح كيف سُحق ريغولوس على الأرض، غير قادر على فعل أي شيء حيال ذلك— لماذا لم يتعرض لأي جرح؟ لم يكن حتى متسخًا.
للمرة الثانية، تحمل ريغولوس هجمات فورتونا المفاجئة دون أن يصاب بأذى. كانت تكره أن تعترف بذلك، لكنها لم تستطع هزيمته— ولم يستطع جيوس أيضًا، وأي محاولة أخرى ستعرِّض حياته للخطر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —وفي تلك اللحظة، دفعت مشاعر إميليا الصادقة والمخلصة ذلك الكائن الذي كان يراقب روحها الشجاعة الصغيرة للتحرك.
عرَّف الرجل الذي يرتدي الرداء نفسه، مما منح أرتشي شعورًا بالراحة. لم يمضِ وقت طويل حتى لاحظ الرجل أن أرتشي يحمل إميليا بين ذراعيه، وقد ظهرت عليه الصدمة. هزَّ أرتشي رأسه بجدية نحوه.
«لنحاول كسب الوقت كي تتمكن إميليا من الهرب…»
من الواضح أن ريغولوس قد وقف أمام باندورا ليحميها، لكن ما حدث لم يكن مجرد مسألة قدرة على الدفاع. لم تستطع إميليا حتى أن تستوعب ما حصل تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —كانت ترغب في البقاء في ذلك المكان ومراقبة جيوس.
«في هذه الحالة… سيدتي فورتونا… اتركي الأمر لي…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
توصل جيوس إلى نفس الاستنتاج الذي توصلت إليه فورتونا، لكنه اختار طريقًا مختلفًا لتحقيق ذلك الهدف.
أرادت أن تلتقي بالجميع مجددًا.
«مهما كلفني الأمر من دماء… حتى ينهار جسدي… سأشتري الوقت… لذا أرجوك، سيدتي فورتونا، اهربي…»
وبينما كانت إميليا تشاهد الماضي، شهقت بصدمة، بينما اكتفت إيكيدنا بالنظر بدهشة.
«غاه، آاه، آاه…»
«لا تقول كلامًا سخيفًا.»
«لا! أمي، لا! من فضلكِ، لا تتركيني!!»
ردت فورتونا بصوت رقيق وهي تنظر إلى جيوس، الذي كان مستعدًا للتضحية بنفسه، وقد تراخت وجنتاها بابتسامة خفيفة.
«رئيس الأساقفة…»
《١》
على الرغم من خطورة الموقف، وجدت الأمر غريبًا ومشرفًا أن تكون قادرة على الابتسام هكذا.
«هل تطلب مني أن أتركك وأهرب؟ لو كنت سأفعل ذلك، لما عدت أصلًا. حتى أنني ودعت إميليا لأتمكن من العودة. كيف يمكنك أن تطلب مني الهرب الآن؟»
«لا تقول كلامًا سخيفًا.»
«لكن… لماذا إذًا عدتِ…؟ أنا…»
«رائع.»
«—كي لا أدعك تموت… وإن كان لا بد أن تموت، فكي أكون إلى جانبك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حين التقت عينا فورتونا البنفسجيتان بعيني جيوس المليئتين بالدموع، اتسعت عينا جيوس، اللتان أضناهما النزيف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ضمت فورتونا جيوس، الذي أصبح أخف وزنًا نتيجة فقدانه لذراع واحدة وكثير من الدماء، وضغطته بقوة إلى صدرها وهي تتحدث.
فورتونا، جيوس، أرتشي، الجميع… كانوا أشخاصًا غاليين على قلب إميليا، وكانوا أغلى الناس لديها.
إزاء عجزها البائس، لم تستطع إميليا الصغيرة أن تكتم شهقاتها بعد الآن.
«ما الذي ينتظرني في عالم بدونك، في غابة لن تأتي إليها مجددًا؟ أنا أضعف من أن أعيش طويلًا في عالم لا تكون فيه.»
تذكرت إميليا كل اللحظات التي أمضتها في تلك الغابة، في تلك المستوطنة، حيث كانت محبوبة كما هي.
«أنتِ، ضعيفة…؟»
ثم انطلقت فورتونا، حاملةً إميليا الصغيرة بين ذراعيها، تجري في أعماق الغابة، تاركةً تلك الكلمات وراءها.
أمسكت بذراعي إميليا، رغم أن الفتاة حاولت يائسة أن تغطي أذنيها، ووضعت رأسها بين خصلات شعر ابنتها الفضي. ثم قربت وجهيهما، تداعب خدها بخدها بلمسة حانية، وكأنها تخشى أن تجرح شيئًا أكثر قيمة من أي شيء آخر في هذا الوجود.
«أنا ضعيفة. كل ما فعلته هو التظاهر بالقوة من أجلك وأجل إميليا.»
بلمحة سريعة، بدا الفتى خاليًا من أي وضعية قتالية، وكأنه مليء بالثغرات. كانت عيناه تعكس الثقة والغرور، شيئًا لا يمكن أن يراه المرء في شخص حذر. ووجهه أوحى بأنه لا يمكنه حتى تخيل أدنى ضرر قد يلحق به.
رفعت فورتونا جيوس، ناظرةً إليه بوجه بدا وكأنه تحرر من كل الأعباء. ارتجف جيوس واتكأ على ذراعها طلبًا للدعم، واحتضنا بعضهما البعض وهما يتقدمان للأمام.
—تسللت فتاة واحدة من بين الفجوات بين أشجار الغابة، وظهرت في ذلك المكان.
بينما نظر ريغولوس إلى الثنائي، أطلق تنهيدة تعبر عن اشمئزازه العميق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أدخل جيوس يده في ردائه، وبمجرد أن رأت إميليا نظرة الرجل الذي استسلم لفكرة الموت، مدت يدها نحو الماضي محاولة الوصول إليه.
«ليس فقط تتجاهلان سؤالي لفترة طويلة، بل الآن تبالغان في العواطف؟ أتساءل ما الذي قد تفكران فيه؟ ما معنى هذا؟ لقد أوضحت لكما تفوق قوتي وشرحت كل شيء بطرق سهلة الفهم، فلماذا تستمران في هذا التصرف؟ ماذا بحق تظنان؟»
«يا له من رجل مزعج وصاخب. متى ستفهم؟ بالنسبة لنا، هناك إجابة واحدة فقط.»
«أجـــــل، أعتقد ذلك…»
تبادلت فورتونا وجيوس نظراتهما، ونطقا بصوتين متناغمين ردًا على ريغولوس الغاضب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت هذه قوة تدميرية تكاد لا تُصدق، والأكثر رعبًا—
««—منَ يعرفك ومَن يهتم؟ أحمق!»»
هزَّت رأسها. دموعها سالت على وجنتيها، بينما تحاول كبح شهقة كانت على وشك الخروج من زاوية فمها.
تداخل صوتاهما، ورفعت فورتونا إصبعها الأوسط في إشارة استخفاف إضافية.
«إذا تبعت هذا الطريق، سأصل إلى الختم؟ وسأتمكن من إنقاذ أمي والجميع…؟»
«رائع.»
بينما نطقا بتلك الكلمات اللاذعة معًا، جمعا قوتهما في تحدٍ أثار غضب ريغولوس، فتوهج وجهه بلون أحمر من شدة الغيظ.
وفي تلك اللحظة، بينما وقف جيوس بثبات في ساحة المعركة التي انتشرت أمام عيني الساحرة، أطلق الرجل ذو الشعر الأبيض ضحكة ساخرة.
واقفًا دون حراسة، لم يبذل أي محاولة للدفاع عن نفسه، ورغم أن جسده بأكمله تعرض لضربة تلو الأخرى، لم يسقط ريغولوس. كانت القوة التي راهن عليها جيوس بلا جدوى، ورغم ذلك لم يظهر عليه أي تراجع أو استسلام.
«هذا يناسبني! سأحيلكما إلى برك من الدماء غير المميزة وأستخدمكما لتخصيب هذه الغابة القذرة—»
«ما الذي ينتظرني في عالم بدونك، في غابة لن تأتي إليها مجددًا؟ أنا أضعف من أن أعيش طويلًا في عالم لا تكون فيه.»
«—ألم أقل لك أن تنتظر، يا رئيس الأساقفة كورنياس؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
من أجل مصلحتها، تدخلت باندورا للمرة الثالثة لتعيق ريغولوس— راقصةً بخفة في السماء، وضعت يدها النحيلة على رأس ريغولوس، مما دفع جسده المزعج للغوص في الأرض دون أي مقاومة ظاهرة. وفي لحظة، دُفن من أطراف قدميه حتى قمة رأسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورغم ذلك، استجاب ريغولوس لكلماتها، متوقفًا عن الحركة. ثم نظر إلى فورتونا وجيوس، ليعود أخيرًا إلى باندورا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبينما حطت باندورا بجواره مباشرة، كان ريغولوس يحدق بها من الأسفل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مرةً تلو الأخرى… ما الذي يلزم لقتلك…؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تلامسوا. تعانقوا. وفي تلك اللحظات الأخيرة، فعلت فورتونا كل ما في وسعها لتظهر حبها الأمومي— فقد كانت هذه هي اللحظة الوحيدة التي سمحت لنفسها فيها بأن تكون أم إميليا.
«أعفو عن أعمالك العنيفة، وأفعالك العنيفة، وكل ما فعلته. لقد أتممت بالفعل الغرض الذي جلبتك من أجله إلى هنا. يمكنك أن تذهب الآن.»
صرخًا بأقصى قوتهما، وكأنهما يعلمان أن عليهما إخراج كل مشاعرهما الآن، وإن لم تشاركا أمَّهما كل ما يشعران به، فلن تتاح لهما فرصة أخرى.
«بعد أن أحضرتني إلى هنا، تطلبين مني الرحيل الآن بعد أن أرضيتِ نفسك؟ كم تعتقدين أن بإمكانك السخرية مني…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بعد أن عبَّرت عن حبها الأبدي لابنتها الحبيبة بكل ما في قلبها، وقفت فورتونا وتوجهت إلى أرتشي.
«أهذا غير مقبول إلى هذا الحد؟ إذًا سأعتني بالأمر. من المستحيل أن يكون رئيس الأساقفة كورنياس هنا. إنه يقضي وقته في قصره، محاطًا بزوجاته.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مـ-ما—»
«حياتي، واجبي، حبي… لأجلهم جميعًا، أنا…!»
وفي اللحظة التي ألقت فيها بذلك القول من طرف واحد، حاول ريغولوس أن يصرخ بشيء، لكنه اختفى فجأة عن الأنظار.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أوه… آآآه!»
«وإن هربنا من هنا، فماذا بعد؟ كل ما سنفعله هو السماح لهم بسرقة هذه الأرض المسالمة. وإذا خسرنا، فهذا يعني أن الختم سيقع في أيديهم. هذه المرة، سيتعرض العالم للدمار!»
لم يكن الأمر أنه غاص في الأرض، بل إن حضوره بالكامل قد تلاشى فجأة. وفي الحقيقة، المكان الذي وقف فيه لم يظهر عليه أي أثر للدفن.
وفي تلك اللحظة، بينما وقف جيوس بثبات في ساحة المعركة التي انتشرت أمام عيني الساحرة، أطلق الرجل ذو الشعر الأبيض ضحكة ساخرة.
وكأنه، حينما قالت باندورا ”من المستحيل أن يكون هنا“، كانت كلماتها قد استُجيب لها من قِبل العالم نفسه.
وفي اللحظة التي ألقت فيها بذلك القول من طرف واحد، حاول ريغولوس أن يصرخ بشيء، لكنه اختفى فجأة عن الأنظار.
ثم، بينما تم فصلهما عن ساحة المعركة الشرسة، أول ما وصل إلى أذن إميليا كان—
«بطلبٍ مني، غادر المتطفل المسرح. الآن يمكننا أن نأخذ وقتنا للحديث، أليس كذلك؟»
«وإن هربنا من هنا، فماذا بعد؟ كل ما سنفعله هو السماح لهم بسرقة هذه الأرض المسالمة. وإذا خسرنا، فهذا يعني أن الختم سيقع في أيديهم. هذه المرة، سيتعرض العالم للدمار!»
«… قبل ذلك، هل لي أن أسألك شيئًا؟ يجب أن تكوني ميتة، وقد تحطمتِ إلى أشلاء، أليس كذلك؟»
«لـ…لا، أمي. أ…أنا…!»
وجهت فورتونا هذا السؤال إلى باندورا، التي ابتسمت برشاقة ووقفت هناك وكأن ذلك الأمر هو الأكثر طبيعية.
أدخل جيوس يده في ردائه، وبمجرد أن رأت إميليا نظرة الرجل الذي استسلم لفكرة الموت، مدت يدها نحو الماضي محاولة الوصول إليه.
بالتأكيد، تلك الابتسامة، وذلك الجسد الرشيق، كانا قد تحولا إلى شظايا من اللحم الملطخ بالدماء وتبعثرت حول الغابة بأكملها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—أحبكِ، يا إميليا».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ومع ذلك، اختفى المشهد المأساوي الذي كانت فورتونا واثقة أنها شهدته، وعادت الميتة إلى الحياة بطريقة غير طبيعية. أما فورتونا، التي لم تستطع إخفاء صدمتها، فقد أمالت باندورا رأسها نحوها برفق.
لم يقتصر الأمر على فورتونا أو جيوس. بل كل مَن ارتبط بإميليا في الماضي كان يحبها، يحميها، وسيفعل المستحيل لمساعدتها.
«ربما… أنتِ مخطئة في أمر ما؟»
وهي تحدق في جيوس، الذي كان يلهث بينما يتهاوى وجوده في فوضى عارمة، زفرت باندورا بهدوء نفسًا متقدًا ومفعمًا بالإثارة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أرجوكِ، يا إميليا، افعلي ما أطلبه منكِ. لا تقلقي؛ قريبًا… نعم، قريبًا، سينتهي كل شيء، وسأعود إليكِ. لذا، من فضلكِ، فقط لبعض الوقت، ابقي هنا واختبئي.»
«—!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أثناء حديث ريغولوس المستفز، اهتز رأسه فجأة كما لو تلقى ضربة غير مرئية. لكن عندما أعاد عنقه الملتوي إلى موضعه السابق، لم يكن هناك أي أثر للضربة على وجهه مجددًا. الرجل المقيت عبس بانزعاج واضح، واقفًا بلا حماية، بينما واصل استقبال هجمات جيوس المتلاحقة.
كلمات باندورا، التي نُطقت بدون خبث، جعلت فورتونا ترتجف بعمق.
رغم أن الأمر ليس كذلك، فإن العالم قد تغيَّر استجابةً لرأي باندورا. المشهد الذي رأته فورتونا بأم عينيها قد تم إنكاره، وأُعيد كتابة التاريخ بطريقة خارقة للطبيعة بمشهد لم تملك أي ذكرى له.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
— لقد مُحيَت جثة، وعادت باندورا إلى الحياة. ريغولوس اختفى، ومعه كل أثر لوجوده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم تتوقف العواقب عند بقاء باندورا آمنة وسليمة، فقد اختفت الحفرة التي كان ريغولوس فيه الآن.
اندلعت شهقات البكاء، وانهارت إميليا، في الماضي والحاضر، بالبكاء على الفور.
صُدمت كلمات الرجل أرتشي. نظر بذهول نحو الغابة.
عندما أدركت فورتونا التأثيرات، كادت أن تطلق شهقة لا إرادية.
رفضت إميليا كل مواسات والدتها، لكن تلك الكلمة الأخيرة جعلت نفسها تحبس أنفاسها.
فتحت عينيها على وسعهما، وحركت أصابعها المرتجفة باتجاه جيوس، الذي كان على حافة الموت بلا شك— لقد شُفيت ذراعه المقطوعة، وكذلك جروحه العميقة في ساقيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسامة الفتاة الساحرة كانت تثير شعورًا بالسعادة ينافس جميع الأشياء المباركة في العالم. وتسامح الفتاة المسماة باندورا، متجاوزة كل ما حولها، كان بمثابة نعمة للعالم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«الأمر بسيط للغاية. بما أن رئيس الأساقفة كورنياس لم يكن هنا، فمن الطبيعي أن تتلاشى كل نتائج أفعاله. رغم ذلك، يمكنك اعتبار شفاء جروحك بادرة طيبة مني…»
رجل واحد، الشخص الذي أوجد هذا المشهد الصادم، واقفًا في مركز الدمار. وجهه مشوَّه بدماء طازجة، وأنفاسه متقطعة، لكن روحه لم تتراجع. إنه المذنب العظيم الذي احتضن داخله خطيئة مميتة لم تناسب جسده، مكتسبًا القوة بثمن قضم حياته— بيتيلجيوس رومانِي كونتي.
«جـ-جيوس، تلك الذراع…»
ورغم ذلك، استمرت المشاهد، والتي ليس لدى إميليا أي ذكرى منها، مما أوقعها في حيرة.
«يا له من خطأ… أن يصل بهذه السرعة…»
«لا يوجد شيء خاطئ. جسدي… سليم، باستثناء ما يسكن داخله.»
قام بتحطيم التربة المغطاة بالجليد، ودفع الضباب الأبيض بذراعيه، مظهرًا تعبيرًا غاضبًا. وشرع في تحريك رأسه بغضب، حيث استقر الحقد في عينيه، متجسدًا كما لم يكن من قبل.
قوة الهجوم كانت جلية من نظرة واحدة إلى الأشجار الساقطة في محيطها؛ لقد تحولت إلى رقائق خشبية بسبب الثقوب الصغيرة التي غُرست فيها؛ جسد بشري يتعرض لنفس الهجوم لا شك أنه كان سيتحول إلى ضباب دموي.
«لم أذهب إلى حد محو حقيقة أنك استوعبت عامل الساحرة في نفسك. أود أن أثني على أفعالك وأفعال المرأة التي عادت من أجلك. أرجوكِ اعتبري هذا نوعًا من اللطف مني.»
تم إسقاط العديد من الأشجار؛ وأخرى استقرت على جوانبها، وقد انكسرت عند الجذور. امتلأت الأرض بحفر عميقة لا يظهر لها قاع. لو ادعى أحدهم أن هذا كان أثر كائن غير طبيعي يجتاح سطح العالم، فإن هذا الدمار الطاغي كان ليقنع الكثيرين بتلك الحكاية العجيبة.
شعر جيوس بالارتباك إزاء ابتسامة باندورا الأنيقة، رغم إدراكه بأن جسده قد شُفي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما أرخى جيوس ملامحه الدامية بارتياح، جاءت كلماته لتثير صوت ريغولوس الغاضب.
سمعت فورتونا الكلمات من بعيد بينما شعرت بأن الأرض تتهاوى تحت قدميها.
«أحد رؤساء الخطايا السبع… لكن ما المشكلة التي تتجاوز ذلك؟»
كانت باندورا، عدوَّتها المكروهة، خصمًا لا يمكن لفورتونا مواجهته. كل ما حدث في الغابة في ذلك اليوم كان قد تجاوز خيال فورتونا الضئيل.
كان جيوس الواقف في غابة الماضي، هو مَن صرخ بصوت حاد بالسؤال الذي أرادت إميليا طرحه بكل شدة. كانت ملامحه جادة، كما لو أنه شخص مختلف تمامًا عن ذلك الذي أبدى حبًا عظيمًا للشابة إميليا وفورتونا.
أو ربما، في تلك اللحظة، ستتلاشى كل الأحداث ببساطة في الهواء—
«—آه.»
«سيدتي فورتونا، أرجوكِ تماسكي!»
أومأت برأسها شاكرةً ومصممة، وانطلقت إميليا تركض، متَّبعةً ذلك الشريط من الضوء. تتبعت المسار اللامع الذي صنعته الأضواء الفسفورية، مؤمنةً أنه الأمل الوحيد الذي يمكنها التعلق به.
«الأمر بخير، إميليا. لن… تكوني وحدك…»
«—! جيوس!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن في المقابل، كانت قوة ريغولوس الدفاعية الغامضة ثابتة بلا تغيير. كان الموقف في حالة جمود تام.
بينما تهاوت عزيمتها، قام جيوس باستخدام يده اليمنى المستعادة ليمسك بخدَّها ويضغط عليه.
«أحد رؤساء الخطايا السبع… لكن ما المشكلة التي تتجاوز ذلك؟»
«أرتشي…؟»
شعرت فورتونا بالدهشة من الألم، إذ كان جيوس يمسك كتفيها بكلتا يديه ويتابع حديثه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—أرادت أن تؤمن بأنه إن فعلت ما قيل لها، فسيعود كل شيء كما كان عليه.
«أنا متأكد أن لديكِ شكوكًا، ومتأكد أنكِ مرتبكة. ومع ذلك، فإن هذه الأشياء… يجب أن تُترك لوقت آخر. الأهم الآن… هو أن نفعل ما بوسعنا لأجل السيدة إميليا!»
«لا! هذه الشظايا… يجب عليكِ أن تتجنبيها بالكامل…!»
شيئًا فشيئًا، أعاد توسل جيوس المُلِحُّ الحياة إلى روح فورتونا المنطفئة.
«انتظر! أنا أحد أصابع رئيس الأساقفة روماني كونتي!»
نعم. كان الأمر تمامًا كما قال جيوس. كانت تشعر بالخوف من هذا العدو الغامض وما قد يفعله. ولكن بالتأكيد، كانت تعلم بالفعل أكثر الأمور إثارةً للرعب—
«لا تقل ذلك. قد تكون أحد مؤسسي طائفة الساحرة، وربما تجلس على هذا المقعد بفضل خدمات قدمتها في الماضي، لكن لو طُرحت الآن مسألة مَن يستحقه أكثر، لكان المقعد من نصيبي! هل تعتقد أنك تستطيع الفوز ضدي إذا حاولت بجد بما يكفي؟ ما نوع العقل الذي تحمله على كتفيك؟»
فورتونا كانت والدة إميليا. ولهذا، لم تستطع ببساطة أن تتجاهل يد ابنتها الباكية.
— إذا كانت أهداف هذه المرأة تتعلق بابنتها العزيزة والحبيبة…
«بغض النظر عمَّا حدث، لا يهمني. الآن—!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…نـ-نعم».
«يقع على عاتقنا نحن الاثنين إسقاطها! فإذا انهزمت، فإن الجنود المعتدين على الغابة سيتراجعون بلا شك! —سوف ننقذ السيدة إميليا!»
رغم قوة الهجوم العنيفة، لم يُصب ريغولوس بأي أذى، ولم تتأثر ملابسه على الإطلاق، وكأنه ليس هناك من الأساس. أما باندورا، فاكتفت بتعديل شعرها الذي تطاير بفعل الرياح.
كلمات جيوس، ومشاعرها نحو ابنتها الحبيبة، جعلت كره فورتونا الداخلي يشتعل بشدة،
«مَن تظنين نفسك، تعودين فجأة وتقومين بانتشاله هكذا دون سابق إنذار؟ كنت على وشك أن أسحق رأسه بقدمي الآن! بأي حق، وبإذن مَن ، تجرؤين على أن تتدخلي! معي… معي معي معي معي معي معي معي معي معي معي أنا؟!!»
كانت قد استسلمت سابقًا لفكرة أنها لن ترى إميليا مرة أخرى، وحتى اللحظة السابقة، كانت عازمة على المضي في هذا القرار.
بينما نطقا بتلك الكلمات اللاذعة معًا، جمعا قوتهما في تحدٍ أثار غضب ريغولوس، فتوهج وجهه بلون أحمر من شدة الغيظ.
ولكن الآن، دقَّت آمالها وطموحاتها في صدرها بقوة.
«هذا… ألا يُعتبر قاسيًا للغاية حتى بالنسبة لكِ، سيدة باندورا…؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سوف تنقذ إميليا. سوف تعود إلى إميليا. وسوف تكون مجددًا مع جيوس وإميليا معًا—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حمت فورتونا إميليا الصغيرة خلف ظهرها، وصرخت وهي تستدعي أضواء زرقاء حولها. تحولت هذه النقاط الساطعة إلى أوتاد جليدية طويلة، بكميات كبيرة تملأ مدى بصر إميليا، وأطرافها الحادة موجهة نحو باندورا.
«—أيها الجليد العتيق الغامض، شديد البرودة، أبيض لدرجة تجعل الزمن يرتجف، جليد عظيمٌ تسكن فيه الروح للأبد.»
«إيكيدنا، من طريقة حديثكِ الآن… يبدو وكأنكِ تلمحين لعدم وجود سبب معين للبقاء هنا.»
دارت المانا التي جمعتها لإسقاط ريغولوس حولها، تبحث عن مكان للانفجار. أعطت تلك الطاقة الكامنة شكلًا، هدفًا، ودورًا؛ لتتشكلَ مستعدة لتجميد العالم.
—تذكرت كم كانت تحبهم جميعًا.
السماء والهواء أنفسهما أصدرا أنينًا، مولدين رماحًا من الجليد ضخمةً بحيث يمكن لعملاقٍ أن يستخدمها.
تتساقط دموع الدماء من عينيه، وقد سمح لذلك الشيء الأسود بأن يسكن داخله، صرخ جيوس بصوتٍ هائل.
كانت أطراف تلك الرماح، التي تجاوزت العشرة، تشير إلى خصمها كأنها باقة من الزهور تدعو الخصم للانشطار والراحة في قبر جليدي أبدي.
«حياتي، واجبي، حبي… لأجلهم جميعًا، أنا…!»
«إنه قادم.»
إلى جانب فورتونا، كان جيوس يحتضن كتفيه بكلتا يديه، بينما لفظ تلك الكلمات المملوءة بالعزم الدموي.
«لا تقل ذلك. قد تكون أحد مؤسسي طائفة الساحرة، وربما تجلس على هذا المقعد بفضل خدمات قدمتها في الماضي، لكن لو طُرحت الآن مسألة مَن يستحقه أكثر، لكان المقعد من نصيبي! هل تعتقد أنك تستطيع الفوز ضدي إذا حاولت بجد بما يكفي؟ ما نوع العقل الذي تحمله على كتفيك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تدفقت قوته تحت ردائه الممزق، وجسده المستعاد بدأ في التدهور مجددًا. انفجرت الدماء، تشققت العظام، وتلاشت الحياة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ودون تردد، استخدم شفرة من الرياح لقطع ساقه المصابة من الركبة.
رأت باندورا عزم الثنائي، فلم تزد على أن فتحت ذراعيها على اتساعهما، متوردتَ الخدين.
«تعالوا، إذًا— دعوني أذوق احتضان صمودكما حتى النهاية المريرة.»
بهدف تمزيق تلك الابتسامة عن وجهها، تسببت قوتهما في ارتجاف العالم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك ماضٍ يتجاوز النضال الشجاع لجيوس، ماضٍ حقيقي نسيته إميليا.
ثم—
«إيكيدنا؟»
《٥》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «قد تقول إنه بلا جدوى، ولكنني—!»
—كانت قد تجاوزت منذ فترة طويلة الزهور البيضاء التي أشار إليها أرتشي.
《٤》
ومع ذلك، لم تتوقف ساقاها عن الحركة. أُمرَت بألا تتوقف عن الركض، فاستمرت في تنفيذ ما طُلِب منها.
ضعف النزف من جسده، وخفت صوت جيوس إلى درجة لم يعد فيها قادرًا على الصراخ. أنفاسه الخشنة المتقطعة وتشنجات جسده أثارت الشفقة، كحشرة توشك على الانتهاء من حياتها.
تسارع نَفَسُها. كانت إميليا تمدُّ خطواتها الصغيرة بجدية، وتركض بكل طاقتها عبر الغابة.
«لقد جئتُ هنا. أنا هنا. ما هذا التفكير، تمضين في الحديث متجاهلةً وجودي؟ أظن أنه قد حان الوقت لشخص سخي وغير أناني مثلي أن يغضب قليلًا…»
«أوه… آآآه!»
هزَّت رأسها. دموعها سالت على وجنتيها، بينما تحاول كبح شهقة كانت على وشك الخروج من زاوية فمها.
هرب، فرَّ، تابع الكان الشاب الهروب بكل قوته— «آه—»
كانت قد استسلمت سابقًا لفكرة أنها لن ترى إميليا مرة أخرى، وحتى اللحظة السابقة، كانت عازمة على المضي في هذا القرار.
ما الذي كان يحدث الآن؟ ولماذا كان كل ذلك يحدث فجأة؟
من المحتمل أن الجميع كانوا على علم بأمرٍ ما تجهله هي.
—تسللت فتاة واحدة من بين الفجوات بين أشجار الغابة، وظهرت في ذلك المكان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «الغابة تتداعى…؟!»
لم تكن تعرف شيئًا عن ما يجب أن تفعله. أحقًا لا يوجد شيء يمكنها القيام به؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أجابت إيكيدنا على سؤال إميليا بتصريح مفاجئ، مشيرة إلى ضرورة تتبعها لفورتونا.
«إذًا، لماذا لا تصمتي وتراقبي فقط؟ أنا…!»
مَن الذي كان يضايق فورتونا وجيوس وأرتشي؟ ما الذي يتوجب عليها فعله لتستعيدهم؟ ما الذي كانوا يسعون إليه—؟
دون حماية، وقد أمطرها التراب، تفتت جسد باندورا تاركًا فورتونا في حالة ذهول. كان رد فعلها طبيعيًا؛ فخصمها المكروه قد لقي حتفه مثل الكلاب على يد رفيقه السابق.
«الـ…ـخـتـم…»
هناك، في المكان الذي افترقت فيه عن جيوس، كانت الفتاة ذات الجمال المرعب قد نطقت بتلك الكلمة. ألم يذكر كلٌ من فورتونا وأرتشي الختم نفسه؟
«…»
وبينما كان يحدِّق في سحابة الغبار المتناثرة بين فجوات الأشجار، وقف ذلك الرجل— يسعل بشدةٍ بعد النصر الذي حققه مقابل كل ما حمله من عزيمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أعتقد أنه حتى لو أعدت إميليا إلى غرفتها، فلن تبقى مخفية لفترة طويلة…»
أُمرت بأن تستمر في الركض، لكنَّها توقفت فجأة. حتى إن نظرت خلفها، فقد ابتعدت بالفعل عن المكان الذي كان أرتشي فيه. لم تتمكن من رؤيته، ولا حتى رؤية فورتونا أو جيوس.
«حياتي، واجبي، حبي… لأجلهم جميعًا، أنا…!»
«لكن… إذا-إذا لم أفعل… شـ…ـيئًا…»
رغم قوة الهجوم العنيفة، لم يُصب ريغولوس بأي أذى، ولم تتأثر ملابسه على الإطلاق، وكأنه ليس هناك من الأساس. أما باندورا، فاكتفت بتعديل شعرها الذي تطاير بفعل الرياح.
أمام هذا المشهد المهيب، ظلت إميليا الصغيرة، وحتى إميليا في الحاضر، عاجزة عن النطق.
إذا كان الختم مرتبطًا بأولئك الذين اقتحموا الغابة، فقد عرفت إميليا إلى أين يجب أن تذهب. إن كان الجميع يتألمون بسبب شيء كهذا—
«هااا…»
—إذا كانوا يريدون ذلك الشيء، فلم لا تعطيه لهم فحسب؟
أن يحافظ على تلك الوضعية في مثل هذه الظروف تجاوز الهدوء إلى ما هو أبعد من الواقعي.
لم تكن تعرف كيفية فتح الباب. لم تفهم المعنى الحقيقي وراء الختم. لم تعلم إن كان ذلك سيغير شيئًا للأفضل. لكن كلمة الختم وحدها كانت كافية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«يؤسفني قول ذلك، لكن طالما أنها في هذه الغابة، فسيجدونها في نهاية المطاف. هدفهم…»
لم يكن دافع الفتاة الصغيرة إلى التحرك رغبةً منها في إثبات قدرتها، بل كان الأمل-الأمل بأن الذهاب إلى هناك قد يغيِّر شيئًا، ذلك الأمل الذي دفعها للتحرك.
«إذا ذهبتُ إلى ذلك المكان… آااه، لكن…»
بعد أن قتل باندورا، ورغم أن الجنون الذي يسكن عينيه لم ينفد بعد، التفت ريغولوس نحو الاثنين الآخرين.
وهكذا، قررت إميليا الركض، لكنها ترددت قبل أن تخطو الخطوة الأولى. لقد ركضت كثيرًا دون هدف محدد. الآن، هذه الغابة -الغابة التي نشأت فيها- أصبحت مكانًا غريبًا عليها. فقدت الطريق المؤدي إلى الختم، وإلى المستوطنة، وحتى إلى مواقع والدتها وجيوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أه، هوو…!»
إزاء عجزها البائس، لم تستطع إميليا الصغيرة أن تكتم شهقاتها بعد الآن.
«الأمر بخير، إميليا. لن… تكوني وحدك…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان صوت أرتشي، وصوت فورتونا، وصوت جيوس— كل تلك الأصوات تتردد في ذهن الفتاة الصغيرة.
مع أنها كانت تملك شيئًا يجب عليها القيام به، إلا أنها تفتقر للقوة اللازمة لتحقيقه. لم تكن والدتها هنا لتنقذها في هذه اللحظة الحرجة. كانت تحتاج لأن تفعل شيئًا من أجل تلك الأم ذاتها، ورغم ذلك…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—وفي تلك اللحظة، دفعت مشاعر إميليا الصادقة والمخلصة ذلك الكائن الذي كان يراقب روحها الشجاعة الصغيرة للتحرك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—السيدة فورتونا! وإميليا أيضًا!»
عندما مسحت إميليا دموعها المتدفقة بيدها، اتسعت عيناها عندما لاح أمامها فجأة ضوء خافت. وحين رفعت وجهها، رأت جسدها محاطًا بأضواء متوهجة لا حصر لها.
«لا يوجد شيء خاطئ. جسدي… سليم، باستثناء ما يسكن داخله.»
—تذكرت كم كانت تحبهم جميعًا.
«جنِّية…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسامة الفتاة الساحرة كانت تثير شعورًا بالسعادة ينافس جميع الأشياء المباركة في العالم. وتسامح الفتاة المسماة باندورا، متجاوزة كل ما حولها، كان بمثابة نعمة للعالم.
نادت إميليا على الجنيات، تلك الكائنات الخارقة التي أطلقت عليهما فورتونا وجيوس اسم الأرواح الصغرى. لم يكن لديهم كلمات، ومع ذلك استجابوا لإرادة إميليا، متحركين برفق نحو أعماق الغابة—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حمت فورتونا إميليا الصغيرة خلف ظهرها، وصرخت وهي تستدعي أضواء زرقاء حولها. تحولت هذه النقاط الساطعة إلى أوتاد جليدية طويلة، بكميات كبيرة تملأ مدى بصر إميليا، وأطرافها الحادة موجهة نحو باندورا.
وبعد لحظة، أدركت إميليا نية الأضواء الفسفورية التي كانت تومض وكأنها ترشدها.
«من فضلكِ، توقفي عن معاملتنا كغرباء! صحيح أن أعمارنا الطويلة تجعل الوقت الذي قضيناه هنا يبدو كاللحظة العابرة! لكن— لكن رغم ذلك، هل نسيتِ الوقت الذي قضيناه معًا في هذه الغابة؟!»
«ستدلونني على الطريق…؟»
«إيكيدنا؟»
بينما همست باندورا بنشوة، صرخ جيوس موجهًا أفكاره نحو الهجوم. في اللحظة التالية، استطاعت إميليا أن تشعر بضغط غير طبيعي يتشكل من الهواء، لكنها لم تستطع رؤية أي شيء.
لم يأتِها رد. الأرواح الصغرى شكَّل فقط دربًا من الضوء يقودها نحو أعماق الغابة.
شيئًا فشيئًا، أعاد توسل جيوس المُلِحُّ الحياة إلى روح فورتونا المنطفئة.
«إذا تبعت هذا الطريق، سأصل إلى الختم؟ وسأتمكن من إنقاذ أمي والجميع…؟»
«بطلبٍ مني، غادر المتطفل المسرح. الآن يمكننا أن نأخذ وقتنا للحديث، أليس كذلك؟»
زاد توهُّج درب الضوء. مسحت إميليا دموعها بكل ما أوتيت من قوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لكن… إذا-إذا لم أفعل… شـ…ـيئًا…»
لم يكن بوسعها البقاء هناك تبكي للأبد. لديها والدتها وجيوس وأشخاص آخرون لتُنقذهم، وعندما انهارت بالبكاء، جاءت الجنيات لمساعدتها. كيف لها أن تظلَّ منكِّسة الرأس؟
«—لا!»
«إذا تبعت هذا الطريق، سأصل إلى الختم؟ وسأتمكن من إنقاذ أمي والجميع…؟»
«نعم… نعم، نعم!»
«… قبل ذلك، هل لي أن أسألك شيئًا؟ يجب أن تكوني ميتة، وقد تحطمتِ إلى أشلاء، أليس كذلك؟»
«إميليا…!»
أومأت برأسها شاكرةً ومصممة، وانطلقت إميليا تركض، متَّبعةً ذلك الشريط من الضوء. تتبعت المسار اللامع الذي صنعته الأضواء الفسفورية، مؤمنةً أنه الأمل الوحيد الذي يمكنها التعلق به.
«إذًا، هذا هو تجسيد الجشع في هذا العصر. التفكير في أن لقاءً كهذا لا يحدث عادةً… إنه بالفعل مثير للاهتمام.»
تجاوزت الحفر، وتسلقَّت المنحدرات، وقلَّصت من حجم جسدها بينما كانت تركض بين الأشجار الكثيفة المتراصة.
«هل كان من الأفضل لو كنتُ وحدي… محبوسة في تلك الغرفة طوال الوقت؟ لو فعلت ذلك، هل كنت سأبقى مع الجميع… دون أن أخسر أحدًا…؟»
كانت هناك مسارات عديدة يمكن للأرواح الصغرى المرور منها، ولكن لم يكن بوسع إميليا ذلك. تعثَّرت، وتعرَّض خدها للخدوش من فروع الأشجار، وسقطت، ثم بصقت التراب من فمها قبل أن تنهض مرة أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أمي… أنتِ أمي الحقيقية…»
«هاه… هاه…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وكأنه، حينما قالت باندورا ”من المستحيل أن يكون هنا“، كانت كلماتها قد استُجيب لها من قِبل العالم نفسه.
«إذًا، هذا هو تجسيد الجشع في هذا العصر. التفكير في أن لقاءً كهذا لا يحدث عادةً… إنه بالفعل مثير للاهتمام.»
ألمت رئتيها. سائل يسيل من أنفها، مسحت وجهها المبلل بالدموع والمُتَّسخ بالطين، غاضبة من جراح ركبتيها المتورمتين، بينما استمرت في الركض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وكأنه، حينما قالت باندورا ”من المستحيل أن يكون هنا“، كانت كلماتها قد استُجيب لها من قِبل العالم نفسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا تتركيني! دعيني أذهب معكِ! لن أكذب بعد الآن! لن أخلف أي وعد بعد الآن!! سأكون فتاة صالحة! سأكون فتاة صالحة، لذا… من فضلكِ، لا تتركيني…!»
مع نقص الأوكسجين، بدأت رؤيتها تتلاشى، وشعرت وكأنها في حلم يقظة، بينما بدأت ذكريات تفيض في ذهنها.
تذكرت إميليا كل اللحظات التي أمضتها في تلك الغابة، في تلك المستوطنة، حيث كانت محبوبة كما هي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسامة الفتاة الساحرة كانت تثير شعورًا بالسعادة ينافس جميع الأشياء المباركة في العالم. وتسامح الفتاة المسماة باندورا، متجاوزة كل ما حولها، كان بمثابة نعمة للعالم.
—تذكرت حب فورتونا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، قد يكون ذلك صحيحًا. ومع ذلك، كان عليَّ أن أرى بعينيَّ مدى إخلاص الناس في سعيهم لأهدافهم المقدسة، ومدى روعة ذلك في أثناء القيام به.»
تذكرت أيامًا كانت تُوبَّخ فيها. تذكرت بكاءها واعتذارها، وفورتونا التي قضت الليل بأكمله وهي تضمها بين ذراعيها، وتستمر في مداعبة رأسها حتى الصباح، وكأنها لا ترغب في أن تستيقظ إميليا وحدها.
كان من المحتمل أن يُشعل مثل هذا العتاب غضب ريغولوس. ومع ذلك، انحنى ريغولوس لها باحترام، وابتسم بشفتيه الملتويتين بسعادة خبيثة.
«تركتها مع أرتشي… الحارس التالي، حتى تكون لديها فرصة للفرار. أنا واثقة أنهم بخير، بفضلك.»
لم تكن فورتونا تدللها، وكانت صارمة، لكنها أيضًا منحتها أشياءً ثمينة للغاية. على الرغم من قولها الدائم بأنها ليست أمَّها الحقيقية، إلا أن فورتونا كانت أمَّها، أمَّها الأولى والأهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هناك، في المكان الذي افترقت فيه عن جيوس، كانت الفتاة ذات الجمال المرعب قد نطقت بتلك الكلمة. ألم يذكر كلٌ من فورتونا وأرتشي الختم نفسه؟
—تذكرت كيف كان أرتشي وكل شخص في المستوطنة طيبين معها ومع والدتها.
«…أعتقد أنك كنتِ محقة بعد كل شيء. لنلحق بأمي وبنفسي. جيوس هو…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، قد يكون ذلك صحيحًا. ومع ذلك، كان عليَّ أن أرى بعينيَّ مدى إخلاص الناس في سعيهم لأهدافهم المقدسة، ومدى روعة ذلك في أثناء القيام به.»
كانت تفهم أن هناك مسافة صغيرة تفصل بينهم. كانوا مترددين، غير متأكدين تمامًا من كيفية التعامل معها. لكن الجميع كانوا دائمًا لطيفين معها، ولم يؤذوا إميليا أو فورتونا أبدًا. حتى غرفة الأميرة كانت شيئًا عمل الجميع بجد لتحسينه حتى تشعر إميليا براحة أكبر. ورغم صعوبة التواجد في ذلك المكان، إلا أنها أحبته على أية حال.
— إذا كانت أهداف هذه المرأة تتعلق بابنتها العزيزة والحبيبة…
—تذكرت كراهيتها الشديدة لجيوس.
«أنا آسفة لأنني أحملكم الكثير من الأعباء بهذه الطريقة. سامحونا على هذا الظلم الذي فرضناه عليكم».
كان مرتبطًا بأسرار يخفيها الكبار، وأخذ الابتسامة التي كانت تخص إميليا وحدها، لذا ظنَّت أنها لن تستطيع مسامحته أبدًا.
لم ينفجر الدم من الذراعين الساقطتين، ولا من موضع بترهما. في الواقع، كانت الذراعان متجعدتين على نحو غير طبيعي لا علاقة له بالشيخوخة، متعفنتين مثل جذور شجرة عطشى تفتقد الماء.
كانت هذه الثقوب لا تُعد فعليًا، كآثار قطرات المطر على التربة المتشققة، فقد حفرت تلك الرمال الأرض بقوة اختراق هائلة لدرجة يصعب رؤية قعرها.
ومع ذلك، عندما التقيا بالصدفة، بكى في اللحظة التي وقعت فيها عيناه على إميليا. بكى وبكى، سعيدًا لرؤيتها، وهكذا سامحته إميليا.
ففي النهاية، كانت تلك دموع طيبة. وتذكرت كيف هدئتها فورتونا عندما ضمتها، فقامت بمداعبة رأس جيوس، ورغبت في البقاء بجانبه حتى لا يشعر ذلك الطفل الباكي بالوحدة.
«رائع.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت تعتقد أنه ضعيف للغاية، وكانت ترى أنها لا تستطيع تركه وحيدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—تذكرت كم كانت تحبهم جميعًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—! جيوس!»
فورتونا، جيوس، أرتشي، الجميع… كانوا أشخاصًا غاليين على قلب إميليا، وكانوا أغلى الناس لديها.
لقد عهدت إليه بمسؤولية. أرتشي لم يكن ليتراجع عن ذلك.
«في هذه الحالة… سيدتي فورتونا… اتركي الأمر لي…»
«أستطيع… إنقاذ الجميع…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—تمهَّل، يا رئيس الأساقفة كورنياس.»
أرادت أن تنام مجددًا في السرير بجوار فورتونا.
«أرجوكِ انسحبي. واطلبي المساعدة فورًا من المستوطنة. إنني والتابعين الذين أتوا معي نتشارك نفس الرغبة. إنهم بلا شك سيكونون عونًا لكِ.»
أرادت أن تدعو أرتشي والجميع إلى غرفة الأميرة في المرة القادمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com للحظة، بدا أن شيئًا آخر استحوذ على انتباه إيكيدنا. ومع ذلك، لم يستمر الأمر سوى للحظة عابرة. وعندما خاطبتها إميليا، عادت إيكيدنا إلى وعيها على الفور، وأشارت بأصابعها أمام عيني إميليا. في اللحظة التالية، تلاشت رؤيتها، وتغير المشهد.
وأرادت أن تدوس بكل قوتها على قدم ذلك الطفل الباكي، جيوس، ليعرف حدوده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ساحرة؟ ساحرة، تقول؟ هذا كلام مجنون أكثر! الساحرات بخلاف ساحرة الغيرة قد دُمرن منذ زمن، وينبغي أن تكون ساحرة الغيرة نفسها مختومةً في رمالٍ بعيدة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —كانت ترغب في البقاء في ذلك المكان ومراقبة جيوس.
أرادت أن تلتقي بالجميع مجددًا.
وهي ترى ذلك المشهد، وتشاهد وجه والدتها من الحاضر، فهمت إميليا بعمق.
«سأكون فتاةً جيدة، لذا…»
وأمام نظراته الحادة، رفع جيوس ذراعيه نحو السماء، صارخًا بفمه المفتوح بينما ابتلعه الكائن بالكامل. وكأنما كان وجوده يُمزق، بين الألم واللذة ومشاعر لا يمكن وصفها.
وقد امتلأت عيناها بالدموع، تجاوزت فروع الأشجار المعتادة في الغابة المألوفة، متوقفة عند النقطة التي تحولت فيها الغابة إلى بياضٍ نقي. كان أنفاسها متقطعة ووجهها محمرًا عندما وصلت أخيرًا إلى الختم الذي كانت تبحث عنه—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—مرحبًا. كنت بانتظارك.»
الفتاة ذات الشعر البلاتيني كانت واقفة أمام الختم، وذراعاها مفتوحتان، وكأنها ترحب بقدوم إميليا.
كان يمكن لأي شخص أن يدرك من النظرة الأولى— أن هذا كائن خطير لا ينبغي أن يوجد في ذلك العالم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
////
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—ألم أقل لك أن تنتظر، يا رئيس الأساقفة كورنياس؟»
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات