2 - بداية الملجأ وبداية الخراب.
《١》
انحنت شيما برأسها بعمق، منهية بذلك سردًا موجزًا، لكنه كان يبدو طويلًا للغاية، عن أحداث الماضي.
لنعد بالزمن قليلًا إلى المكان خارج القبر، حيث كانت إميليا تختبئ في تلك اللحظة.
«—إذا كانت هذه المهمة أكبر من أن تقومي بها وحدكِ، فلا خيار آخر… ستساعدكِ بيتي.»
في البقعة العشبية أمام المدخل، كانت المجموعة التي ودَّعتها عندما دخلت لخوض التجربة تنتظر عودتها بسلام، ولكن—
لن توفر إميليا جهدًا في سبيل هذا الهدف. لم يكن يستطيع الجزم بما قد يفعله المرشحون الآخرون جميعًا، لكنه كان يرى أن نصفهم على الأقل قد يعملون من أجل المصلحة العامة.
«لقد خرقت وعدي بكتابة مشاعري، لكن شخصًا آخر قرأها أولًا… الأمر انتهى بالنسبة لي…»
《٤》
«مهما حاولت النظر للأمر، أنت تبالغ. تماسك قليلًا، جييز. لنفعلها معًا.»
تنهَّد غارفيل، الذي لم يكن يرتدي سوى نصف ملابسه، وهو ينظر إلى سوبارو المنهار وكأن العالم قد انهار فوق رأسه.
رغم كونه الضحية، كان لدى سوبارو الكثير مما أراد قوله لمرتكب الجريمة غير المبالي، لكن السبب الأساسي كان عدم حذره هو نفسه. ليس أمامه خيار سوى تحمُّل الخزي والعار.
لدعم إميليا وتشجيعها على خوض المحاكمة داخل القبر، أمضى سوبارو الليلة الماضية في نحت أفكاره، الكبيرة والصغيرة، على جدران غرفة حجرية. كتب كل ما استطاع التعبير عنه بالكلمات، واستمر في الكتابة حتى عندما عجزت الكلمات عن نقل كل ما يريد قوله.
وكان يحدث بين حين وآخر أن تفاجئهم إيكيدنا وسط مشاجرتهم، فيبهت وجه كل من روزوال وبياتريس من الرعب، مما يثير الضحك بين سكان المستوطنة جميعًا.
عندما أومأت إيكيدنا برأسها، توجه روزوال نحو باب الكوخ. وفي منتصف الطريق، وضع يده على كتف ريوزو وضغط عليها بشدة للحظة وجيزة.
«لكنِّي لم أتصوَّر أن غارفيل سيذهب لحلِّ مشاكله أولًا…»
«في البداية، تقبلت ذلك تمامًا كما هو. ونتيجة لذلك، فقدت أفكاري وتصرفاتي كفاءتها الطبيعية، وتم استبعادي من مهمة الريوزو الإدارية.»
«يا للعجب، مع أنك دائمًا تحاول إغواءها في وضح النهار، كيف تشعر بالإحراج من مجرد كتابة مشاعرك؟ سيد ناتسكي، ألا تعتقد أن إحساسك بالعار في غير محله؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —بدلًا من الكلمات السحرية، قدمت ريوزو طلبًا أخيرًا إلى بياتريس.
«عادةً أكون مستعدًا نفسيًّا لتجاهلها، وعندما تفعل ذلك، لا أشعر بالسوء! لكن هذه المرة كنت جادًّا! ورسالة الحب هذه التي كتبتها في جوف الليل… من أحرج الأمور على الإطلاق!»
غطَّى سوبارو وجهه الأحمر بكلتا يديه، فيما خفض أوتو كتفيه بنظرة متعبة.
«أنا لست أشبه بابنتكِ—أنا ابنتكِ بالفعل!»
في اللحظة التي مرَّ فيها بعض الهواء إلى رئتيها، تحول انتباه الرجل نحوها.
ليس غريبًا على الناس أن يشعروا بحماس غريب أثناء الليل ويستخدموا كلمات لا تخطر ببالهم عادة. وقد كان من المعتاد أن ينظروا إلى تلك اللحظات في الصباح التالي بحسرة وتأنيب.
رغم أن المقارنة بينهما كانت ضربًا من الجرأة، إلا أن الفتاة التي تقف أمامها كانت أرفع شأنًا بكثير. كانت ريوزو تفتقر إلى الجمال في المظهر واللباس، مما زاد شعورها بالحرج لتقارب أعمارهم الظاهري.
«سمعتُ عن هذا الأمر قبل فترة. وهو أنني أستوفي الشروط لأكون نواة الحاجز الذي تبنيه السيدة إيكيدنا… ولهذا اخترتموني.»
«لا تقلق، قائد. لم تفعل شيء غريب بفضلك فكرت في فعل شيء مثل هذا. الحب مثل السباق، مَن يصل أولًا يربح.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سواء كنتَ تقصدها أو لا، سماع هذا من الجاني يجعل الأمر أسوأ!»
ارتجَّت الأرض، متأثرةً بتوابع المعركة الدائرة بين الكائنات ذات القوة الخارقة، ما جعل الأجواء تهتز بعنف. كان التغير بطيئًا، لكن الزئير كان بلا شك يقترب، كأن القدر ذاته يطالب الثنائي باتخاذ قرار حاسم.
عبَّر غارفيل، بلا نية سيئة، عن رغبته في خوض حملته الرومانسية الخاصة تجاه رام. بالطبع، كانت محاولاته مرجحة أن تصطدم بالجدران الحديدية التي أقامتها رام حول قلبها.
كانت الساحرة ذات الشعر الأبيض تقف خلف الكوخ المتهدم. بطريقة ما، تمكنت من إبطال القوة التي استُدعيَت لتدمير ريوزو.
وسط تلك الأحاديث والتعليقات، انتظر سوبارو والباقون انتهاء المحاكمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
دخلت إميليا القبر مليئة بالإصرار والحماسة. رغم أن المحاكمة كسرت قلبها سابقًا وجعلتها تبكي، إلا أن الجميع كانوا واثقين بأنها ستتجاوزها هذه المرة.
حينما دخل غارفيل إلى القبر عندما كان صغيرًا، كانت شيما هي مَن لحق به وأعادته. ونتيجة لذلك، رأت شيما ما كان هناك… أي—
«حينما كان غارفيل، استغرق ساعة تقريبًا. يا ترى هل ستأخذ الوقت نفسه؟»
«في حال النجاح، أتوقع ذلك… أوه! وأوه مرة ثانية؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسمت إيكيدنا، وقد ارتسمت على وجهها بسمة هادئة وهي تنظر إلى وجه بياتريس العابس، ثم التفتت نحو ريوزو.
«—سنقوم ببناء نواة الملجأ عبر وضع أودو الخاص بكِ في محفِّز. بهذه الطريقة، سنُسرع عملية تكيُّف مانا جسدك مع تربة هذه الأرض، مما سيمكننا من تفعيل الحاجز.»
«—راقب الجو قليلًا، يا رجل.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، إنها موجودة هناك في منشأة النسخ… لكن الغرض من المنشأة، بما في ذلك البلورة، يختلف تمامًا عما سمعت به. لم تذكر إيكيدونا شيئًا عن الحاجز أيضًا…»
مع إيكيدنا، تلاشت مشاق حياتهم اليومية، وتوفرت احتياجاتهم على نحوِ جيد، دون أن تطلب في المقابل شيئًا من أحد.
بينما كان سوبارو يوجه مرفقه نحو أوتو عديم الإحساس، ظهرت رام لتزيد من معاناة الرجل المسكين. نقرت على جبينه ببرود، بينما ضاقت عيناها بحدة.
«أنتَ لا تفهم مشاعر الآخرين على الإطلاق… هل أنتَ حقًا تاجر؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رفع سوبارو حاجبيه وحده، إذ كان الوحيد الذي التقط مغزى خاصًا في كلمات شيما.
«الطريقة التي قلتِ بها ذلك مؤلمة أكثر من أي شيء آخر…»
ومع ذلك، أدركت الآن أن هذا التظاهر بالتعالي ليس إلا صورة من صور لطف الفتاة الصعب فهمه، وتعبيرًا عن مودتها العميقة.
«معلمتي! الوقت الذي نقضيه هنا ثمين للغاية! لقد… لقد وصل إلى هذا الحد بالفعل!»
صُدِم أوتو بتلك الكلمات الحادة، متألمًا نفسيًا وجسديًا.
على الأقل، هذا ما آمن به سوبارو. وآمن بأن إميليا ستنجح في تحقيقه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نـ-نعم! اتركي الأمر لي، يا سيدة إيكيدنا…!»
«على أي حال.» بدأت رام وهي تلقي نظرة خاطفة على وجهه البائس قبل أن تلتفت نحو سوبارو، «السيدة ريوزو… أو بالأحرى، الآنسة شيما، لأن هذا هو الاسم الذي ترغب في أن تُنادى به، تريد التحدث معك، باروسو. يبدو أنها ترغب في متابعة حديث البارحة.»
«إن لم تستدعيها الآن، فستحمل ضغينة ضدك وضدي طيلة حياتها… ومع ذلك، قد يحدث هذا حتى لو استدعيتها.»
«حديث البارحة، هاه…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم، تمامًا… ها؟! عندما قلتِ رجالًا الآن، هل شملتِني أنا أيضًا؟!»
عقد سوبارو ذراعيه وقطَّب جبينه وهو يستمع إلى كلام رام.
ردَّت بياتريس على كلمات ريوزو بنفخة خفيفة، وبما بدا كموقف متعجرف. استعادت ريوزو ذكريات تلك الأيام التي أخذت فيها مثل هذه العبارات على محمل الجد، مما أشعرها بالندم العميق.
في تلك اللحظة، اتسعت عينا غارفيل بلونها الزمردي فجأة عندما تذكَّر أمرًا. «الآن وأنا أفكر… لم تسنح لي فرصة أن أسأل عن التفاصيل. ما الذي دار بين القائد والعجوزة… أقصد الجدة العجوز… البارحة؟»
عندما نُودي اسمها، رفعت بياتريس وجهها، متشبثةً بأمل ضعيف. كانت تتوقع أن تكون ريوزو هي مَن ستنطق بالكلمات السحرية التي لم تستطع بياتريس نفسها إيجادها. لكن—
«سواء صحَّحت نفسك أم لا، يعرف الجميع أنك متعلق بها على نحو مبالغ فيه… معظم ما سألت عنه كان عن حالك قبل ما تدخل القبر. كنت أفكر فيك كثيرًا أمس.»
«هذه… جميع ذكريات ريوزو ماير التي رأيتها داخل القبر.»
«…»
«…حقًا؟»
«إن لم تكن تقاوم، فهي ليست إيكيدنا. وإذا لم تكن إيكيدنا… فلا يهمني أمرها، أليس كذلك؟»
«بالنظر إلى دوره، فإن استيائكِ منه هو بالتحديد التقدير الذي أريده وأتوقعه منه.»
أدار غارفيل وجهه في حرج، متجنبًا النظر في أعينهم. رغم أنه حاول قطع صلته بماضيه بعد اجتياز المحاكمة، إلا أن ذلك الماضي لم يتلاشى، وبقيت ذكرياته مثقلة بالندم المستمر، ما جعل الحديث عنه أمرًا مربكًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آهننن؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«على أي حال، كان تركيزي أمس على التخطيط لكيفية اللحاق بك. لهذا طلبت من شيما تأجيل الحديث المهم إلى ما بعد تأديب غارفيل.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هل تعتقدين أن كل هذا كان عبثيًا، سيدتي ريوزو؟»
«يبدو أن غارفيل المعاقَب ليس راضيًا، لكن ما هو هذا الحديث الذي أجلته بالضبط؟»
«مهلًا، لا تتركوني في الظلام! ما الذي يحدث؟ اشرحوا لي الآن. يا إذا تركتم الأمور هكذا، فهذا أشبه بـ مورغللو العشرة وواحد، اللعنة!»
«ذلك…»
بنبرة تنطوي على بعض الحذر، أمعنت إيكيدنا النظر في ريوزو بتمعُّن قبل أن تستأنف حديثها:
«يبدو أن غارفيل المعاقَب ليس راضيًا، لكن ما هو هذا الحديث الذي أجلته بالضبط؟»
«—حديث لا بد منه لتحرير هذا الملجأ.»
أكملت شيما الحديث بصوت منخفض حين توقف سوبارو. كانت إحدى نسخ ريوزو التي تشاركها الشكل نفسه تسندها على كتفها بينما تقترب ببطء. حمل وجه شيما تعبيرًا متجهمًا، وصوت أنفاسها المتعبة يعكس إرهاقها الشديد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«كما أُخبرت يا شاب، أجسادنا، تمامًا كالأرواح، تتعرض لاستهلاك مستمر.»
«تحوي هذه البلورة من المانا ما يكفي لتُسكر أي شخص، فلا عجب أنك تأثرتِ بها… الآن، ماذا نفعل من هنا فصاعدًا؟ كل ما أخبرتني به أمي هو أن أحضركِ إلى هذا المكان.»
«… آااه، فهمت. ريوزو لديها ثلاث نسخ يمكنها التناوب معهن، لكن شيما أُخرجت من الدورة، لهذا لا يوجد مَن يحلُّ محلها. لهذا تبدو متعبة هكذا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه—»
«عادةً، النوم والاستيقاظ بانتظام يساعدان في تجنُّب التدهور، لكني لست واثقة أنني سأصمد حتى تعود السيدة إميليا. لذا علينا التحدث بينما أستطيع.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… السيدة بياتريس.»
«لكنِّي لم أتصوَّر أن غارفيل سيذهب لحلِّ مشاكله أولًا…»
رغم اتكائها على كتف ريوزو، رفعت شيما وجهها وأومأت لسوبارو بعزم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—راقب الجو قليلًا، يا رجل.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«انتظري. يا ليس هناك حاجة للضغط على نفسك. دعي العجوز السليمة تحلُّ محلها و—»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قبض سوبارو يده، ودفعها للأمام وهو يتحدث بحزم.
كان هدف إيكيدونا الخلود— بنقل ذكرياتها إلى أحد النسخ، يمكنها أن تحقق حياة أبدية زائفة. لكن يبدو أن خللًا ما قد حدث؛ ولم يبق سوى بناء النسخ والأوعية المحتملة، وما زاد عددها حتى اليوم. تلك كانت القصة.
«من المستحيل فهم مَن تقصد، فلنُطلق عليهما من الآن فصاعدًا الجدة شي والجدة ريو. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكننا تبادل الأدوار بهذا الشكل. هذا الحديث لا يمكننا سماعه إلا من شفتي شيما.»
«لا تنبهري بها لدرجة أن تلمسيها عن طريق الخطأ. أتساءل، هل ستصبحين جزءًا من البلورة؟»
بدت كلمات غارفيل نابعة من قلق عائلي على شيما التي جاهدت لتتحدث. أراد سوبارو احترام رأيه، إذ كان منطقيًا، لكنه لم يستطع قول ذلك في هذا السياق.
ما أرادت شيما الحديث عنه كان ماضي الملجأ— أمورًا لم تعرفها إلا شيما والأشخاص المرتبطون مباشرة بتأسيسه. والسبب—
«إذعانًا للعرق… كم هو كئيب.»
ومن ثم، فإن القصة التي سترويها شيما كانت عن الندم الذي حملته ريوزو ماير في قلبها حيال ماضيها— ذكريات مرتبطة بإنشاء الملجأ نفسه.
«—أنا وحدي، لأنني دخلت القبر وخضت المحاكمة، أستطيع التحدث عن هذا.»
ربما أدت تلك التغيرات إلى تحريف شخصيتها، وأفسدت جوهرها الداخلي.
«آه…»
غارفيل وريوزو ورام وأوتو لم يستوعبوا ذلك، أما سوبارو فقد شعر بشيء لم يكن قادرًا على مقاومته؛ اشتياق أليم استقر في أعماقه.
انطلق نفس من غارفيل، وكأن إدراكه لهذا الواقع أذهله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت نبرة إيكيدنا خالية من العاطفة، لكنها بدت هادئة وحازمة وصارمة. لو كانت ريوزو تجهل بياتريس، لظنت أن والدتها تقسو عليها، لكن ملامح الامتعاض التي علت وجه الفتاة جعلتها تعتقد عكس ذلك.
ألحَّ سوبارو بالسؤال حول مفهوم الكآبة، الذي لعب دورًا بارزًا وجليًا. إن كان ذلك مجرد جهل منه، كما هو الحال مع الساحرات السبع المرتبطات بأسماء الخطايا السبع المميتة، فلا بأس. أما إذا لم يكن كذلك—
حينما دخل غارفيل إلى القبر عندما كان صغيرًا، كانت شيما هي مَن لحق به وأعادته. ونتيجة لذلك، رأت شيما ما كان هناك… أي—
كانت البلورة زرقاء، شفافة، وجميلة إلى حد جعل ريوزو ترتجف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ذكريات سلفنا جميعًا… ريوزو ماير.»
«سمعتُ عن هذا الأمر قبل فترة. وهو أنني أستوفي الشروط لأكون نواة الحاجز الذي تبنيه السيدة إيكيدنا… ولهذا اخترتموني.»
رأت الفتاة التي كانت مخبأة في منشأة النسخ داخل الغابة، نائمة في داخل بلورة.
رغم صغر سنه، كان روزوال زعيم عائلة ميزرس التي تحكم عدة مناطق، وكان أيضًا الإداري المتعلم الذي يدير المستوطنة في الغابة بالتعاون مع إيكيدنا، ما جعله بمثابة المشرف على ريوزو. وبالنسبة لها ولغيرها من سكان المستوطنة، حظى باحترام يعادل احترامهم للساحرة إيكيدنا.
كانت تلك الفتاة هي ريوزو ماير، الأصل الذي استُنسخت منه شيما وبقية النسخ. داخل القبر، عايشت شيما، النسخة، ذكريات ريوزو ماير كما عاشتها في حياتها.
«تقصد أن تكون بيتي معلمة لهذه الفتاة…؟»
ومن ثم، فإن القصة التي سترويها شيما كانت عن الندم الذي حملته ريوزو ماير في قلبها حيال ماضيها— ذكريات مرتبطة بإنشاء الملجأ نفسه.
«هذه الذكريات تتعلق بالأمل العزيز الذي حملته عائلة الشاب روز، آل ميزرس، وبتلك السيدة الساحرة التي أنشأت الملجأ وهدفها من ذلك— كما تتعلق بابنتها، الصديقة الوحيدة لريوزو ماير.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن شيئًا يمكنه أن يوكل به آخرين، وبالتأكيد يس شيئًا يستطيع أن يسقطه عند قدميه. حملها بكلتا يديه، وإن لم يكفي ذلك، فسوف يلتمس ويستعير أيدي الآخرين.
كان تفسير بياتريس الطفولي صادقًا. حين رأت ريوزو بياتريس عند أطراف المستوطنة، لم تستطع سوى التحديق فيها بذهول، مما أزعج بياتريس ودفعها للتصرف كما فعلت.
«ابنة الساحرة…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا شك أن هذا الأمر كان صدمة بالنسبة لكِ، أليس كذلك يا ريوزو؟ هذه الفتاة، بياتريس، هي… أشبه بابنتي. كما ترين، لم تتعلم بعد التصرفات اللائقة، وأنا أعتذر عن ذلك.»
رفع سوبارو حاجبيه وحده، إذ كان الوحيد الذي التقط مغزى خاصًا في كلمات شيما.
كان في تعابير روزوال ما يمنع أي تردد أو نقاش. دون أن تنبس ببنت شفة، وجدت ريوزو نفسها تستجيب طوعًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
غارفيل وريوزو ورام وأوتو لم يستوعبوا ذلك، أما سوبارو فقد شعر بشيء لم يكن قادرًا على مقاومته؛ اشتياق أليم استقر في أعماقه.
وبينما كان سوبارو غارقًا في هذا الإدراك الجديد، خفَّضت شيما صوتها، وكأنها تحكي حكاية خيالية لطفل.
—لكن مثل هذه الكلمات السحرية لم تكن موجودة في هذا العالم.
«بدأ كل شيء هنا، قبل أن يُطلق على هذا المكان اسم الملجأ.»
«عظامك تتصدع. أعضاؤك الداخلية تنسحق. قلبك يتشقق. ماذا ستفعل الآن، ها؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حملت عيناها نظرة بعيدة مليئة بالأمل، وبدأت تسرد ذكريات ستنتهي لا محالة بالندم—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لقد انبهرتُ بمشهد السيدة بياتريس عند المغيب… أنا آسفة.»
—إلا أن نظرتها حملت في طيَّاتها شوقًا وحبًا رقيقًا.
《٢》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إذا قالت إيكيدنا إنها قادرة على فعل شيء، فهذا يعني أنها ستحوله إلى واقع.
«—ما الأمر يا ترى؟ حتى وإن نظرت إليَّ بتلك العينين، فلن أمنحك شيئًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《٩》
«بالتأكيد، مرور أربعمائة عام يُعتبر متأخرًا بعض الشيء… لكن لم يفت الأوان بعد.»
بدأت الذكريات الغريبة بنظرة حادة من فتاة غاضبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان وجه الفتاة يحمل ملامح فاتنة، وشعرها بلون كريمي كأن النور قد ذاب في خصلاته، وبشرتها بيضاء شفافة تكاد تُرى من خلالها. عيناها المستديرتان بلون أزرق شاحب؛ ولو كان هناك كلمة واحدة تجسد مظهرها فهي آسرة.
كان شعرها مفروقًا في ضفيرتين كبيرتين وطويلتين، وفستانها المتسع يجعلها أشبه بأميرة من كتاب قصص. وفي الواقع، لم يكن وضعها بعيدًا عن ذلك في المقام والهيبة.
عندما وجهت تلك الفتاة نظراتها الحادة نحو ريوزو، شعرت الأخيرة بالانكماش تمامًا.
وفيما غاص روزوال في بحر من الدماء، لا يحرك ساكنًا، استمر الرجل في تفريغ كآبته بصوت خافت.
كان من المفترض أن تحرق الكرة الحمراء المتقدة الرجل وتحوله إلى رماد، مبددة وجوده بالكامل. لكنَّها عجزت عن مس شعرة واحدة منه، لتتحول إلى كتلة صغيرة متوهجة سقطت على الأرض.
رغم أن المقارنة بينهما كانت ضربًا من الجرأة، إلا أن الفتاة التي تقف أمامها كانت أرفع شأنًا بكثير. كانت ريوزو تفتقر إلى الجمال في المظهر واللباس، مما زاد شعورها بالحرج لتقارب أعمارهم الظاهري.
لهاثات متقطعة انبعثت من صدرها، وقد شوهت الدموع واللعاب ملامح وجهها. رفعت ريوزو رأسها بصعوبة وهي تلهث.
اتسعت عينا بياتريس دهشة أمام هذا العرض المهذب بمساعدتها في الأعمال المنزلية. شعرت ريوزو في تلك اللحظة بندم سريع على اعتمادها على كلمات روزوال.
«همف! تصمتين مجددًا. هل أنتِ فتاة مملة وجبانة يا ترى؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مرة أخيرة، انحنت ريوزو بإجلال نحو ظهر إيكيدنا. لم تُلقِ الساحرة أي اهتمام لها، لكن ريوزو شعرت بواجبها في ذلك.
أطلقت الفتاة تنهيدة استياء تجاه ريوزو التي كانت تتلوى بخجل ووجهها موجه نحو الأرض. هذا السلوك الغاضب بدا متناقضًا مع مظهرها البريء، لكن كلماتها نفذت إلى قلب ريوزو كالإبر.
—انقلب المشهد مرة أخرى رأسًا على عقب.
لم تكن الإهانة هي ما آلمها، بل الخيبة التي حملتها نبرة الفتاة. شعرت ريوزو وكأنها لا تستطيع التقاط أنفاسها.
قاطعت ريوزو كلمات بياتريس وهزت رأسها بعمق، لأنها كانت تعرف هذا بالفعل.
«بياتريس، ما هذه التصرفات؟ هل علمتكِ أن تتصرفي بهذا الشكل؟»
«أدهشني أنك لم تختفِ بعد. اضطراري لاستخدام قوتي أمر كئيب… أريد فقط أن أموت.»
////
تصلب تعبير الفتاة على الفور عند سماع ذلك الصوت اللطيف. أطلقت ريوزو زفرة طويلة كانت تحبسها في صدرها.
جاء الصوت من خلف الفتاة، ومن ثم مباشرة أمام ريوزو. ومن كوخ في عمق المستوطنة، خرجت امرأة تنضح بهالة بيضاء نقية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«آه؟ رغم كل هذا الثقل في صدري، يبدو أن هناك شخصًا هناك؟»
كان شعرها طويلًا وناعمًا بلون أبيض طبيعي، وبشرتها بدت كأن الضوء لم يمسها قط. عيناها وشفتاها، وكذلك فستانها الطويل، بالكاد أضفوا لمسات من اللون على حضورها، لكنها مع ذلك امتلكت جمالًا لا يحتاج إلى أكثر من هذا.
«السيدة إيكيدنا.»
في هذه اللحظة، لم يشك أحد من الحاضرين في معلومات سوبارو، رغم أن مصدرها لم يكن واضحًا. فحتى أوتو، الذي كان أول المؤمنين، نظر إلى وجوه الجميع وقال: «أليس كذلك؟ مجرد وجود ساحرات الخطايا السبع المميتة ترك أثرًا في التاريخ. ومع ذلك، هناك خطايا مميتة غير مسجلة في التاريخ؟ وعلاوة على ذلك، من خلال مجرد السماع عنها، يبدو أنها كائنات قاسية بحق. هناك شيء غريب بالتأكيد.»
انحنت ريوزو على عجل، مطأطئة رأسها حين نطقت باسم الساحرة التي ترعاها— إيكيدنا. وما إن ألقت نظرة نحو ريوزو، حتى استدارت الفتاة التي تُدعى بياتريس بسرعة بالغة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—من خلال ردك، يا سيدتي بياتريس، أكَّدتِ لي أن هذا هو ما سيحدث بالفعل.»
«آه، أ-أمي…! أنتِ مخطئة! بيتي لم تفعل شيئًا… لكن هذه الفتاة، هي—!»
«لا تقلق، قائد. لم تفعل شيء غريب بفضلك فكرت في فعل شيء مثل هذا. الحب مثل السباق، مَن يصل أولًا يربح.»
«إذا لم ترتكبي خطأً، فلا داعي للارتباك. عليكِ فقط أن تنقلي الحقائق بدقة. وإن لم تكوني مذنبة حقًا، فلن تكوني بحاجة إلى التردد، أليس كذلك؟ هل أنا مخطئة؟»
«لكنني عازم عليها بكل جوارحي!»
«ربما… هذا صحيح.»
«أعتقد أنك تشعرين بخيبة أمل من معرفة أن المهمة التي كنتِ تؤمنين بها كانت كاذبة. لكن، السيدة ريوزو، هل كان الوقت الذي قضيته في الملجأ مجرد أداء لواجبك فحسب؟»
كانت نبرة إيكيدنا خالية من العاطفة، لكنها بدت هادئة وحازمة وصارمة. لو كانت ريوزو تجهل بياتريس، لظنت أن والدتها تقسو عليها، لكن ملامح الامتعاض التي علت وجه الفتاة جعلتها تعتقد عكس ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وعندما لا تساعد ريوزو في أعمالها، قضت بياتريس وقتها في دروس السحر، غارقة في صفحات كتاب ضخم لا يتناسب مع حجمها الصغير، وهي تتدرب على التحكم في المانا عبر محاولات متكررة.
«بيتي انتظرت بهدوء في الخارج كما طلبتِ، أمي. ثم رأتها هذه الفتاة من بعيد… فتساءلت بيتي إن كانت لديها أي حاجة لتتحدث إليها.»
«—! جدتي!»
كلما تفكر سوبارو في الأمر، أحس بشعور مؤلم من الشوق ينهش صدره.
«أفهم. والآن، ماذا لديكِ لتقولي في ذلك؟»
«على أي حال، كان تركيزي أمس على التخطيط لكيفية اللحاق بك. لهذا طلبت من شيما تأجيل الحديث المهم إلى ما بعد تأديب غارفيل.»
«ريوزو، أخبريني إن سببت لكِ بياتريس أي إزعاج مرة أخرى. سأتولى توبيخها فورًا، بل وأعاقبها بضربة على مؤخرتها.»
«آه…! اممم، نعم، ليس لديَّ عذر. لقد تصرفتُ بفظاظة بالغة…»
كان تفسير بياتريس الطفولي صادقًا. حين رأت ريوزو بياتريس عند أطراف المستوطنة، لم تستطع سوى التحديق فيها بذهول، مما أزعج بياتريس ودفعها للتصرف كما فعلت.
«عندما يحين ذلك الوقت، سيكون من العار البقاء محبوسين هنا. أما بالنسبة لأولئك الذين يبدون نظرات غير مصدقة، يمكنك الرهان على أنني سأكون هناك بابتسامة مغرورة على وجهي وأنا أخبرهم بأنني كنت أول مَن انضم إلى الفكرة.»
«لقد انبهرتُ بمشهد السيدة بياتريس عند المغيب… أنا آسفة.»
لم تعد تخشى شيئًا— فقد بددت بياتريس كل آثار ذلك.
«انبهرتِ، إذًا…؟ بياتريس، هل تعترفين بصحة رواية ريوزو؟»
«أمممم…»
حملت عيناها نظرة بعيدة مليئة بالأمل، وبدأت تسرد ذكريات ستنتهي لا محالة بالندم—
«قد لا يكون من اللائق أن أطلب منكِ، وأنتِ طفلة، أن تتصرفي بنضج أكبر، لكن سلوككِ ينقصه التسامح. صحيح أنكِ مميزة، لكن ليس من أجل أن تنظري إلى الآخرين بازدراء. يبدو أنني أكرر هذا الكلام كثيرًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—بمعنى آخر، باروسو قد قابل ساحرة الجشع؟»
بعدما سمعت رد ريوزو، وجهت إيكيدنا توبيخًا صارمًا لبياتريس. ورغم أن ملامح الفتاة بدت شاحبة بخيبة أمل، كانت ريوزو مشغولة للغاية بارتباكها لتلاحظ ذلك.
《٢》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يخطر ببالها قط أن السيدة الساحرة العظيمة إيكيدنا ستتذكر اسمها شخصيًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عاشت ريوزو في قرية صغيرة، لكنها شعرت بأن وجودها هو الأصغر على الإطلاق. كامرأة نذرت نفسها للساحرة، غمرها شعور عارم بالسعادة حين أدركت أن ساحرة الجشع نفسها تتذكر اسمها، حتى ارتجف قلبها فرحًا.
«أعتقد أنك تشعرين بخيبة أمل من معرفة أن المهمة التي كنتِ تؤمنين بها كانت كاذبة. لكن، السيدة ريوزو، هل كان الوقت الذي قضيته في الملجأ مجرد أداء لواجبك فحسب؟»
«بالتأكيد، احتمالية أن تؤدي دور نواة الحاجز عالية. بوجودك كنواة، يُفترض نظريًّا أن يكتمل تأسيس الملجأ. غير أن ذلك يستلزم انتظار تكيف مانا جسدك مع هذه الأرض.»
«سأترك الأمور لجيوس من الآن فصاعدًا. أنا واثقة أنه سيبذل قصارى جهده لإرشادكِ بالطريقة المناسبة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بسبب تردد ريوزو ماير وخجلها، وطباع بياتريس العنيدة، لم تبح أي منهما بصداقة الأخرى حتى اللحظة الأخيرة المطلقة.
«ذلك لأن لديَّ ضغينة ضدهن. ومَن يكون هذا الكائن المسمى بالكآبة الذي ظهر في القصة؟»
«…ب يتي لا تحب جيوس كثيرًا.»
مرة أخيرة، انحنت ريوزو بإجلال نحو ظهر إيكيدنا. لم تُلقِ الساحرة أي اهتمام لها، لكن ريوزو شعرت بواجبها في ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ربما لم تكن تلك الصورة التي يحملها سوبارو عن إيكيدنا متوافقة تمامًا مع ما يعرفونه عنها، لكن هذا كل ما كان بوسعه قوله. مرَّت أربعة قرون على وفاتها، وقد يجلب مثل هذا الزمن الطويل تغيرات هائلة حتى لعقل ساحرة تمتلك قوة عظيمة كهذه.
«بالنظر إلى دوره، فإن استيائكِ منه هو بالتحديد التقدير الذي أريده وأتوقعه منه.»
ابتسمت إيكيدنا، وقد ارتسمت على وجهها بسمة هادئة وهي تنظر إلى وجه بياتريس العابس، ثم التفتت نحو ريوزو.
«دون تلك النواة المحورية، لا يمكن تفعيل الحاجز. ومن دون الحاجز، لا سبيل إلى صدِّه. وإن لم نستطع تأمين شبكة حماية متكاملة، فسيدمرنا بلا شك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قفز قلب ريوزو مرة أخرى. لم تكن تتخيل أن تحصل على فرصة للتحدث، ودائمًا ما تركت الفرص تفلت من يديها، متذرعة بأسباب واهية لتبتعد. لذا، تفاجأت عندما أولتها إيكيدنا اهتمامًا مرة أخرى.
«أحسنت. لقد فعلت ما بوسعك. لم تنتصر عليَّ، لكنك بذلت جهدًا عظيمًا، أليس كذلك؟ هذا الجهد شيء جيد، أليس كذلك؟ …لكن، لن يجدي نفعًا أن تحاول أكثر من ذلك.»
«لا شك أن هذا الأمر كان صدمة بالنسبة لكِ، أليس كذلك يا ريوزو؟ هذه الفتاة، بياتريس، هي… أشبه بابنتي. كما ترين، لم تتعلم بعد التصرفات اللائقة، وأنا أعتذر عن ذلك.»
«أنا لست أشبه بابنتكِ—أنا ابنتكِ بالفعل!»
لذا، لم تستطع منع نفسها من الابتسام أمام ملامح الفخر التي ارتسمت على وجه روزوال بعد إنجازه. حتى ريوزو، بحدسها البسيط، أدركت كم يكن روزوال مشاعر خاصة لإيكيدنا. أما إيكيدنا، فقد بدت متفاجئة بمقدار الحب والاحترام الذي يغدقه عليها تلميذها الذي أعلن نفسه بنفسه.
عندما تبتلعها تلك النور، ستتمكن من تحويل المكان إلى ملجأ حقيقي.
«حسنًا، هو أمر من هذا القبيل. أعتقد أنني سأحضر إلى هنا معها بوتيرة أكبر في المستقبل. لذا، ستلتقيان كثيرًا، وأود منكما أن تتفقا جيدًا.»
«يجب ألا نتردد! قوته طاغية جدًا! أنا لستُ مستعدًا بعد لخدمة المعلمة كما ينبغي. إن طلبتِ مني أن أكون درعًا لك، فسأفعل بكل سرور. لكن دون خطة مضادة، لن نستطيع…»
«نـ-نعم! اتركي الأمر لي، يا سيدة إيكيدنا…!»
أومأت ريوزو بحماس، وقد تلألأت عيناها فرحًا بهذا الطلب.
لن توفر إميليا جهدًا في سبيل هذا الهدف. لم يكن يستطيع الجزم بما قد يفعله المرشحون الآخرون جميعًا، لكنه كان يرى أن نصفهم على الأقل قد يعملون من أجل المصلحة العامة.
جاء إقرار ريوزو برد مطمئن من إيكيدنا، التي أومأت برضا. ومن خلفها، تمتمت بياتريس بصوت خافت فيه شيء من الحزن.
قاطع سوبارو الحوار الهادئ بين شيما وريوزو بطرح سؤاله. أومأت شيما بعمق ردًا عليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «وجود أشخاص ذوي عقول حكيمة يسرع الحديث حقًا…»
«… أتساءل، هل بيتي ليست بخير تمامًا حتى وهي وحدها…؟»
«ومع ذلك، فإن هذا… يختلف اختلافًا كبير عن حقيقة الملجأ كما أعرفه…»
《٣》
«لا تظني نفسك مهمة للغاية— لكن أظن أنه يمكنني ذلك لبعض الوقت، كما أقول.»
«أنتِ هناك، أيتها الفتاة. أعتذر، فقد كان من المفترض أن تكون السيدة إيكيدنا هنا، لكني لا أراها في أي مكان.»
غير أن تلك المعجزة لم تحقق شيئًا سوى تخفيف بعض الألم الذي سبق موتها المحتوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم؟»
«—آه.»
«تلك شظايا من ذكريات جمعتها معًا… كنت أنوي ترتيبها زمنيًا على طريقتي الخاصة، لكني وجدت أن سرد قصة من ذكريات شخص آخر— حتى لو كانت تخص أقرب شخص لي على الإطلاق— لا يزال أمرًا بالغ الصعوبة.»
كانت ريوزو تحمل سلة مليئة بالغسيل حين ناداها أحدهم، مما دفعها إلى التوقف في منتصف الطريق. وعندما استدارت ببطء نحو مصدر الصوت، لم تستطع منع نفسها من فتح عينيها على اتساعهما دهشة.
«حسنًا، هو أمر من هذا القبيل. أعتقد أنني سأحضر إلى هنا معها بوتيرة أكبر في المستقبل. لذا، ستلتقيان كثيرًا، وأود منكما أن تتفقا جيدًا.»
«غاه… ها…!»
«ووه!»
وبعد أن شاركت مودتها مع الشخص الذي أحبته أكثر من أي شخص آخر في حياتها، احتوى الضوء الأزرق وعي ريوزو بالكامل.
تراخت ذراعاها من المفاجأة، وكادت تسقط السلة من بين يديها.
فتحت إيكيدنا عينيها وحدَّقت في الطاولة الخشنة. وبدا على روزوال الذهول من كلماتها، ما جعل إيكيدنا تتنهد حيال رد فعله.
«هاكِ، احذري.»
«ووه… آه! أ-أنا آسفة للغاية!»
«ذلك…»
«هـ-هذا كثير عليَّ! لا يمكنني أن أسبب إزعاجًا للسيدة بياتريس، فهي مشغولة للغاية…»
انحنت ريوزو على عجل أمام الفتى، الذي خطا خطوة واسعة ليقترب منها ومدَّ يده تحت السلة لمنعها من السقوط. ابتسم ابتسامة لطيفة وقد ظهرت على وجهه علامات الحرج، ثم هزَّ رأسه نافيًا بلطف.
«الشاب سو والبقية يعرفون أين انتهت البلورة السحرية وكذلك مصير ريوزو ماير.»
كان مشهدًا طاغيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
«لا عليكِ. أنا مَن ينبغي أن يعتذر على مقاطعتكِ أثناء عملك. لقد تصرفت دون مراعاة.»
«… أتساءل، هل بيتي ليست بخير تمامًا حتى وهي وحدها…؟»
«أبدًا…! أنت لطيف جدًا يا سيد ميزرس!»
«ووه… آه! أ-أنا آسفة للغاية!»
«أين سمعتِ شيما… أو بالأحرى، كيف علمت الريوزو بمقصد إيكيدونا؟»
«يجب ألَّا ننسى أن نعامل السيدات بلطف، مهما كانت الفوارق بيننا… ولكن إذا كان لي طلب بسيط، فلا أحب أن يُناديني أحد بلقبي العائلي. هل يمكنكِ مناداتي باسم روزوال؟»
وبينما كان سوبارو غارقًا في هذا الإدراك الجديد، خفَّضت شيما صوتها، وكأنها تحكي حكاية خيالية لطفل.
بعد أن خاطب ريوزو باعتذار، أغمض الفتى -روزوال- عينه في غمزة خفيفة.
كان يكبر ريوزو بنحو أربع سنوات، إذ لم يتجاوز عمرها حينها الثانية عشرة، وكان أطول منها برأس كامل. ومع ذلك، كان يبدو أنه لم يبلغ ذروة نموه بعد، فيما بدأت نبرة صوته تأخذ طابعًا رجوليًا، وهي تتأرجح بين الطفولة والرُشد. حمل الفتى سحرًا مميزًا في تلك الفترة العابرة بين الطفولة والبلوغ، وكان يشعُّ بأناقة طبيعية نادرة.
«هل يمكن أن يكون هذا ممكنًا، أتساءل…؟ مَهْمَا كان رأيك في الأمر، المعنى الحقيقي لهذا المكان لم يكن أبدًا من أجلكم…!»
رغم صغر سنه، كان روزوال زعيم عائلة ميزرس التي تحكم عدة مناطق، وكان أيضًا الإداري المتعلم الذي يدير المستوطنة في الغابة بالتعاون مع إيكيدنا، ما جعله بمثابة المشرف على ريوزو. وبالنسبة لها ولغيرها من سكان المستوطنة، حظى باحترام يعادل احترامهم للساحرة إيكيدنا.
«بدأ كل شيء هنا، قبل أن يُطلق على هذا المكان اسم الملجأ.»
«مم بالنسبة للسيدة إيكيدنا… لم أرها حتى الآن اليوم. ويبدو أن بياتريس أيضًا لم تأتِ إلى مكانها المعتاد.»
«أفهم… ربما تأخر وصولهما. لكن بصرف النظر عن السيدة إيكيدنا، من الصعب عليَّ أن أصدق أن بياتريس لم تأتِ للقائكِ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«اررر… بياتريس لا تزورني إلا بين الحين والآخر…»
«غاه… ها…!»
«تقولين بين الحين والآخر فقط لأن هذا ما تصر بياتريس على تسميته، أليس كذلك؟»
«… كآبة.»
مرةً، ادعت إيكيدونا زورًا أن التجربة لا علاقة لها بها، لكنه غير رأيه تمامًا. ولتجنب الوقوع في مزيد من الأكاذيب، قرر سوبارو أنه في مسعاه للتحقيق في خلق الملجأ وطبيعة الحاجز، سيبحث لا لدى إيكيدونا بل لدى—
كانت إيكيدنا تقتطع وقتًا من جدولها المزدحم لزيارة هذه الأرض، مصطحبة معها بياتريس. ونتيجة لذلك، سنحت لهما فرص كثيرة للتواصل والتقاء وجهيهما أثناء انتظار انتهاء الساحرة من أعمالها.
«بففف.» كتم روزوال ضحكة خافتة عند سماعه رد ريوزو.
«بياتريس ليست فتاة صريحة، كما تعلمين. من الجيد أنكِ لا تجدين صعوبة في التعامل معها…»
«مهلًا، لا تتركوني في الظلام! ما الذي يحدث؟ اشرحوا لي الآن. يا إذا تركتم الأمور هكذا، فهذا أشبه بـ مورغللو العشرة وواحد، اللعنة!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بعيدًا عن ذلك. إنها تعامل حتى شخصًا مثلي بلطف بالغ. في الواقع، أنا دائمًا أُغضب السيدة بياتريس… حتى أنني خشيت أن تبدأ في كراهيتي.»
«ليس عليكِ القلق بشأن ذلك. كراهية بياتريس لا تؤخذ على محمل الجد. لو كانت تكرهكِ حقًا، لما اخترعت كل هذه الذرائع لقضاء الوقت معكِ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ابتسم روزوال ابتسامة عريضة، لكن ريوزو لم تستطع سوى تصديق نصف ما قاله. كانت بياتريس تنفث أنفاسها غاضبة، منتقدة كل شيء تقريبًا حين تتحدث مع ريوزو، ولم يكن هذا يشبه ما تعرفه عن الرفض الحقيقي. ومع ذلك، شعرت ريوزو أن بياتريس قد أظهرت لها كراهية لا يمكن إنكارها.
وبعد أن شاركت مودتها مع الشخص الذي أحبته أكثر من أي شخص آخر في حياتها، احتوى الضوء الأزرق وعي ريوزو بالكامل.
«آمل أن تتمكني في يوم من الأيام من فهم مشاعر تلك الفتاة الحقيقية.»
كان ذلك هو القرار الذي توصلت إليه إيكيدنا وروزوال قبل بدء هجوم الشيطان.
رأى روزوال كيف سكتت ريوزو، فتمتم بتعليق بصوت بدا عليه شيء من الشجن. ومع أن ابتسامته لم تزل من على وجهه، إلا أن ملامحه بدت متألمة قليلًا، مما جعل صدر ريوزو يضيق بحزن غامض.
في اللحظة التي مرَّ فيها بعض الهواء إلى رئتيها، تحول انتباه الرجل نحوها.
قبل أن تتمكن ريوزو من الاعتذار، ارتسمت على وجه روزوال ملامح إدراك مفاجئ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هاكِ، احذري.»
«معلمتي! سمعت أنك هنا اليوم، فجئت على الفور!»
«ما الذي يجعلك تقفين هناك شاردة الذهن، كما أتساءل؟ كما هي عادتك، تبدين فتاة غير مبالية.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
توهَّجت عينا روزوال بلمعان طفولي، وركض نحوهما مفعمًا بالحماس، وقد اختفت تمامًا هيئته التي بدت راشدة قبل لحظات. انطلق نحو إيكيدنا، الساحرة المقصودة، التي تنهدت بصوت مسموع عندما رأته.
«الخطايا السبع المميتة هي الكبرياء، الغيرة، الغضب، الكسل، الجشع، الشراهة، والشهوة… لكنني سمعتُ أنه في الماضي، كانت مختلفة، وكانت هناك خطايا أخرى تُدرج بجانب الخطايا المعترف بها حاليًا.»
«روزوال… لا أذكر أنني سمحت لك بمناداتي بـ معلمتي.»
«… روزوال الآن مجرد كومة على الأرض. اسمعي، هل ترافقكِ بيتي، أتساءل؟ هذا ما أمرت به أمي— الطريقة الوحيدة لقلب هذا الوضع لصالحنا.»
«لا يمكن أن يمر هذا اليوم دون أن أناديكِ بذلك. لقد أتقنت تمامًا ما طلبتِه في الواجب السابق، معلمتي. إذا ركَّزت المانا ذات الألوان الأربعة بمعدل موحَّد، تتحول إلى طاقة سحرية بلا خصائص عنصرية. ثم بإضافة اللونين المتبقيين، يصل المرء إلى خاصية ذات ألوان قوس قزح— ما رأيك؟»
قطع روزوال حديثه وهو يضغط على أسنانه غيظًا.
بعدما سمعت رد ريوزو، وجهت إيكيدنا توبيخًا صارمًا لبياتريس. ورغم أن ملامح الفتاة بدت شاحبة بخيبة أمل، كانت ريوزو مشغولة للغاية بارتباكها لتلاحظ ذلك.
«أنا واثقة أنني طلبت منك دراسة الألوان الأربعة فقط. إذًا، توصلت بنفسك إلى فكرة الألوان الستة من خلال الدراسة الذاتية؟ يا لك من طالب يتمتع بسرعة تعلم مرعبة ورغبة لا تشبع في التقدم… أو لعلها هوس؟ حسنًا، لقد أدهشتني بالفعل.»
«أ-أنا لقد وعدتُ… بتعليمكِ القراءة…»
غارفيل وريوزو ورام وأوتو لم يستوعبوا ذلك، أما سوبارو فقد شعر بشيء لم يكن قادرًا على مقاومته؛ اشتياق أليم استقر في أعماقه.
مدحت إيكيدنا روزوال، مما جعل عيني ريوزو تتسعان ذهولًا. فقد كانت إيكيدنا ساحرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكل ما يتجاوز توقعاتها كان بعيدًا تمامًا عن إدراك ريوزو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لذا، لم تستطع منع نفسها من الابتسام أمام ملامح الفخر التي ارتسمت على وجه روزوال بعد إنجازه. حتى ريوزو، بحدسها البسيط، أدركت كم يكن روزوال مشاعر خاصة لإيكيدنا. أما إيكيدنا، فقد بدت متفاجئة بمقدار الحب والاحترام الذي يغدقه عليها تلميذها الذي أعلن نفسه بنفسه.
فبعد كل شيء، كانت بياتريس، عندما تشرب الشاي معها، تلك الفتاة التي لا تقاوم الحلويات أبدًا. كانت لطيفةً لدرجة تجعلها لا تطيق رؤية ذلك الجمال يضيع بسبب زيادة في الوزن. كما أرادت ريوزو لأسنانها أن تبقى جميلة، أيضًا.
«ما الذي يجعلك تقفين هناك شاردة الذهن، كما أتساءل؟ كما هي عادتك، تبدين فتاة غير مبالية.»
«عندما تحقق إميليا ذلك، سيبدأ الملجأ المُكتمل من جديد. وعندما تُصحح الأمور، سيصبح بإمكان أي شخص أن يعتبر العالم بأسره ملجأا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نـ-نعم! اتركي الأمر لي، يا سيدة إيكيدنا…!»
«آه… السيدة بياتريس…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ولذلك، في تلك اللحظة الحرجة، تمكَّنت بياتريس من تأمين هروب سوبارو إلى الملجأ.
بينما كانت ريوزو تحدق في إيكيدنا وروزوال، أطلت بياتريس من الجانب، مكتوفة الذراعين، وأطلقت شهيقًا ساخرًا، وقد بدت على وجهها تلك الملامح المعتادة التي اعتادت عليها ريوزو. ولأنها اعتادت على هذا التعبير الغاضب، لم تعتذر بياتريس عن تسببه.
في تلك اللحظة، وبينما كان الحزن يخيم على المكان، رفعت فتاة خجولة يدها -ريوزو- في محاولة لتحدي ذلك الجو الكئيب.
«لا عليكِ. أنا مَن ينبغي أن يعتذر على مقاطعتكِ أثناء عملك. لقد تصرفت دون مراعاة.»
«هل لدى أمي وروزوال ما يناقشانه معًا؟ لم يعد لديهما وقت لاهتمام بأمثالكِ، كما أتساءل؟ ثم، ألا تزعجك تلك السلة؟ ينبغي أن تعودي إلى عملك بسرعة، أليس كذلك؟»
«نـ-نعم، سأنصرف على الفور. أستأذنكِ الآن.»
«ماذا، حقًا؟!»
انحنت ريوزو بخضوع أمام بياتريس المتجهمة، ثم أسرعت بمغادرة المكان على عجل.
«أفهم. والآن، ماذا لديكِ لتقولي في ذلك؟»
رغم أن روزوال أخبرها أن بياتريس لا تكرهها حقًا، إلا أن ريوزو وجدت صعوبة في تصديق ذلك. غير أن فكرة خطرت على بالها فجأة.
«حياة الملجأ، التي بدت هادئة على السطح، استمرت هكذا… فماذا حدث بعد ذلك؟»
«أمم… سيدة بياتريس؟»
«لست هنا لسبب محدد… مجرد تمضية الوقت، كما أتساءل؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما استأنفت ريوزو حمل السلة، تبعتها بياتريس بخطواتها. نظرت إليها ريوزو بارتباك، لكن بياتريس اكتفت بإبداء ملامح هادئة. وعندما تابعت ريوزو سيرها، ظلت بياتريس تسير خلفها.
فكرت ريوزو في الأمر قليلًا. ثم قررت أن تؤمن بكلمات روزوال بإصرار.
«سيدة بياتريس، إن كان يطيب لكِ، هل يمكن أن تساعديني في طي الغسيل؟»
«—! جدتي!»
«…هاه؟»
عندما استدارت، رأت بياتريس تقف هناك، بوجه كانت ريوزو تراه لأول مرة، ممسكةً بكمَّها بأصابع مرتعشة.
اتسعت عينا بياتريس دهشة أمام هذا العرض المهذب بمساعدتها في الأعمال المنزلية. شعرت ريوزو في تلك اللحظة بندم سريع على اعتمادها على كلمات روزوال.
«هذا… أتفق معكما في ذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—إذا كانت هذه المهمة أكبر من أن تقومي بها وحدكِ، فلا خيار آخر… ستساعدكِ بيتي.»
«أعتذر. لا أملك القوة الكافية لإنقاذ معلمتي بمفردي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… ألن يكون من الأفضل ألا تعرف بياتريس؟»
«هاه؟»
«هل أكررها، يا ترى؟ تحركي الآن، هل ستقفين هناك طوال اليوم، أتساءل؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بغض النظر عن كيفية بدايته، بالتأكيد، ليس الواجب وحده ما دفعكِ للاستمرار. على الأقل، هذا هو الحال بالنسبة لرام.»
كانت كلمات رام بمثابة عزاء حاد ومواساة بلهجة تأنيب. كان هذا بالضبط أسلوبها. ارتعشت شفاه ريوزو قليلًا وهي تستوعب تلك الكلمات، ثم أمسكت بيد غارفيل بيدها النحيلة، فأمسك هو الآخر بيدها دون أن ينبس بكلمة. كان هذا كافيًا.
تجاوزت بياتريس ريوزو التي تجمدت في مكانها من المفاجأة، واندفعت للأمام. وفي اللحظة التي عبرتها فيها، لمحت ريوزو على وجهها تعبيرًا غامضًا يمزج بين نفاد الصبر ومشاعر أخرى يصعب تحديدها.
«روزوال… لا أذكر أنني سمحت لك بمناداتي بـ معلمتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هاكِ، احذري.»
«—آه.»
شعرت ريوزو بوجنتيها تحترقان، وبدفء يغمر صدرها، وكأن شيئًا ما قد ارتفع إلى عينيها.
كانت الساحرة ذات الشعر الأبيض تقف خلف الكوخ المتهدم. بطريقة ما، تمكنت من إبطال القوة التي استُدعيَت لتدمير ريوزو.
بشيء من الجهد لكبح تلك المشاعر، انطلقت ريوزو بخطوات صغيرة إلى جانب بياتريس، متطلعة نحو وجهها.
《٦》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قطع هيكتور كلامه ووجه راحة يده نحو روزوال.
«أمم…! إن لم يكن هناك مانع، هل أستطيع ترك الغسيل معكِ للحظة قصيرة؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا تظني نفسك مهمة للغاية— لكن أظن أنه يمكنني ذلك لبعض الوقت، كما أقول.»
أدارت بياتريس وجهها على الفور، وقد تورد خَدّاها بسعادة وهي تتجاوب مع طلب ريوزو. وراحت تعبث بشعرها المجعد بعناية مبالغ فيها، وكأنها تهم بمواصلة الحديث—
ومع هذه الكلمات، مدت بياتريس يديها نحو الغسيل بتعبير يبدو غير راغب على وجهها.
«—يبدو أن وجود الكآبة كان شيئًا اضطرت إلى إخفائه بكل هذه الجهود.»
كانت أصابعه المرتجفة أوضح دليل على أن روزوال سيفتقد وجود ريوزو.
《٤》
بضعف، ردَّت شيما بعبارة هزلية بينما دعمتها رام بجسدها الواهن. من كلمات شيما والطريقة النعسانة التي خفضت بها رأسها، أدرك سوبارو أنها وصلت بالفعل إلى حدودها.
عندما استأنفت ريوزو حمل السلة، تبعتها بياتريس بخطواتها. نظرت إليها ريوزو بارتباك، لكن بياتريس اكتفت بإبداء ملامح هادئة. وعندما تابعت ريوزو سيرها، ظلت بياتريس تسير خلفها.
مرَّت ريوزو بالكثير من الأمور قبل أن تصل إلى هذه الأرض، ما بين الخير والشر. لكن الشرَّ كان أثقل وزنًا من الخير. ورغم ذلك، استطاعت الاستمرار بصمود حتى وصلت إلى هذا اليوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان هناك آخرون من ذوي الخلفيات المشابهة، وقد كانوا لطفاء، حرصوا على حمايتها كونها فتاة صغيرة وضعيفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ربما كان كذلك. لم يتحقق ذلك، لكن…»
ذات مرة، وبينما كانوا يتحدثون عن أوطانهم، قالت ريوزو إنها لا تحمل أي ذكريات جيدة عن موطنها. عندها، ردَّ أحدهم قائلًا: «وأنا كذلك.»، ثم ضحك. وبعدها أضاف: «لنجعل من هذا المكان وطنًا للجميع.»
لم تتذكر ريوزو مَن الذي قال ذلك. لكنها ظلت تحفظ تلك الكلمات في قلبها منذ ذلك اليوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في الآونة الأخيرة، بدأت إيكيدنا تزور المستوطنة بازدياد. أحب الجميع الساحرة، فقد كانت المنقذة لهم جميعًا، بما في ذلك ريوزو. منحهم وجودها وطنًا يحتضنهم، وهو امتنان لم يستطع أحدهم التعبير عنه بما يكفي.
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
مع إيكيدنا، تلاشت مشاق حياتهم اليومية، وتوفرت احتياجاتهم على نحوِ جيد، دون أن تطلب في المقابل شيئًا من أحد.
—الاستمرار في الابتسام بتلك الطريقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لن يُهزم بالقتال وحده. كانت هذه هي النتيجة التي أدت إلى إنشاء الملجأ في الأساس. أعتقد أن سبب تفاني السيد روزوال هو إدراكه أن إنقاذ السيدة إيكيدنا لن يكون ممكنًا إلا بهذا الحل.»
حدث مرة أن ردَّت إيكيدنا على شكرهم بقولها: «لا داعي للامتنان.» عندها، رأت ريوزو على شفتيها ابتسامة صغيرة. ومن تلك الابتسامة الخافتة، شعرت ريوزو أنها فهمت السبب وراء كل ما بذلته إيكيدنا من جهود: لكي تستطيع—
طوال الوقت، كانت ريوزو تعتذر عن أي شيء قد يزعج بياتريس. لكن هذه المرة وحدها، لم يكن بإمكانها فعل ذلك.
—الاستمرار في الابتسام بتلك الطريقة.
«تحوي هذه البلورة من المانا ما يكفي لتُسكر أي شخص، فلا عجب أنك تأثرتِ بها… الآن، ماذا نفعل من هنا فصاعدًا؟ كل ما أخبرتني به أمي هو أن أحضركِ إلى هذا المكان.»
وفي كل مرة تأتي فيها إيكيدنا إلى المستوطنة، كانت بياتريس ترافقها بلا استثناء.
«ريوزو…؟!»
هزت بياتريس رأسها في إنكار، لكن كلماتها تلاشت تدريجيًا في النهاية. هي نفسها عرفت أكثر من أي شخص آخر أن إعلانها اليائس لم يكن مقنعًا.
وحينما كان يحف بها جمع كبير من الناس، تطلب إيكيدنا من بياتريس أن تتصرف كما يحلو لها. وفي معظم الأحيان، قضت بياتريس وقتها قريبة من ريوزو.
حتى لو كانت طفلة، فقد كان على ريوزو، كأحد أعضاء المستوطنة، القيام بالكثير من الأعمال. أحيانًا، ساعدتها بياتريس في الغسيل أو الخياطة على مضض، متذمرة من أنها ليست ماهرة في هذه الأمور. لكن، رغم شكاويها، أنجزت العمل باجتهاد يفوق اجتهاد ريوزو نفسها.
قاطع سوبارو الحوار الهادئ بين شيما وريوزو بطرح سؤاله. أومأت شيما بعمق ردًا عليه.
وعندما لا تساعد ريوزو في أعمالها، قضت بياتريس وقتها في دروس السحر، غارقة في صفحات كتاب ضخم لا يتناسب مع حجمها الصغير، وهي تتدرب على التحكم في المانا عبر محاولات متكررة.
«صدقًا، كيف يمكن أن يكون روزوال مزعجًا إلى هذا الحد؟ إنه حقًا شخص يصعب مسامحته.»
بالنسبة لريوزو، التي ليس لها أي علاقة بالسحر ولا تستطيع حتى القراءة، بدت تلك المحاولات وكأنها معاناة تتجاوز فهمها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «يجب ألَّا ننسى أن نعامل السيدات بلطف، مهما كانت الفوارق بيننا… ولكن إذا كان لي طلب بسيط، فلا أحب أن يُناديني أحد بلقبي العائلي. هل يمكنكِ مناداتي باسم روزوال؟»
عندما تهادت كلمات شيما بشفتيها متهكمةً بتعليق متكاسل، ضرب غارفيل صدره بقوة. مبتسمًا بابتسامته ذات الأنياب الحادة، أومأ غارفيل لسوبارو بوجه خالٍ من الشكوك.
في تلك اللحظات، كان روزوال دائمًا يظهر، قاطعًا تدريبات بياتريس، مما يثير غضبها. ومع ذلك، لم يُظهر روزوال سلوكه النبيل المعتاد إلا في حضرة إيكيدنا وبياتريس.
كان من المعتاد أن ترى بياتريس وقد احمرَّ وجهها من الغضب، وهي تتصدى لمزاح روزوال بمهاجمات مضادة. وفي بعض الأحيان، ألقت ريوزو نظرة على مبارزاتهما السحرية، فتبتسم وكأنها تشاهد شجارًا بين شقيقين.
مدحت إيكيدنا روزوال، مما جعل عيني ريوزو تتسعان ذهولًا. فقد كانت إيكيدنا ساحرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكل ما يتجاوز توقعاتها كان بعيدًا تمامًا عن إدراك ريوزو.
«بيتي انتظرت بهدوء في الخارج كما طلبتِ، أمي. ثم رأتها هذه الفتاة من بعيد… فتساءلت بيتي إن كانت لديها أي حاجة لتتحدث إليها.»
وكان يحدث بين حين وآخر أن تفاجئهم إيكيدنا وسط مشاجرتهم، فيبهت وجه كل من روزوال وبياتريس من الرعب، مما يثير الضحك بين سكان المستوطنة جميعًا.
《٧》
لم يكن الجو الذي أشاعته شيما وديًّا، إذ شعر سوبارو بتلك البرودة تتجسد في العرق الذي سال على جبينه. راقب قطرة العرق وهي تتشكل وتسقط من ذقنه، فيما أغمضت شيما عينيها، لتغوص تحت أغطية ذكرياتها مجددًا—
إيكيدنا، روزوال، ريوزو، وحتى بياتريس— كان الجميع يضحكون قليلًا.
شعرت ريوزو بوجنتيها تحترقان، وبدفء يغمر صدرها، وكأن شيئًا ما قد ارتفع إلى عينيها.
قطع روزوال حديثه وهو يضغط على أسنانه غيظًا.
بالنسبة لريوزو ماير، كانت تلك الأيام في وطنها الجديد أيامًا سعيدة، سعيدة، سعيدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《٥》
«ذكريات سلفنا جميعًا… ريوزو ماير.»
«همم… ألا يمكن للقراءة إلا أن تكون مفيدة، أتساءل؟ فالقراءة تمنح الحياة غنى أكبر.»
«تلك شظايا من ذكريات جمعتها معًا… كنت أنوي ترتيبها زمنيًا على طريقتي الخاصة، لكني وجدت أن سرد قصة من ذكريات شخص آخر— حتى لو كانت تخص أقرب شخص لي على الإطلاق— لا يزال أمرًا بالغ الصعوبة.»
في النهاية، النسخ مختلفة عن الأصل، وحتى لو التقت بياتريس بريوزو وبالآخرين، فلن يكون ذلك لقاءً بريوزو ماير نفسها. قد يزيد ذلك من جرحها فقط. لكن—
اختارت شيما كلماتها وذكرياتها بعناية وهي تتحدث عن ماضي ريوزو ماير.
وربما اعتادت استحضار الذكريات، إذ انساب حديثها بهدوء وسلاسة. وبوصولها إلى تلك الوقفة في روايتها، بدا أن شخوص الماضي المحيطين بريوزو ماير قد اكتملوا للحظة. لكن—
ربما كان بدافع التحدي تجاه روزوال، إذ عقدت بياتريس ذراعيها وقبلت دور المعلمة. وبينما بدت الدهشة بادية على وجه ريوزو، تابعت بياتريس متسائلة وهي تشهق بازدراء:
«—ربما ينبغي أن أقول إن السيدة بياتريس لم تتغير على الإطلاق؟»
بينما ظلت ريوزو عاجزة عن الحركة أو الكلام، وجه الرجل راحة يده نحو الكوخ حيث تجمدت في مكانها. لم تفهم ما كان يفعله، لكن شعرت كما لو أنه أصدر بحقها حكمًا بالإعدام.
«رأيي لا يختلف عن رأيك… لكن هناك أمرًا… قبل ذلك… وقبل ذلك بكثير.»
أبعدت إيكيدنا نظرها عن هيكتور الذي كان يتذمر بأسى، ونظرت إلى روزوال الملقى بلا حراك وسط بركة من الدماء. ضيقت عينيها قليلًا، وهي تتأمل تلميذها الذي أدى واجبه حتى النهاية المريرة.
كان ظهور بياتريس في ذكريات ريوزو ماير مفاجئًا لسوبارو، لكن ليس من الصعب عليه تقبُّل الأمر.
«إذا فعلنا هذا، هل يعني ذلك أن هذه الأرض… أن الملجأ سيُنجى؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هل يمكن وصف هذا المشهد إلا بأنه كابوس؟ وهل هناك خيار آخر سوى الذهول والدهشة؟
من البداية، كان يعرف أن بياتريس هي الروح المتعاقدة مع إيكيدنا قبل أربعة قرون. فقد عملت إيكيدنا مع سلف روزوال على إنشاء الملجأ وأوكلت إلى بياتريس مهمة حراسة أرشيف الكتب المحرَّمة في قصر روزوال، منتظرة ذلك الشخص الذي وعدت بلقائه بعد وفاتها.
لقد كان كما قالت رام؛ كيفما كانت البداية، وإن كانت زائفة، فلا يعني ذلك أن كل ما جرى بعدها بات ملطخًا بذلك الزيف. تقبلت ريوزو تلك الكلمات من أعماق قلبها.
«أنا آسفة، يا ريوزو، لكن علينا أن نمضي بالحديث قُدمًا. لستُ متفاجئةً من أن إيكيدونا أخفت هدفها الحقيقي. هذا أمر معتاد منها. إذًا، بشأن ذلك الهدف المخفي…»
وبالتالي، لم يجد صعوبة في تقبُّل فكرة أن بياتريس دخلت وغادرت الملجأ في ذلك الوقت.
«هذه السيدة بياتريس… من المؤكد أنها هي نفسها التي سمعت اسمها فقط في قصر المركيز؟ لم تسنح لي الفرصة لمقابلتها بعد…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عندما رأى هيكتور هذا المشهد، رفع حاجبيه بدهشة.
«نعم، هي بياتريس ذاتها. لذا، فعلًا لها علاقة بالملجأ… وفوق ذلك، هي التي نقلتني إلى الملجأ حينها…»
نادى روزوال إيكيدنا بصوتٍ أشبه باللهاث، ولم يكن نداءه يحمل ثقةً في حكم معلمته؛ بل كان يحمل معنى: «لا يمكن أن تكوني جادة…»
بشيء من الجهد لكبح تلك المشاعر، انطلقت ريوزو بخطوات صغيرة إلى جانب بياتريس، متطلعة نحو وجهها.
هزَّ سوبارو رأسه موافقًا بعد أن تحقق أوتو من الأمر معه، مستعيدًا ذكرى من دورة سابقة في الحلقة الزمنية.
«… أتساءل، هل بيتي ليست بخير تمامًا حتى وهي وحدها…؟»
في تلك المرة، عندما ذهب لإنقاذ القصر، فشل سوبارو في إنقاذ أي شخص من سيف إلزا الغادر، حتى أنه شهد موت بياتريس أمام عينيه. وعندما جاء دور سوبارو ليُقتل على يد إلزا، استخدمت بياتريس قوتها لتنقله إلى الملجأ.
«هذا النوع من الأشياء يثقل الروح. يجعل صدرك يفسد، ويغرقك في مزاج كئيب.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«حتى لو استخدمت المعبر، بقي أمر يحيرني: كيف استطاعت نقلي إلى الملجأ بهذه السهولة؟ إذا كان المعبر لا يستطيع إرسال الأشخاص إلا إلى أماكن مألوفة لديهم، فلا بد أن الملجأ…»
برباطة جأش هادئة، أومأت ريوزو ردًّا على سؤال إيكيدنا بلا خوف. أثار موقفها الجريء دهشة الساحرة، التي اتسعت عيناها بذهول. استحضرت ريوزو في ذهنها لحظة اندهاش إيكيدنا من روزوال، وشعرت ببعض الفخر لأنها استطاعت إحداث ذات التأثير.
ابتسم روزوال ابتسامة عريضة، لكن ريوزو لم تستطع سوى تصديق نصف ما قاله. كانت بياتريس تنفث أنفاسها غاضبة، منتقدة كل شيء تقريبًا حين تتحدث مع ريوزو، ولم يكن هذا يشبه ما تعرفه عن الرفض الحقيقي. ومع ذلك، شعرت ريوزو أن بياتريس قد أظهرت لها كراهية لا يمكن إنكارها.
كان الملجأ، بالنسبة لبياتريس، مكانًا مليئًا بالذكريات. وربما كان بمثابة وطنها الحقيقي.
ولذلك، في تلك اللحظة الحرجة، تمكَّنت بياتريس من تأمين هروب سوبارو إلى الملجأ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—لا أدري دونو بشأن تلك الصغيرة، لكنني مهتم أكثر بالساحرة. كنت أعلم أن هذا المكان هو ساحة محاكمة ساحرة الجشع، لكنني لم أحصل على فرصة لمعرفة المزيد عنها.»
حذَّرتها بياتريس بنبرة جدية، مخافة أن تأسرها البلورة بسحرها لدرجة أن تقدم على فعل متهور. كانت تلك البلورة السحرية تحوي طاقة هائلة، قادرة على أن تسيطر على العقل وتدفع أي شخص للقيام بما لا يمكن تصوره. عادت ريوزو إلى رشدها على الفور، ومالت معتذرة: «آسفة!» وهي تخفض رأسها. أن تنجرف خلف سحر البلورة في مثل هذا الوقت الحرج…
«انتظر، ماذا؟ لم تقابل الساحرة من قبل يا غارفيل؟»
كان تفسير بياتريس الطفولي صادقًا. حين رأت ريوزو بياتريس عند أطراف المستوطنة، لم تستطع سوى التحديق فيها بذهول، مما أزعج بياتريس ودفعها للتصرف كما فعلت.
«أرر، أكره أن أكون صريحًا إلى هذا الحد، لكن أليس سؤالك غريبًا يا سيد ناتسكي؟»
«في المقام الأول، حتى الغرض من إنشاء الملجأ كان مخفيًا عن السيدة ريوزو. بمعنى آخر، وجود الكآبة قد مُحِي عمدًا. لا نعلم لأي غرض، لكن…»
كان أوتو متشككًا من رد فعل سوبارو، لكن كلمات غارفيل منذ لحظة كانت شيئًا لا يمكن لسوبارو تجاهله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رؤية معلمته صامتة أمام استغاثاته زادت من توتر روزوال، الذي بدأ يتوسل بصوت مرتفع للفرار فورًا.
كان القبر مثوى إيكيدنا، وكان غارفيل يمتلك المؤهلات لخوض المحاكمة باعتباره رسول الجشع. اعتقد سوبارو أن هذه المؤهلات لا تُمنح لأحد إلا بعد لقاء إيكيدنا شخصيًا.
بينما سكت غارفيل محاولًا أن يقرر كيف ينبغي أن يرد، أومأ أوتو له. وبينما كان ينظر نحو الثنائي، استمر سوبارو في التفكير في القبر— ومحاكمة إميليا.
«لكن من طريقتك في الكلام الآن، يبدو أن إيكيدنا لم تظهر خلال محاكمتك، صحيح؟ إذًا كيف عرفت أنك اجتزت المحاكمة؟»
«هذا المرفق… قد صُمم لنشر حاجز حول الغابة. وكان من المفترض أن أصبح أنا النواة التي تُفعِّل ذلك الحاجز… لكن لم يعد هناك وقت كافٍ لتنفيذ الخطة الأصلية.»
«قائد، طريقتك في الكلام توحي وكأنك قابلت الساحرة… أما أنا، فقد اجتزت الأمر وانتهى. لم أقابل الساحرة. ولن أتحدث عن ما جرى في الداخل بعد الآن.»
«على أي حال، أعتذر عن مقاطعة قراءتك. اسمحي لي بالاعتذار بالنيابة عن بياتريس.»
تحاشى غارفيل الحديث عن تفاصيل تجربته في المحاكمة وهو يرد على سؤال سوبارو بشأن الساحرة. وعندما هز سوبارو رأسه بتفهم، طرحت رام سؤالًا فجأة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—بمعنى آخر، باروسو قد قابل ساحرة الجشع؟»
وفي اللحظة التالية، انطلقت صرخة مدوية من روزوال مع التواء أطرافه وتحطمها، بينما تحطمت عظامه وتمزقت أنسجته.
«في حال النجاح، أتوقع ذلك… أوه! وأوه مرة ثانية؟!»
ضيَّقت رام عينيها الورديتين ببطء، وحدَّقت في سوبارو بصمت.
«…حدث ذلك في اليوم الأول، حين دخلتُ المقبرة لاستعادة إميليا. سألتها عن ريوزو… وبعض الأمور الأخرى.»
«—إذا كانت هذه المهمة أكبر من أن تقومي بها وحدكِ، فلا خيار آخر… ستساعدكِ بيتي.»
«…»
«سيدتي بياتريس، أشكركِ على الاعتناء بي طوال هذه المدة الطويلة… هذه هي لحظة الوداع.»
«ما الذي يجري؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com استمع سوبارو والبقية بوجوه متلهفة إلى نهاية حديثها، دون أن يبدوا أي تعليق على حركة شيما تلك. لا بد وأنها تحملت عذابات على مدار سنوات طويلة حيال ما تحدثت عنه: أصل الملجأ وعبء الحقيقة المخفية عن ريوزو ماير، الفتاة التي كانت جدتها.
دون أن يفصح عن تفاصيل محاكمته، شرح سوبارو لقاءه العابر مع الساحرة. كان يشك في سبب صمت رام، لكنها زفرت بهدوء على الفور.
هزت بياتريس رأسها في إنكار، لكن كلماتها تلاشت تدريجيًا في النهاية. هي نفسها عرفت أكثر من أي شخص آخر أن إعلانها اليائس لم يكن مقنعًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لو استخدمت بياتريس المرور ليهرب الجميع من هنا، فسيسير كل شيء على ما يرام.»
«فهمت. كنت أعتقد فقط أن كل شيء يبدو منسجمًا الآن. لشخص جاء إلى الملجأ لأول مرة، قد رتَّبت الأمور بحنكة يا باروسو. وإن كان ذلك يبعث الطمأنينة في نفسي، فأنا سعيدة أن الأمر لم يكن بفضل مهاراتك الحقيقية.»
في عمر السادسة عشرة فقط، أتقن الشاب الألوان الستة للسحر، وبلغ مستوى يُعد قمة ما يمكن للبشر تحقيقه من فنون السحر. ورغم حصوله على ساحرة كمعلمة، لم يتوقف أبدًا عن السعي إلى المزيد من التقدم. كان عبقريًا حقيقيًّا— لم يكن هناك كلمة أكثر دقة في هذا العالم تصفه من كلمة ”عبقري“ لوصف روزوال إل ميزرس.
«انتظري، هل هناك مشكلة في كوني رجلًا بارعًا؟»
برفق، نزعت ريوزو أصابع بياتريس من على كمها.
«آه…»
«هاه! باروسو، رجل بارع؟ لا تقل ذلك حتى في أحلامك. إنه أمر مثير للقلق.»
«هل كان عليك الذهاب إلى هذا الحد؟!»
أطلق سوبارو صرخة احتجاج مع ارتفاع صوته، فيما رام تنفجر ضاحكة. لكن رغم ذلك، لم يستطع التخلص من الشكوك التي تراوده حيال تصرفاتها. شعر وكأن عظمة صغيرة عالقة في حلقه.
برفق، نزعت ريوزو أصابع بياتريس من على كمها.
«لنعد إلى صلب الموضوع. يبدو أنني فهمت الأمر على هذا النحو: كانت هناك بالفعل ساحرة في هذا الملجأ. ترتعد فرائصي من مجرد تخيُّل وجود حقبة كان فيها حضور الساحرة أمرًا اعتياديًا.»
أشارت بياتريس، الحادة النظرات كعادتها، إلى التعبير العاطفي على وجه ريوزو. لكنها، بحكم معرفتها العميقة بريوزو، أدركت أن تلك الابتسامة ليست عادية. وبمجرد أن وعت ريوزو ذلك، فاضت عيناها بالدموع.
حاول أوتو إعادة الحوار إلى مساره الصحيح، لكنه انتهى بضم كتفيه وهو يرتجف لا إراديًا.
كانت ريوزو تراقبها طوال الوقت. كانت تعلم مدى حب بياتريس لوالدتها، وكيف أن علاقتها المتضاربة مع روزوال أشبه بمشاكسات بين الأشقاء، وكيف كانت ترسل إليها اهتمامًا غير ملحوظ.
«الحقبة التي وُجدت فيها سيدتنا الساحرة كانت منذ زمن بعيد. ربما لهذا السبب لا تعرفون عنها شيئًا. في الواقع، حتى بالنسبة لي، هذه ليست ذكرياتي الخاصة، بل هي ذكريات شخص آخر.»
«أن أسمع ذلك من شخص يحمل نفس ملامحي يجعلني أشعر كأنني أصبت بالخرف…»
ما أرادت شيما الحديث عنه كان ماضي الملجأ— أمورًا لم تعرفها إلا شيما والأشخاص المرتبطون مباشرة بتأسيسه. والسبب—
«ما حدث كان الدمار. وهنا ظهرت الحقيقة الكامنة وراء وجود الملجأ.»
«هذا أشبه بمزحة سيئة عن الاستنساخ… إذًا، يمكننا القول إن إيكيدنا كانت تأتي إلى هنا بين حين وآخر؟ وبياتريس كانت ترافقها؟»
كان عمره يقارب العشرين عامًا، بشعر بني محترق مربوط إلى الخلف. ظهرت تحت عينيه هالات داكنة كمَن يعاني من مرض العضال، وكان وجهه شاحبًا وقامته منحنية. بدا كما لو كان منفصلًا تمامًا عن الحياة، منهكًا لدرجة أنه بالكاد استطاع ارتداء ملابسه والتحرك.
قاطع سوبارو الحوار الهادئ بين شيما وريوزو بطرح سؤاله. أومأت شيما بعمق ردًا عليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«كثير من ذكريات ريوزو ماير تدور حول السيدة بياتريس. وكما أخبرتك، يبدو أنهما كانتا تستمتعان بصحبة بعضهما البعض.»
—الأربعمائة سنة التي قضتها بياتريس كانت فراغًا، ويدها الممدودة لا تزال تبحث عمّا فقدته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وعندما لا تساعد ريوزو في أعمالها، قضت بياتريس وقتها في دروس السحر، غارقة في صفحات كتاب ضخم لا يتناسب مع حجمها الصغير، وهي تتدرب على التحكم في المانا عبر محاولات متكررة.
احتوت ذكريات شيما، التي رافقها شيء من اللين في تعابيرها، نسخة من بياتريس يعرفها سوبارو. تلك الفتاة التي لم تستطع التعامل بصدق مع الآخرين، بقيت على حالها منذ أربعة قرون. ولذا، تعمدت عدم إظهار مشاعرها الحقيقية للناس، محتفظة بمختلف الأحاسيس داخل جسدها الصغير.
ما أرادت شيما الحديث عنه كان ماضي الملجأ— أمورًا لم تعرفها إلا شيما والأشخاص المرتبطون مباشرة بتأسيسه. والسبب—
شعر سوبارو بحزن عميق يعتمل في صدره وهو يتذكر بياتريس، المتمسكة بعقدها وأرشيف الكتب المحرَّمة.
«—لا تقلقي. ألا تدركين أن حتى بيتي تفهم قلقك في مثل هذا الوضع، أتساءل؟ من الأفضل أن تبقي صامتة وتنتظري هنا.»
«ابنة الساحرة…؟»
«بصراحة، فوجئت بأن إيكيدنا كانت تتجول برفقة بياتريس. من خلال ما أعرفه، لم أكن أعتقد أنها تكنُّ لها أي مشاعر حب كعائلة.»
«أتساءل عن نوع المحادثات التي أجريتها مع سيدتنا الساحرة حتى تتوصل إلى هذا الاستنتاج…»
«الذكريات تنتهي هنا. ليس لديَّ أي وسيلة لمعرفة ما حدث بعد ذلك. لكن من واقع استمرار الملجأ في الوجود، يبدو أن قرار ريوزو ماير لم يكن بلا جدوى.»
«وأنا أيضًا أوافق على هذا الرأي. في الذكريات التي شاهدتها، لم أجد سيدتنا الساحرة تفتقر إلى الإنسانية، لا تجاه ابنتها ولا تلميذها ولا حتى تجاه ريوزو ماير.»
—كان هذا السحر هو ما أطلقه روزوال، وقد ناء بجسده وروحه المتهاويين، متشبثًا بأمل مستحيل في قلب المعركة. لكنه استنفد أنفاسه الأخيرة، وكل ما حققه كان إجبار هذا الرجل الغريب على بذل القليل من الجهد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هذا… أتفق معكما في ذلك.»
ربما لم تكن تلك الصورة التي يحملها سوبارو عن إيكيدنا متوافقة تمامًا مع ما يعرفونه عنها، لكن هذا كل ما كان بوسعه قوله. مرَّت أربعة قرون على وفاتها، وقد يجلب مثل هذا الزمن الطويل تغيرات هائلة حتى لعقل ساحرة تمتلك قوة عظيمة كهذه.
ربما أدت تلك التغيرات إلى تحريف شخصيتها، وأفسدت جوهرها الداخلي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—تابعي قصتكِ، من فضلكِ. حتى الآن، تحدثتِ فقط عن ذكريات دافئة من الماضي. لكننا جميعًا نعلم أن المحاكمة لا تنتهي عند هذا الحد.»
«تلك شظايا من ذكريات جمعتها معًا… كنت أنوي ترتيبها زمنيًا على طريقتي الخاصة، لكني وجدت أن سرد قصة من ذكريات شخص آخر— حتى لو كانت تخص أقرب شخص لي على الإطلاق— لا يزال أمرًا بالغ الصعوبة.»
كلمات سوبارو جعلت الحاضرين يومئون برؤوسهم، وكل منهم يحمل مشاعر مختلفة في صدره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أعلن سوبارو استنتاجه النهائي، وعندما وافقته رام، شحب وجه ريوزو واهتزت قليلًا. على الفور، دعمها غارفيل من كتفيها، وجلس بها برفق على درجات القبر الحجرية.
«حياة الملجأ، التي بدت هادئة على السطح، استمرت هكذا… فماذا حدث بعد ذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عندما رأى هيكتور هذا المشهد، رفع حاجبيه بدهشة.
«ماذا حدث، تسأل…؟»
رغم كونه الضحية، كان لدى سوبارو الكثير مما أراد قوله لمرتكب الجريمة غير المبالي، لكن السبب الأساسي كان عدم حذره هو نفسه. ليس أمامه خيار سوى تحمُّل الخزي والعار.
خفضت شيما، الراوية الوحيدة لهذه الحكاية، عينيها وأجابت بصوت مرهق. ثم أخذت تمعن النظر في وجوه الحاضرين ببطء.
عقد سوبارو ذراعيه وقطَّب جبينه وهو يستمع إلى كلام رام.
«لقد استلت بياتريس الكلمات من فم المعلمة ذاتها— بالمناسبة، بما أنك تقضين الكثير من الوقت معها، ماذا لو أصبحتِ معلمة لريوزو؟»
«ما حدث كان الدمار. وهنا ظهرت الحقيقة الكامنة وراء وجود الملجأ.»
وفي إلقاء هذا العبء الثقيل الذي حملته وحدها، يمكنها أن تبدأ بالمضي قدمًا من جديد.
«الحقيقة الكامنة وراء وجود هذا المكان…؟»
كانت الساحرة ذات الشعر الأبيض تقف خلف الكوخ المتهدم. بطريقة ما، تمكنت من إبطال القوة التي استُدعيَت لتدمير ريوزو.
كان ذلك هو القرار الذي توصلت إليه إيكيدنا وروزوال قبل بدء هجوم الشيطان.
لم يكن الجو الذي أشاعته شيما وديًّا، إذ شعر سوبارو بتلك البرودة تتجسد في العرق الذي سال على جبينه. راقب قطرة العرق وهي تتشكل وتسقط من ذقنه، فيما أغمضت شيما عينيها، لتغوص تحت أغطية ذكرياتها مجددًا—
«آآاه، آااه، آااه، ما هذا. ما هذا. مااااذا…؟ أكره هذا حقًا، أشعر بثقل في صدري. مزاجي ينهار. رأسي مثقل. كآبة. كآبة، كآبة، كآبة كآبة كآبة كآبة—»
«مـ-معلمتي…»
«في ذلك اليوم، كانت السيدة الساحرة، والسيدة بياتريس، وسلف الشاب روز، جميعهم في الملجأ. كان المستوطَن كما هو دائمًا… وكنت أظن أن تلك الأيام ستستمر، هادئة وثابتة إلى الأبد.»
《٦》
«صدقًا، كيف يمكن أن يكون روزوال مزعجًا إلى هذا الحد؟ إنه حقًا شخص يصعب مسامحته.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قالت بياتريس، وهي تحتضن ركبتيها، وقد احمرَّ وجهها بانزعاج طفولي. كانت تجلس على جذع شجرة، وكلماتها تنضح بنبرة غاضبة. عندها، ارتسمت على وجه ريوزو ابتسامة غامضة، تحمل شيئًا من الحيرة.
«هل أزعجكِ وجهي، أتساءل؟ إن كان لديكِ ما تقولينه، فقوليها صراحة.»
«الطريقة التي قلتِ بها ذلك مؤلمة أكثر من أي شيء آخر…»
«… أليس ما حدث لأن السيدة بياتريس بادرت بممازحتي أولًا، ومنحت السيد روزوال ذريعة للانتقام؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هلَّا تتوقفين عن وصفها بالمزحة، أتساءل؟ لقد كان الأمر أكثر رقيًا من ذلك بكثير.»
حاولت بياتريس، على نحو غير مقنع، تبرير فعلتها بعد أن أشارت ريوزو إلى السبب الحقيقي للنزاع بينهما. وبما أنها صادقة حتى النخاع، كانت سيئة جدًا في تقديم الأعذار. ورغم أن ريوزو وجدت هذه السجية لطيفة، فإن المزحة التي لعبتها عليها بياتريس لم تكن مما يمكن تجاوزه بابتسامة بسيطة.
«هذه السيدة بياتريس… من المؤكد أنها هي نفسها التي سمعت اسمها فقط في قصر المركيز؟ لم تسنح لي الفرصة لمقابلتها بعد…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فقد استخدمت السحر المظلم لتلتف بالفضاء، محبِسةً إياها في ممر متاهة لا نهاية له.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «السيدة إيكيدنا.»
«فتحُ باب بعد الآخر، لأجد نفسي في كل مرة في نفس الغرفة، كان تجربة مرعبة بالنسبة لي.»
«نعم؟»
«… أكان ذلك لمجرد لمسة بسيطة من السحر المظلم، أتساءل؟ لا داعي لتضخيم الأمر.»
وسط ذلك الصمت، ألقت رام بصوتها تجاه ريوزو التي نكست رأسها. تقاطعت ذراعاها ونظرت إلى غارفيل، الذي كان بجانب ريوزو، بنظرتها النافذة المعتادة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انخفض رأس روزوال، وقد ارتسمت على ملامحه حسرة عميقة. ثم ضرب الطاولة بقبضته بأقصى ما يملك من قوة، فأنَّت أرجل الطاولة القديمة تحت وطأة الضربة، وبدأت الدماء تتسلل من يده الممزقة.
«—أفهم. إذًا، لا حرج في أن أستخدم سحرًا مضادًا للرد عليكِ بنفس الطريقة. حسنٌ، جيد أن أعرف ذلك.»
كانت ريوزو تراقبها طوال الوقت. كانت تعلم مدى حب بياتريس لوالدتها، وكيف أن علاقتها المتضاربة مع روزوال أشبه بمشاكسات بين الأشقاء، وكيف كانت ترسل إليها اهتمامًا غير ملحوظ.
بشيء من الجهد لكبح تلك المشاعر، انطلقت ريوزو بخطوات صغيرة إلى جانب بياتريس، متطلعة نحو وجهها.
«نغغغ…!»
«… أوه، لقد وصلتُ فقط إلى حد زمني للتشغيل، لا أكثر. لقد بذلت جهدًا أكبر قليلًا مما ينبغي لشخص في مثل عمري.»
«هلَّا تتوقفين عن وصفها بالمزحة، أتساءل؟ لقد كان الأمر أكثر رقيًا من ذلك بكثير.»
صدمت بياتريس عند سماع الصوت القادم من خلفها، وعلقت الكلمات في حلقها. وعندما استدارت لترى، وجدت روزوال واقفًا خلف جذع الشجرة الذي كانت تجلس عليه بجوار ريوزو، وابتسامة واسعة ترتسم على وجهه.
أخذت بياتريس تزم شفتيها بامتعاض، ما دفع روزوال إلى الإيماء برضى، وكأن تعبيرها ذاك قد راق له تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«يا لها من نظرة رائعة، بياتريس. بعد ردة فعل المعلمة، أجد هذه النظرة المفضلة لديَّ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن هذا الرجل الطويل النحيف، الذي بدا كتهديد يتجاوز حدود البشر، واجه فجأة هذا الهجوم المستعر—
«يا له من أسلوب متعجرف في الحديث!! أنت مجرد شخص محظوظ وُلد في عائلة ثرية، ويمتلك قدرًا بسيطًا من الموهبة، وقد أُتيح له التعلم على يد أعظم معلمة في العالم! لا تتمادى في غرورك!»
«ووه!»
«أظن أن كل ما نفعله السيدة بياتريس ليس سوى مدحه…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اندفعت بياتريس غاضبة، لكنها لم تكن تمتلك ما يكفي من المهارة لتتفوق على شخص خبير في استفزاز الآخرين مثل روزوال. وكما في مبارزاتهما السحرية، كان روزوال دائمًا يبدو متقدمًا عليها بخطوة، الأمر الذي جعل هذه المناوشات اليومية بينهما أمرًا مألوفًا بالنسبة لريوزو، رغم أنها تجاوزت فهمها أحيانًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ببرود، انحنى رجل بدا عليه الإرهاق الشديد ونظر إلى روزوال وهو ينطق بهذه الكلمات.
«ريوزو، أخبريني إن سببت لكِ بياتريس أي إزعاج مرة أخرى. سأتولى توبيخها فورًا، بل وأعاقبها بضربة على مؤخرتها.»
«حجة وجيهة. تؤلم أذني… وتشعرني بالسوء. همم. حقًا، لا أتفاهم معك إطلاقًا. ولهذا السبب—»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وكان دوره هو دعمها عن قرب حتى يحين اليوم الذي تُشاد فيه أفكارها وتُرفع عاليًا.
«هاه! هل تعتقد حقًا أن هذه الفتاة ستلجأ إليك بأي شكل من الأشكال، أتساءل؟ أخبريه بنفسكِ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن هذا الرجل الطويل النحيف، الذي بدا كتهديد يتجاوز حدود البشر، واجه فجأة هذا الهجوم المستعر—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«شكرًا جزيلًا، سيد روزوال. سأخبرك بالتأكيد إن حدث شيء.»
«صدقًا، كيف يمكن أن يكون روزوال مزعجًا إلى هذا الحد؟ إنه حقًا شخص يصعب مسامحته.»
«ماذا، حقًا؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أفهم قلقك. ليس هذا بعيدًا تمامًا عن مسألة الدم، لكن هناك تمييزًا قائمًا على المظهر الخارجي هنا وهناك. وحتى لو خرجت من الغابة، قد تواجه بعض التجارب المريرة. لكن…»
رأت ريوزو كيف تدلت كتفا بياتريس، وارتسمت على وجهها ملامح الخذلان، ما جعل تعبيرها يلين بعض الشيء. عندها أومأ روزوال، مبتسمًا وكأنه يدرك تمامًا أن ريوزو لن تبلغ عن شيء كهذا. ثم مال برأسه متأملًا للحظة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—حديث لا بد منه لتحرير هذا الملجأ.»
بنبرة تنطوي على بعض الحذر، أمعنت إيكيدنا النظر في ريوزو بتمعُّن قبل أن تستأنف حديثها:
«على أي حال، أعتذر عن مقاطعة قراءتك. اسمحي لي بالاعتذار بالنيابة عن بياتريس.»
«…»
«آه…»
«لا، هذا لطف مبالغ فيه. علاوة على ذلك، لا أعتقد أنه يمكنني اعتبار الأمر قراءة بعد.»
هزَّت ريوزو رأسها برفق تجاه اعتذار روزوال، ثم مررت أصابعها فوق صفحات الكتاب الذي استقر على حضنها. كان هذا أحد الكتب التي قدمتها إيكيدنا لسكان المستوطنة الذين لا يعرفون القراءة ويرغبون في تعلمها. ورغم أنها لم تتقن النص بعد، فإنها كانت في منتصف طريقها نحو فهمه، خطوة بخطوة.
«همم… ألا يمكن للقراءة إلا أن تكون مفيدة، أتساءل؟ فالقراءة تمنح الحياة غنى أكبر.»
كانت أصابعه المرتجفة أوضح دليل على أن روزوال سيفتقد وجود ريوزو.
«لقد استلت بياتريس الكلمات من فم المعلمة ذاتها— بالمناسبة، بما أنك تقضين الكثير من الوقت معها، ماذا لو أصبحتِ معلمة لريوزو؟»
«يا للعجب، مع أنك دائمًا تحاول إغواءها في وضح النهار، كيف تشعر بالإحراج من مجرد كتابة مشاعرك؟ سيد ناتسكي، ألا تعتقد أن إحساسك بالعار في غير محله؟»
«تقصد أن تكون بيتي معلمة لهذه الفتاة…؟»
فتحت إيكيدنا عينيها وحدَّقت في الطاولة الخشنة. وبدا على روزوال الذهول من كلماتها، ما جعل إيكيدنا تتنهد حيال رد فعله.
«مـ-معلمتي…»
للحظة، اتسعت عينا بياتريس استجابة لاقتراح روزوال، وكأنها شعرت بأنه يسخر منها. لكنها لم تكن أكثر اندهاشًا من ريوزو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هـ-هذا كثير عليَّ! لا يمكنني أن أسبب إزعاجًا للسيدة بياتريس، فهي مشغولة للغاية…»
كان تفسير بياتريس الطفولي صادقًا. حين رأت ريوزو بياتريس عند أطراف المستوطنة، لم تستطع سوى التحديق فيها بذهول، مما أزعج بياتريس ودفعها للتصرف كما فعلت.
«—هل يعد ذلك مشكلة حقيقية، أتساءل؟ هذا الأمر لا يتعدى كونه لعب أطفال.»
لقد كان كما قالت رام؛ كيفما كانت البداية، وإن كانت زائفة، فلا يعني ذلك أن كل ما جرى بعدها بات ملطخًا بذلك الزيف. تقبلت ريوزو تلك الكلمات من أعماق قلبها.
عندما تبتلعها تلك النور، ستتمكن من تحويل المكان إلى ملجأ حقيقي.
ربما كان بدافع التحدي تجاه روزوال، إذ عقدت بياتريس ذراعيها وقبلت دور المعلمة. وبينما بدت الدهشة بادية على وجه ريوزو، تابعت بياتريس متسائلة وهي تشهق بازدراء:
«ما بكِ، يا ترى؟ إن لم يعجبكِ الأمر، فلا نية لدى بيتي في فرضه عليك. ليس وكأنني متحمسة لذلك…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا، إن قبلتِ بتعليمي، سأكون سعيدة جدًا.»
في الحقيقة، كان إعجاب ريوزو ببياتريس هو ما دفعها لرغبة تعلم القراءة في المقام الأول. فقد أُغرمت بمظهرها وهي تتنقل دائمًا حاملة ذلك الكتاب الكبير بين يديها، ما جعل القراءة شيئًا تولد لديها اهتمام به.
ومع ذلك، لم يكن لدى شيما الوقت الكافي. لم يستطيعوا الانتظار حتى تستعيد ريوزو اتزانها.
«إن كنتِ مصَرّة، فما من خيار آخر، أتساءل؟ أنتِ فتاة محظوظة للغاية.»
«كما أُخبرت يا شاب، أجسادنا، تمامًا كالأرواح، تتعرض لاستهلاك مستمر.»
أدارت بياتريس وجهها على الفور، وقد تورد خَدّاها بسعادة وهي تتجاوب مع طلب ريوزو. وراحت تعبث بشعرها المجعد بعناية مبالغ فيها، وكأنها تهم بمواصلة الحديث—
أدار غارفيل وجهه في حرج، متجنبًا النظر في أعينهم. رغم أنه حاول قطع صلته بماضيه بعد اجتياز المحاكمة، إلا أن ذلك الماضي لم يتلاشى، وبقيت ذكرياته مثقلة بالندم المستمر، ما جعل الحديث عنه أمرًا مربكًا.
«سيدة بياتريس؟»
«بالنظر إلى دوره، فإن استيائكِ منه هو بالتحديد التقدير الذي أريده وأتوقعه منه.»
«…هل تناديني أمي، أتساءل؟»
فجأة، تبدلت ملامح بياتريس جذريًا، فقفزت من فوق الجذع بخفة. وألقت نظرة جانبية سريعة نحو ريوزو التي بدت عليها الحيرة، ثم أشارت بيدها نحو منزل قريب.
«روزوال، أمي تستدعيك أيضًا. هل هذا أمر طارئ، أتساءل؟»
كانت إيكيدنا تقتطع وقتًا من جدولها المزدحم لزيارة هذه الأرض، مصطحبة معها بياتريس. ونتيجة لذلك، سنحت لهما فرص كثيرة للتواصل والتقاء وجهيهما أثناء انتظار انتهاء الساحرة من أعمالها.
«فهمت. نفِّذي تعليمات المعلمة. سأ…»
«روزوال… لا أذكر أنني سمحت لك بمناداتي بـ معلمتي.»
وبتلك الكلمات المقتضبة، انزلقت بياتريس برشاقة عبر الباب المفتوح. ولكن ما إن عبرت عتبة الباب حتى اختفت عن الأنظار؛ إذ لا شك أنها انتقلت فورًا إلى مكان بعيد عبر البوابة.
«—الوضع قد تغيَّر إلى حدٍّ ما. تعالي معي فورًا إلى حيث المعلمة.»
«أين سمعتِ شيما… أو بالأحرى، كيف علمت الريوزو بمقصد إيكيدونا؟»
مع إيكيدنا، تلاشت مشاق حياتهم اليومية، وتوفرت احتياجاتهم على نحوِ جيد، دون أن تطلب في المقابل شيئًا من أحد.
كان في تعابير روزوال ما يمنع أي تردد أو نقاش. دون أن تنبس ببنت شفة، وجدت ريوزو نفسها تستجيب طوعًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —بدلًا من الكلمات السحرية، قدمت ريوزو طلبًا أخيرًا إلى بياتريس.
—خُيِّل إليها أنها تشعر برياح مزعجة تهبُّ في الأفق، رغم صفاء السماء الخالي من الغيوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا تدعها تظل كلمات وحسب، أيها القائد… حتى لو اضطررت إلى ركل الأميرة… السيدة إميليا في مؤخرتها!»
《٧》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«وبعد أن نهرب بهذه الطريقة، سنعيش في خوف من مطاردة ذلك الرجل لنا مجددًا؟ بفضل السيدة إيكيدنا والسيد روزوال، حصلنا أخيرًا على مكان للسلام… إذا تخلينا عن هذا المكان، لا أستطيع إلا أن أتساءل، كم من الوقت سيستغرق بناء ملجأ جديد؟»
—تثاقل الجو وأصبح مشحونًا بالتوتر، حتى شعرت ريوزو وكأن الدم في عروقها بدأ يجف.
لكن، دون تفسير، رأت ريوزو الصدق في عيني بياتريس المستديرتين.
«علينا الفرار من هنا حالًا. لم نستعد بعد؛ وإن ظهر في هذا المكان الآن، فسينهار المشروع. ولن يكون بالإمكان إعادة بنائه أبدًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أفهم قلقك. ليس هذا بعيدًا تمامًا عن مسألة الدم، لكن هناك تمييزًا قائمًا على المظهر الخارجي هنا وهناك. وحتى لو خرجت من الغابة، قد تواجه بعض التجارب المريرة. لكن…»
حاول أوتو إعادة الحوار إلى مساره الصحيح، لكنه انتهى بضم كتفيه وهو يرتجف لا إراديًا.
«…»
أغمضت ريوزو عينيها وهمست باسم تلك الفتاة الصغيرة. وبينما كانت تفكر في تلك الفتاة العنيدة التي لم تكن موجودة، اعتصر الألم قلبها بشدة.
«معلمتي! الوقت الذي نقضيه هنا ثمين للغاية! لقد… لقد وصل إلى هذا الحد بالفعل!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عبَّر غارفيل، بلا نية سيئة، عن رغبته في خوض حملته الرومانسية الخاصة تجاه رام. بالطبع، كانت محاولاته مرجحة أن تصطدم بالجدران الحديدية التي أقامتها رام حول قلبها.
داخل الكوخ، ضرب روزوال الطاولة بقبضة مشدودة، وقد بدا صوته متحشرجًا.
كان الملجأ، بالنسبة لبياتريس، مكانًا مليئًا بالذكريات. وربما كان بمثابة وطنها الحقيقي.
في الآونة الأخيرة، بدأت إيكيدنا تزور المستوطنة بازدياد. أحب الجميع الساحرة، فقد كانت المنقذة لهم جميعًا، بما في ذلك ريوزو. منحهم وجودها وطنًا يحتضنهم، وهو امتنان لم يستطع أحدهم التعبير عنه بما يكفي.
الشاب الذي اعتاد التحلِّي بأقصى درجات الهدوء والانضباط، بدا هذه المرة متوترًا، متشنجًا، ومرتبكًا. كانت إيكيدنا الساحرة قد أغمضت عينيها، متجاهلة توسلاته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رؤية معلمته صامتة أمام استغاثاته زادت من توتر روزوال، الذي بدأ يتوسل بصوت مرتفع للفرار فورًا.
«—غغ، آه!»
«يجب ألا نتردد! قوته طاغية جدًا! أنا لستُ مستعدًا بعد لخدمة المعلمة كما ينبغي. إن طلبتِ مني أن أكون درعًا لك، فسأفعل بكل سرور. لكن دون خطة مضادة، لن نستطيع…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ليست المشكلة في غياب الوسائل. إلى حدٍّ ما، بات الملجأ يلبي توقعاتي.»
خلال لقاءاته مع إيكيدونا في قصر أحلامها، لم تتطرق أبدًا إلى غرض الحاجز.
«إيه…؟»
في الحقيقة، كان إعجاب ريوزو ببياتريس هو ما دفعها لرغبة تعلم القراءة في المقام الأول. فقد أُغرمت بمظهرها وهي تتنقل دائمًا حاملة ذلك الكتاب الكبير بين يديها، ما جعل القراءة شيئًا تولد لديها اهتمام به.
عندما قبض الرجل المتذمر على يده المرفوعة، تسببت هذه الإيماءة في انفجار الكرة التي سقطت على الأرض. تردد صدى صوت الحرارة الحارقة التي تحرق الهواء مرة واحدة، ثم تبدد، واستنفدت مانا بالكامل.
فتحت إيكيدنا عينيها وحدَّقت في الطاولة الخشنة. وبدا على روزوال الذهول من كلماتها، ما جعل إيكيدنا تتنهد حيال رد فعله.
«البنية النظرية قد اكتملت. وقد جُمعت كمية كافية من الدم اللازم لتفعيل الحاجز في الكاتدرائية.»
«آه، أ-أمي…! أنتِ مخطئة! بيتي لم تفعل شيئًا… لكن هذه الفتاة، هي—!»
«ووه!»
«إ-إذًا…!»
كان ظهور بياتريس في ذكريات ريوزو ماير مفاجئًا لسوبارو، لكن ليس من الصعب عليه تقبُّل الأمر.
«—لكن، ليس هناك بعد ”نواة“ كافية لتفعيل الحاجز.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كاد الأمل أن يتجدد في قلب روزوال، لكن نبرة الخيبة في كلمات إيكيدنا جعلته يلتقط أنفاسه بمرارة.
كانت تفهم الغرض الحقيقي من الملجأ.
«شكرًا جزيلًا، سيد روزوال. سأخبرك بالتأكيد إن حدث شيء.»
«دون تلك النواة المحورية، لا يمكن تفعيل الحاجز. ومن دون الحاجز، لا سبيل إلى صدِّه. وإن لم نستطع تأمين شبكة حماية متكاملة، فسيدمرنا بلا شك.»
شددت بياتريس شفتيها بإحكام، بينما تطلعت بعمق إلى عيني ريوزو، وكأنها تبحث عن نواياها الحقيقية. كانت هذه أول مرة تسمح فيها بياتريس لريوزو برؤية مدى يأسها. اختارت ريوزو كلماتها بعناية وهدوء.
انخفض رأس روزوال، وقد ارتسمت على ملامحه حسرة عميقة. ثم ضرب الطاولة بقبضته بأقصى ما يملك من قوة، فأنَّت أرجل الطاولة القديمة تحت وطأة الضربة، وبدأت الدماء تتسلل من يده الممزقة.
«هه، كوكو. فهمت… لا شك أنك ستكون كذلك.»
وسط ذلك الصمت، ألقت رام بصوتها تجاه ريوزو التي نكست رأسها. تقاطعت ذراعاها ونظرت إلى غارفيل، الذي كان بجانب ريوزو، بنظرتها النافذة المعتادة.
ساد الصمت داخل الكوخ، وكأن الزمن قد تباطأ فجأة، وأصبح الهواء ثقيلًا، يكاد يُلمس على الجلد.
في تلك اللحظة، وبينما كان الحزن يخيم على المكان، رفعت فتاة خجولة يدها -ريوزو- في محاولة لتحدي ذلك الجو الكئيب.
«مهما حاولت النظر للأمر، أنت تبالغ. تماسك قليلًا، جييز. لنفعلها معًا.»
«بخصوص النواة الناقصة… أيمكنني أن أكون ذات نفع؟»
«مع ذلك، هذا ليس فقط مزعجًا، بل أمرٌ رهيب بحق.»
«ريوزو…؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنتِ هناك، أيتها الفتاة. أعتذر، فقد كان من المفترض أن تكون السيدة إيكيدنا هنا، لكني لا أراها في أي مكان.»
«لكنِّي لم أتصوَّر أن غارفيل سيذهب لحلِّ مشاكله أولًا…»
اتسعت عينا روزوال من الصدمة، بينما هزت ريوزو رأسها ببطء ونظرت نحو إيكيدنا.
«سيدتي بياتريس، أشكركِ على الاعتناء بي طوال هذه المدة الطويلة… هذه هي لحظة الوداع.»
«سمعتُ عن هذا الأمر قبل فترة. وهو أنني أستوفي الشروط لأكون نواة الحاجز الذي تبنيه السيدة إيكيدنا… ولهذا اخترتموني.»
«—هل عرفتِ ذلك من بياتريس؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رغم أن روزوال أخبرها أن بياتريس لا تكرهها حقًا، إلا أن ريوزو وجدت صعوبة في تصديق ذلك. غير أن فكرة خطرت على بالها فجأة.
غير أن تلك المعجزة لم تحقق شيئًا سوى تخفيف بعض الألم الذي سبق موتها المحتوم.
«نعم.»
«همف! تصمتين مجددًا. هل أنتِ فتاة مملة وجبانة يا ترى؟»
برباطة جأش هادئة، أومأت ريوزو ردًّا على سؤال إيكيدنا بلا خوف. أثار موقفها الجريء دهشة الساحرة، التي اتسعت عيناها بذهول. استحضرت ريوزو في ذهنها لحظة اندهاش إيكيدنا من روزوال، وشعرت ببعض الفخر لأنها استطاعت إحداث ذات التأثير.
«أعتذر. لا أملك القوة الكافية لإنقاذ معلمتي بمفردي.»
«وفقًا لما قالته السيدة بياتريس، أخبرتِها بأنني أصلح تمامًا لتلبية هذه الشروط. كما علمت أن السيدة بياتريس قد أخذت عينات من المانا الخاص بي عدة مرات خلال الأشهر الماضية لهذا الغرض.»
ردَّت بياتريس على كلمات ريوزو بنفخة خفيفة، وبما بدا كموقف متعجرف. استعادت ريوزو ذكريات تلك الأيام التي أخذت فيها مثل هذه العبارات على محمل الجد، مما أشعرها بالندم العميق.
«إن كانت بياتريس قد قالت هذا، فلا بد أن الأمر كذلك.»
«فهمت. كنت أعتقد فقط أن كل شيء يبدو منسجمًا الآن. لشخص جاء إلى الملجأ لأول مرة، قد رتَّبت الأمور بحنكة يا باروسو. وإن كان ذلك يبعث الطمأنينة في نفسي، فأنا سعيدة أن الأمر لم يكن بفضل مهاراتك الحقيقية.»
كان يكبر ريوزو بنحو أربع سنوات، إذ لم يتجاوز عمرها حينها الثانية عشرة، وكان أطول منها برأس كامل. ومع ذلك، كان يبدو أنه لم يبلغ ذروة نموه بعد، فيما بدأت نبرة صوته تأخذ طابعًا رجوليًا، وهي تتأرجح بين الطفولة والرُشد. حمل الفتى سحرًا مميزًا في تلك الفترة العابرة بين الطفولة والبلوغ، وكان يشعُّ بأناقة طبيعية نادرة.
بنبرة تنطوي على بعض الحذر، أمعنت إيكيدنا النظر في ريوزو بتمعُّن قبل أن تستأنف حديثها:
«مم بالنسبة للسيدة إيكيدنا… لم أرها حتى الآن اليوم. ويبدو أن بياتريس أيضًا لم تأتِ إلى مكانها المعتاد.»
«بالتأكيد، احتمالية أن تؤدي دور نواة الحاجز عالية. بوجودك كنواة، يُفترض نظريًّا أن يكتمل تأسيس الملجأ. غير أن ذلك يستلزم انتظار تكيف مانا جسدك مع هذه الأرض.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إذًا، لا يمكن فعل ذلك الآن؟»
ربما كان بدافع التحدي تجاه روزوال، إذ عقدت بياتريس ذراعيها وقبلت دور المعلمة. وبينما بدت الدهشة بادية على وجه ريوزو، تابعت بياتريس متسائلة وهي تشهق بازدراء:
«في حال النجاح، أتوقع ذلك… أوه! وأوه مرة ثانية؟!»
«هذا ليس حاجزًا عاديًّا. يجب ألا يُكسر هذا الحاجز بأي حال. ولأجل ذلك، كنت أحرص على التحضير بعناية فائقة. على مدى سنوات، جمعتُ هنا مَن يحملون دماء بشرية وشبه بشرية، لضمان تحقيق النطاق اللازم لإقامة الحاجز. وقد تكونين أنتِ الدفعة الأخيرة التي نحتاجها. لكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أظن أن كل ما نفعله السيدة بياتريس ليس سوى مدحه…»
قطع روزوال حديثه وهو يضغط على أسنانه غيظًا.
في اللحظة التي مرَّ فيها بعض الهواء إلى رئتيها، تحول انتباه الرجل نحوها.
لم تكن ريوزو تفهم هذا الحديث المعقد، لكن بدا لها أن العائق الذي يواجه إيكيدنا وروزوال كان صلبًا إلى درجة أن تعاونهما معًا لم يفلح في تجاوزه.
حتى بياتريس لم تستطع الحفاظ على هدوئها أمام سقوط روزوال وحضور هذا الشيطان الغامض. بدا الغضب في قسماتها، وكأنها تعنف ريوزو بنظراتها.
《٥》
ورغم عدم إدراكها لتلك التفاصيل المعقدة، كانت هناك فكرة وحيدة استقرت في ذهنها: ‹لابد أن لديكما طريقة للتغلب على هذا الأمر، أليس كذلك؟›
«بالتأكيد، مرور أربعمائة عام يُعتبر متأخرًا بعض الشيء… لكن لم يفت الأوان بعد.»
عندما شعرت بأنفاسهما تتوقف، استجمعت شجاعتها لتواصل:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك آخرون من ذوي الخلفيات المشابهة، وقد كانوا لطفاء، حرصوا على حمايتها كونها فتاة صغيرة وضعيفة.
«… لقد أنقذتني السيدة إيكيدنا والسيد روزوال. كنت سعيدة بقدومي إلى هذا المكان، حيث تمكنت من العيش دون ازدراء أو نبذ. إن كان بإمكاني رد هذا الجميل الغالي، أعتقد أن ذلك سيمنح حياتي معنى.»
《٥》
بدأت ريوزو تعبر عن مشاعرها المتدفقة كلمةً تلو الأخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حدَّقت إيكيدنا في ريوزو بعينيها السوداوين الباردتين، بينما قبضت الفتاة يديها بإحكام حتى شحبت أصابعها. وعلى مقربة منها، ارتسمت على ملامح روزوال بجوار الساحرة علامات العذاب.
«إذًا… إذا كنتِ تفهمين، فلماذا…؟»
«مـ-معلمتي…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
نادى روزوال إيكيدنا بصوتٍ أشبه باللهاث، ولم يكن نداءه يحمل ثقةً في حكم معلمته؛ بل كان يحمل معنى: «لا يمكن أن تكوني جادة…»
«—أفهم. إذًا، لا حرج في أن أستخدم سحرًا مضادًا للرد عليكِ بنفس الطريقة. حسنٌ، جيد أن أعرف ذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن إيكيدنا لم تمنحه الرد الذي كان يرجوه. بقيت عيناها السوداوان موجهتين نحو ريوزو دون أن تحيد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… السيدة بياتريس.»
«—سنقوم ببناء نواة الملجأ عبر وضع أودو الخاص بكِ في محفِّز. بهذه الطريقة، سنُسرع عملية تكيُّف مانا جسدك مع تربة هذه الأرض، مما سيمكننا من تفعيل الحاجز.»
كان وجه الفتاة يحمل ملامح فاتنة، وشعرها بلون كريمي كأن النور قد ذاب في خصلاته، وبشرتها بيضاء شفافة تكاد تُرى من خلالها. عيناها المستديرتان بلون أزرق شاحب؛ ولو كان هناك كلمة واحدة تجسد مظهرها فهي آسرة.
«إذا فعلنا هذا، هل يعني ذلك أن هذه الأرض… أن الملجأ سيُنجى؟»
كان من المفترض أن تحرق الكرة الحمراء المتقدة الرجل وتحوله إلى رماد، مبددة وجوده بالكامل. لكنَّها عجزت عن مس شعرة واحدة منه، لتتحول إلى كتلة صغيرة متوهجة سقطت على الأرض.
«هذا يتوقف على مفهوم النجاة نفسه. لكن بلا شك، سنتمكن من صد الخطر الداهم الذي يهددنا في هذه اللحظة. ووفقًا لهدفي الأساسي، سنحظى بفترة من الهدوء تتيح لنا تحسين تدابيرنا المضادة.»
////
لم يكن رد إيكيدنا يهدف إلى تهدئة مخاوف ريوزو؛ فالساحرة لم تعرف المجاملات أو تزيين الحقائق.
اندفعت بياتريس غاضبة، لكنها لم تكن تمتلك ما يكفي من المهارة لتتفوق على شخص خبير في استفزاز الآخرين مثل روزوال. وكما في مبارزاتهما السحرية، كان روزوال دائمًا يبدو متقدمًا عليها بخطوة، الأمر الذي جعل هذه المناوشات اليومية بينهما أمرًا مألوفًا بالنسبة لريوزو، رغم أنها تجاوزت فهمها أحيانًا.
إذا قالت إيكيدنا إنها قادرة على فعل شيء، فهذا يعني أنها ستحوله إلى واقع.
«أنا لست أشبه بابنتكِ—أنا ابنتكِ بالفعل!»
وبهذا، أصبحت ريوزو على يقين أنها تستطيع ردَّ الجميل، ولو كان الثمن حياتها.
«أ-أنا آسفة جدًا…! دخل شيء في عيني…»
«… متى يمكننا البدء؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—يمكننا البدء فورًا. هناك منشأة مهيأة لاستقبال النواة. ما تبقى هو تنقية البلورة السحرية التي ستصبح المحفز، والاستعداد لإجراء الطقوس المرتبطة بدماء سكان الكاتدرائية. المشكلة تكمن في كسب الوقت لمواجهة الخطر الداهم…»
«هذا… هو واجبي. أليس كذلك، يا معلمتي؟ سأبذل كل ما بوسعي حتى أنفاسي الأخيرة… ريوزو.»
ليس غريبًا على الناس أن يشعروا بحماس غريب أثناء الليل ويستخدموا كلمات لا تخطر ببالهم عادة. وقد كان من المعتاد أن ينظروا إلى تلك اللحظات في الصباح التالي بحسرة وتأنيب.
أخفى روزوال حزنه العميق خلف نظراته، ثم التفت نحو ريوزو. لم يظهر على وجهه الشاب أي أثر للضعف، بل انعكس فيه احترام عميق لريوزو، التي كانت عزيمتها صلبة بقدر عزيمته.
بعد أن خاطب ريوزو باعتذار، أغمض الفتى -روزوال- عينه في غمزة خفيفة.
«أعتذر. لا أملك القوة الكافية لإنقاذ معلمتي بمفردي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—حديث لا بد منه لتحرير هذا الملجأ.»
«أبدًا. بالنسبة لي، أنت أيضًا يا سيد روزوال منحتني نعمة غالية لا أستبدلها بشيء. أشعر بالامتنان لذلك، ولا أجد في نفسي أي سبب لألومك على شيء.»
«—تابعي قصتكِ، من فضلكِ. حتى الآن، تحدثتِ فقط عن ذكريات دافئة من الماضي. لكننا جميعًا نعلم أن المحاكمة لا تنتهي عند هذا الحد.»
«—يمكننا البدء فورًا. هناك منشأة مهيأة لاستقبال النواة. ما تبقى هو تنقية البلورة السحرية التي ستصبح المحفز، والاستعداد لإجراء الطقوس المرتبطة بدماء سكان الكاتدرائية. المشكلة تكمن في كسب الوقت لمواجهة الخطر الداهم…»
وضعت ريوزو يدها على صدرها الضئيل وهزَّت رأسها ببطء، فيما أطلق روزوال زفرة طويلة بعد ردها. ثم وجه بصره نحو إيكيدنا.
ما إن نطق هيكتور بصوت منخفظ حتى انطلقت صرخة مليئة بالألم، صرخة معلنة قرب نهاية روزوال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر سوبارو بحزن عميق يعتمل في صدره وهو يتذكر بياتريس، المتمسكة بعقدها وأرشيف الكتب المحرَّمة.
«سأنطلق حالًا. معلمتي، اهتمي بإعداد الحاجز… وأرجو أن تستدعي بياتريس.»
«لا عليكِ. أنا مَن ينبغي أن يعتذر على مقاطعتكِ أثناء عملك. لقد تصرفت دون مراعاة.»
لم يلتئم جرح بياتريس لأن الزمن بالنسبة لها ظل متوقفًا.
«… ألن يكون من الأفضل ألا تعرف بياتريس؟»
«معلمتي! الوقت الذي نقضيه هنا ثمين للغاية! لقد… لقد وصل إلى هذا الحد بالفعل!»
«إن لم تستدعيها الآن، فستحمل ضغينة ضدك وضدي طيلة حياتها… ومع ذلك، قد يحدث هذا حتى لو استدعيتها.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نـ-نعم! اتركي الأمر لي، يا سيدة إيكيدنا…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«فهمت… سأستدعيها قريبًا.»
بدت كلمات غارفيل نابعة من قلق عائلي على شيما التي جاهدت لتتحدث. أراد سوبارو احترام رأيه، إذ كان منطقيًا، لكنه لم يستطع قول ذلك في هذا السياق.
عندما أومأت إيكيدنا برأسها، توجه روزوال نحو باب الكوخ. وفي منتصف الطريق، وضع يده على كتف ريوزو وضغط عليها بشدة للحظة وجيزة.
«…»
كانت أصابعه المرتجفة أوضح دليل على أن روزوال سيفتقد وجود ريوزو.
ألحَّ سوبارو بالسؤال حول مفهوم الكآبة، الذي لعب دورًا بارزًا وجليًا. إن كان ذلك مجرد جهل منه، كما هو الحال مع الساحرات السبع المرتبطات بأسماء الخطايا السبع المميتة، فلا بأس. أما إذا لم يكن كذلك—
«… السيدة بياتريس.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تحاشى غارفيل الحديث عن تفاصيل تجربته في المحاكمة وهو يرد على سؤال سوبارو بشأن الساحرة. وعندما هز سوبارو رأسه بتفهم، طرحت رام سؤالًا فجأة.
أغمضت ريوزو عينيها وهمست باسم تلك الفتاة الصغيرة. وبينما كانت تفكر في تلك الفتاة العنيدة التي لم تكن موجودة، اعتصر الألم قلبها بشدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أفهم قلقك. ليس هذا بعيدًا تمامًا عن مسألة الدم، لكن هناك تمييزًا قائمًا على المظهر الخارجي هنا وهناك. وحتى لو خرجت من الغابة، قد تواجه بعض التجارب المريرة. لكن…»
《٨》
«هـ-هل تتحدثين بجنون، أتساءل؟! أن تقدِّمي جسدك… ما الذي تعتقدين أنك قادرة على فعله؟! أنت لا تفهمين شيئًا عن السحر! أنتِ… أأأ…»
—انقلب المشهد مرة أخرى رأسًا على عقب.
تحدثت شيما كممثلة للنسخ، وكان سوبارو يتفق جزئيًا مع رأيها.
《١٠》
«غاه… ها…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت إيكيدنا تقتطع وقتًا من جدولها المزدحم لزيارة هذه الأرض، مصطحبة معها بياتريس. ونتيجة لذلك، سنحت لهما فرص كثيرة للتواصل والتقاء وجهيهما أثناء انتظار انتهاء الساحرة من أعمالها.
مع صرخة مليئة بالمعاناة، سعل الشاب كتلة من الدم وهو يطير موازيًا للأرض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في حين تصاعد الغبار بعنف جراء تدحرجه، وقفت ريوزو مبهوتة، وقد نسيت حتى أن تتنفس.
كان مشهدًا طاغيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
في عمر السادسة عشرة فقط، أتقن الشاب الألوان الستة للسحر، وبلغ مستوى يُعد قمة ما يمكن للبشر تحقيقه من فنون السحر. ورغم حصوله على ساحرة كمعلمة، لم يتوقف أبدًا عن السعي إلى المزيد من التقدم. كان عبقريًا حقيقيًّا— لم يكن هناك كلمة أكثر دقة في هذا العالم تصفه من كلمة ”عبقري“ لوصف روزوال إل ميزرس.
«بالنظر إلى دوره، فإن استيائكِ منه هو بالتحديد التقدير الذي أريده وأتوقعه منه.»
ومع ذلك، ها هو روزوال ممدد على الأرض، يلهث، نافثًا زبدًا ممزوجًا بالدم.
كم كان هذا قاسيًا، أنانيًا، وجاحدًا؟
هل يمكن وصف هذا المشهد إلا بأنه كابوس؟ وهل هناك خيار آخر سوى الذهول والدهشة؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—حديث لا بد منه لتحرير هذا الملجأ.»
«… هل ما زلت تريد المزيد؟»
«عليَّ العودة قبل أن تأتي إميليا تان منتصبة الصدر، فخورة بنفسها…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ببرود، انحنى رجل بدا عليه الإرهاق الشديد ونظر إلى روزوال وهو ينطق بهذه الكلمات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن هذا الرجل الطويل النحيف، الذي بدا كتهديد يتجاوز حدود البشر، واجه فجأة هذا الهجوم المستعر—
أشارت بياتريس، الحادة النظرات كعادتها، إلى التعبير العاطفي على وجه ريوزو. لكنها، بحكم معرفتها العميقة بريوزو، أدركت أن تلك الابتسامة ليست عادية. وبمجرد أن وعت ريوزو ذلك، فاضت عيناها بالدموع.
كان عمره يقارب العشرين عامًا، بشعر بني محترق مربوط إلى الخلف. ظهرت تحت عينيه هالات داكنة كمَن يعاني من مرض العضال، وكان وجهه شاحبًا وقامته منحنية. بدا كما لو كان منفصلًا تمامًا عن الحياة، منهكًا لدرجة أنه بالكاد استطاع ارتداء ملابسه والتحرك.
لكن لباسه كان الشيء الوحيد الذي يلفت النظر في مظهره، إذ كان أشبه بزي مهرج، رغم أنه لم يحمل في وقفته أي أثر للبهجة.
«آآاه، آااه، آااه، ما هذا. ما هذا. مااااذا…؟ أكره هذا حقًا، أشعر بثقل في صدري. مزاجي ينهار. رأسي مثقل. كآبة. كآبة، كآبة، كآبة كآبة كآبة كآبة—»
بينما كان يسير ببطء، دفع روزوال بقدمه كما لو كان يلعب بحجر صغير، فتطايرت قطرات الدم من جسده المتهالك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«غــاه!… غههه… غوه…!»
«لم أفعل ذلك مع أمي بنية… انتظري، أتوسل إليكِ! هـ-هل يمكن لبيتي أن تطلب من أمي شخصيًا، أتساءل؟ أمي لطيفة مع بيتي، وستستمع لي بالتأكيد…»
«اصمت. صوتك يزعجني. محبط. مزعج. بائس. مثير للشفقة.»
بدأت ريوزو تعبر عن مشاعرها المتدفقة كلمةً تلو الأخرى.
تمتم الرجل كما لو كان يشكو لنفسه، دون أي نية حقيقية في التحدث مع الآخرين. ومع كل كلمة وكل خطوة، ازداد الضرر الذي أصاب جسد روزوال. عظامه أصدرت صريرًا، ولحمه تمزق وانفجر، وجسده انهار كما لو كان يسحقه الهواء، بينما انهمرت منه دموع ملطخة بالدم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هزت بياتريس رأسها في إنكار، لكن كلماتها تلاشت تدريجيًا في النهاية. هي نفسها عرفت أكثر من أي شخص آخر أن إعلانها اليائس لم يكن مقنعًا.
«أحسنت. لقد فعلت ما بوسعك. لم تنتصر عليَّ، لكنك بذلت جهدًا عظيمًا، أليس كذلك؟ هذا الجهد شيء جيد، أليس كذلك؟ …لكن، لن يجدي نفعًا أن تحاول أكثر من ذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتسعت عينا روزوال من الصدمة، بينما هزت ريوزو رأسها ببطء ونظرت نحو إيكيدنا.
«ما هذا الهراء الذي…؟ إن لم أوقفك هنا… غه، آآااه!!»
«—الأمر بين يديك، يا سوبارو الصغير.»
«هذا النوع من الأشياء يثقل الروح. يجعل صدرك يفسد، ويغرقك في مزاج كئيب.»
«… لطالما كنت أخشى أن رفع الحاجز قد يكون تعديًا على رغبات سلفنا ريوزو ماير.»
لم تعد تخشى شيئًا— فقد بددت بياتريس كل آثار ذلك.
عندما رفض روزوال الاستسلام لكلماته، انحنى الرجل على ركبته بنفور. أطلق زفرة عميقة وكأنه في مزاج بائس، ثم ضغط بإصبعه على صدر روزوال.
كان شعرها طويلًا وناعمًا بلون أبيض طبيعي، وبشرتها بدت كأن الضوء لم يمسها قط. عيناها وشفتاها، وكذلك فستانها الطويل، بالكاد أضفوا لمسات من اللون على حضورها، لكنها مع ذلك امتلكت جمالًا لا يحتاج إلى أكثر من هذا.
كانت تلك الفتاة هي ريوزو ماير، الأصل الذي استُنسخت منه شيما وبقية النسخ. داخل القبر، عايشت شيما، النسخة، ذكريات ريوزو ماير كما عاشتها في حياتها.
وفي اللحظة التالية، انطلقت صرخة مدوية من روزوال مع التواء أطرافه وتحطمها، بينما تحطمت عظامه وتمزقت أنسجته.
وحينما كان يحف بها جمع كبير من الناس، تطلب إيكيدنا من بياتريس أن تتصرف كما يحلو لها. وفي معظم الأحيان، قضت بياتريس وقتها قريبة من ريوزو.
«أنا حقًا أكره هذا. يجعلني أشعر بالكآبة. القيام بأمور بشعة كهذه هو الأسوأ. إنه بائس. مثير للشفقة. قاتم. موحش. الأسوأ على الإطلاق. أسوأ ما يمكن— كئيب جدًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد بلغت حد نسخة تعتمد على إمداد ضعيف من المانا، وتستطيع النشاط فقط في أوقات معينة. لقد انتهى الحديث عن الماضي. سيسمحون لشيما بالنوم، بعد أن أدت واجبها. أما البقية، فقد أُوكلت إلى سوبارو والآخرين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يخطر ببالها قط أن السيدة الساحرة العظيمة إيكيدنا ستتذكر اسمها شخصيًا.
«آه—»
«في حال النجاح، أتوقع ذلك… أوه! وأوه مرة ثانية؟!»
تسللت تلك الكلمات الكئيبة إلى أعماق روزوال، وكأنها تلتهم قلبه. وآخر كلمة همس بها الرجل جاءت كضربة قاضية. عجز روزوال عن تحمل الضغط المتزايد، فانهار صدره كما لو سحقه بالكامل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—راقب الجو قليلًا، يا رجل.»
بدأت ريوزو تعبر عن مشاعرها المتدفقة كلمةً تلو الأخرى.
سعل كميات هائلة من الدم، مما أقنع أي ناظر بأن أعضائه الداخلية قد انقلبت ودُفعت عبر فمه. انكشفت بياض عينيه، وارتعشت أطرافه حتى خمد تمامًا في سكون قاتل.
«هذه السيدة بياتريس… من المؤكد أنها هي نفسها التي سمعت اسمها فقط في قصر المركيز؟ لم تسنح لي الفرصة لمقابلتها بعد…»
«آآاه، آااه، آااه، ما هذا. ما هذا. مااااذا…؟ أكره هذا حقًا، أشعر بثقل في صدري. مزاجي ينهار. رأسي مثقل. كآبة. كآبة، كآبة، كآبة كآبة كآبة كآبة—»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبالتالي، لم يجد صعوبة في تقبُّل فكرة أن بياتريس دخلت وغادرت الملجأ في ذلك الوقت.
وفيما غاص روزوال في بحر من الدماء، لا يحرك ساكنًا، استمر الرجل في تفريغ كآبته بصوت خافت.
اختارت شيما كلماتها وذكرياتها بعناية وهي تتحدث عن ماضي ريوزو ماير.
—هكذا انتهت حياة روزوال المهيبة، على يد هذا الرجل الغريب الذي تجاوز كل فهم بشري.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي النهاية، مع دفء أطراف أصابعهما المتلامسة، ابتسمت ريوزو كزهرة تتفتح.
راقبت ريوزو المشهد حتى النهاية، وقد نسيت كيف تتنفس، قبل أن تستعيد أنفاسها المتقطعة أخيرًا—
فتحت إيكيدنا عينيها وحدَّقت في الطاولة الخشنة. وبدا على روزوال الذهول من كلماتها، ما جعل إيكيدنا تتنهد حيال رد فعله.
اندفع سيل هائل من الحرارة من يد روزوال المرفوعة، رغم سقوطه.
«آه؟ رغم كل هذا الثقل في صدري، يبدو أن هناك شخصًا هناك؟»
انحنت ريوزو على عجل، مطأطئة رأسها حين نطقت باسم الساحرة التي ترعاها— إيكيدنا. وما إن ألقت نظرة نحو ريوزو، حتى استدارت الفتاة التي تُدعى بياتريس بسرعة بالغة.
«عندما يحين ذلك الوقت، سيكون من العار البقاء محبوسين هنا. أما بالنسبة لأولئك الذين يبدون نظرات غير مصدقة، يمكنك الرهان على أنني سأكون هناك بابتسامة مغرورة على وجهي وأنا أخبرهم بأنني كنت أول مَن انضم إلى الفكرة.»
«—!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في اللحظة التي مرَّ فيها بعض الهواء إلى رئتيها، تحول انتباه الرجل نحوها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان شعرها مفروقًا في ضفيرتين كبيرتين وطويلتين، وفستانها المتسع يجعلها أشبه بأميرة من كتاب قصص. وفي الواقع، لم يكن وضعها بعيدًا عن ذلك في المقام والهيبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ارتجفت ريوزو من الذهول. لقد كانت تراقب المعركة من داخل كوخ بعيد، ومع ذلك استطاع الرجل أن يلاحظها من خلال ثغرة في الجدار الخشن وبسبب النفس البسيط الذي أخذته.
«… آااه، فهمت. ريوزو لديها ثلاث نسخ يمكنها التناوب معهن، لكن شيما أُخرجت من الدورة، لهذا لا يوجد مَن يحلُّ محلها. لهذا تبدو متعبة هكذا…»
«أتعلمين، أنا لا أفعل هذا لأنني أريده حقًا. سلب الأرواح يؤلم قلبي. سماع الصرخات يفسد مزاجي. أن يلعنني الآخرون يعني أن أعيش حياة كئيبة… هل توفرين عليَّ الوقت؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إييك…»
«—لا أدري دونو بشأن تلك الصغيرة، لكنني مهتم أكثر بالساحرة. كنت أعلم أن هذا المكان هو ساحة محاكمة ساحرة الجشع، لكنني لم أحصل على فرصة لمعرفة المزيد عنها.»
خلال لقاءاته مع إيكيدونا في قصر أحلامها، لم تتطرق أبدًا إلى غرض الحاجز.
«… كآبة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تنهَّد غارفيل، الذي لم يكن يرتدي سوى نصف ملابسه، وهو ينظر إلى سوبارو المنهار وكأن العالم قد انهار فوق رأسه.
بينما ظلت ريوزو عاجزة عن الحركة أو الكلام، وجه الرجل راحة يده نحو الكوخ حيث تجمدت في مكانها. لم تفهم ما كان يفعله، لكن شعرت كما لو أنه أصدر بحقها حكمًا بالإعدام.
لقد سُحق روزوال بقوة غير مفهومة… والآن سيواجه جسدها المصير ذاته—
كان من المعتاد أن ترى بياتريس وقد احمرَّ وجهها من الغضب، وهي تتصدى لمزاح روزوال بمهاجمات مضادة. وفي بعض الأحيان، ألقت ريوزو نظرة على مبارزاتهما السحرية، فتبتسم وكأنها تشاهد شجارًا بين شقيقين.
«آل… غووواااا!!»
دوى هدير مزلزل تفجرت معه ألسنة من اللهب الهائج، مصطبغة بالأحمر القاني.
«ذكريات سلفنا جميعًا… ريوزو ماير.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اندفع سيل هائل من الحرارة من يد روزوال المرفوعة، رغم سقوطه.
ورغم ذلك، كانت بياتريس أقوى بكثير من ريوزو التي لم تتمكن إلا من التراجع بخوف.
اجتاحت النيران القرمزية الرجل الغامض، وكأنها تنوي تحويله إلى رماد. كانت جحيمًا ملتهبًا جاء من عالم من الحرارة الحارقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن هذا الرجل الطويل النحيف، الذي بدا كتهديد يتجاوز حدود البشر، واجه فجأة هذا الهجوم المستعر—
ورغم ذلك، كانت بياتريس أقوى بكثير من ريوزو التي لم تتمكن إلا من التراجع بخوف.
«إذعانًا للعرق… كم هو كئيب.»
راقبت ريوزو المشهد حتى النهاية، وقد نسيت كيف تتنفس، قبل أن تستعيد أنفاسها المتقطعة أخيرًا—
تمتم الرجل في خمول، ثم دك اللهيب الجحيمي في الأرض قبل أن يصل إليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
للفوز في هذه المعركة، التي تتخطى حدود الفهم البشري، كان عليهما المغادرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان من المفترض أن تحرق الكرة الحمراء المتقدة الرجل وتحوله إلى رماد، مبددة وجوده بالكامل. لكنَّها عجزت عن مس شعرة واحدة منه، لتتحول إلى كتلة صغيرة متوهجة سقطت على الأرض.
«أدهشني أنك لم تختفِ بعد. اضطراري لاستخدام قوتي أمر كئيب… أريد فقط أن أموت.»
«—يبدو أن وجود الكآبة كان شيئًا اضطرت إلى إخفائه بكل هذه الجهود.»
عندما قبض الرجل المتذمر على يده المرفوعة، تسببت هذه الإيماءة في انفجار الكرة التي سقطت على الأرض. تردد صدى صوت الحرارة الحارقة التي تحرق الهواء مرة واحدة، ثم تبدد، واستنفدت مانا بالكامل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «سيدة بياتريس، إن كان يطيب لكِ، هل يمكن أن تساعديني في طي الغسيل؟»
—كان هذا السحر هو ما أطلقه روزوال، وقد ناء بجسده وروحه المتهاويين، متشبثًا بأمل مستحيل في قلب المعركة. لكنه استنفد أنفاسه الأخيرة، وكل ما حققه كان إجبار هذا الرجل الغريب على بذل القليل من الجهد.
بينما كانت ريوزو تحدق في إيكيدنا وروزوال، أطلت بياتريس من الجانب، مكتوفة الذراعين، وأطلقت شهيقًا ساخرًا، وقد بدت على وجهها تلك الملامح المعتادة التي اعتادت عليها ريوزو. ولأنها اعتادت على هذا التعبير الغاضب، لم تعتذر بياتريس عن تسببه.
لم يتبقَ سوى مسألة واحدة: مَن سيرحل أولًا -روزوال أم ريوزو- في ثوانٍ معدودة لا أكثر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آهننن؟»
«تبًا، يا شيطان الكآبة!»
«يا له من لقب سيئ… يُثقل روحي. أتظن أنني اخترت أن أكون على هذه الحال، همم؟»
«…»
«أحسنت. لقد فعلت ما بوسعك. لم تنتصر عليَّ، لكنك بذلت جهدًا عظيمًا، أليس كذلك؟ هذا الجهد شيء جيد، أليس كذلك؟ …لكن، لن يجدي نفعًا أن تحاول أكثر من ذلك.»
«حتى وإن انحرفت حياتك أو فسدت بطريقة ما… فإنك أصبحت كما أنت بسبب اختياراتك، مهما كانت محدودة. لا تحاول أن تُقنع نفسك بأنك ضحية… يا شيطان الكآبة، هيكتور!»
«حجة وجيهة. تؤلم أذني… وتشعرني بالسوء. همم. حقًا، لا أتفاهم معك إطلاقًا. ولهذا السبب—»
قطع هيكتور كلامه ووجه راحة يده نحو روزوال.
«—غغ، آه!»
«تحوي هذه البلورة من المانا ما يكفي لتُسكر أي شخص، فلا عجب أنك تأثرتِ بها… الآن، ماذا نفعل من هنا فصاعدًا؟ كل ما أخبرتني به أمي هو أن أحضركِ إلى هذا المكان.»
«عظامك تتصدع. أعضاؤك الداخلية تنسحق. قلبك يتشقق. ماذا ستفعل الآن، ها؟»
قبل أن تتمكن ريوزو من الاعتذار، ارتسمت على وجه روزوال ملامح إدراك مفاجئ.
لم يكن الجو الذي أشاعته شيما وديًّا، إذ شعر سوبارو بتلك البرودة تتجسد في العرق الذي سال على جبينه. راقب قطرة العرق وهي تتشكل وتسقط من ذقنه، فيما أغمضت شيما عينيها، لتغوص تحت أغطية ذكرياتها مجددًا—
ما إن نطق هيكتور بصوت منخفظ حتى انطلقت صرخة مليئة بالألم، صرخة معلنة قرب نهاية روزوال.
«كانت تلك رغبة ريوزو ماير الأخيرة، أليس كذلك؟ أن يصبح هذا المكان ملجأا، حيث يمكن للجميع أن يبتسموا… وأن تكون بياتريس جزءًا من ذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هذه المرة، خمد روزوال تمامًا ولم يعد يقوى على الحركة. ألقى هيكتور عليه نظرة خاطفة قبل أن يستدير بكسل. ثم حدق باتجاه الكوخ حيث كانت ريوزو، و -دون سابق إنذار- انهرس الكوخ تحت ضغط هائل.
«سواء كنتَ تقصدها أو لا، سماع هذا من الجاني يجعل الأمر أسوأ!»
«هل ستستخدمين هذه البلورة كوسيط لتجعلين من طاقة أودو الخاصة بكِ نواةً للحاجز؟ إذا فعلتِ ذلك، يمكنكِ تجاوز حاجة انتظار تنشيط المانا في التربة، وستصبح الغابة ملجأا على الفور…»
«—غآه… آااه؟!»
اختارتها من بين كل الكلمات التي تملكها، لأن هذه اللحظة كانت الأهم في حياتها.
لم تصمد حتى لجزء من الثانية.
سُحقت من الأعلى بقوة تفوق وزنها بأضعاف. وبمعجزة ما، سقطت إلى الأمام على الأرض؛ لو تغير وضع جسدها قليلًا لكانت مفاصلها قد انكسرت وانقلبت.
«أعتذر. لا أملك القوة الكافية لإنقاذ معلمتي بمفردي.»
غير أن تلك المعجزة لم تحقق شيئًا سوى تخفيف بعض الألم الذي سبق موتها المحتوم.
«مع ذلك، هذا ليس فقط مزعجًا، بل أمرٌ رهيب بحق.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إن لم تكن تقاوم، فهي ليست إيكيدنا. وإذا لم تكن إيكيدنا… فلا يهمني أمرها، أليس كذلك؟»
«فتحُ باب بعد الآخر، لأجد نفسي في كل مرة في نفس الغرفة، كان تجربة مرعبة بالنسبة لي.»
كان ذلك هو القرار الذي توصلت إليه إيكيدنا وروزوال قبل بدء هجوم الشيطان.
«—ماذا؟»
غمر جسدها بالكامل ضغط خانق لا فكاك منه، شعرت كأن الهواء نفسه يسحقها. وفي اللحظة التي ظنت فيها أن صوت هيكتور البعيد سيكون آخر ما تسمعه في هذا العالم، اختفى ذلك الضغط فجأة.
«شكرًا لكِ— وداعًا، بيتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حدقت بياتريس، وقد صُدمت، إلى البلورة السحرية الزرقاء التي تقبع بجانبهما.
لهاثات متقطعة انبعثت من صدرها، وقد شوهت الدموع واللعاب ملامح وجهها. رفعت ريوزو رأسها بصعوبة وهي تلهث.
«نعم، تمامًا… ها؟! عندما قلتِ رجالًا الآن، هل شملتِني أنا أيضًا؟!»
خرج صوت بياتريس ضعيفًا، بينما رمشت عينيها غير مستوعبة.
«بالنظر إلى الموقف، من الصعب القول إنني وصلت في الوقت المناسب.»
«آه؟ رغم كل هذا الثقل في صدري، يبدو أن هناك شخصًا هناك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت الساحرة ذات الشعر الأبيض تقف خلف الكوخ المتهدم. بطريقة ما، تمكنت من إبطال القوة التي استُدعيَت لتدمير ريوزو.
انحنت ريوزو على عجل، مطأطئة رأسها حين نطقت باسم الساحرة التي ترعاها— إيكيدنا. وما إن ألقت نظرة نحو ريوزو، حتى استدارت الفتاة التي تُدعى بياتريس بسرعة بالغة.
عندما رأى هيكتور هذا المشهد، رفع حاجبيه بدهشة.
«يبدو أن غارفيل المعاقَب ليس راضيًا، لكن ما هو هذا الحديث الذي أجلته بالضبط؟»
تصلب تعبير الفتاة على الفور عند سماع ذلك الصوت اللطيف. أطلقت ريوزو زفرة طويلة كانت تحبسها في صدرها.
«… لا، لقد أتيتِ في الوقت المناسب تمامًا. تلميذكِ أبطأني بشجاعة، مما أدى إلى تعطيل كل شيء عن جدوله. وهذا حقًا… يُثقل روحي. يجعلني أشعر بالكآبة، بلا شك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—من هذه النقطة، سنقتحم مقر المركيز ميزرس، كما ترى. مع يدي غارفيل الاثنتين، واثنين من الأشخاص العاجزين، أنا واثق أننا سنتدبر الأمر بطريقة ما.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—تبتسمين الآن بطريقة مقلقة بعض الشيء.»
«أسلوبك في الحديث لم يتغير أبدًا… ما زلت كما كنت حين افترقنا.»
«انتظري. يا ليس هناك حاجة للضغط على نفسك. دعي العجوز السليمة تحلُّ محلها و—»
«بخصوص النواة الناقصة… أيمكنني أن أكون ذات نفع؟»
«وأنتِ أيضًا… طريقتك في الكلام كما هي. أتساءل كيف انتهى بك الأمر بأسلوب حديث غير لطيف كهذا؟ رغم أنك كنتِ لطيفة جدًا في ذلك الوقت…»
لكن لباسه كان الشيء الوحيد الذي يلفت النظر في مظهره، إذ كان أشبه بزي مهرج، رغم أنه لم يحمل في وقفته أي أثر للبهجة.
ما إن نطق هيكتور بصوت منخفظ حتى انطلقت صرخة مليئة بالألم، صرخة معلنة قرب نهاية روزوال.
أبعدت إيكيدنا نظرها عن هيكتور الذي كان يتذمر بأسى، ونظرت إلى روزوال الملقى بلا حراك وسط بركة من الدماء. ضيقت عينيها قليلًا، وهي تتأمل تلميذها الذي أدى واجبه حتى النهاية المريرة.
كانت البلورة زرقاء، شفافة، وجميلة إلى حد جعل ريوزو ترتجف.
«إن كانت بياتريس قد قالت هذا، فلا بد أن الأمر كذلك.»
«… أشعر بألم في صدري أكثر مما توقعت. لا أستطيع الحفاظ على حيادي تجاه هذه النتيجة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… في الغابة، في مبنى ينبعث منه عطر مقزز. كل ما قالته أمي هو أن تأخذكِ بيتي هناك عبر ممرَّها المزعج، أتساءل؟»
«في موقف كهذا، التزام الهدوء وعدم التأثر يبدو أكثر إثارة للرعب، أليس كذلك؟ إن أردتِ البكاء، فخذي ما يكفي من الوقت لذلك. لستُ بهذه القسوة.»
«أنتَ مَن ألحق به الأذى، ثم تتجرأ على قول هذا الكلام؟»
«مهلًا، لا تتركوني في الظلام! ما الذي يحدث؟ اشرحوا لي الآن. يا إذا تركتم الأمور هكذا، فهذا أشبه بـ مورغللو العشرة وواحد، اللعنة!»
كان حديثهما مليئًا بالحدة، مما أوضح أن علاقتهما أبعد ما تكون عن الود.
«… كآبة.»
تسللت تلك الكلمات الكئيبة إلى أعماق روزوال، وكأنها تلتهم قلبه. وآخر كلمة همس بها الرجل جاءت كضربة قاضية. عجز روزوال عن تحمل الضغط المتزايد، فانهار صدره كما لو سحقه بالكامل.
على النقيض من إيكيدنا التي وقفت على مسافة، تصرف هيكتور بطبيعته المعتادة. ورغم يقين الجميع بقوة إيكيدنا، إلا أن هيكتور كان كيانًا يتجاوز حدود المنطق. لم تستطع ريوزو حتى تخيل أحد يهزمه في قتال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان شعور من الحماسة قد اشتعل داخل صدره. وفي أعماق عينيه، لاح بريق نور. أمام ذراعه، كانت هناك فتاة يرغب في الوصول إليها.
«—إلى متى ستبقين مستلقية هكذا على نحوٍ مزرٍ؟»
ألحَّ سوبارو بالسؤال حول مفهوم الكآبة، الذي لعب دورًا بارزًا وجليًا. إن كان ذلك مجرد جهل منه، كما هو الحال مع الساحرات السبع المرتبطات بأسماء الخطايا السبع المميتة، فلا بأس. أما إذا لم يكن كذلك—
«لقد عشتُ بسعادة هنا. لهذا يجب أن أرحل. سأحمي تلك السعادة. سيدتي بياتريس، أشكركِ كثيرًا على العطف الذي أظهرتِه لي مرات عديدة، واليوم مرة أخرى.»
«…هـه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أفهم… ربما تأخر وصولهما. لكن بصرف النظر عن السيدة إيكيدنا، من الصعب عليَّ أن أصدق أن بياتريس لم تأتِ للقائكِ.»
فجأة، شُدت ريوزو من ياقة ثوبها، لتجد نفسها تُرفع إلى الأعلى. وفي خضم المفاجأة، أدركت أن مَن يقف بجانبها لم يكن سوى فتاة مألوفة، تنظر إليها بوجه متجهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سيّدتي… بياتريس…»
«أمم… سيدة بياتريس؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ليس هذا وقت الاستلقاء في ذهول. كل ما تفعلينه هنا هو إبطاء الآخرين… غادري بسرعة بينما توفر أمي الوقت اللازم لكِ، أتساءل؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تحاشى غارفيل الحديث عن تفاصيل تجربته في المحاكمة وهو يرد على سؤال سوبارو بشأن الساحرة. وعندما هز سوبارو رأسه بتفهم، طرحت رام سؤالًا فجأة.
«لـ-لكن… السيد روزوال والسيدة إيكيدنا طلبا مني البقاء هنا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في النهاية، النسخ مختلفة عن الأصل، وحتى لو التقت بياتريس بريوزو وبالآخرين، فلن يكون ذلك لقاءً بريوزو ماير نفسها. قد يزيد ذلك من جرحها فقط. لكن—
«… روزوال الآن مجرد كومة على الأرض. اسمعي، هل ترافقكِ بيتي، أتساءل؟ هذا ما أمرت به أمي— الطريقة الوحيدة لقلب هذا الوضع لصالحنا.»
«…»
حتى بياتريس لم تستطع الحفاظ على هدوئها أمام سقوط روزوال وحضور هذا الشيطان الغامض. بدا الغضب في قسماتها، وكأنها تعنف ريوزو بنظراتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ورغم ذلك، كانت بياتريس أقوى بكثير من ريوزو التي لم تتمكن إلا من التراجع بخوف.
غمر جسدها بالكامل ضغط خانق لا فكاك منه، شعرت كأن الهواء نفسه يسحقها. وفي اللحظة التي ظنت فيها أن صوت هيكتور البعيد سيكون آخر ما تسمعه في هذا العالم، اختفى ذلك الضغط فجأة.
«همم… ألا يمكن للقراءة إلا أن تكون مفيدة، أتساءل؟ فالقراءة تمنح الحياة غنى أكبر.»
«الاستعدادات قد اكتملت. ألم تخبركِ أمي بذلك، أتساءل؟ قالت إنك ستفهمين جيدًا.»
ذلك الجرح في قلب بياتريس، الناجم عن فقدان صديقتها الوحيدة، ظل ندبًا باقيًا منذ ذلك الحين. الأمل الذي تعلقت به لاحقًا، بلقاء ذلك الشخص كما أمرتها والدتها، لم يتحقق، وكان الزمن قد أنهك روحها.
«—أفهم.»
«ومع ذلك، فإن هذا… يختلف اختلافًا كبير عن حقيقة الملجأ كما أعرفه…»
—تثاقل الجو وأصبح مشحونًا بالتوتر، حتى شعرت ريوزو وكأن الدم في عروقها بدأ يجف.
انعقدت أنفاس ريوزو وهي تهز رأسها، متلقية رسالة إيكيدنا الشفهية. وعلى النقيض منها، لم تبدُ بياتريس وكأنها تفهم المعنى الحقيقي لكلمات أمها، لكن هذا لم يكن المكان المناسب لتوضيح الأمور.
«انتظر، ماذا؟ لم تقابل الساحرة من قبل يا غارفيل؟»
«دون تلك النواة المحورية، لا يمكن تفعيل الحاجز. ومن دون الحاجز، لا سبيل إلى صدِّه. وإن لم نستطع تأمين شبكة حماية متكاملة، فسيدمرنا بلا شك.»
خلف الفتاتين، تصاعد التوتر في الهواء مع تحول طاقة المانا إلى قوة متفجرة. المعركة قد بدأت بالفعل؛ مواجهة بين كائنات خارقة تتجاوز إدراك البشر.
بشيء من الجهد لكبح تلك المشاعر، انطلقت ريوزو بخطوات صغيرة إلى جانب بياتريس، متطلعة نحو وجهها.
للفوز في هذه المعركة، التي تتخطى حدود الفهم البشري، كان عليهما المغادرة.
احتوت ذكريات شيما، التي رافقها شيء من اللين في تعابيرها، نسخة من بياتريس يعرفها سوبارو. تلك الفتاة التي لم تستطع التعامل بصدق مع الآخرين، بقيت على حالها منذ أربعة قرون. ولذا، تعمدت عدم إظهار مشاعرها الحقيقية للناس، محتفظة بمختلف الأحاسيس داخل جسدها الصغير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لنذهب يا سيدتي بياتريس. أين جرى التحضير؟»
«—لا تقلقي. ألا تدركين أن حتى بيتي تفهم قلقك في مثل هذا الوضع، أتساءل؟ من الأفضل أن تبقي صامتة وتنتظري هنا.»
«… في الغابة، في مبنى ينبعث منه عطر مقزز. كل ما قالته أمي هو أن تأخذكِ بيتي هناك عبر ممرَّها المزعج، أتساءل؟»
مهما كان الجرح صغيرًا، لن يشفى إذا لم يتحرك الزمن للأمام. ولهذا السبب—
رغم تذمرها الضمني من هذا التفسير المقتضب، أمسكت بياتريس بيد ريوزو، وسحبتها بعيدًا عن ساحة المعركة. ومع احتدام الصراع بين الساحرة والشيطان، كان عليهما الوصول إلى وجهتهما قبل أن تجرفهما أهوال تلك المعركة المحتدمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أعلن سوبارو استنتاجه النهائي، وعندما وافقته رام، شحب وجه ريوزو واهتزت قليلًا. على الفور، دعمها غارفيل من كتفيها، وجلس بها برفق على درجات القبر الحجرية.
«…»
—على الرغم من أن بياتريس لم تكن تُظهر ابتسامتها كثيرًا، إلا أنها كانت، حين تبتسم، فتاة رائعة بحق.
—لكن مثل هذه الكلمات السحرية لم تكن موجودة في هذا العالم.
مرة أخيرة، انحنت ريوزو بإجلال نحو ظهر إيكيدنا. لم تُلقِ الساحرة أي اهتمام لها، لكن ريوزو شعرت بواجبها في ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فلم تكن هناك فرصة أخرى للتحدث معها، أو للتعبير عن امتنانها…
—كان هذا السحر هو ما أطلقه روزوال، وقد ناء بجسده وروحه المتهاويين، متشبثًا بأمل مستحيل في قلب المعركة. لكنه استنفد أنفاسه الأخيرة، وكل ما حققه كان إجبار هذا الرجل الغريب على بذل القليل من الجهد.
《٩》
—تثاقل الجو وأصبح مشحونًا بالتوتر، حتى شعرت ريوزو وكأن الدم في عروقها بدأ يجف.
كانت البلورة زرقاء، شفافة، وجميلة إلى حد جعل ريوزو ترتجف.
«غاه… ها…!»
«لا تنبهري بها لدرجة أن تلمسيها عن طريق الخطأ. أتساءل، هل ستصبحين جزءًا من البلورة؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حذَّرتها بياتريس بنبرة جدية، مخافة أن تأسرها البلورة بسحرها لدرجة أن تقدم على فعل متهور. كانت تلك البلورة السحرية تحوي طاقة هائلة، قادرة على أن تسيطر على العقل وتدفع أي شخص للقيام بما لا يمكن تصوره. عادت ريوزو إلى رشدها على الفور، ومالت معتذرة: «آسفة!» وهي تخفض رأسها. أن تنجرف خلف سحر البلورة في مثل هذا الوقت الحرج…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—إلى متى ستبقين مستلقية هكذا على نحوٍ مزرٍ؟»
«تحوي هذه البلورة من المانا ما يكفي لتُسكر أي شخص، فلا عجب أنك تأثرتِ بها… الآن، ماذا نفعل من هنا فصاعدًا؟ كل ما أخبرتني به أمي هو أن أحضركِ إلى هذا المكان.»
«الطريقة التي قلتِ بها ذلك مؤلمة أكثر من أي شيء آخر…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ربما كان كذلك. لم يتحقق ذلك، لكن…»
«ومع ذلك، يا سيدتي بياتريس، لقد قمتِ بما أمْلَتْهُ عليكِ السيدة إيكيدنا بكل إخلاص.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يخطر ببالها قط أن السيدة الساحرة العظيمة إيكيدنا ستتذكر اسمها شخصيًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —بدلًا من الكلمات السحرية، قدمت ريوزو طلبًا أخيرًا إلى بياتريس.
«هل يُعَدُّ هذا أمرًا غير متوقع، أتساءل؟ بالنسبة لبيتي، أمي هي كل شيء… أنتم وسكان هذا المكان محظوظون بوجودها. وعندما ينتهي كل هذا على خير، ألا ينبغي عليكم رد الجميل لها بجدية، أتساءل؟»
«لا وقت لذلك. يجب اتخاذ القرار في هذه اللحظة.»
اختارتها من بين كل الكلمات التي تملكها، لأن هذه اللحظة كانت الأهم في حياتها.
ردَّت بياتريس على كلمات ريوزو بنفخة خفيفة، وبما بدا كموقف متعجرف. استعادت ريوزو ذكريات تلك الأيام التي أخذت فيها مثل هذه العبارات على محمل الجد، مما أشعرها بالندم العميق.
«فهمت. كنت أعتقد فقط أن كل شيء يبدو منسجمًا الآن. لشخص جاء إلى الملجأ لأول مرة، قد رتَّبت الأمور بحنكة يا باروسو. وإن كان ذلك يبعث الطمأنينة في نفسي، فأنا سعيدة أن الأمر لم يكن بفضل مهاراتك الحقيقية.»
ومع ذلك، أدركت الآن أن هذا التظاهر بالتعالي ليس إلا صورة من صور لطف الفتاة الصعب فهمه، وتعبيرًا عن مودتها العميقة.
كم كان سيكون رائعًا لو استطاعت قضاء المزيد من الوقت مع بياتريس على هذا النحو.
طوال الوقت، كانت ريوزو تعتذر عن أي شيء قد يزعج بياتريس. لكن هذه المرة وحدها، لم يكن بإمكانها فعل ذلك.
«مع مرور الزمن، تتغير العصور كذلك. كان هناك وقت عندما أُجبر أفراد جماعتنا، الذين عُرفوا سابقًا بلعنة الدم، على اللجوء إلى هذا المكان… لكن في الآونة الأخيرة، أُحسِن التعامل مع ذوي الدم المختلط. كنت أخدع نفسي، متخذةً من رغبة جدتنا ذريعة.»
«—تبتسمين الآن بطريقة مقلقة بعض الشيء.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—لكن، ليس هناك بعد ”نواة“ كافية لتفعيل الحاجز.»
أشارت بياتريس، الحادة النظرات كعادتها، إلى التعبير العاطفي على وجه ريوزو. لكنها، بحكم معرفتها العميقة بريوزو، أدركت أن تلك الابتسامة ليست عادية. وبمجرد أن وعت ريوزو ذلك، فاضت عيناها بالدموع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—تبتسمين الآن بطريقة مقلقة بعض الشيء.»
«أ-أنا آسفة جدًا…! دخل شيء في عيني…»
«—لا تقلقي. ألا تدركين أن حتى بيتي تفهم قلقك في مثل هذا الوضع، أتساءل؟ من الأفضل أن تبقي صامتة وتنتظري هنا.»
«آه، أ-أمي…! أنتِ مخطئة! بيتي لم تفعل شيئًا… لكن هذه الفتاة، هي—!»
أظهرت بياتريس تعاطفها مع ريوزو التي كانت تبكي، ثم حوَّلت نظرها نحو الخارج، حيث تُركت إيكيدنا وروزوال. أومأت عدة مرات باتجاه ريوزو، مؤكدة على ضرورة المضي قدمًا.
أدارت بياتريس وجهها على الفور، وقد تورد خَدّاها بسعادة وهي تتجاوب مع طلب ريوزو. وراحت تعبث بشعرها المجعد بعناية مبالغ فيها، وكأنها تهم بمواصلة الحديث—
«بمجرد أن تقف بيتي بجانب أمي، سيعود كل شيء إلى طبيعته، أتساءل؟ ذلك الأحمق روزوال على وشك الموت، لذا عليَّ إنقاذه بسرعة أيضًا. وبعد الغد، يمكننا أن…»
بدأت بياتريس بسرد قائمة من الأمور التي يمكن أن تبعث على الاطمئنان، بسرعة تفوق المعتاد، وكأنها تحاول مواساة ريوزو بأقصى ما تستطيع. وفي لحظة خاطفة، تأثرت ريوزو بصدق هذه المشاعر، وهو ما أشعل في صدرها دفئًا غريبًا. تلك الكلمات منحتها القوة، وشعرت بفخر عميق تجاه بياتريس في تلك اللحظة.
ولهذا السبب—
«تبًا، يا شيطان الكآبة!»
«سيدتي بياتريس، أشكركِ على الاعتناء بي طوال هذه المدة الطويلة… هذه هي لحظة الوداع.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—رفضت ذلك العزاء، واختارت المضي قدمًا نحو مصير شائك، بلا تردد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد سُحق روزوال بقوة غير مفهومة… والآن سيواجه جسدها المصير ذاته—
«—هـه؟»
خرج صوت بياتريس ضعيفًا، بينما رمشت عينيها غير مستوعبة.
استدارت ريوزو لتنظر إليها، فرأت بياتريس تحدق فيها بذهول. كان التردد والألم يطفوان في عيني بياتريس المستديرتين، لكن ريوزو، التي كانت تعرف طيبة قلبها، لم تتراجع.
اجتاحت النيران القرمزية الرجل الغامض، وكأنها تنوي تحويله إلى رماد. كانت جحيمًا ملتهبًا جاء من عالم من الحرارة الحارقة.
طوال الوقت، كانت ريوزو تعتذر عن أي شيء قد يزعج بياتريس. لكن هذه المرة وحدها، لم يكن بإمكانها فعل ذلك.
«هذه الذكريات تتعلق بالأمل العزيز الذي حملته عائلة الشاب روز، آل ميزرس، وبتلك السيدة الساحرة التي أنشأت الملجأ وهدفها من ذلك— كما تتعلق بابنتها، الصديقة الوحيدة لريوزو ماير.»
«ماذا تعنين بالوداع…؟ هل تعنين أنكِ ستهربين؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا، أنتِ مخطئة. لو كنت سأهرب، لأملت أن ألتقي بكِ مجددًا يومًا ما. لكن هذا وداع أبدي… لن أتمكن من التحدث إلى سيدتي بياتريس مرة أخرى.»
«—هل عرفتِ ذلك من بياتريس؟»
«سيدتي بياتريس، أشكركِ على الاعتناء بي طوال هذه المدة الطويلة… هذه هي لحظة الوداع.»
شددت بياتريس شفتيها بإحكام، بينما تطلعت بعمق إلى عيني ريوزو، وكأنها تبحث عن نواياها الحقيقية. كانت هذه أول مرة تسمح فيها بياتريس لريوزو برؤية مدى يأسها. اختارت ريوزو كلماتها بعناية وهدوء.
خرج صوت بياتريس ضعيفًا، بينما رمشت عينيها غير مستوعبة.
اختارتها من بين كل الكلمات التي تملكها، لأن هذه اللحظة كانت الأهم في حياتها.
«شكرًا جزيلًا، سيد روزوال. سأخبرك بالتأكيد إن حدث شيء.»
«هذا المرفق… قد صُمم لنشر حاجز حول الغابة. وكان من المفترض أن أصبح أنا النواة التي تُفعِّل ذلك الحاجز… لكن لم يعد هناك وقت كافٍ لتنفيذ الخطة الأصلية.»
وفي إلقاء هذا العبء الثقيل الذي حملته وحدها، يمكنها أن تبدأ بالمضي قدمًا من جديد.
«وقت الحاجز… وذاك الرجل يُشكِّل عقبة؟ إذًا علينا أن…»
كان شيطان الكآبة كائنًا يفوق التصور في قوته، لدرجة أن تلك الحقيقة كانت وراء هذا المشروع برمته. حتى ريوزو لم تكن تعرف بدقة تأثير تفعيل الحاجز على ذلك الشيطان. لكن هذا الوعد الوحيد الذي قطعته إيكيدنا كان راسخًا في ذهنها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لن يُهزم بالقتال وحده. كانت هذه هي النتيجة التي أدت إلى إنشاء الملجأ في الأساس. أعتقد أن سبب تفاني السيد روزوال هو إدراكه أن إنقاذ السيدة إيكيدنا لن يكون ممكنًا إلا بهذا الحل.»
«أفهم. والآن، ماذا لديكِ لتقولي في ذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آهننن؟»
كان شيطان الكآبة كائنًا يفوق التصور في قوته، لدرجة أن تلك الحقيقة كانت وراء هذا المشروع برمته. حتى ريوزو لم تكن تعرف بدقة تأثير تفعيل الحاجز على ذلك الشيطان. لكن هذا الوعد الوحيد الذي قطعته إيكيدنا كان راسخًا في ذهنها.
«هذا النوع من الأشياء يثقل الروح. يجعل صدرك يفسد، ويغرقك في مزاج كئيب.»
«إذا تم تفعيل الحاجز، سيتحول هذا المكان إلى ملجأ، وسيصبح محميًا. السيدة إيكيدنا وعدتني بذلك… ولذلك سأقدِّم جسدي في سبيل تحقيقه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هـ-هل تتحدثين بجنون، أتساءل؟! أن تقدِّمي جسدك… ما الذي تعتقدين أنك قادرة على فعله؟! أنت لا تفهمين شيئًا عن السحر! أنتِ… أأأ…»
«هـ-هل تتحدثين بجنون، أتساءل؟! أن تقدِّمي جسدك… ما الذي تعتقدين أنك قادرة على فعله؟! أنت لا تفهمين شيئًا عن السحر! أنتِ… أأأ…»
برفع صوتها وبكلمات متسارعة، اقتربت بياتريس من ريوزو بخطوات متلاحقة، لكن في منتصف حديثها، توقفت فجأة. الفتاة الذكية وجدت الجواب على سؤالها بنفسها.
مرة أخيرة، انحنت ريوزو بإجلال نحو ظهر إيكيدنا. لم تُلقِ الساحرة أي اهتمام لها، لكن ريوزو شعرت بواجبها في ذلك.
حدقت بياتريس، وقد صُدمت، إلى البلورة السحرية الزرقاء التي تقبع بجانبهما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هل ستستخدمين هذه البلورة كوسيط لتجعلين من طاقة أودو الخاصة بكِ نواةً للحاجز؟ إذا فعلتِ ذلك، يمكنكِ تجاوز حاجة انتظار تنشيط المانا في التربة، وستصبح الغابة ملجأا على الفور…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما نُودي اسمها، رفعت بياتريس وجهها، متشبثةً بأمل ضعيف. كانت تتوقع أن تكون ريوزو هي مَن ستنطق بالكلمات السحرية التي لم تستطع بياتريس نفسها إيجادها. لكن—
«نعم. هذا ما قالته السيدة إيكيدنا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هاه؟»
كان ذلك هو القرار الذي توصلت إليه إيكيدنا وروزوال قبل بدء هجوم الشيطان.
قطع روزوال حديثه وهو يضغط على أسنانه غيظًا.
وقفت بياتريس في صمت، وقد فقدت القدرة على الكلام. هي التي أحضرت البلورة بنفسها، وكانت تعرف جيدًا أن ريوزو ملائمة تمامًا لتكون نواة الملجأ—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… ألن يكون من الأفضل ألا تعرف بياتريس؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا، رام تتمتع بحدس قوي، لذا من الممكن تمامًا. لكن حقيقة أنها سمحت لنا بالمضي قدما تعني… لا، حقيقة أنها تعاونت معنا من الأساس تعني أنها في صفنا، أعتقد ذلك بثقة.»
«—من خلال ردك، يا سيدتي بياتريس، أكَّدتِ لي أن هذا هو ما سيحدث بالفعل.»
«تبًا، يا شيطان الكآبة!»
«أنتِ مخطئة…! بيتي… بيتي لم تنوي ذلك…»
بعد أن خاطب ريوزو باعتذار، أغمض الفتى -روزوال- عينه في غمزة خفيفة.
ارتعش صوت بياتريس، ورفعت وجهها وكأنها تلقت صفعة، غير قادرة على استعادة رباطة جأشها.
لم يكن الجو الذي أشاعته شيما وديًّا، إذ شعر سوبارو بتلك البرودة تتجسد في العرق الذي سال على جبينه. راقب قطرة العرق وهي تتشكل وتسقط من ذقنه، فيما أغمضت شيما عينيها، لتغوص تحت أغطية ذكرياتها مجددًا—
«لم أفعل ذلك مع أمي بنية… انتظري، أتوسل إليكِ! هـ-هل يمكن لبيتي أن تطلب من أمي شخصيًا، أتساءل؟ أمي لطيفة مع بيتي، وستستمع لي بالتأكيد…»
«كوخ غارف المتداعي… أو بالأحرى، مخبأ السيدة شيما، هو الأقرب.»
«لا وقت لذلك. يجب اتخاذ القرار في هذه اللحظة.»
«آه…! اممم، نعم، ليس لديَّ عذر. لقد تصرفتُ بفظاظة بالغة…»
«إذًا، بيتي قررت الذهاب لمساعدة أمي فورًا! إذا كانت أمي معي، هل تظنين أن ذلك الشيطان سيصمد؟! بيتي ستعالج روزوال أيضًا، ثم بعد ذلك…»
«فهمت. نفِّذي تعليمات المعلمة. سأ…»
هزت بياتريس رأسها في إنكار، لكن كلماتها تلاشت تدريجيًا في النهاية. هي نفسها عرفت أكثر من أي شخص آخر أن إعلانها اليائس لم يكن مقنعًا.
—كانت بياتريس رائعة. احترمتها ريوزو من أعماق قلبها.
استدارت ريوزو ناظرة إلى البلورة السحرية العميقة، اللامعة، والمغرية تقريبًا. كل ما كان عليها فعله… هو أن تلمسها.
كانت ريوزو تراقبها طوال الوقت. كانت تعلم مدى حب بياتريس لوالدتها، وكيف أن علاقتها المتضاربة مع روزوال أشبه بمشاكسات بين الأشقاء، وكيف كانت ترسل إليها اهتمامًا غير ملحوظ.
ساد الصمت داخل الكوخ، وكأن الزمن قد تباطأ فجأة، وأصبح الهواء ثقيلًا، يكاد يُلمس على الجلد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أشعر بألم في صدري أكثر مما توقعت. لا أستطيع الحفاظ على حيادي تجاه هذه النتيجة…»
درست بياتريس السحر بجدية تامة، ولم تثنها مزاحمات روزوال المتكررة. كانت تحب والدتها إيكيدنا بشدة، والابتسامة التي أظهرتها لريوزو بين حين وآخر كانت ساحرة بحق.
«لو استخدمت بياتريس المرور ليهرب الجميع من هنا، فسيسير كل شيء على ما يرام.»
شعرت ريوزو بوجنتيها تحترقان، وبدفء يغمر صدرها، وكأن شيئًا ما قد ارتفع إلى عينيها.
«…»
«آه، أ-أمي…! أنتِ مخطئة! بيتي لم تفعل شيئًا… لكن هذه الفتاة، هي—!»
«صحيح؟ هل أفعل ذلك، أتساءل؟ هذه الحشود مزعجة بالنسبة لبياتريس، لكنها تستطيع التكيف. سأحمل روزوال حينما تتاح الفرصة، وسآخذ والدتي أيضًا… هيه، ومن ثم—!»
«وبعد أن نهرب بهذه الطريقة، سنعيش في خوف من مطاردة ذلك الرجل لنا مجددًا؟ بفضل السيدة إيكيدنا والسيد روزوال، حصلنا أخيرًا على مكان للسلام… إذا تخلينا عن هذا المكان، لا أستطيع إلا أن أتساءل، كم من الوقت سيستغرق بناء ملجأ جديد؟»
«فهمت… سأستدعيها قريبًا.»
عندما حاولت بياتريس يائسةً أن تستخرج خطة بديلة، أجابت ريوزو بكلمات كانت لطيفةً لكنها قاسية.
عندما رأت تعبير الحزن يتسلل إلى وجه الفتاة، اجتاحتها مشاعر مُرَّة أيضًا. كانت بياتريس ببساطة لطيفة، لكن ريوزو داست على لطفها لتُعبِّر عن رأيها.
《٧》
لقد خانت كل ما فعلتاه معًا، وكل المشاعر التي تقاسمتاها يومًا بعد يوم.
رغم أن المقارنة بينهما كانت ضربًا من الجرأة، إلا أن الفتاة التي تقف أمامها كانت أرفع شأنًا بكثير. كانت ريوزو تفتقر إلى الجمال في المظهر واللباس، مما زاد شعورها بالحرج لتقارب أعمارهم الظاهري.
كم كان هذا قاسيًا، أنانيًا، وجاحدًا؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… ريوزو، هل سبق لبياتريس أن التقت بك أو بالآخرين؟»
«رام…؟»
«سيدتي بياتريس، أحب هذا المكان. أؤمن حقًا بأنه كان من الرائع أن يُسمح لي بالعيش هنا. أحب كثيرًا الوجوه المبتسمة لكل مَن يعيش هنا. لا يجب أن يُفقد هذا المكان.»
عندما نُودي اسمها، رفعت بياتريس وجهها، متشبثةً بأمل ضعيف. كانت تتوقع أن تكون ريوزو هي مَن ستنطق بالكلمات السحرية التي لم تستطع بياتريس نفسها إيجادها. لكن—
«…»
«لقد اكتفيتُ من الذكريات الدافئة. أنا، طفلة محظورة وغير مرغوب بها، تم استقبالي هنا ومنحي سعادةً لم أستحقها… لذلك، أشعر بالرضا.»
كم كان سيكون رائعًا لو استطاعت قضاء المزيد من الوقت مع بياتريس على هذا النحو.
«نعم، تمامًا… ها؟! عندما قلتِ رجالًا الآن، هل شملتِني أنا أيضًا؟!»
«هل يمكن أن يكون هذا ممكنًا، أتساءل…؟ مَهْمَا كان رأيك في الأمر، المعنى الحقيقي لهذا المكان لم يكن أبدًا من أجلكم…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم. أفهم ذلك.»
قاطعت ريوزو كلمات بياتريس وهزت رأسها بعمق، لأنها كانت تعرف هذا بالفعل.
وسط تلك الأحاديث والتعليقات، انتظر سوبارو والباقون انتهاء المحاكمة.
كانت تفهم الغرض الحقيقي من الملجأ.
انطلق نفس من غارفيل، وكأن إدراكه لهذا الواقع أذهله.
«مهما حاولت النظر للأمر، أنت تبالغ. تماسك قليلًا، جييز. لنفعلها معًا.»
«هذا المكان هو لتواجه به السيدة إيكيدنا الرجل الذي يطاردها.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتجفت ريوزو من الذهول. لقد كانت تراقب المعركة من داخل كوخ بعيد، ومع ذلك استطاع الرجل أن يلاحظها من خلال ثغرة في الجدار الخشن وبسبب النفس البسيط الذي أخذته.
«أنا واثقة أنني طلبت منك دراسة الألوان الأربعة فقط. إذًا، توصلت بنفسك إلى فكرة الألوان الستة من خلال الدراسة الذاتية؟ يا لك من طالب يتمتع بسرعة تعلم مرعبة ورغبة لا تشبع في التقدم… أو لعلها هوس؟ حسنًا، لقد أدهشتني بالفعل.»
بالطبع، كانت تعلم أن إيكيدنا و روزوال لم يبحثا عنها وعن الآخرين من ذوي الدماء المختلطة بدافع طيب… على الرغم من أن ذلك منحهم وطنًا جديدًا وأملًا جديدًا.
«—كل شيء مزيف. المهمة التي أُوكلت إلى ريوزو، وطريقة إنشاء النسخ— كانت كلها مجرد تمويه لتغطية الإجراءات التي قامت بها إيكيدونا لمواجهة الكآبة، هاه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«في هذه اللحظة، أفهم أن هذا ما هو عليه هذا المكان، وما أنا هنا من أجله.»
《١》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنتِ هناك، أيتها الفتاة. أعتذر، فقد كان من المفترض أن تكون السيدة إيكيدنا هنا، لكني لا أراها في أي مكان.»
«إذًا… إذا كنتِ تفهمين، فلماذا…؟»
«ريوزو…؟!»
غير قادرة على الفهم، هزَّت بياتريس رأسها بضعف يمنةً ويسرة. وأمام نظرتها الملتمسة، أظهرت ريوزو ابتسامة مشرقة، سعيدة.
وبتلك الكلمات المقتضبة، انزلقت بياتريس برشاقة عبر الباب المفتوح. ولكن ما إن عبرت عتبة الباب حتى اختفت عن الأنظار؛ إذ لا شك أنها انتقلت فورًا إلى مكان بعيد عبر البوابة.
«لا بأس. ربما بدأ هذا المكان هكذا، لكن كل الوقت الذي قضيناه هنا قد غيَّر الأمور بلا شك. العيش هنا، القدرة على التحدث معكِ يا سيدتي بياتريس، والتواجد مع الجميع… هذه جميعها خيارات اخترتها بنفسي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا تقلق، قائد. لم تفعل شيء غريب بفضلك فكرت في فعل شيء مثل هذا. الحب مثل السباق، مَن يصل أولًا يربح.»
حتى وصولها إلى الملجأ، عاشت حياةً لم تقرر فيها شيئًا لنفسها. وكمخلوقة نصف شيطان في عالم قاس، واجهت ريوزو تجارب مريرة لا تُعد رغم صغر سنها.
«انتظر، ماذا؟ لم تقابل الساحرة من قبل يا غارفيل؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن هذا المكان كان مختلفًا. هنا، للمرة الأولى، اختارت ريوزو كيف تعيش حياتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أمم…! إن لم يكن هناك مانع، هل أستطيع ترك الغسيل معكِ للحظة قصيرة؟»
اللقاءات الكريمة التي عاشتها، والأيام التي قضتها بعزم على تكوين صداقات جديدة— كانت كلها قرارات اتخذتها بنفسها.
«أ-أنا آسفة جدًا…! دخل شيء في عيني…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وكذلك كان اقترابها من تلك الفتاة التي تحمل كتابها محاولة لتكون مثلها، وتعلمها منها لتُحسن التقليد، متتبعةً مستقبلًا طلبت فيه من الفتاة أن تعلمها أشياء أكثر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنا لا أفقد شيئًا. أحمل كل شيء هنا معي.»
«أين سمعتِ شيما… أو بالأحرى، كيف علمت الريوزو بمقصد إيكيدونا؟»
حتى لو لم ترَ المستقبل الذي خططت له، فإن ريوزو ما زالت تُقدِّر سعادته، ودفء أيامه.
لقد ظل الحب الطيب الذي خلفته ريوزو ماير، بعد أن غمرها البلور السحري، ينهش قلب بياتريس كأنه لعنة، نابضًا بألم جرح لا يندمل.
«—أفهم. إذًا، لا حرج في أن أستخدم سحرًا مضادًا للرد عليكِ بنفس الطريقة. حسنٌ، جيد أن أعرف ذلك.»
«لقد عشتُ بسعادة هنا. لهذا يجب أن أرحل. سأحمي تلك السعادة. سيدتي بياتريس، أشكركِ كثيرًا على العطف الذي أظهرتِه لي مرات عديدة، واليوم مرة أخرى.»
عندما رفض روزوال الاستسلام لكلماته، انحنى الرجل على ركبته بنفور. أطلق زفرة عميقة وكأنه في مزاج بائس، ثم ضغط بإصبعه على صدر روزوال.
《١》
ومن بعيد، تردد صدى زئير قادم من خلف المبنى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لو استخدمت بياتريس المرور ليهرب الجميع من هنا، فسيسير كل شيء على ما يرام.»
ارتجَّت الأرض، متأثرةً بتوابع المعركة الدائرة بين الكائنات ذات القوة الخارقة، ما جعل الأجواء تهتز بعنف. كان التغير بطيئًا، لكن الزئير كان بلا شك يقترب، كأن القدر ذاته يطالب الثنائي باتخاذ قرار حاسم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قبض سوبارو يده، ودفعها للأمام وهو يتحدث بحزم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… ألن يكون من الأفضل ألا تعرف بياتريس؟»
في لحظة واحدة، أغلقت ريوزو عينيها، تخفي بحنكة القلق الخفيف الذي كان يراودها. أمامها مباشرة، كانت بياتريس تبذل قصارى جهدها، تبحث بيأس عن الكلمات… عن كلمات سحرية تجعل إرادة ريوزو تتزعزع، ومشاعرها تهتز، وتجعلها تتراجع عن قرارها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—حديث لا بد منه لتحرير هذا الملجأ.»
—لكن مثل هذه الكلمات السحرية لم تكن موجودة في هذا العالم.
«وقت الحاجز… وذاك الرجل يُشكِّل عقبة؟ إذًا علينا أن…»
«سيدتي بياتريس.»
—خُيِّل إليها أنها تشعر برياح مزعجة تهبُّ في الأفق، رغم صفاء السماء الخالي من الغيوم.
لكن لباسه كان الشيء الوحيد الذي يلفت النظر في مظهره، إذ كان أشبه بزي مهرج، رغم أنه لم يحمل في وقفته أي أثر للبهجة.
عندما نُودي اسمها، رفعت بياتريس وجهها، متشبثةً بأمل ضعيف. كانت تتوقع أن تكون ريوزو هي مَن ستنطق بالكلمات السحرية التي لم تستطع بياتريس نفسها إيجادها. لكن—
«مهلًا، لا تتركوني في الظلام! ما الذي يحدث؟ اشرحوا لي الآن. يا إذا تركتم الأمور هكذا، فهذا أشبه بـ مورغللو العشرة وواحد، اللعنة!»
«احرصي على ألا تفرطي في تناول الحلويات.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—بدلًا من الكلمات السحرية، قدمت ريوزو طلبًا أخيرًا إلى بياتريس.
كم كان هذا قاسيًا، أنانيًا، وجاحدًا؟
فبعد كل شيء، كانت بياتريس، عندما تشرب الشاي معها، تلك الفتاة التي لا تقاوم الحلويات أبدًا. كانت لطيفةً لدرجة تجعلها لا تطيق رؤية ذلك الجمال يضيع بسبب زيادة في الوزن. كما أرادت ريوزو لأسنانها أن تبقى جميلة، أيضًا.
—على الرغم من أن بياتريس لم تكن تُظهر ابتسامتها كثيرًا، إلا أنها كانت، حين تبتسم، فتاة رائعة بحق.
وبتلك الكلمات المقتضبة، انزلقت بياتريس برشاقة عبر الباب المفتوح. ولكن ما إن عبرت عتبة الباب حتى اختفت عن الأنظار؛ إذ لا شك أنها انتقلت فورًا إلى مكان بعيد عبر البوابة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
استدارت ريوزو ناظرة إلى البلورة السحرية العميقة، اللامعة، والمغرية تقريبًا. كل ما كان عليها فعله… هو أن تلمسها.
«أبدًا…! أنت لطيف جدًا يا سيد ميزرس!»
«غــاه!… غههه… غوه…!»
بلا شك، لن يكون هناك أي ألم أو معاناة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ورغم أنها كانت قد استسلمت لمصيرها، لم تكن تعرف كيف ستكون نهايتها. شعرت بأنها ضعيفة بعض الشيء لأنها وجدت الأمر مخيفًا ولو قليلًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com استمع سوبارو والبقية بوجوه متلهفة إلى نهاية حديثها، دون أن يبدوا أي تعليق على حركة شيما تلك. لا بد وأنها تحملت عذابات على مدار سنوات طويلة حيال ما تحدثت عنه: أصل الملجأ وعبء الحقيقة المخفية عن ريوزو ماير، الفتاة التي كانت جدتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «سيدة بياتريس، إن كان يطيب لكِ، هل يمكن أن تساعديني في طي الغسيل؟»
عندما تبتلعها تلك النور، ستتمكن من تحويل المكان إلى ملجأ حقيقي.
على النقيض من إيكيدنا التي وقفت على مسافة، تصرف هيكتور بطبيعته المعتادة. ورغم يقين الجميع بقوة إيكيدنا، إلا أن هيكتور كان كيانًا يتجاوز حدود المنطق. لم تستطع ريوزو حتى تخيل أحد يهزمه في قتال.
«سواء كنتَ تقصدها أو لا، سماع هذا من الجاني يجعل الأمر أسوأ!»
«…»
على الأقل، هذا ما آمن به سوبارو. وآمن بأن إميليا ستنجح في تحقيقه.
فجأة، شعرت بجذبٍ خفيفٍ على كمَّها.
كلمات سوبارو جعلت الحاضرين يومئون برؤوسهم، وكل منهم يحمل مشاعر مختلفة في صدره.
عندما استدارت، رأت بياتريس تقف هناك، بوجه كانت ريوزو تراه لأول مرة، ممسكةً بكمَّها بأصابع مرتعشة.
ارتجَّت الأرض، متأثرةً بتوابع المعركة الدائرة بين الكائنات ذات القوة الخارقة، ما جعل الأجواء تهتز بعنف. كان التغير بطيئًا، لكن الزئير كان بلا شك يقترب، كأن القدر ذاته يطالب الثنائي باتخاذ قرار حاسم.
حتى بياتريس ربما لم تكن تفهم لماذا أرادت إيقافها.
انعقدت أنفاس ريوزو وهي تهز رأسها، متلقية رسالة إيكيدنا الشفهية. وعلى النقيض منها، لم تبدُ بياتريس وكأنها تفهم المعنى الحقيقي لكلمات أمها، لكن هذا لم يكن المكان المناسب لتوضيح الأمور.
لكن، دون تفسير، رأت ريوزو الصدق في عيني بياتريس المستديرتين.
بالنسبة لريوزو ماير، كانت تلك الأيام في وطنها الجديد أيامًا سعيدة، سعيدة، سعيدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
«أ-أنا لقد وعدتُ… بتعليمكِ القراءة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نـ-نعم! اتركي الأمر لي، يا سيدة إيكيدنا…!»
«…حدث ذلك في اليوم الأول، حين دخلتُ المقبرة لاستعادة إميليا. سألتها عن ريوزو… وبعض الأمور الأخرى.»
حقيقة أن المستقبل الذي خطته أفكارهما، في اللحظة الأخيرة، كان واحدًا، منحت ريوزو الشجاعة التي تحتاجها لتُكمل.
برفق، نزعت ريوزو أصابع بياتريس من على كمها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا المكان هو لتواجه به السيدة إيكيدنا الرجل الذي يطاردها.»
وفي النهاية، مع دفء أطراف أصابعهما المتلامسة، ابتسمت ريوزو كزهرة تتفتح.
لم تعد تخشى شيئًا— فقد بددت بياتريس كل آثار ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«شكرًا لكِ— وداعًا، بيتي.»
في حين تصاعد الغبار بعنف جراء تدحرجه، وقفت ريوزو مبهوتة، وقد نسيت حتى أن تتنفس.
وبعد أن شاركت مودتها مع الشخص الذي أحبته أكثر من أي شخص آخر في حياتها، احتوى الضوء الأزرق وعي ريوزو بالكامل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما استأنفت ريوزو حمل السلة، تبعتها بياتريس بخطواتها. نظرت إليها ريوزو بارتباك، لكن بياتريس اكتفت بإبداء ملامح هادئة. وعندما تابعت ريوزو سيرها، ظلت بياتريس تسير خلفها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «وجود أشخاص ذوي عقول حكيمة يسرع الحديث حقًا…»
《١٠》
«لقد خرقت وعدي بكتابة مشاعري، لكن شخصًا آخر قرأها أولًا… الأمر انتهى بالنسبة لي…»
«هذه… جميع ذكريات ريوزو ماير التي رأيتها داخل القبر.»
تجاوزت بياتريس ريوزو التي تجمدت في مكانها من المفاجأة، واندفعت للأمام. وفي اللحظة التي عبرتها فيها، لمحت ريوزو على وجهها تعبيرًا غامضًا يمزج بين نفاد الصبر ومشاعر أخرى يصعب تحديدها.
انحنت شيما برأسها بعمق، منهية بذلك سردًا موجزًا، لكنه كان يبدو طويلًا للغاية، عن أحداث الماضي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رفع سوبارو حاجبيه وحده، إذ كان الوحيد الذي التقط مغزى خاصًا في كلمات شيما.
قطع روزوال حديثه وهو يضغط على أسنانه غيظًا.
استمع سوبارو والبقية بوجوه متلهفة إلى نهاية حديثها، دون أن يبدوا أي تعليق على حركة شيما تلك. لا بد وأنها تحملت عذابات على مدار سنوات طويلة حيال ما تحدثت عنه: أصل الملجأ وعبء الحقيقة المخفية عن ريوزو ماير، الفتاة التي كانت جدتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي النهاية، مع دفء أطراف أصابعهما المتلامسة، ابتسمت ريوزو كزهرة تتفتح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«الذكريات تنتهي هنا. ليس لديَّ أي وسيلة لمعرفة ما حدث بعد ذلك. لكن من واقع استمرار الملجأ في الوجود، يبدو أن قرار ريوزو ماير لم يكن بلا جدوى.»
«ومع ذلك، فإن هذا… يختلف اختلافًا كبير عن حقيقة الملجأ كما أعرفه…»
«من أين سمعت ذلك…؟ لا جدوى من السؤال على ما يبدو… إذًا، ما هي تلك الخطايا الأخرى؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الأكثر تأثرًا من بينهم جميعًا كانت ريوزو، التي وُلدت بالطريقة نفسها التي وُلدت بها شيما. شغلت نفس الموقع، لكنها لم تكن تعلم بالمعرفة التي احتفظ بها ذووها في طي الكتمان، وكان الصدمة التي شعرت بها جراء معرفتها للحقيقة لا يمكن قياسها. ورغم أن سوبارو لم يشعر بالصدمة بذات القدر، إلا أنه لم يستطع إلا أن يتفاجأ بالحقيقة أيضًا.
صدمت بياتريس عند سماع الصوت القادم من خلفها، وعلقت الكلمات في حلقها. وعندما استدارت لترى، وجدت روزوال واقفًا خلف جذع الشجرة الذي كانت تجلس عليه بجوار ريوزو، وابتسامة واسعة ترتسم على وجهه.
«الشاب سو والبقية يعرفون أين انتهت البلورة السحرية وكذلك مصير ريوزو ماير.»
ساد الصمت داخل الكوخ، وكأن الزمن قد تباطأ فجأة، وأصبح الهواء ثقيلًا، يكاد يُلمس على الجلد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم، إنها موجودة هناك في منشأة النسخ… لكن الغرض من المنشأة، بما في ذلك البلورة، يختلف تمامًا عما سمعت به. لم تذكر إيكيدونا شيئًا عن الحاجز أيضًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فإذا كانت الكآبة والغرور قد استُبعِدتا من الخطايا السبع المميتة، فيمكن تسميتهما بـ ”الخطايا المميتة القديمة“.
خلال لقاءاته مع إيكيدونا في قصر أحلامها، لم تتطرق أبدًا إلى غرض الحاجز.
«—!»
مرةً، ادعت إيكيدونا زورًا أن التجربة لا علاقة لها بها، لكنه غير رأيه تمامًا. ولتجنب الوقوع في مزيد من الأكاذيب، قرر سوبارو أنه في مسعاه للتحقيق في خلق الملجأ وطبيعة الحاجز، سيبحث لا لدى إيكيدونا بل لدى—
كانت كلمات رام بمثابة عزاء حاد ومواساة بلهجة تأنيب. كان هذا بالضبط أسلوبها. ارتعشت شفاه ريوزو قليلًا وهي تستوعب تلك الكلمات، ثم أمسكت بيد غارفيل بيدها النحيلة، فأمسك هو الآخر بيدها دون أن ينبس بكلمة. كان هذا كافيًا.
«أين سمعتِ شيما… أو بالأحرى، كيف علمت الريوزو بمقصد إيكيدونا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان هدف إيكيدونا الخلود— بنقل ذكرياتها إلى أحد النسخ، يمكنها أن تحقق حياة أبدية زائفة. لكن يبدو أن خللًا ما قد حدث؛ ولم يبق سوى بناء النسخ والأوعية المحتملة، وما زاد عددها حتى اليوم. تلك كانت القصة.
داخل الكوخ، ضرب روزوال الطاولة بقبضة مشدودة، وقد بدا صوته متحشرجًا.
«أنا… نحن النسخ الأولى التي أوكلت إليها مهمة الإدارة. الذكاء… والهدف… كانا في رؤوسنا منذ البداية. ولهذا لم نُفكر أبدًا في التشكيك بالأمر…»
«بياتريس، ما هذه التصرفات؟ هل علمتكِ أن تتصرفي بهذا الشكل؟»
«في البداية، تقبلت ذلك تمامًا كما هو. ونتيجة لذلك، فقدت أفكاري وتصرفاتي كفاءتها الطبيعية، وتم استبعادي من مهمة الريوزو الإدارية.»
في تلك اللحظة، وبينما كان الحزن يخيم على المكان، رفعت فتاة خجولة يدها -ريوزو- في محاولة لتحدي ذلك الجو الكئيب.
أومأت شيما برأسها لريوزو الحائرة، وقد تجاوزت تلك الصدمة ذاتها قبل عشر سنوات. كان واضحًا أن ريوزو لم تستوعب الأمر بعد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—ماذا؟»
ومع ذلك، لم يكن لدى شيما الوقت الكافي. لم يستطيعوا الانتظار حتى تستعيد ريوزو اتزانها.
«—بمعنى آخر، باروسو قد قابل ساحرة الجشع؟»
«أنا آسفة، يا ريوزو، لكن علينا أن نمضي بالحديث قُدمًا. لستُ متفاجئةً من أن إيكيدونا أخفت هدفها الحقيقي. هذا أمر معتاد منها. إذًا، بشأن ذلك الهدف المخفي…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سيد ناتسكي، يثير اهتمامي بين حين وآخر أنك تتحدث بجرأة عن الساحرات، أليس كذلك…؟»
اتسعت عينا بياتريس دهشة أمام هذا العرض المهذب بمساعدتها في الأعمال المنزلية. شعرت ريوزو في تلك اللحظة بندم سريع على اعتمادها على كلمات روزوال.
داخل الكوخ، ضرب روزوال الطاولة بقبضة مشدودة، وقد بدا صوته متحشرجًا.
«ذلك لأن لديَّ ضغينة ضدهن. ومَن يكون هذا الكائن المسمى بالكآبة الذي ظهر في القصة؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… لقد أنقذتني السيدة إيكيدنا والسيد روزوال. كنت سعيدة بقدومي إلى هذا المكان، حيث تمكنت من العيش دون ازدراء أو نبذ. إن كان بإمكاني رد هذا الجميل الغالي، أعتقد أن ذلك سيمنح حياتي معنى.»
«إبعاد رام عن هذا؟ مهلًا، ما زلت لا أفهم ما الذي تتحدث عنه…»
ألحَّ سوبارو بالسؤال حول مفهوم الكآبة، الذي لعب دورًا بارزًا وجليًا. إن كان ذلك مجرد جهل منه، كما هو الحال مع الساحرات السبع المرتبطات بأسماء الخطايا السبع المميتة، فلا بأس. أما إذا لم يكن كذلك—
ومن ثم، فإن القصة التي سترويها شيما كانت عن الندم الذي حملته ريوزو ماير في قلبها حيال ماضيها— ذكريات مرتبطة بإنشاء الملجأ نفسه.
«العالم كله خارج هذا الملجأ… سيصبح هو ذاته ملجأا، تقول؟»
«هذه أول مرة تسمع فيها رام عن كائن يُدعى الكآبة أيضًا. حتى بخصوص ساحرة الجشع، أعلم القليل باستثناء الاسم… ومع ذلك، لم أسمع شيئًا عن هذا الكآبة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
داخل الكوخ، ضرب روزوال الطاولة بقبضة مشدودة، وقد بدا صوته متحشرجًا.
«أنا أيضًا لا أعرف عنه شيء دونو شيء… لو ما تصبح الجدة شي خَرِفَة، فإذًا ما الأمر؟»
في النهاية، النسخ مختلفة عن الأصل، وحتى لو التقت بياتريس بريوزو وبالآخرين، فلن يكون ذلك لقاءً بريوزو ماير نفسها. قد يزيد ذلك من جرحها فقط. لكن—
هزت رام وغارفيل رأسيهما جانبًا كردٍ على سؤال سوبارو. وعندما نظر إليهما سوبارو، وجد أوتو كذلك يهز كتفيه في حيرة، يزداد ارتباكه من الموقف.
«يبدو أننا جميعًا سنسير جنبًا إلى جنب للمضي قدمًا… آه، شيما؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن سوبارو جاءته فكرة واحدة، وإن لم يكن يحبذ تصديقها.
«الخطايا السبع المميتة هي الكبرياء، الغيرة، الغضب، الكسل، الجشع، الشراهة، والشهوة… لكنني سمعتُ أنه في الماضي، كانت مختلفة، وكانت هناك خطايا أخرى تُدرج بجانب الخطايا المعترف بها حاليًا.»
انحنت شيما برأسها بعمق، منهية بذلك سردًا موجزًا، لكنه كان يبدو طويلًا للغاية، عن أحداث الماضي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«من أين سمعت ذلك…؟ لا جدوى من السؤال على ما يبدو… إذًا، ما هي تلك الخطايا الأخرى؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بغض النظر عن كيفية بدايته، بالتأكيد، ليس الواجب وحده ما دفعكِ للاستمرار. على الأقل، هذا هو الحال بالنسبة لرام.»
«أعتقد… أنها كانت الكآبة والغرور، على ما أذكر.»
خفضت شيما، الراوية الوحيدة لهذه الحكاية، عينيها وأجابت بصوت مرهق. ثم أخذت تمعن النظر في وجوه الحاضرين ببطء.
فإذا كانت الكآبة والغرور قد استُبعِدتا من الخطايا السبع المميتة، فيمكن تسميتهما بـ ”الخطايا المميتة القديمة“.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وإذا كانت هذه مرتبطة بالكآبة التي لها صلة بماضي الملجأ، فربما قد يكون هناك وجود للغرور أيضًا.
«في حال النجاح، أتوقع ذلك… أوه! وأوه مرة ثانية؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مع ذلك، هذا ليس فقط مزعجًا، بل أمرٌ رهيب بحق.»
«ريوزو…؟!»
«آآآه، من فضلك انتظر. غارفيل، لا تزال الأمور مبكرة جدًا عليك لتتجاوز حدودك. إن أردتِ يا الآنسة رام أن يكون لكِ مرافق، فلنسأل الآنسة ريوزو للقيام بذلك.»
في هذه اللحظة، لم يشك أحد من الحاضرين في معلومات سوبارو، رغم أن مصدرها لم يكن واضحًا. فحتى أوتو، الذي كان أول المؤمنين، نظر إلى وجوه الجميع وقال: «أليس كذلك؟ مجرد وجود ساحرات الخطايا السبع المميتة ترك أثرًا في التاريخ. ومع ذلك، هناك خطايا مميتة غير مسجلة في التاريخ؟ وعلاوة على ذلك، من خلال مجرد السماع عنها، يبدو أنها كائنات قاسية بحق. هناك شيء غريب بالتأكيد.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«في المقام الأول، حتى الغرض من إنشاء الملجأ كان مخفيًا عن السيدة ريوزو. بمعنى آخر، وجود الكآبة قد مُحِي عمدًا. لا نعلم لأي غرض، لكن…»
«نـ-نعم، سأنصرف على الفور. أستأذنكِ الآن.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«وجود أشخاص ذوي عقول حكيمة يسرع الحديث حقًا…»
«مع مرور الزمن، تتغير العصور كذلك. كان هناك وقت عندما أُجبر أفراد جماعتنا، الذين عُرفوا سابقًا بلعنة الدم، على اللجوء إلى هذا المكان… لكن في الآونة الأخيرة، أُحسِن التعامل مع ذوي الدم المختلط. كنت أخدع نفسي، متخذةً من رغبة جدتنا ذريعة.»
تنهد سوبارو بإعجاب من سرعة تفكير كلٍ من أوتو ورام، ثم نظر إلى شيما. ومن خلال استنتاج المجموعة وكل ما عرفه سوبارو عن حالة الملجأ الحالية، كان تاريخ ما حدث في الملجأ—
«—آه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه—»
«—كل شيء مزيف. المهمة التي أُوكلت إلى ريوزو، وطريقة إنشاء النسخ— كانت كلها مجرد تمويه لتغطية الإجراءات التي قامت بها إيكيدونا لمواجهة الكآبة، هاه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وكان دوره هو دعمها عن قرب حتى يحين اليوم الذي تُشاد فيه أفكارها وتُرفع عاليًا.
حتى لو كانت طفلة، فقد كان على ريوزو، كأحد أعضاء المستوطنة، القيام بالكثير من الأعمال. أحيانًا، ساعدتها بياتريس في الغسيل أو الخياطة على مضض، متذمرة من أنها ليست ماهرة في هذه الأمور. لكن، رغم شكاويها، أنجزت العمل باجتهاد يفوق اجتهاد ريوزو نفسها.
«—يبدو أن وجود الكآبة كان شيئًا اضطرت إلى إخفائه بكل هذه الجهود.»
كاد الأمل أن يتجدد في قلب روزوال، لكن نبرة الخيبة في كلمات إيكيدنا جعلته يلتقط أنفاسه بمرارة.
كان يكبر ريوزو بنحو أربع سنوات، إذ لم يتجاوز عمرها حينها الثانية عشرة، وكان أطول منها برأس كامل. ومع ذلك، كان يبدو أنه لم يبلغ ذروة نموه بعد، فيما بدأت نبرة صوته تأخذ طابعًا رجوليًا، وهي تتأرجح بين الطفولة والرُشد. حمل الفتى سحرًا مميزًا في تلك الفترة العابرة بين الطفولة والبلوغ، وكان يشعُّ بأناقة طبيعية نادرة.
«—! جدتي!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حدقت بياتريس، وقد صُدمت، إلى البلورة السحرية الزرقاء التي تقبع بجانبهما.
«—لكن، ليس هناك بعد ”نواة“ كافية لتفعيل الحاجز.»
أعلن سوبارو استنتاجه النهائي، وعندما وافقته رام، شحب وجه ريوزو واهتزت قليلًا. على الفور، دعمها غارفيل من كتفيها، وجلس بها برفق على درجات القبر الحجرية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«آسف، ربما لم أكن موفقًا في التعبير. لكنني لا أعرف كيف كان عليّ أن أعبر عنه…»
«سأترك الأمور لجيوس من الآن فصاعدًا. أنا واثقة أنه سيبذل قصارى جهده لإرشادكِ بالطريقة المناسبة.»
«لا بأس. لقد توصلت إلى نفس الاستنتاج، يا شاب سوبارو… أنا فقط أشعر بشيء من الإرهاق.»
كان في ذهن سوبارو صورة مرشحات الانتقاء الملكي متجمعات في القصر. هناك، عبَّرت إميليا عن إرادتها بالكلمات، وتحدَّت الشرور الموجهة نحوها بشجاعة. كانت مثاليتها قد بدأت في رسم طريق يقود إلى العالم الذي تمنته ريوزو ماير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «عادةً أكون مستعدًا نفسيًّا لتجاهلها، وعندما تفعل ذلك، لا أشعر بالسوء! لكن هذه المرة كنت جادًّا! ورسالة الحب هذه التي كتبتها في جوف الليل… من أحرج الأمور على الإطلاق!»
تكلمت ريوزو بصوت ثقيل وعينان منخفضتان. لم يكن أحد ليلومها. ولم يكن هناك داعٍ لأن تضغط على نفسها.
«غاه… ها…!»
«إن لم تستدعيها الآن، فستحمل ضغينة ضدك وضدي طيلة حياتها… ومع ذلك، قد يحدث هذا حتى لو استدعيتها.»
المهمة التي كانت تؤمن بها طوال حياتها تم كشفها كخدعة كاملة. لا يمكن لأي أحد، سواء كان سوبارو أو غيره، أن يتخيل مدى مرارة معرفة ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنا… نحن النسخ الأولى التي أوكلت إليها مهمة الإدارة. الذكاء… والهدف… كانا في رؤوسنا منذ البداية. ولهذا لم نُفكر أبدًا في التشكيك بالأمر…»
«هل تعتقدين أن كل هذا كان عبثيًا، سيدتي ريوزو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بمجرد أن تقف بيتي بجانب أمي، سيعود كل شيء إلى طبيعته، أتساءل؟ ذلك الأحمق روزوال على وشك الموت، لذا عليَّ إنقاذه بسرعة أيضًا. وبعد الغد، يمكننا أن…»
ذلك الجرح في قلب بياتريس، الناجم عن فقدان صديقتها الوحيدة، ظل ندبًا باقيًا منذ ذلك الحين. الأمل الذي تعلقت به لاحقًا، بلقاء ذلك الشخص كما أمرتها والدتها، لم يتحقق، وكان الزمن قد أنهك روحها.
«رام…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وسط ذلك الصمت، ألقت رام بصوتها تجاه ريوزو التي نكست رأسها. تقاطعت ذراعاها ونظرت إلى غارفيل، الذي كان بجانب ريوزو، بنظرتها النافذة المعتادة.
«أعتقد أنك تشعرين بخيبة أمل من معرفة أن المهمة التي كنتِ تؤمنين بها كانت كاذبة. لكن، السيدة ريوزو، هل كان الوقت الذي قضيته في الملجأ مجرد أداء لواجبك فحسب؟»
«هذا يتوقف على مفهوم النجاة نفسه. لكن بلا شك، سنتمكن من صد الخطر الداهم الذي يهددنا في هذه اللحظة. ووفقًا لهدفي الأساسي، سنحظى بفترة من الهدوء تتيح لنا تحسين تدابيرنا المضادة.»
«…»
ربما كان بدافع التحدي تجاه روزوال، إذ عقدت بياتريس ذراعيها وقبلت دور المعلمة. وبينما بدت الدهشة بادية على وجه ريوزو، تابعت بياتريس متسائلة وهي تشهق بازدراء:
«بغض النظر عن كيفية بدايته، بالتأكيد، ليس الواجب وحده ما دفعكِ للاستمرار. على الأقل، هذا هو الحال بالنسبة لرام.»
حقيقة أن المستقبل الذي خطته أفكارهما، في اللحظة الأخيرة، كان واحدًا، منحت ريوزو الشجاعة التي تحتاجها لتُكمل.
كانت كلمات رام بمثابة عزاء حاد ومواساة بلهجة تأنيب. كان هذا بالضبط أسلوبها. ارتعشت شفاه ريوزو قليلًا وهي تستوعب تلك الكلمات، ثم أمسكت بيد غارفيل بيدها النحيلة، فأمسك هو الآخر بيدها دون أن ينبس بكلمة. كان هذا كافيًا.
«—الأمر بين يديك، يا سوبارو الصغير.»
لقد كان كما قالت رام؛ كيفما كانت البداية، وإن كانت زائفة، فلا يعني ذلك أن كل ما جرى بعدها بات ملطخًا بذلك الزيف. تقبلت ريوزو تلك الكلمات من أعماق قلبها.
جاء الصوت من خلف الفتاة، ومن ثم مباشرة أمام ريوزو. ومن كوخ في عمق المستوطنة، خرجت امرأة تنضح بهالة بيضاء نقية.
كلما تفكر سوبارو في الأمر، أحس بشعور مؤلم من الشوق ينهش صدره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هاكِ، احذري.»
«— بياتريس فقدت صديقة، أليس كذلك؟»
بسبب تردد ريوزو ماير وخجلها، وطباع بياتريس العنيدة، لم تبح أي منهما بصداقة الأخرى حتى اللحظة الأخيرة المطلقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد ظل الحب الطيب الذي خلفته ريوزو ماير، بعد أن غمرها البلور السحري، ينهش قلب بياتريس كأنه لعنة، نابضًا بألم جرح لا يندمل.
برفع صوتها وبكلمات متسارعة، اقتربت بياتريس من ريوزو بخطوات متلاحقة، لكن في منتصف حديثها، توقفت فجأة. الفتاة الذكية وجدت الجواب على سؤالها بنفسها.
«قد لا يكون من اللائق أن أطلب منكِ، وأنتِ طفلة، أن تتصرفي بنضج أكبر، لكن سلوككِ ينقصه التسامح. صحيح أنكِ مميزة، لكن ليس من أجل أن تنظري إلى الآخرين بازدراء. يبدو أنني أكرر هذا الكلام كثيرًا.»
أخيرًا فهم سوبارو السبب وراء رفض بياتريس له، ورغبتها الصادقة في الموت.
ذلك الجرح في قلب بياتريس، الناجم عن فقدان صديقتها الوحيدة، ظل ندبًا باقيًا منذ ذلك الحين. الأمل الذي تعلقت به لاحقًا، بلقاء ذلك الشخص كما أمرتها والدتها، لم يتحقق، وكان الزمن قد أنهك روحها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قالت بياتريس، وهي تحتضن ركبتيها، وقد احمرَّ وجهها بانزعاج طفولي. كانت تجلس على جذع شجرة، وكلماتها تنضح بنبرة غاضبة. عندها، ارتسمت على وجه ريوزو ابتسامة غامضة، تحمل شيئًا من الحيرة.
—الأربعمائة سنة التي قضتها بياتريس كانت فراغًا، ويدها الممدودة لا تزال تبحث عمّا فقدته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخفى روزوال حزنه العميق خلف نظراته، ثم التفت نحو ريوزو. لم يظهر على وجهه الشاب أي أثر للضعف، بل انعكس فيه احترام عميق لريوزو، التي كانت عزيمتها صلبة بقدر عزيمته.
«… ريوزو، هل سبق لبياتريس أن التقت بك أو بالآخرين؟»
برفق، نزعت ريوزو أصابع بياتريس من على كمها.
«لا، لم تلتقِ بنا. لم تطأ السيدة بياتريس هذه الأرض منذ أن ولدنا كنسخ. لطالما تساءلت؛ أليس من الأجدر أن نلتقي بها؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسمت إيكيدنا، وقد ارتسمت على وجهها بسمة هادئة وهي تنظر إلى وجه بياتريس العابس، ثم التفتت نحو ريوزو.
تحدثت شيما كممثلة للنسخ، وكان سوبارو يتفق جزئيًا مع رأيها.
نادى روزوال إيكيدنا بصوتٍ أشبه باللهاث، ولم يكن نداءه يحمل ثقةً في حكم معلمته؛ بل كان يحمل معنى: «لا يمكن أن تكوني جادة…»
في النهاية، النسخ مختلفة عن الأصل، وحتى لو التقت بياتريس بريوزو وبالآخرين، فلن يكون ذلك لقاءً بريوزو ماير نفسها. قد يزيد ذلك من جرحها فقط. لكن—
«إذا فعلنا هذا، هل يعني ذلك أن هذه الأرض… أن الملجأ سيُنجى؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…حقًا؟»
«كانت تلك رغبة ريوزو ماير الأخيرة، أليس كذلك؟ أن يصبح هذا المكان ملجأا، حيث يمكن للجميع أن يبتسموا… وأن تكون بياتريس جزءًا من ذلك.»
«ربما كان كذلك. لم يتحقق ذلك، لكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أكان ذلك لمجرد لمسة بسيطة من السحر المظلم، أتساءل؟ لا داعي لتضخيم الأمر.»
«أتعلمين، أنا لا أفعل هذا لأنني أريده حقًا. سلب الأرواح يؤلم قلبي. سماع الصرخات يفسد مزاجي. أن يلعنني الآخرون يعني أن أعيش حياة كئيبة… هل توفرين عليَّ الوقت؟»
«بالتأكيد، مرور أربعمائة عام يُعتبر متأخرًا بعض الشيء… لكن لم يفت الأوان بعد.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يلتئم جرح بياتريس لأن الزمن بالنسبة لها ظل متوقفًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مهما كان الجرح صغيرًا، لن يشفى إذا لم يتحرك الزمن للأمام. ولهذا السبب—
ضيَّقت رام عينيها الورديتين ببطء، وحدَّقت في سوبارو بصمت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—هذه المرة، سأحطم زمنها المتوقف.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قبض سوبارو يده، ودفعها للأمام وهو يتحدث بحزم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان شعور من الحماسة قد اشتعل داخل صدره. وفي أعماق عينيه، لاح بريق نور. أمام ذراعه، كانت هناك فتاة يرغب في الوصول إليها.
«هل يُعَدُّ هذا أمرًا غير متوقع، أتساءل؟ بالنسبة لبيتي، أمي هي كل شيء… أنتم وسكان هذا المكان محظوظون بوجودها. وعندما ينتهي كل هذا على خير، ألا ينبغي عليكم رد الجميل لها بجدية، أتساءل؟»
«… لطالما كنت أخشى أن رفع الحاجز قد يكون تعديًا على رغبات سلفنا ريوزو ماير.»
«—أفهم. إذًا، لا حرج في أن أستخدم سحرًا مضادًا للرد عليكِ بنفس الطريقة. حسنٌ، جيد أن أعرف ذلك.»
استمعت شيما لتصريح سوبارو، وهزت رأسها ببطء وهي تتحدث. كانت خصلات شعرها الوردي الفاتح تتمايل في حركة بدت لسوبارو كأنها تعبير ملموس عن قلقها الداخلي.
ببرود، انحنى رجل بدا عليه الإرهاق الشديد ونظر إلى روزوال وهو ينطق بهذه الكلمات.
«مع مرور الزمن، تتغير العصور كذلك. كان هناك وقت عندما أُجبر أفراد جماعتنا، الذين عُرفوا سابقًا بلعنة الدم، على اللجوء إلى هذا المكان… لكن في الآونة الأخيرة، أُحسِن التعامل مع ذوي الدم المختلط. كنت أخدع نفسي، متخذةً من رغبة جدتنا ذريعة.»
فجأة، شعرت بجذبٍ خفيفٍ على كمَّها.
«… أفهم قلقك. ليس هذا بعيدًا تمامًا عن مسألة الدم، لكن هناك تمييزًا قائمًا على المظهر الخارجي هنا وهناك. وحتى لو خرجت من الغابة، قد تواجه بعض التجارب المريرة. لكن…»
«إذًا… إذا كنتِ تفهمين، فلماذا…؟»
كان في ذهن سوبارو صورة مرشحات الانتقاء الملكي متجمعات في القصر. هناك، عبَّرت إميليا عن إرادتها بالكلمات، وتحدَّت الشرور الموجهة نحوها بشجاعة. كانت مثاليتها قد بدأت في رسم طريق يقود إلى العالم الذي تمنته ريوزو ماير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «يجب ألَّا ننسى أن نعامل السيدات بلطف، مهما كانت الفوارق بيننا… ولكن إذا كان لي طلب بسيط، فلا أحب أن يُناديني أحد بلقبي العائلي. هل يمكنكِ مناداتي باسم روزوال؟»
على الأقل، هذا ما آمن به سوبارو. وآمن بأن إميليا ستنجح في تحقيقه.
«هل يمكن أن يكون هذا ممكنًا، أتساءل…؟ مَهْمَا كان رأيك في الأمر، المعنى الحقيقي لهذا المكان لم يكن أبدًا من أجلكم…!»
«عندما تحقق إميليا ذلك، سيبدأ الملجأ المُكتمل من جديد. وعندما تُصحح الأمور، سيصبح بإمكان أي شخص أن يعتبر العالم بأسره ملجأا.»
لن توفر إميليا جهدًا في سبيل هذا الهدف. لم يكن يستطيع الجزم بما قد يفعله المرشحون الآخرون جميعًا، لكنه كان يرى أن نصفهم على الأقل قد يعملون من أجل المصلحة العامة.
وكان دوره هو دعمها عن قرب حتى يحين اليوم الذي تُشاد فيه أفكارها وتُرفع عاليًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا، إن قبلتِ بتعليمي، سأكون سعيدة جدًا.»
«يا له من حلم جميل يطرب له السامع… إنها كلمات حسنة النبرة ولا شيء أكثر.»
«إن لم تكن تقاوم، فهي ليست إيكيدنا. وإذا لم تكن إيكيدنا… فلا يهمني أمرها، أليس كذلك؟»
وكان يحدث بين حين وآخر أن تفاجئهم إيكيدنا وسط مشاجرتهم، فيبهت وجه كل من روزوال وبياتريس من الرعب، مما يثير الضحك بين سكان المستوطنة جميعًا.
«لكنني عازم عليها بكل جوارحي!»
كان عمره يقارب العشرين عامًا، بشعر بني محترق مربوط إلى الخلف. ظهرت تحت عينيه هالات داكنة كمَن يعاني من مرض العضال، وكان وجهه شاحبًا وقامته منحنية. بدا كما لو كان منفصلًا تمامًا عن الحياة، منهكًا لدرجة أنه بالكاد استطاع ارتداء ملابسه والتحرك.
عندما تهادت كلمات شيما بشفتيها متهكمةً بتعليق متكاسل، ضرب غارفيل صدره بقوة. مبتسمًا بابتسامته ذات الأنياب الحادة، أومأ غارفيل لسوبارو بوجه خالٍ من الشكوك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا تدعها تظل كلمات وحسب، أيها القائد… حتى لو اضطررت إلى ركل الأميرة… السيدة إميليا في مؤخرتها!»
بعدما سمعت رد ريوزو، وجهت إيكيدنا توبيخًا صارمًا لبياتريس. ورغم أن ملامح الفتاة بدت شاحبة بخيبة أمل، كانت ريوزو مشغولة للغاية بارتباكها لتلاحظ ذلك.
«لن أتعامل بخشونة مع مؤخرة إميليا تان الجميلة هكذا. لكنني أفهمك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بياتريس ليست فتاة صريحة، كما تعلمين. من الجيد أنكِ لا تجدين صعوبة في التعامل معها…»
«ربما… هذا صحيح.»
بدت شيما متأثرة بتبادل الحماسة بين غارفيل وسوبارو.
لم تتذكر ريوزو مَن الذي قال ذلك. لكنها ظلت تحفظ تلك الكلمات في قلبها منذ ذلك اليوم.
«العالم كله خارج هذا الملجأ… سيصبح هو ذاته ملجأا، تقول؟»
«عندما يحين ذلك الوقت، سيكون من العار البقاء محبوسين هنا. أما بالنسبة لأولئك الذين يبدون نظرات غير مصدقة، يمكنك الرهان على أنني سأكون هناك بابتسامة مغرورة على وجهي وأنا أخبرهم بأنني كنت أول مَن انضم إلى الفكرة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هه، كوكو. فهمت… لا شك أنك ستكون كذلك.»
«—إذا كانت هذه المهمة أكبر من أن تقومي بها وحدكِ، فلا خيار آخر… ستساعدكِ بيتي.»
جاملت شيما سوبارو على أسلوبه المرح بابتسامة. بدا من تعابيرها كما لو أنها ألقت عبئًا ثقيلًا كانت تحمله منذ زمن طويل— لا، لقد كانت تلك الحقيقة بالفعل. أخيرًا، وضعت ذلك العبء جانبًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وفي إلقاء هذا العبء الثقيل الذي حملته وحدها، يمكنها أن تبدأ بالمضي قدمًا من جديد.
«نعم، تمامًا… ها؟! عندما قلتِ رجالًا الآن، هل شملتِني أنا أيضًا؟!»
«اصمت. صوتك يزعجني. محبط. مزعج. بائس. مثير للشفقة.»
«يبدو أننا جميعًا سنسير جنبًا إلى جنب للمضي قدمًا… آه، شيما؟»
وضعت ريوزو يدها على صدرها الضئيل وهزَّت رأسها ببطء، فيما أطلق روزوال زفرة طويلة بعد ردها. ثم وجه بصره نحو إيكيدنا.
«… أوه، لقد وصلتُ فقط إلى حد زمني للتشغيل، لا أكثر. لقد بذلت جهدًا أكبر قليلًا مما ينبغي لشخص في مثل عمري.»
«تقصد أن تكون بيتي معلمة لهذه الفتاة…؟»
بضعف، ردَّت شيما بعبارة هزلية بينما دعمتها رام بجسدها الواهن. من كلمات شيما والطريقة النعسانة التي خفضت بها رأسها، أدرك سوبارو أنها وصلت بالفعل إلى حدودها.
قطع روزوال حديثه وهو يضغط على أسنانه غيظًا.
لقد بلغت حد نسخة تعتمد على إمداد ضعيف من المانا، وتستطيع النشاط فقط في أوقات معينة. لقد انتهى الحديث عن الماضي. سيسمحون لشيما بالنوم، بعد أن أدت واجبها. أما البقية، فقد أُوكلت إلى سوبارو والآخرين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك آخرون من ذوي الخلفيات المشابهة، وقد كانوا لطفاء، حرصوا على حمايتها كونها فتاة صغيرة وضعيفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أعتذر إن أرهقتكِ كثيرًا. لكنكِ أخبرتنا بما أردتُ سؤالكِ عنه وأكثر. شكرًا لكِ.»
«تبًا، يا شيطان الكآبة!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أن أسمع ذلك من شخص يحمل نفس ملامحي يجعلني أشعر كأنني أصبت بالخرف…»
«—الأمر بين يديك، يا سوبارو الصغير.»
«لم أفعل ذلك مع أمي بنية… انتظري، أتوسل إليكِ! هـ-هل يمكن لبيتي أن تطلب من أمي شخصيًا، أتساءل؟ أمي لطيفة مع بيتي، وستستمع لي بالتأكيد…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ربما كان كذلك. لم يتحقق ذلك، لكن…»
عندما شكرها سوبارو، ردَّت شيما برد غامض. بعد ذلك، أسلمت وزنها لرام بينما تخلَّت برفق عن وعيها. المرة القادمة التي ستستيقظ فيها ستكون على الأرجح في اليوم التالي، بعد أن يُحسم كل شيء.
جاء إقرار ريوزو برد مطمئن من إيكيدنا، التي أومأت برضا. ومن خلفها، تمتمت بياتريس بصوت خافت فيه شيء من الحزن.
«نعم، تلك الآمال منذ أربعمائة عام في يدي الآن… وهي ثقيلة حقًا…»
«لست هنا لسبب محدد… مجرد تمضية الوقت، كما أتساءل؟»
لم تكن شيئًا يمكنه أن يوكل به آخرين، وبالتأكيد يس شيئًا يستطيع أن يسقطه عند قدميه. حملها بكلتا يديه، وإن لم يكفي ذلك، فسوف يلتمس ويستعير أيدي الآخرين.
«بأي حال، أريد السماح لشيما بالراحة… رام، هل يمكنني ترك هذا الأمر لك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بأي حال، أريد السماح لشيما بالراحة… رام، هل يمكنني ترك هذا الأمر لك؟»
«قائد، طريقتك في الكلام توحي وكأنك قابلت الساحرة… أما أنا، فقد اجتزت الأمر وانتهى. لم أقابل الساحرة. ولن أتحدث عن ما جرى في الداخل بعد الآن.»
«كوخ غارف المتداعي… أو بالأحرى، مخبأ السيدة شيما، هو الأقرب.»
«هيه، إن كنت ستذهبين إلى هناك، فيمكنني المجيء معكِ…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—بمعنى آخر، باروسو قد قابل ساحرة الجشع؟»
«آآآه، من فضلك انتظر. غارفيل، لا تزال الأمور مبكرة جدًا عليك لتتجاوز حدودك. إن أردتِ يا الآنسة رام أن يكون لكِ مرافق، فلنسأل الآنسة ريوزو للقيام بذلك.»
«آهننن؟»
بينما كانت رام تحتضن شيما، حاول غارفيل أن يتطوع لمساعدتها، لكن أوتو أوقفه. أثارت هذه الحركة زمجرة من غارفيل، إلا أن رام قالت بلا مبالاة: «أعتقد أن هذا منطقي.»
مع إيكيدنا، تلاشت مشاق حياتهم اليومية، وتوفرت احتياجاتهم على نحوِ جيد، دون أن تطلب في المقابل شيئًا من أحد.
«إذا جاء غارفيل الفظ والوقح وأزعج راحة السيدة شيما، فسنكون كمَن يضع العربة أمام التنين. سأشعر بالذنب إذا تركت رجالًا عديمي الحس والاعتبار بجانبها بدلًا من السيدة ريوزو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم، تمامًا… ها؟! عندما قلتِ رجالًا الآن، هل شملتِني أنا أيضًا؟!»
«نعم، تلك الآمال منذ أربعمائة عام في يدي الآن… وهي ثقيلة حقًا…»
تجاهلت رام صرخة أوتو الاعتراضية، وأخذت شيما وريوزو معها وغادرت. وبينما غادر هؤلاء الثلاثة الذين يحملون نفس لون الشعر، تمتم أوتو مفكرًا: «أظن أن رام ما زالت تشتبه بنا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«حسنًا، رام تتمتع بحدس قوي، لذا من الممكن تمامًا. لكن حقيقة أنها سمحت لنا بالمضي قدما تعني… لا، حقيقة أنها تعاونت معنا من الأساس تعني أنها في صفنا، أعتقد ذلك بثقة.»
أومأ سوبارو برأسه بعمق على تعليق أوتو، وانحنى برأسه نحو ظهر رام التي اختفت بالفعل. لم يستطع مجاراتها.
«ما حدث كان الدمار. وهنا ظهرت الحقيقة الكامنة وراء وجود الملجأ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مهلًا، لا تتركوني في الظلام! ما الذي يحدث؟ اشرحوا لي الآن. يا إذا تركتم الأمور هكذا، فهذا أشبه بـ مورغللو العشرة وواحد، اللعنة!»
«أنتِ مخطئة…! بيتي… بيتي لم تنوي ذلك…»
عندها، صاح غارفيل بصوت عالٍ غير قادر تمامًا على مواكبة المحادثة. فقال له سوبارو، مخاطبًا غارفيل الغاضب: «بشأن ذلك، غضبك يجعل الأمور أكثر تعقيدًا، وهذا بالضبط لماذا أردت أن نبقي البطاقة العشوائية رام بعيدة عن هذا. لا يبدو أن ذلك كان ذا جدوى كبيرة، على الأرجح تخفي حالتها المتدهورة أيضًا.»
رغم كونه الضحية، كان لدى سوبارو الكثير مما أراد قوله لمرتكب الجريمة غير المبالي، لكن السبب الأساسي كان عدم حذره هو نفسه. ليس أمامه خيار سوى تحمُّل الخزي والعار.
«… أتساءل، هل بيتي ليست بخير تمامًا حتى وهي وحدها…؟»
«إبعاد رام عن هذا؟ مهلًا، ما زلت لا أفهم ما الذي تتحدث عنه…»
«همف! تصمتين مجددًا. هل أنتِ فتاة مملة وجبانة يا ترى؟»
«—من هذه النقطة، سنقتحم مقر المركيز ميزرس، كما ترى. مع يدي غارفيل الاثنتين، واثنين من الأشخاص العاجزين، أنا واثق أننا سنتدبر الأمر بطريقة ما.»
قاطعت ريوزو كلمات بياتريس وهزت رأسها بعمق، لأنها كانت تعرف هذا بالفعل.
بينما سكت غارفيل محاولًا أن يقرر كيف ينبغي أن يرد، أومأ أوتو له. وبينما كان ينظر نحو الثنائي، استمر سوبارو في التفكير في القبر— ومحاكمة إميليا.
ومع ذلك، ها هو روزوال ممدد على الأرض، يلهث، نافثًا زبدًا ممزوجًا بالدم.
غطَّى سوبارو وجهه الأحمر بكلتا يديه، فيما خفض أوتو كتفيه بنظرة متعبة.
«عليَّ العودة قبل أن تأتي إميليا تان منتصبة الصدر، فخورة بنفسها…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
////
«ما بكِ، يا ترى؟ إن لم يعجبكِ الأمر، فلا نية لدى بيتي في فرضه عليك. ليس وكأنني متحمسة لذلك…»
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
عندما تبتلعها تلك النور، ستتمكن من تحويل المكان إلى ملجأ حقيقي.
في الآونة الأخيرة، بدأت إيكيدنا تزور المستوطنة بازدياد. أحب الجميع الساحرة، فقد كانت المنقذة لهم جميعًا، بما في ذلك ريوزو. منحهم وجودها وطنًا يحتضنهم، وهو امتنان لم يستطع أحدهم التعبير عنه بما يكفي.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
